القرآن الكريم والنظريّة النّسبيّة
النّسبيّة هي من المفاهيم الحديثة في علم الفيزياء ، ومن القضايا النّسبيّة في علم الفيزياء : الحركة ، حيث تعتبر الحركة مفهوم نسبي ، فيمكن لجسم ما أن يكون ساكناً ومتحرّكاً في الوقت نفسه ،إذ يكون ساكناً بالنّسبة لجسم ومتحرّكاً بالنسبة لجسم آخر، ولنضرب مثلاً على ذلك : في حالة زميل لنا يركب معنا سيّارة فهو ساكن بالنّسبة لنا ومتحرّك بالنّسبة لشخص آخر يقف على الرّصيف ، وكذلك فالقطار متحرّك بالنّسبة للأشجار المزروعة على جانبي الطريق ، ويكون ساكناً بالنّسبة للقاطرة المرتبطة معه.
ولو رجعنا إلى القرآن الكريم لوجدنا أنّ مفهوم النسبية قد ورد ذكره قبل أن يعرفه العلماء بمئات السّنين ، قال الله تعالى :
" وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمرّ مرّ السّحاب " ( النمل 88 )
إذاً فإنّ الجبال التي نراها أمامنا ساكنة ثابتة لا تتحرّك هي ليست كذلك ، فهذه الجبال تتحرك بحركة الأرض ولكننا لانشعر بهذه الحركة بل يشعر بها مراقب يراقبها من خارج الكرة الأرضيّة ، لقد أصبحت هذه الأمور في يومنا هذا واضحة وبالأخص بالنسبة للعلماء الذين اخترعوا المركبات الفضائية وخرجوا بواسطتها الى الفضاء الخارجي . قال الله تعالى :
" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنّه الحق أولم يكف بربّك أنّه على كلّ شيء شهيد " ( فصّلت 53 )
من كتاب " خواطر علمية من كتاب الله "
لمؤلفه محمد صفوح الموصللي
دمشق