-
بسم الله الرحمن الرحيم
عجبي لا ينقضي من الخبل الذي وصل إليه بعض الناس حتى أن بعضهم لا يكاد يُبين ثم ينتقد بلاغة القرآن !!!
على كل حال فالقرآن من البلاغة بحيث أعجز العرب أهل البلاغة وسدنتها عن الإتيان بمثله أو بسورة من مثله بل وآية من مثله ... فليس معقولا بطبيعة الحال وبعد اربعة عشر قرنا أن يأتي من يشكك في بلاغة القرآن ممن لا يصل إلى كعب أحد شعراء العرب وينتقد بلاغة القرآن في الوقت الذي لم ينتبه لهذا النقد فطاحلة اللغة وجهابذتها
وهنا مسائل متعددة قبل الرد على ما ورد بشأن هذه الآيات الكريمة ..
أولا: العرب الأوائل وهم أهل الفصاحة بلا جدال أبهرهم أسلوب القرآن ووقفوا أمامه عاجزين ... ولو وجدوا مثل الانتقادات المذكورة في الآيات مثار الشبهة لما ترددوا في طرحها وإثبات عدم صحة القرآن .. تقول الدكتورة هناء الربيعي:
يقوم مفهوم الإعجاز البياني على محاولة تفسير سبب الإعجاز الحاصل في القرآن في ضوء قواعد اللغة ومقاييسها مما ألفه العرب في كلامهم فالقرآن نزل "بلسان عربي مبين" ومحاولة تفسير سبب عجز العرب عن الإتيان بمثله أو ببعضه مثلما تحداهم أمر أثار حيرتهم ودهشتهم ولكنهم لم ينكروا التأثير الذي أحدثه في نفوسهم فمعرفتهم بأمور اللغة أتاح لهم أن يعترفوا بأن هذا القرآن معجز في لغته وتأثيره معا وإن لم يصرحوا بذلك أحيانا ... ا.هــ
فالعرب إذن أقروا ببلاغة القرآن واعترفوا بأنه معجز لهم ولم ينتقدوا فيه موضع كلمة
ثانيا: أجمع أهل البلاغة على أن القرآن بأكمله معجز وأنه احتوى البلاغة في أعلى ذروة لها حتى لو جئنا لننزع لفظا من ألفاظه ونستبدله بآخر لاختل المعنى تماما كما اختل عقل من انتقد بلاغة هذه الآيات ..
يقول الامام الخطابي رحمة الله عليه:
" وإنما يقوم الكلام بهذه الأشياء الثلاثة: لفظ حامل ، ومعنى به قائم، ورباط لهما ناظم. وإذا تأملت القرآن وجدت هذه الأمور منه في غاية الشرف والفضيلة حتى لا ترى شيئا من الألفاظ أفصح ولا أجود ولا أعذب من ألفاظه.
وقد توجد هذه الفضائل الثلاث على التفرق في أنواع الكلام فأما أن توجد مجموعة في نوع واحد منه فلم توجد إلا في كلام العليم القدير الذي أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا. فتفهم الآن واعلم أن القرآن إنما صار معجزا لأنه جاء بأفصح الألفاظ في أحسن نظوم التأليف مضمنا أصح المعاني من توحيد له عزت قدرته، وتنزيه له في صفاته، ودعاء إلى طاعته وبيان بمنهج عبادته من تحليل وتحريم وحظر وإباحة ووعظ وأمر بمعروف ونهي عن منكر وإرشاد إلى محاسن الأخلاق وزجر عن مساوئها واضعا كل شيء منها موضعه الذي لا يرى شيء أولى منه ا.هـ
يتبع بحول الله القدير
التعديل الأخير تم بواسطة ابو علي الفلسطيني ; 30-03-2013 الساعة 04:15 PM
سَلامٌ مِنْ صَبا بَرَدى أَرَقُّ ....ودمعٌ لا يُكَفْكَفُ يا دمشقُ
ومَعْذِرَةَ اليراعةِ والقوافي .... جلاءُ الرِّزءِ عَنْ وَصْفٍ يُدَّقُ
وذكرى عن خواطرِها لقلبي .... إليكِ تلفّتٌ أَبداً وخَفْقُ
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة ismael-y في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 04-04-2012, 02:50 PM
-
بواسطة الكاشف السريع في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
مشاركات: 18
آخر مشاركة: 11-09-2011, 11:58 PM
-
بواسطة fares_273 في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 05-06-2009, 01:56 AM
-
بواسطة Yasir في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 09-03-2008, 09:54 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات