هل الصابئة عباد الكواكب لا خوف عليهم ...؟ (البقرة62).

قالوا : إن القرآن ذكر أن الصابئة هم مجموعة من الناس يعبدون النجوم ، ونجدهم اليوم في العراق ولبنان وإيران .... قال القرآن في حقهم لا خوف عليهم ولا هم
يحزنون... أليسوا مشركين ؟!

تعلقوا على ذلك بما جاء في قوله  :  إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)  (البقرة).


الرد على الشبهة


أولاً : قبل أن أقوم بالرد على المعترضين ، أبين للقارئ الكريم من هم الصابئة وما هو اعتقادهم وأين يعيشون...

الصابئة ديانة ، ذكرها الله  مع الأديان كما قال في ( سورة الحج 17) :  إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ .
قال بعضُ أهل العلم : يعاملون معاملة المجوس....

قال الشيخ مشهور حسن آل سلمان في موقعه الرسمي : الصابئة يعتقدون بنبوة يحيى عليه السلام, ومن الصابئة فرقة بدلت وغيرت، وهي مشركة في أصولها، تعظم الكواكب، وهم موجودون الآن في جنوب العراق ، وفي إيران ويعرفون بصابئة البطائح . ومنهم من يعبد الملائكة ، ويتجهون للنجوم والكواكب ، ويعظمون جهة القطب الشمالي ولهم كتاب مقدس يسمى ( الكنزارية) يعتقدون أنه صحف آدم . وفيه موضوعات كثيرة عن نظام تكوين الكون ... وفيه أدعية وقصص... ومنه نسخة خطية كاملة في المتحف العراقي. وقد طبع في لا يزفغ في ألمانيا الشرقية سنة 1867م . وطبع قبله سنة1815في كوبنهاجن ولهم كتاب سمى "دراشا أديهيا" إيك تعاليم يحيى ، ولهم كتاب يسمى : (قماها ديقهل زيووا ) هذا من مئتي سطر يعتقدون أن من يحمله لا يؤثر فيه الرصاص والسلاح . وهو شبيه بالحجب والتعاويذ ....
ويعتقدون بالإله الواحد . ويعتقدون أن هناك ثلاثمائة نفس ليسوا بملائكة ، ولا جن ، ولا إنس , وهم نحت الآله وكل منهم متخصص بشيء, فواحد بالليل وآخر بالنهار وآخر بالشمس ، وهكذا وهؤلاء لهم أزواج والولد يكون بمجرد الكلمة, وهذه من الخرافات والوثنيات موجودة عندهم . وعندهم ثلاث صلوات صلاة قبل الشروق وصلاة عند الزوال , وصلاة عند الغروب . ولا يصومون ولا يعترفون بالصوم ولا يؤمنون بالجنة والنار . عندهم عقيدة التناسخ، فالمحسن روحه تذهب إلى من هو أحسن منه . والمسيء روحه تحل في كلب أو خنزير . أهـ


ثانيًا : إن الآية الكريمة التي معنا تتكلم عن صنف من هؤلاء الصابئة هم الصنف الموحد قبل المسيحية ؛ هذا الصنف الذي أمن بالله  إيمانًا صحيحًا جانب الشركيات الحالية وهم لا خوف عليهم وهم يحزنون.....

قال  في شأنهم : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)  (البقرة).

نلاحظ قوله :  مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا.

والمعنى : إن اليهود والنصارى الصابئين الأوائل الذين لم يبدلوا دينهم الذين ودعوا للتوحيد والأيمان بالبعث والنشور لا خوف عليهم ولاهم يحزنون.

ثم إن الله ذكر الصابئة في موضع آخر وذلك لما قال : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17)  (الحج).

المعنى : أن كل دين من هذه الديانات السابقة حرف وحاد عن التوحيد الخالص فمنه من حرف وبدل ، ومن من لم يبدل ... فالله  يفصل بينهم يوم القيامة يحكم على المبدل والمحرف بالجحيم ويحكم على الموحد بالنعيم .... أما الآية الأولى لها شرط للسلامة والأمان وهو : من أمن بالله إيمانًا صحيحًا ولم بدل ويحرف.....


كتبه / أكرم حسن مرسي
باحث في مقارنة الاديان