الشّمس
تعتبر الشّمس نجم من الحجم المتوسط من حيث الضّخامة ودرجة الحرارة ومع ذلك
فهي أكبر من الأرض بأكثر من مليون مرّة ، وهي مكوّنة من كرة هائلة من الغازات الملتهبة ويحيط بها جو غازي مضيء يدعى الهالة . وتشبه الشّمس فرن نووي كبير يتحوّل فيه غاز الهيدروحين إلى غاز الهيليوم ، وينشأ عن هذا التحوّل حرارة وضوء وأشعّة ، وهذه الأشعّة يمتصّ معظمها الغلاف الجوّي المحيط بالأرض ، ولا يصل إلينا من هذه الأشعّة سوى كمّية قليلة ملائمة للحياة .
"
وجعلنا السّماء سقفاً محفوظاً وهم عن آياتها معرضون " ( الأنبياء 32 )
وأفضل وقت لدراسة الشّمس وقت كسوفها عندما يتوسّط القمر بين الأرض والشّمس ويستطيع العلماء تحديد وقت الكسوف قبل حدوثه بوقت طويل وبدقّة عالية نتيجة حساب مسارات الشّمس والقمر والأرض وقد يسّر الله تعالى لهم ذلك .
"
الشمس والقمر بحسبان " ( الرحمن 5 )
ومن حيث التركيب الكيماوي للشّمس فهي بالأصل مكوّنة من هيدروجين فقط ولكنّها اليوم مكوّنة من 80 بالمئة هيدروجين و20 بالمئة هيليوم وذلك نتيجة استهلاك وتحوّل قسم من هيدروجينها إلى هيليوم والنّتيجة أنّ الشّمس مع مرور الزّمن يستهلك منها الهيدروجين ، وسوف يأتي يوم لا يبقى فيها هيدروجين وبالتالي يتوقف نورها عن الصدور وكذلك بقية النجوم .
"
إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت " ( التكوير 1 - 2)
وهنا يطرح التّساؤل التالي : إذا كانت الشّمس مضى على تكوينها ملايين السّنين ولم يستهلك منها سوى 20 بالمئة من الهيدروجين فهل يعني هذا أنّها يمكن أن تبقى ملايين السّنين حتى يستنفد هيدروجينها ؟ .
"
فاصبر صبراً جميلاً إنّهم يرونه بعيداَ ونراه قريباً " ( المعارج 5 -6-7 )
والجواب العلمي على ذلك : إذا كانت الشّمس قنبلة نوويّة تتفجّر ببطء وتعطي الحرارة والضّوء فهي تلعب دور الأفران النوويّة (المفاعل النووي) في حياتنا ، ولكنّها بقدرة الله عزّ وجلّ يمكن أن يحدث فيها التّفاعل بسرعة هائلة وخلال زمن قصير ويستهلك فيها الهيدروجين بكامله وتعطي قدرة هائلة هي وبقيّة النّجوم لتعطي التغيّرات الكونيّة اللّازمة ليوم القيامة عندئذ تصبح السّماء كالمعادن المصهورة .
"
يوم تكون السّماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن " ( المعارج 8- 9 )
وكلنا نذكر ما حدث في المفاعل النووي { شرنوبل} الذي كان يستخدم لأغراض سلميّة ، والذي كان من المفروض أن يعمل لسنوات عديدة ، حدث فيه خلل بسيط أدّى إلى تفاعلات سريعة حوّلته هو والمنطقة المحيطة به خلال ثوان معدودة إلى جحيم وبركان .
من كتاب خواطر علمية من كتاب الله
لمؤلفه محمد صفوح الموصللي
دمشق