هل جنة عدن واحدة أم اثنان أم أكثر؟

قالوا : القرآن لما تحدث عن جنة عدن ؛ لم يحدد لنا اعددها ؛ فهل هي جنة واحدة أم اثنان أم أكثر ؛ فهناك آية تقول : جنة ، وثانية تقول : جنتنان ، وثالثة تقول : جنات ....

تعلقوا على ذلك بما جاء في الآتي :

1- قوله : إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ( يس 55).

2- قوله : وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (الرحمن 46).

3- قوله : إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (القمر 54).


الرد على الشبهة


إن الجنة حينما تأتي بصيغة المفرد ، فهي الوصف العام لمجموع الجنان....

فمثلاً : لو أن هناك قرية جميلة مليئة بالأزهار والأشجار.....
وقال أحد الناس عنها: "جنات" ؛ نظرًا لما فيها من جمال الأزهار والأشجار وتعددها واختلافها ....
ولو أرد أن يصف أزهارًا و أشجارًا عن اليمن وعن الشمال لقال : " رأيت جنتين" ، لكان صادقا....
ولو قال عن القرية بأكملها : " رأيت جنة " لكان صادقًا فالجنة وصف مجمل إما لجنتين ، أو لجنات ....


وعليه : فالمؤمن حينما يدخل الجنة , و ينظر عن يمينه يجد جنة , وعن شماله يجد جنة , وهو بذلك رأى جنتين ، وإذا تجول في الجنة فقد وجد جنات , وبذلك فهي جنة ، وجنتان ، وجنات...
يدعم ما سبق بيانه ما جاء قفي صحيح البخاري برقم 2598 عن أَنَس بْن مَالِكٍ
أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بِنْتَ الْبَرَاءِ وَهِيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ أَتَتْ النَّبِيَّ r فَقَالَتْ :يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ قَالَ : " يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى".

نلاحظ قوله r: " إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ ".

وبذلك أكون قد نسفت الشبهة نسفًا - بفضل الله -

كتبه / أكرم حسن مرسي
الجمعة 10 / 3/ الساعة 10 ص