هل خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام أم ثمانية أيام ؟! (فصلت).

قالوا : إن هناك تناقضًا حول مدة خلق السماوات والأرض ، فآيات القرآن تقول: ستة أيام ، وهناك آيات في سورة فصلت تقول : ثمانية أيام ؛ أليس هذا تناقضًا أيها المسلمون ؟

تعلقوا على ذلك بما جاء في الآتي :

1-قوله  :وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)(ق).

2-قوله  :  قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) (فصلت).


الرد على الشبهة


أولاً : ليس في القرآن الكريم أن الله  خلق السماوات والأرض في ثمانية أيام ؛ وما ادعاؤهم إلا نتاج استنتاجات باطلة....


ثانيًا : إن قولهم بأن آيات سورة فصلت تقول : إن الله خلق السماوات والأرض في ثمانية أيام قول باطل ؛ ناتج استنتاج فاشل...

إن الله  خلق السماوات والأرض في ستة أيام في كل آيات القرآن حتى في آيات فصلت التي تقول :  قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) (فصلت).

الملاحظ من الآية : أنها تفسر كيفية خلق الأرض بتفصيل مبين ؛ فتذكر أن الله 
خلق الأرض في يومين ثم أمدها  بما يصلح لها وللإنسان في يومين آخرين ، بهذا تكون قد خلقت تمامًا في أربعة أيام ، ثم خلق بعد ذلك السماوات وزينها ؛ وبذلك يكون  قد خلق الأرض وقدر رزقها في أربعة أيام ، وخلق السماوات في يومين ، وبذلك يكون الجموع ستة أيام.

جاء في التفسير الميسر: قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين موبخًا لهم ومتعجبًا من فعلهم: أإنكم لتكفرون بالله الذي خلق الأرض في يومين اثنين، وتجعلون له نظراء وشركاء تعبدونهم معه؟ ذلك الخالق هو رب العالمين كلهم. وجعل سبحانه في الأرض جبالا ثوابت من فوقها، وبارك فيها فجعلها دائمة الخير لأهلها، وقدَّر فيها أرزاق أهلها من الغذاء، وما يصلحهم من المعاش في تمام أربعة أيام: يومان خلق فيهما الأرض، ويومان جعل فيها رواسي وقدر فيها أقواتها، سواء للسائلين أي: لمن أراد السؤال عن ذلك؛ ليعلمه. ثم استوى سبحانه وتعالى، أي قصد إلى السماء وكانت دخانًا من قبلُ، فقال للسماء وللأرض: انقادا لأمري مختارتين أو مجبرتين. قالتا: أتينا مذعنين لك، ليس لنا إرادة تخالف إرادتك. فقضى الله خلق السماوات السبع وتسويتهن في يومين، فتم بذلك خلق السماوات والأرض في ستة أيام، لحكمة يعلمها الله، مع قدرته سبحانه على خلقهما في لحظة واحدة، وأوحى في كل سماء ما أراده وما أمر به فيها، وزيَّنا السماء الدنيا بالنجوم المضيئة، وحفظًا لها من الشياطين الذين يسترقون السمع، ذلك الخلق البديع تقدير العزيز في ملكه، العليم الذي أحاط علمه بكل شيء.

قلتُ : وبالمثال يتضح المقال قال الشيخ الشعراوي -رحمه الله -: وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى  لو أنك سافرت إلى الإسكندرية ومررت بطنطا, فقلتَ: لقد سافرت إلى طنطا في ساعتين وإلى الإسكندرية في أربع ساعات , فهل الساعتان اللتان وصلت فيهما إلى طنطا منفصلتان عن الأربع ساعات التي وصلت فيها إلى الإسكندرية , أم أنهما داخلتان فيها ؟

وبذلك أكون قد نسفت الشبهة نسفًا -بفضل الله - .


ثالثًا : إن الأمر المثير للدهشة حول خلق السماوات والأرض في كتاب المعترضين أمرين ؛ الأمر الأول : هو أن الله ضعيف وذلك لما خلق السماوات والأرض في ستة أيام تعب واستراح في اليوم السابع ...
والأمر الثاني : أن الكتاب المقدس يقول: إن الأرض مربعة له وزوايا أربعة ؛ في حين أن العلماء يقولون: إن الأرض كروية ، وليست مربعة كما أكد القرآن الكريم ....

بيان ما سبق في الآتي :

أولا: لما خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام تعب فستراح في اليوم السابع ؛ جاء ذلك في الآتي :
1- سفر التكوين إصحاح 2 عدد 2 وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل.فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل.
3وبارك الله اليوم السابع وقدسه لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقًا.

1- سفر الخروج إصحاح 31 عدد 17 هو بيني وبين بني إسرائيل علامة إلى الأبد؛ لأنه في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض وفي اليوم السابع استراح وتنفّس.

ثانيا : الكتاب المقدس الذي يؤمن به المعترض يقول إن السماء مربعة لها زويا ، وهذا يخالف العلم الحديث ؛ جاء ذلك في الآتي :

1- سفر الخروج إصحاح 7 عدد 2وأنت يا ابن آدم فهكذا قال السيد الرب لأرض إسرائيل نهاية قد جاءت النهاية على زوايا الأرض الأربع.

2- رؤيا يوحنا إصحاح 7 عدد 1وبعد هذا رأيت أربعة ملائكة واقفين على أربع زوايا الأرض ممسكين أربع رياح الأرض لكي لا تهب ريح على الأرض ولا على البحر ولا على شجرة ....

3-رؤيا يوحنا إصحاح 20 عدد 8 يخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض جوج وما جوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر. لا تعليق !

كتبه : أكرم حسن مرسي
السبت 22 /3/2013 م
الساعة العاشرة والنصف صباحا

كتبه : أكرم حسن مرسي
السبت 22 /3/2013 م
الساعة العاشرة والنصف صباحا