هل اليوم عند الله ألف سنة أم خمسين ألف سنة ؟ (الحج47).

قالوا : إن هناك تناقضًا بين آيتين من القرآن وآية ؛ آيتين تذكرا أم اليوم عند الله مثل ألف سنة ، وفي الآية الثالثة تذكر أن اليوم عند الله خمسين ألف سنة ........؟
أليس هذا تناقض أيها المسلمون...؟

تعلقوا على ذلك بما جاء في الآتي :

1- قوله : وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (الحج47).
2- قوله : يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (السجدة5).
3- قوله  : تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (المعارج4).

الرد على الشبهة

ليس هناك تناقض البتة إلا في عقول المعترضين فقط فلو تدبروا الآيات برمتها لذهب هذا التناقض المزعوم....

الملاحظ من الآيتين : كلمة ( مِّمَّا تَعُدُّونَ ) أي : أن اليوم عند الله في الدنيا يعدل ألف سنة مما يحسب الناس أيامهم فالمعلوم أن الزمن عند الناس يقاس إما بدوران القمر حول الأرض , وهذا هو التقويم الهجري القمري , وإما بدوران الأرض حول الشمس, وهذا هو التقويم الميلادي الشمسي.

أما الآية الثالثة : ليس فيها كلمة مما تعدون ؛ بل تحدثت عن يوم القيامة الذي يحاسب فيه الناس منذُ بدء الخليقة إلى نهايتها ،هذا اليوم مقداره خمسين ألف سنة..

إذًا : الآيتين تتحدثا عن حال الدنيا فاليوم عند الله وتدبير الأمر فيها يعدل ألف سنة مما يعد الناس ؛ وأما الآية الثالثة فتتحدث عن يوم القيامة يوم الحساب ...

يدعم ما سبق ما جاء في تفسير الجلالين : { يدبر الأمر من السماء إلى الأرض } مدة الدنيا { ثم يعرج } يرجع الأمر والتدبير { إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون } في الدنيا وفي سورة { سأل } خمسين ألف سنة وهو يوم القيامة لشدة أهواله بالنسبة إلى الكافر وأما المؤمن فيكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا كما جاء في الحديث.


وعليه : يزل الإشكال والتناقض المزعوم –بفضل الله  -

كتبه / أكرم حسن مرسي ، يوم السبت 16/3 الساعة 10 ص