الرد على سلسلة تدليس بعنوان - بالدليل والبرهان .. القرآن من تأليف البشر-

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الرد على سلسلة تدليس بعنوان - بالدليل والبرهان .. القرآن من تأليف البشر-

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 25

الموضوع: الرد على سلسلة تدليس بعنوان - بالدليل والبرهان .. القرآن من تأليف البشر-

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي

    " أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ " محمد
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي

    " أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ " محمد 29
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي

    لا اله الا الله
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي

    الرد على تدليس 2 - ملك اليمين ... ..الزنا الحلال في الإسلام

    أورد " المدلس " الآية 24 من سورة النساء:
    " وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ "
    و ذكر الآتي :
    1. إن التفاسير المعتمدة لهذه الآية مفادُها ..... أن الله قد حرّم الزواج من النساء المسلمات المحصنات (أي المتزوجات ) قبل مفارقتهن أزواجهن ( بالطلاق أو الوفاة ) أما بالنسبة للْإِمَاء بِالسَّبْيِ ( أي مَا مَلَكَتْ أَيْمَانكُمْ ) .... فيحل للمسلمين وَطْؤهُنَّ حتى وَإِنْ كَانَ لَهُنَّ أَزْوَاج فِي دَار الْحَرْب .. لان بالسبي تنقطع عصمة الكافر " وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ " الممتحنة 10 - ولكن لا يتم ذلك إلا بَعْد اسْتِبْرَاء مَا فِي رَحِمهَا ( أي التأكد من خلوه ) .......... وأن هذا يدل على تحليل الزنا في الإسلام .
    2. الْإِمَاء بالسبي ( أي مَا مَلَكَتْ أَيْمَانكُمْ ) لَيْسَ لَهُنَّ مِنْ الْحُقُوق مَا لِلزَّوْجَاتِ ........ بمعني أن السراري ( جمع " سُرّية " ..... ملك اليمين إذا وطأها مالكها سميت سُرّية ) لا يلزم لهن من الحقوق ما يلزم للحرائر - و لا حد أقصى في عددهن .
    3.ضرب " المدلس " مثلاً على تعامل الصحابة رضي الله عنهم مع الجواري وذكر... " أن ابن عمر كان يضع يده بين ثدييها ( يعنى الجارية ) و على عجزها من فوق الثياب و يكشف عن ساقها "..المحدث : الألباني - الصفحة أو الرقم :1792

    ونقول " للمدلس " بفضل الله :

    § بداية .... لا ينكر عاقل أن الإسلام لم يحرّم الزنا فقط بل حرّم مجرد القرب منه .... " وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا " الإسراء 32...... و لذلك فإن الإسلام لا يعرف بالطبع الزنا بحليلة الجار ..... كما نسب الكتاب المقدس ذلك لداود عليه السلام ( حاشاه ) ... عندما زنى بمدام ... " بَثْشَبَعَ " زوجة جاره" أُورِيَّا الْحِثِّيِّ" وكما ورد ذلك في سفر صموئيل الثاني (2:11 –27 )" وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ ....... وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدًّا...... فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: "أَلَيْسَتْ هذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟ فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ، فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. وَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ " ......فلما حملت منه "أى مدام بَثْشَبَعَ " سفاحاً دبر داود مؤامرة وقتل زوجها ثم " ضَمَّهَا (أي التي زنى معها !!!) إِلَى بَيْتِهِ، وَصَارَتْ لَهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ ابْنًا. وَأَمَّا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ (أي الزنا بحليلة جاره والمؤامرات والقتل و ........الخ ) فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ " .
    § و الإسلام لا يعرف أيضاً الزنا بالمحارم كما نسب الكتاب المقدس ذلك للوط عليه السلام ( حاشاه ) عندما شرب الخمر وسكر وزنا بابنتيه كما ورد ذلك فيسفر التكوين 19/30-37 " ..... فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضًا، وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا، فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. "
    § والإسلام لا يعرف الدعارة التي تمارس في أوربا بترخيص ومباركة من الدولة - ورحم الله من قال: رمتني بدائها و انسلت.
    نبذه تاريخيه عن الرق والسبي:
    § كان الرقيق (يسموا " عبد / غلام " للذكور & " أمة و جمعها إماء / جارية / سُرّية وجمعها سرارى" للإناث ) نظاماً وعرفاً يقوم عليه الاقتصاد منذ قرون عديدة في العالم كله ( الفرس / الرومان / الهند / الصين / أهل الكتاب ..... ).. وكانوا واقعاً غير مؤلم ولا مستغرب ... لا يأبه لهم أحد و لا يفكر فيهم مصلح .... بل وكانت الأرض تباع بفلاحيها .
    § فكان العبيد في الدولة الرومانية المسيحية مثلا .. يقدم بعضهمفي حلبات المصارعة الرومانيةحتى يتسلى السادة بموتهم بين أنياب الوحوش ...بل و كان الرومان يدربون أبناءهم على السهام ويجعلون العبيد هم الهدف.
    § وقد ظل الأوربيون لعدة قرون يصطادون بوحشية البشر من أفريقيا ويسخرونهم كعبيد....... وتم خطف عشرات الملايين و هلاك مثلهم في أثناء الغارات التي كان يقوم بها قراصنتهم ...وأثناء نقلهم لأمريكا خلال رحلة شاقة ... كان يموت منهم ما يقرب من الثلث ... ويتم إلقاء الضعفاء والمرضى في المحيط حتى لا يستهلكوا نصيباً من الطعام !.
    § ولا أحد منا يغفل عن ظلم واضطهاد العبيد السود مثلا في أمريكا وحتى عهد قريب جداً ......... حتى أنهم كانوا يمنعون من دخول كنائس السادة البيض .
    §وطوال تاريخ الإنسانية - وحتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي - امتلأ العالم بالعبيد، الذين كانوا يستعبدون لأتفه الأسباب، كالعجز عن سداد دين أو خسارة مال في قمار..... وحين قررت بريطانيا في العصر الحديث إلغاء الرق عام 1823م تم تحرير ما يربو على 800 ألفاً من رقيقها.... أسرى الحرب في التاريخ ، عبد الكريم فرحان، ص 41

    و جاء موسى عليه السلام ورحل ... وجاء السيد المسيح عليه السلام وذهب .... فهل أتيا بشرائع إيجابية لإنهاء أو لحل مشكلة الرق ؟؟؟؟؟

    الإجابة ... لا .. ولماذا ...؟؟؟؟؟ لان الكتاب المقدس بشطريه لم يتعرض لذلك ... وما يأتي هو أمثلة لما ورد في هذا الصدد :
    § الإقرار بأن الرق أمر واقع في العالم أجمع:
    " إِذَا اشْتَرَيْتَ عَبْدًا عِبْرَانِيًّا، فَسِتَّ سِنِينَ يَخْدِمُ، وَفِي السَّابِعَةِ يَخْرُجُ حُرًّا مَجَّانًا. إِنْ دَخَلَ وَحْدَهُ فَوَحْدَهُ يَخْرُجُ. إِنْ كَانَ بَعْلَ امْرَأَةٍ، تَخْرُجُ امْرَأَتُهُ مَعَهُ. إِنْ أَعْطَاهُ سَيِّدُهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ بَنِينَ أَوْ بَنَاتٍ، فَالْمَرْأَةُ وَأَوْلاَدُهَا يَكُونُونَ لِسَيِّدِهِ، وَهُوَ يَخْرُجُ وَحْدَهُ. " خروج 21: 1-4
    § تشريع الرب عن العبيد والإماء:
    " لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ" سفر الخروج 20 / 17
    " وَأَمَّا عَبِيدُكَ وَإِمَاؤُكَ الَّذِينَ يَكُونُونَ لَكَ، فَمِنَ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَكُمْ. مِنْهُمْ تَقْتَنُونَ عَبِيدًا وَإِمَاءً. وَأَيْضًا مِنْ أَبْنَاءِ الْمُسْتَوْطِنِينَ النَّازِلِينَ عِنْدَكُمْ، مِنْهُمْ تَقْتَنُونَ وَمِنْ عَشَائِرِهِمِ الَّذِينَ عِنْدَكُمُ الَّذِينَ يَلِدُونَهُمْ فِي أَرْضِكُمْ، فَيَكُونُونَ مُلْكًا لَكُمْ. وَتَسْتَمْلِكُونَهُمْ لأَبْنَائِكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ مِيرَاثَ مُلْكٍ. تَسْتَعْبِدُونَهُمْ إِلَى الدَّهْرِ. وَأَمَّا إِخْوَتُكُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ فَلاَ يَتَسَلَّطْ إِنْسَانٌ عَلَى أَخِيهِ بِعُنْفٍ." سفر اللاويين 25 : 44 – 46
    § الله يجعل السبي كعقوبة للكفر والشرك :
    " سَتَعْصِفُ الرِّيحُ بِكُلِّ رُعَاتِكِ، وَيَذْهَبُ مُحِبُّوكِ إِلَى السَّبْيِ. عِنْدَئِذٍ يَعْتَرِيكِ الْخِزْيُ وَالْعَارُ لأجل كل شرك " ارميا 22 : 22
    § وجود أمر باسترقاق الأسرى:
    " إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ، وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْيًا، وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلَةَ الصُّورَةِ، وَالْتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لَكَ زَوْجَةً، َحِينَ تُدْخِلُهَا إِلَى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا، وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْرًا مِنَ الزَّمَانِ، ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ تَدْخُلُ عَلَيْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا، فَتَكُونُ لَكَ زَوْجَةً . " تثنية 21: 10 : 13
    " حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ، فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا. وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. " التثنية 20 / 10 - 15
    § وجود أوامر للعبيد ( الرق ) بطاعة أسيادهم والخضوع لهم كما للرب:
    " أَيُّهَا الْعَبِيدُ، أَطِيعُوا سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، فِي بَسَاطَةِ قُلُوبِكُمْ كَمَا لِلْمَسِيحِ لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ كَعَبِيدِ الْمَسِيحِ، عَامِلِينَ مَشِيئَةَ اللهِ مِنَ الْقَلْبِ،" رسالة بولس لافسس 6 / 5 – 6
    " أَيُّهَا الْخُدَّامُ، كُونُوا خَاضِعِينَ بِكُلِّ هَيْبَةٍ لِلسَّادَةِ، لَيْسَ لِلصَّالِحِينَ الْمُتَرَفِّقِينَ فَقَطْ، بَلْ لِلْعُنَفَاءِ أَيْضًا." 1بطرس 2: 18
    " وَالْعَبِيدَ أَنْ يَخْضَعُوا لِسَادَتِهِمْ، وَيُرْضُوهُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ، غَيْرَ مُنَاقِضِينَ " رسالة بولس الى تيطس 2 / 9
    § عدم وجود أوامر بحسن معاملة العبيد في الكتاب المقدس:
    " وَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ بِالْعَصَا فَمَاتَ تَحْتَ يَدِهِ يُنْتَقَمُ مِنْهُ. لكِنْ إِنْ بَقِيَ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ لاَ يُنْتَقَمُ مِنْهُ لأَنَّهُ مَالُهُ. " خروج 21: 20 – 21
    " وَأَمَّا ذلِكَ الْعَبْدُ الَّذِي يَعْلَمُ إِرَادَةَ سَيِّدِهِ وَلاَ يَسْتَعِدُّ وَلاَ يَفْعَلُ بحَسَبِ إِرَادَتِهِ، فَيُضْرَبُ كَثِيرًا." لوقا 12 - 47
    ..... جاء في الكتاب المقدس على لسان السيد المسيح : أن طعام البنين لا يعطى للكلاب ... و يعنى " بالبنين " بنو إسرائيل ( أي السادة ) أما الكلاب فهم الكنعانيون ( أي العبيد ) الذين كانوا يسكنون فلسطين قديماً ........ " ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين و يطرح للكلاب " إنجيل متى 15/22-27 .
    § الإماء والسرارى هو أمر متعارف عليه في الكتاب المقدس ولا يوجد أي نص يقننه أو يمنعه :
    " وإذا باع رجل ابنته امة لا تخرج كما يخرج العبيد. "سفر الخروج 21 / 7 -11
    " وَأَحَبَّ رَحُبْعَامُ مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ نِسَائِهِ وَسَرَارِيهِ، لأَنَّهُ اتَّخَذَ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ امْرَأَةً وَسِتِّينَ سُرِّيَّةً، وَوَلَدَ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ ابْنًا وَسِتِّينَ ابْنَةً." أخبار 2-11 عدد21
    " وَأَمَّا بَنُو السَّرَارِيِّ اللَّوَاتِي كَانَتْ لإِبْرَاهِيمَ فَأَعْطَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَطَايَا، وَصَرَفَهُمْ عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِهِ شَرْقًا إِلَى أَرْضِ الْمَشْرِقِ، وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ." تكوين 25: 6
    § الأنبياءُ والجواري والسراري في الكِتابِ المُقدّسِ:
    أ - نبي الله إبراهيم عليه السلام ، وُلد له من هاجر المصرية ( والتي كانت جارية في بيته ) ولداً :
    " وَأَمَّا سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ فَلَمْ تَلِدْ لَهُ. وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ مِصْرِيَّةٌ اسْمُهَا هَاجَرُ، فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «هُوَذَا الرَّبُّ قَدْ أَمْسَكَنِي عَنِ الْوِلاَدَةِ. ادْخُلْ عَلَى جَارِيَتِي لَعَلِّي أُرْزَقُ مِنْهَا بَنِينَ . فَسَمِعَ أَبْرَامُ لِقَوْلِ سَارَايَ." تكوين :16: 1 – 2
    ب - نبي الله داوود عليه السلام له سراري ونِساء من أورشليم , ويُنجِب منهم :
    " وَأَخَذَ دَاوُدُ أَيْضًا سَرَارِيَ وَنِسَاءً مِنْ أُورُشَلِيمَ بَعْدَ مَجِيئِهِ مِنْ حَبْرُونَ، فَوُلِدَ أَيْضًا لِدَاوُدَ بَنُونَ وَبَنَاتٌ. " صموئيل الثاني5: 13
    ج - سليمان ابن داود عليه السلام لديْهِ 300 من السراري ... و 700 مِن النساء !.
    " فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ. وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلهِهِ " الملوك الأول11: 3

    لذلك فأنه حسب النصوص السابقة وغيرها فإنه لا يوجد في الكتاب المقدس إلا كيف تسترق أو تسبي .. و كيف تضرب


    .. ولكن لا يوجد أي تشريع لحل مشكلة الرق أو لسد منابع الرق أو فتح مصارف لعتق الرقيق .

    وجاء الإسلام فوجد الرق وضع اجتماعى واقتصادى دولى ..... فهل أتيبشريعة إيجابية لإنهاء أو لحل مشكلة الرق :
    الإجابة ... نعم ...... ولماذا .... ؟؟؟؟؟ لأنه بإيجاز جاء الإسلام فوجد:
    أولا : منابع الرق :
    جاء الإسلام فوجد أن منابع الرق متعددة ... كما كان عليه الحال في الشرائع السابقة...... فحرّمها الإسلام جميعها إلا منبعاً واحداً ... وهو أسر المحارب أو المحاربة من داخل ساحة القتال فقط دون سواهم وذلك أثناء حرب مشروعة.. و شريطة ألا يكون هناك اتفاقاً أو معاهدة تلتزم فيها الأطراف المتحاربة على تبادل الأسرى..... عملاً بمبدأ المعاملة بالمثل ... وذلك لردع المعتدى حتى يعلم أنه سيلحق بمحاربيه مثلما سيلحق بما في يده هو من اسري للمسلمين .... فلا يعقل بالطبع أن يصبح أسرى المسلمين لدى الكفار رقيقاً بينما أسرى الكفار لدى المسلمين أحرارا..... فترجح كفة المعسكرات الكافرة على المعسكر الإسلامي .. وتطمع أيضاً هذه المعسكرات في المهاجمة وهى آمنة مطمئنة من عواقب الهجوم .. بل وهى رابحة غانمة .
    إن من أول ما نحب بيانه بخصوص " التسرِّي " .... الذي لا يقع إلا مع " ملك اليمين " ... أي الأسيرة المحاربة فى حرب مشروعة شريطة ألا يكون هناك اتفاقاً أو معاهدة تلتزم فيها الأطراف المتحاربة على تبادل الأسرى ...... أن الإسلام لا يبيح استرقاق كل مخالف لنا في الدين.... بل لا يبيح السبي إلا للمحاربين الكفار ومن معهم في دار الحرب من النساء للسبب الذي ذكرناه .. أما غير المحاربين فلا سبي عليهم في الإسلام أصلاً ... ولا يجوز لمسلم أن يتعدى على رجل أو امرأة إذا كان كافراً غير محارب للمسلمين، بأي نوع من أنواع الاعتداء كالقتل أو الضرب أو الاغتصاب للنساء ......... وهذا أول فرق بين مطلق الاغتصاب وبين التسري في الإسلام .
    ثانياً : أسلوب معاملة الرق :
    وجد الإسلام أن الرق هو واقع مرير مليء بالاضطهاد والظلم يعامل فيه البشر على النحو الذي سبق وأن ذكرناه بعاليه ..... فشرع الإسلام أسلوباً حضارياً وإنسانياً لمعاملة الرقيق .... سنفصله لاحقاً .
    ثالثاً : مصارف الرق :
    كانت المصارف واحدة فقط قبل الإسلام وهى" إرادة السيد ".... فعدد الإسلام مصارف الرق وجعل منها :
    · الإفراج عن الأسير بدون مقابل / أو بمقابل مادي .... أو بقيامه بأداء عمل كتعليم المسلمين القراءة والكتابة " فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً " محمد 4
    · كفارات لذنوب / مصرف للزكاة / المكاتبة / ....
    · " ملك اليمين " وهي الأسيرة المحاربة في حرب مشروعة والتي كانت ضمن صفوف الجيش الآخر.... وليست المخطوفة ... شريطة ألا يكون هناك اتفاقاً أو معاهدة تلتزم فيها الأطراف المتحاربة على تبادل الأسرى ... فإذا كانت هناك معاهدة بذلك – كما هو الحال في عصرنا الحالي - فلا يجوز و لا يحل أخذ " الأسيرة المحاربة " كملك يمين ..... وسنفصل ذلك فيما بعد .
    لقد جاء الإسلام إلى المنابع المتعددة للرق فضيقها فجعل لها منبعاً واحداً وجاء إلى المصرف الواحد فعدده ووسعه ...... وباختصار فان الإسلام جاء ليشرع العتق ويعدد الوانه ويحدد الرق ويوحد منابعه ... وبذلك يكون الاسلام قد أيّد العتق ولم يؤيد الرق ... حتى يأتي يوما ينتهي فيه الرق تدريجيا دون إحداث هزة اجتماعية لا يمكن ضبطها ... نظرا لان الإسلام جاء وكان نظام الرق أمراً اجتماعياً و اقتصاديا وعرفاً دولياً وعالمياً .
    إن الإلغاء المفاجئ للرق آنذاك كان سيترتب عليه ضراراًبالغاً بالعبيد وبالسادة على السواء... فأما العبيد فسيخسرون موارد رزقهم وكفالة مواليهم لهم ....وهذا يذكرنا بثورة العبيد على الرئيس الأمريكي إبراهام لنكون حين أصدر أمرهبتحرير العبيد، فثاروا عليه لمّا فقدوا الرعاية والغذاء والسكن فالمجتمع لم يكن مؤهلا حينئذ لمثل هذا التغير الاجتماعي الكبير .... وأما السادة فتحرير العبيد يفقدهمأموالهم ... لان العبيد – آنذاك – كانوا عبارة عن مال قد لا يملك السيد غيره .
    هذا ...... وقد تنبأ القرآن - ضمن إعجازاته - بنهاية الرقيق في العالم ....... و ذلك بفضل شرائعه التي لا تجد لها مثيلاً في الشرائع الأخرى .... وكيف كان ذلك كذلك ... اقرأ هذه الآية ...
    "وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا " المجادلة 3 – 4
    ستلاحظ عجباً .. لقد استخدم القرآن عبارة ..." فَمَنْ لَمْ يَجِدْ " مع حالة ..... " فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ "...... ولكنه استخدم عبارة" فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ " مع حالة " فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ "...مما يُنبأ بأنه سيأتي على البشر زمان سيرغب الفرد فيه في أن يحرر رقيقاً ولكنه لن يجد .
    إن من الثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه اعتق كل من كان عنده من رقيق الجاهلية وانه قد اعتق كذلك من أهدى إليه منهم ..... وانه كان يبذل أقصى الجهد لإطلاق الأسرى كما حدث في غزوة بني المصطلق ... إذ تزوج الرسول ابنة حاكم بني المصطلق فقال المسلمون كيف نسترق أصهار رسول الله ... فأطلقوا الأسرى .... هذا وقد أطلق الرسول أيضاً الأسرى في غزوتي حنين والطائف .

    كان هذا هو الموجز واليكم موقف الإسلام بالتفصيل

    أولا : منابع الرق :
    جاء الإسلام فوجد أن منابع الرق متعددة ... كما كان عليه الحال في الشرائع السابقة...... فحرمها الإسلام جميعها إلا منبعاً واحداً وهو أسر المحارب أو المحاربة من داخل ساحة القتال فقط دون سواهم وذلك أثناء حرب مشروعة ....... و شريطة ألا يكون هناك اتفاقاً أو معاهدة تلتزم فيها الأطراف المتحاربة على تبادل الأسرى ..... هذا وقد كانت منابع الرق قبل الإسلام على النحو التالي :
    § المعسر والمديون :
    رفض الإسلام هذا رفضاً حاسماً ولم يشرّع الرق في أي مخالفة ....... بل رصد من الزكاة المفروضة سهماً لسداد ديون المعسرين
    " وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ" البقرة 280
    " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ ( أي المدينين العاجزين عن الأداء ) وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " التوبة 60
    § الخطف / إستعباد الأجير :
    واعتبر الإسلام ذلك من الظلم المتوعد عليه "ثلاثةأناخصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حرا فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره " هريرة المحدث: البخاري - المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم :2227
    § عقوبة لارتكاب بعض الجرائم :
    وقد حرّم الإسلام ذلك أيضاً ..... وفرض عقوبات وحدوداً للجرائم ولكن ليس من ضمنها استرقاق المذنب .
    § الإساءة إلى طبقة الأشراف :
    وقد حرّم الإسلام ذلك أيضاً وأكد أن الناس جميعهم سواسية وأنهم " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " الحجرات 13

    § أسرى الحرب المشروعة وغير المشروعة :
    حرّم الإسلام بالطبع الحرب غير المشروعة وشرع الحرب المشروعة فقط ...... والتي تكون في مواضع ثلاثة ( ذكرت بالتفصيل بعاليه ) .... وفى أول حرب مشروعة خاضها المسلمون (غزوة بدر ) نزل على الدنيا ازكي وارق المبادئ في معاملة الأسرى وهو قوله تعالى ..." يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " الأنفال 70
    وحينما شرع الله البت في أمر الأسير قال " فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا " محمد 4 ....أي فإما أن تمنوا بعد انتهاء المعركة مناً بإطلاق أسرى خصومكم دون عوض ، وإمَّا أن تقبلوا أن يفتدوا بالمال أو بالأسرى من المسلمين ... ولكن لم تذكر الآية الكريمة استرقاق الأسرى .. ولكن ذكرت " حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا "....... بمعنى وحتى نعرف كيف سيعامل خصومنا من اُسر عندهم من المسلمين ... لان استرقاق الأسرى كان هو المبدأ السائد في هذا الوقت ....... فليس من المعقول أن يطلق المسلمون ما تحت أيديهم من أسرى أعدائهم ثم يمسك عدوهم أسيرهم منهم ليباع ويسترق ...... وهذا ما انتهت إليه دول العالم المتقدم مؤخرا وهو مبدأ " المعاملة بالمثل " .
    إن الباحث في نصوص القرآن والسنة لن يجد فيهما نصاً واحداً يحث على الاسترقاق أو يأمر به ..... بل على العكس من ذلك جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تأمر وتحث على إعتاق الرقاب، وتجعله من أفاضل العبادات، وتقرنه بالإيمان بالله وصالح الأعمال وكما سيذكر ذلك بالتفصيل لاحقاً ...

    ثانيا : أسلوب معاملة الرق :
    وبالرغم مما قد يلاقيه الأسير أو الأسيرة من المسلمين في معسكرات الخصوم من عبودية وانتهاكات وحشية ... (و سجن أبو غريب والسجون الإسرائيلية ومعتقلات جوانتانامو خير شاهد على ذلك حديثاً ) ... إلا أن الإسلام شرع منهجاً كريماً حدد فيه أسلوباً لمعاملة المسلمين لما تحت أيديهم من أسرى للكفار ( ذكوراً و إناثاً )... فأصبحوا جزءاً من الأسرة ..... فالمسلم الذي استبقى عبداً تحت يده استبقاه بشروط ... وهى أن يكون مساويا له وان يكون عبدا له لا عبداً لسواه ... فعبد غيرك حر مثلك .. وذلك على النحو التالي :
    · قال الله تعالى: " وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً " النساء : 36
    · قال الله تعالى: " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا " الإنسان 8 – 9

    ·وصى بهم الرسول عليه الصلاة والسلام فقال: " إِنَّ إِخْوَانَكُمْ خَوَلُكُمْ (أى انتم مخولين برعايتهم ) جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَأَعِينُوهُمْ " .الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2545

    · قال النبي صلى الله عليه وسلم:" لا يقولن أحدكم عبدي و أمتي . كلكم عبيد الله . وكل نسائكم إماء الله " . ولكن ليقل : غلامي و جاريتي وفتاي و فتاتي " الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2249 خلاصة حكم المحدث: صحيح ..
    ومن أدب القرآن أنه استخدم تلك الألفاظ " وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ " يوسف 36 .... " وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ " الكهف 60

    ·لقد حرص الإسلام حتى على تسمية المملوكة " ملك يمين " وليس ملك شمال .. لان اليمين تمدح وتخص بالمحاسن والمصافحة ... " ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه "صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:1423

    · ولئن كانت الأديان الأخرى تغلظ للعبد في عقوبته على الذنب ما لا تغلظه على السيد ...... فإن الإسلام يخفف عقوبة العبد ويجعلها دون عقوبة الحر .... مراعاة لحاله وضعفه الذي قد يوقعه بالمعصية...........ومن ذلك تخفيف عقوبة الزنا إلى النصف من عقوبة الحر"فَإِذَاأُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ " النساء: 25

    · قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين : الرجل تكون له الأمة ، فيعلمها فيحسن تعليمها ، ويؤدبها فيحسن أدبها ، ثم يعتقها فيتزوجها فله أجران " الراوي :أبو موسى الأشعري - المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:3011 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    ·وما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بالعبيد لضعفهم، ولم ينس الوصاية بهم حتى وهو على فراش الموت، في اللحظات الأخيرة من حياته يقول أنس بن مالك: كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حين حضـره الموت
    " الصلاة وماملكت أيمانكم ، حتى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يغرغر بها صدره ، وما يكاد يفيض لها لسانه ". الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: فقه السيرة - الصفحة أو الرقم: 468 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    ·عن أبي مسعود الأنصاري قال: " كنت أضرب غلاما لي .... فسمعت من خلفي صوتا( اعلم ، أبا مسعود ! لله أقدر عليك منك عليه ) فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم .... فقلت : يا رسول الله ! هو حر لوجه الله .فقال ( أما لولم تفعل، للفحتك النار،أو لمستك النار "
    . الراوي: أبو مسعود عقبة بن عمرو المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1659
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    ·والعبد لا يجوز قتله ولا تعذيبه" من قتل عبده قتلناه ومن جدع عبده جدعناه " الراوي: سمرة بن جندب المحدث: ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 3/382 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    ·كما لا يجوز اتهامه والطعن في حقوقه الذاتية كسائر الأحرار " من قذف مملوكه ، وهوبريء مما قال ، جلد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال"الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6858 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

    ·وضرب الرقيق - ولو لطمه واحدة - كاف لضمان عتقه من سيده " من لطم مملوكه ، أوضربه، فكفارته أن يعتقه "الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6527 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    ·ونهى صلى الله عليه وسلم عن تعذيب العبيد وتكليفهم ما لا يطيقونه" من لاءمكم من مملوكيكم فأطعموه مما تأكلون واكسوه مما تلبسون ، ومن لم يلائمكم منهم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله " الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 5161 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    · قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كفى بالمرء إثما أن يحبس ، عمن يملك ، قوته " .
    الراوي :عبدالله بن عمرو بن العاصالمحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:996 خلاصة حكم المحدث:صحيح

    ·ومن حرصه صلى الله عليه وسلم على المشاعر الإنسانية للرقيق ... توعد من يفرق شمل الأسرة المملوكة بقوله" من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه و بين أحبته يوم القيامة "الراوي: أبو أيوب الأنصاري المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 8887 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    ·وانظر إلى ما لا تجده في حضارة أخرى أو دين آخر، ومن ذلك أن أمر السيد بمساواة رقيقه بنفسه في مطعمه ومشـربه وأن يؤمن له حاجاته الضرورية، فامتلاكه للرقيق مسؤولية وغُرم قبل أن يكون غُنماً..." إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه ، فإن لم يجلسه معه ، فليناوله لقمةأولقمتين ، أو أكلة أو أكلتين ، فإنه ولي علاجه " الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2557 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    · إن من عظمة النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة " رقيقه " زيد بن حارثة جعلت زيداً يختار البقاءعلى العبودية عند النبيصلى الله عليه وسلم على المضـي حراً مع والديه ... فكافأه النبي صلى الله عليه وسلم بتبنيه، فكان يسمى زيد بن محمد إلى أن ألغى القرآن الكريم التبني، فصار ينسب لأبيه حارثة ... " ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ " الأحزاب 5

    · دخل عمر بن الخطاب مدينة القدس ليتسلم مفاتيح بيت القدس ماشيا وغلامه راكب ..... لأنه كان يركب بعض الوقت ثم ينزل فيركب الغلام بعض الوقت ثم ينزل الأمير والغلام وتمشى الدابة فارغة لتستريح قليلا .... ولكن شاء ربك أن تأتى النوبة على الغلام فيدخل عمر مدينة القدس ماشيا وغلامه راكب .

    · ألا تجد أن الإسلام قد قارب في المعاملة بين المسترق وبين الأبناء ... لقد أكرم الإسلام الرقيق بما لم يكرموا به في شريعة أخرى .. من يصدق أن هذه هي معاملة الأسير الذي قدرنا عليه وأصبح مسترقاً عندنا ... لقد أمرنا الإسلام بإكرامهم في المعاملة كأولادنا .... و أن يمكث الأسير في منزل سيده وله حرية التجول في أي منطقة خارجه بعد استئذانه ..... إن هذه المعاملة الحسنة هي بالرغم أنهم كانوا منذ لحظات يحاربوننا وحريصون على قتلنا وأولادنا وزوجاتنا وأهلنا واستحلال ممتلكاتنا أو أسرنا لاستعبادنا .... ولا مجال بالطبع للمقارنة بين هؤلاء وبين حر لم يعتدي.

    · ولذلك فان أول من سارع بالدخول في الإسلام كانوا هم العبيد رعاة الغنم .. فحولهم الإسلام من العبودية فأصبحوا سادة للأمم ... فلا نقول إلا سيدنا.. بلال بن رباح – صهيب الرومي – سلمان الفارسي – آل ياسر سميه وعمار ....وغيرهم .

    · إن الأسير حسب معاهدة " جنيف " يوضع في سجن ويحبس وتقيد حريته داخل زنزانة من طراز سجن أبو غريب والسجون الإسرائيلية ومعتقلات جوانتانامو و يكهرب ويعذب و تطلق عليه الكلاب ناهيك عن الانتهاكات الغير إنسانية .
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي

    · ولذلك فإننا نطرح سؤالاً على أي إنسان وقع في الأسر حاليا - أيهما يختار معاملة أسرى " جنيف " أم أسري الإسلام .

    · ونسوق شهادة غوستاف لوبون: " إن الذي أراه صادقاًهو أن الرق عند العرب - أي المسلمين - خير منه عند غيرهم، وأن حال الأرقاء في الشرق أفضل من حال الخدم في أوربا، وأنهم يكونون جزءاً من الأسرة ....... فهيهات بين من يعتبر العبد جزءاً من الأسرة وبين من يستمتع برؤيته بين أنياب الأسود ." ...... حضارة العرب،غوستاف لوبون ، ص 289
    · ولعل من الطريف أن نذكر هناأن معظم خلفاء بني العباس كانوا جميعاً من أبناء الإماء يقول غوستاف لوبون"لا يكاد المسلمون ينظرون إلى الرق بعين الاحتقار ... فأمهات سلاطين آل عثمان - وهم زعماء الإسلام المحترمون – من الإماء، ولا يرون في ذلك ما يحط من قدرهم".حضارة العرب، غوستاف لوبون، ص 376

    وأخيراًفإن الحضارة الإسلاميةقدمت نموذجاً فريداً في معاملة العبيد .... فكان منهم العلماء، كـسالم رضي الله عنه مولى أبي حذيفة ، والأمراء كسلمان الفارسي أمير المدائن، وزيد بن حارثةقائد جيش المسلمين في مؤتة، " وبلال " خازن بيت المال الذي يقول عنه الخليفةعمر بن الخطاب: " أبو بكرسيدُنا، وأعتق سيدَنا " أي بلالاً.

    ثالثاً : مصارف الرق :
    ·لقد ابقي الإسلام على طريقاً واحداً للرق هو الحرب المشروعة ........ شريطة ألا يكون هناك معاهدة أو اتفاقاً على تبادل الأسرى ( أخذاً بمبدأ المعاملة بالمثل ) .... وبعد هذه الحرب يكون هناك أسرى حينئذ يحق لقائد المسلمين بالتعامل معهم بإحدى الطرق الآتية :

    1 - " فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً " محمد 4
    ·إن المبدأ العام لمعاملة الإسلام للأسرى هو " فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء " محمد 4 .. أي فإما أن تمنوا على أعدائكم بعد انتهاء المعركة بإطلاق سراحهم دون عوض ... وإما أن تقبلوا أن يفتدوا بالمال أو بالأسرى من المسلمين .. أو بتعليم عشرة مسلمين القراءة والكتابة مثلا - كما حدث مع أسرى غزوة بدر - والملاحظ أنه ليس في الآية تصريحا باسترقاق احد .
    ·وقد " منّ " المسلمون .. أي أطلقوا سراح أهل مكة بعد فتحها دون مقابل " معشر قريش ، ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيرا ، أخ كريم وابن أخ كريم ! ! قال : فإني أقول لكم ما قال يوسف لإخوته . : لا تثريب عليكم اليوم ، اذهبوا فأنتم الطلقاء . " المحدث :المصدر : فقه السيرة الصفحة أو الرقم : 382 ... " والمنّ " مبدأ لا تعرفه البشرية حتى حديثا ..

    2 - الاسترقاق :
    ·ولكن هل مطلوب من المسلمون تحرير الأسرى في الوقت الذي يباع فيه أبناؤهم هنا وهناك ... ولو أن الإسلام قرر إبطال استرقاق الأسرى لكان هذا الإجراء يومئذ مقصورا على الأسرى الذين يقعون في أيدي المسلمين بينما الأسارى المسلمون يلاقون مصيرهم السىء في عالم الرق هناك .... وفى هذا إطماع لأعداء الإسلام في أهل الإسلام ... إن موقف الأسرى ليس تشريعا محليا من جانب واحد .. انه تشريع يجب أن تلتزم به أطراف متشابكة المصالح متعاونة على احترام قيم معينة ..... فهل وجد المسلمون هذه المعاني عند خصومهم ؟؟ .. كلا ... فان هؤلاء الخصوم آنذاك كانوا من عبدة الأصنام أو من أتباع الكتب الأولى الذين لا يقرون للمسلمين بحق الوجود .
    ·لقد أبقى الإسلام على أمر الرق بهذه الشروط ولم يحرّمه حتى لا يكون ذلك سلاحا في يد المعسكر الآخر يتفوق به على المسلمين .
    ·وعندما يوجد تفاهم دولي على " المن أو الفداء " فالمسلمون هم أول من سيهرعون إلى الإسهام فيه ويفعّلون حينئذ قاعدته الايجابية الوحيدة في قرآنهم وهى " فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّافِدَاء " محمد 4 ... وذلك لانقضاء الأوضاع التي كانت تقضى بالاسترقاق .... فليس الاسترقاق وملك اليمين قاعدة حتمية من قواعد معاملة الأسرى في الإسلام ... إن مبدأ المعاملة بالمثل له اثر عميق في العلاقات و المعاملات الدولية .... فلو عرفت أمريكا أن اليابان تمتلك رادعا نوويا لما فكرت في إلقاء قنابلها الذرية فوق هيروشيما و ناجازاكى .
    ·والى أن يتم تفاهم دولي عالمي على أسلوب إنساني في موقف الأسرى .. انفرد الإسلام بتعاليم تحنو علي الرقيق و تذكر بالإخوة الإنسانية و توصى بالرحمة و تعاقب على الغلظة ... و بعبارة موجزة جفف الإسلام منابع الرق جهد الطاقة ونوّع أسباب التحرر و الانطلاق فليس هناك أمراً باسترقاق وإنما هناك أوامر بالإعتاق .
    ثم شرع وعدد الإسلام بعد ذلك مصارف و سبل لتحرير الرق ( بعد أن كانت واحدة .. وهى إرادة السيد ) فأصبحت كالتالي :
    1. رغّب الإسلام في تحرير الرق والعبيد دون قيد أو شرط ابتغاء الأجر من الله دون مصلحة دنيوية أو مقابل دنيوي:
    §قال الله تعالى:" فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ " البلد 11 – 16 ( اى من يرد النجاة من عقبات يوم القيامة والنجاة من النار فعليه أن يحرر رقبة من العبودية في سبيل الله تعالى)...
    §قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار حتى فرجه بفرجه"
    الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6715خلاصة حكم المحدث: صحيح
    §قلت : يا رسول الله ! أي الأعمال أفضل ؟ قال : " الإيمان بالله ، والجهاد في سبيله " قال قلت : أيالرقابأفضل ؟ قال : " أنفسها عند أهلها ، وأكثرها ثمنا " الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:84 خلاصة حكم المحدث:صحيح
    2. جعل الإسلام تحرير المملوك كفارة لكثير من الأخطاء:
    وجاء الإسلام ليجعل التكفير عن الخطايا معظمه بتحرير العبيد :
    - فجعله كفارة للقتل الخطأ.... فقال تعالى:" وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ " النساء : 92 .
    - و جعله كفارة للحنث في اليمين ...... فقال تعالى:" لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ " المائدة : 89 ... رقبة من أي دين أو لون أو عرق ... فهم الإسلام تحرير البشر من العبودية .
    - وجعله كفارة للظهار: فقال تعالى:" وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " المجادلة 3 رقبة من أي دين أو لون أو عرق وذلك لحرص الإسلام على تحرير البشر بصفة عامة من العبودية .
    - وجعله كفارة لمن جامع زوجته في نهار رمضان : بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ جاءه رجل فقال : يا رسول الله ، هلكت . قال : ما لك . قال : وقعت على امرأتي وأنا صائم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هلتجدرقبةتعتقها . قال : لا . قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين . قال : لا . فقال : فهل تجد إطعام ستين مسكينا .... الراوي:أبو هريرة المحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:1936 خلاصة حكم المحدث:[صحيح]
    3.جعل الله تعالى العبد يُعتق إذا ملكه قريب له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ....." من ملك ذا رحم محرم فهو حر "المحدث:الألباني ارواء الغليل صفحة او رقم:1746
    4.جعل الله تعالى كفارة ضرب العبد عتقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "منلطممملوكه ، أوضربه، فكفارته أن يعتقه "الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6527 خلاصة حكم المحدث: صحيح
    5. جعل الله تعالى الإنفاق على الرقيق وعتقهم من أحد مصارف الزكاة فقال سبحانه :" إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ (أي في إعتاقهم ) وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ "التوبة : 60.
    6. المكاتبة :
    أمر الله تعالى بمكاتبة من طلب المكاتبة من الأرقاء ( أيا كان دينه ) لقوله تعالى: " .. وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ .. الآية" النور : 33..... بمعنى أن الله الزم السيد / المالك بان يكاتب (أي يتعاقد ويتفق ) مع من يريد التحرر من العبيد والإماء على تسديد قيمته التي اشتراه بها على أقساط ... وبذلك يحرر نفسه بعمله أو بمساعدات الآخرين.
    ومنذ اللحظة التي يريد فيها هذا الرقيق الحرية فانه يملك حينئذ حرية العمل وحرية الكسب والتملك فيصبح اجر عملة له .... وله أن يعمل في غير خدمة سيده ليحصل على فديته – أي انه يصبح كيانا مستقلا ويحصل على أهم مقومات الحرية .. ثم يصبح له نصيبه من بيت مال المسلمين في الزكاة ....... والمسلمون أيضاً مكلفون بعد هذا أن يساعدوه بالمال على استرداد حريته .
    وعلي المالكين للرقيق أن يعطوهم شيئًا من المال أو أن يحطوا عنهم مما كُوتبوا عليه...... وهذا أمر صريح بعتق الرقيق الذين يريدون ذلك مادام المالك سيحصل على ماله
    لا ينكر منصف أن الإسلام له الأسبقية في هذا التشريع ...... بل إن الإسلام أمر بمساعدتهم بالمال ليحصلوا على حريتهم فقال تعالى : " وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ " . التفسير الميسر
    إن من الواضح أن المسترق في الإسلام يستطيع أن يحرر نفسه بهذا الأسلوب (المكاتبة) .. أما مسجون " جنيف " القابع في سجن أبو غريب أو السجون الإسرائيلية أو في معسكرات الاعتقال والتعذيب في " جواتانامو " فانه لا يستطيع بالطبع أن يحرر نفسه ..
    1. ملك اليمين :
    بالإضافة إلى قاعدة " المن أو الفداء " و بالإضافة أيضاّ إلى المصارف الست المذكورة بعاليه لتصفية الرق ........ فقد شرع الاسلام مصرفاّ سابعاّ للرق ألا وهو ..... الوطأ بملك اليمين ... ولكن من هي ملك اليمين .... إنها الأسيرة المحاربة التي كانت ضمن صفوف الجيش الآخر خلال حرب مشروعة للمسلمين .. و ليست المخطوفة .. و شريطة ألا يكون هناك اتفاقاً أو معاهدة تلتزم فيها الأطراف المتحاربة على تبادل الأسرى ...... فإذا كانت هناك معاهدة بذلك – كما هو الحال في عصرنا الحالي - فلا يجوز و لا يحل أخذ " الأسيرة المحاربة " كملك يمين ....... هذا وإنه ليس من المعقول بالطبع أن يطلق المسلمون ما تحت أيديهم من أسرى أعدائهم ثم يمسك عدوهم أسيرهم منهم حتى يباع ويسترق ... وهذا ما انتهت إليه دول العالم المتقدم مؤخراً وهو مبدأ " المعاملة بالمثل " .
    ·إن البديل للمرأة الرقيق أنها كانت ستقتل خلال حربها مع المسلمين لذلك فالمقارنة تكون بين " رق وقتل لا بين رق وحرية " ..... هذا مع الأخذ في الاعتبار المعاملة الكريمة التي ستلقاها في الأسر.... والتي ذكرناها بالتفصيل بعاليه وليس معاملة سجون أبو غريب ومعتقلات وأقفاص جوانتانامو .
    ·و لا يستبعد أحد أن تكون المرأة محاربة .... فحديثاً نرى مجندات في الجيش الإسرائيلي / مجندات التعذيب في أبو غريب و جوانتانامو ... هذا وقد كانت المرأة المسلمة تخرج مع الجيوش المسلمة أيضاً للتمريض .
    ·ولأن الوطأ بملك اليمين هو باب من أبواب تصفية الرق لذلك فكما احل الله فروج الزوجات بعقد زواج شرعي .. احل فروج ملكات اليمين أيضا شريطة تطبيق كل ما ذكرناه" وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ " المؤمنون: 5 - 7وبهذا الأسلوب فانه لا يعتبر زنا .... لأنه شرع الله الذي تتحقق به الفائدة والمنفعة لملك اليمين ولتحريرها هي وذريتها أيضاً.. وكما سنفصّل فيما بعد .

    ولكي نوضح ذلك فإن هناك سؤالاّ يطرح نفسه أولاً..؟؟؟ عند وجود أسرى من النساء المحاربات في حرب مشروعة لا يوجد بها اتفاقيه لتبادل الأسرى .. ما هي الاختيارات العقلية المتاحة أمام المعترضين على منهج الإسلام مع" ملك اليمين " ..؟؟

    1. قتل هذه المرأة الأسيرة التي كانت حريصة على قتل المسلمين من لحظات ..... أو تقديمها طعاماّ لأنياب الأسود للترفيه عن السادة كما كان الحال في الدولة الرومانية المسيحية مثلاّ .
    2. تركهن ليعدن مرة أخرى لمهاجمة المسلمين أو ليتقوى بهن الأعداء .... في الوقت الذي يمسك فيه المعسكر الآخر نساء المسلمين عنده للأبد يفعل بهم ما يشاء .
    3. حبسهن في معسكرات إيواء أو سجون وتركهن هناك حتى الموت .. ولكن مع عدم معاملتهن المعاملة التي يلقاها نزلاء سجن أبو غريب أو معتقلات جوانتانامو .. من تعذيب وانتهاكات لا إنسانية وإطلاق للكلاب وتسليط للكهرباء على رأس المسجون أو ما يماثله .
    4. تركهن في الطرقات للبغاء وإفساد المجتمع .
    5. إكراههن علي البغاء كعادة الجاهلية .. ولكن الإسلام حرم ذلك ..... قال تعالي" وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ " النور 33.
    هذا وقد أضاف الإسلام على ما ذكر بدائلاً و حلولاً أخرى هي :
    6. " ملك اليمين " يمكن أن تتزوج عبد غير مسلم مثلها ( بعد إذن سيدها الذي تحرم عليه حينئذ ).. ولكنها بذلك لا تتحرر ...... ولو أنجبت منه فالمولود منها يصبح عبداَ أيضاَ .
    7. إذا أسلمت " ملك اليمين " بعد وقوعها في الرق أتاح لها الشرع إمكانية زواجها من مسلم غير قادر على الزواج من امرأة حرة ( لأن أى رجل حر يفضل بالطبع الزواج من حرة مثله ) " وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ ( اى سيدها ) وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ " النساء 25 هذاوقد أقر الإسلام ذلك لتحصين كليهما وبالتالي رُفع شأن " ملك اليمين " .
    8. حث الإسلام على تعليم من يلتمس في " ملك اليمين " الرشاد وتحريرهن والزواج بهن .. وهذا أمر لا تحلم به أي ملك يمين أو أسيرة في دار غير دار الإسلام في ذلك الوقت, فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...." مَنْ كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ فَعَالَهَا فَأَحْسَنَ إِلَيْهَا ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا كَانَ لَهُ أَجْرَانِ ". - المصدر:صحيح البخاري-الصفحة أوالرقم:2544خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
    9. " ملك اليمين " يمكن تحريرها أيضاً عن طريق مصارف الرق الست التي شرعها الإسلام والتي ذكرت بعاليه ....... هذا فضلاً على إمكانية تحريرها من البدايةً أيضاً عن طريق قاعدة " المن أو الفداء " .
    10. ولكن بعد كل هذه الحلول المذكورة التي أتاحها الإسلام " للأسيرة المحاربة " بهدف تحريرها مع ذريتها .. أتاح الإسلام أيضا لمن لم تحظى منهن بأى من هذا أن تكون " ملك يمين " في منزل شخص في مرتبة أقل قليلاً من الزوجة ......... بحيث تقتصر عليه فقط ولها حرمه الزوجة - هذا مع فتح الطريق لها للترقي بأن يطأها سيدها - إن شاء - وبذلك تصبح " سُرّية " بعد أن كانت أمة أو ملك يمين .... ويصبح حالها أحسن من حال الإماء العاديات ( اللائي يخدمن السيد فقط ) وبذلك تكون قد فضلت عليهن ... مما يرفع شانها بين الإماء ...... وتنقلب من خادمة في الدار إلى سيدة في الدار ..... وبمجرد حملها منه ( ولا يشترط أن تلد بالضرورة ) صارت السُرّية " أم ولد " ... وأصبحت لا تباع ولا تشترى وتعتق بوفاة سيدها ولا تورّث ... وابنها من سيدها يولد حراّ ويرث في مال أبيه .. وبذلك يتقلص الرق ..
    إن هذا الوضع يحترم أنوثة المرأة أيضا حينما ترى أن سيدها يستمتع بها كما يستمتع بزوجته الحرة فتشعر بالمساواة مع الحرة و لا تشعر بالحقارة لأنها مهملة جنسيا في البيت ....
    إن من البديهي أن ترغب وتتمنى كل امة في هذه الحال أن تكون " سُرّيه " لسيدها لتحصل على هذه المميزات و تتحرر من العبودية ويصبح ابنها حرا بدلا من أن تظل هي وذريتها في فئة العبيد إلى الأبد ....
    ولذلك سمح شرع الله الحكيم بأن يطأها سيدهاعلى هذا النحو .. " وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ " المؤمنون 5 – 7 ...... ليس لإطلاق شهوة الرجال وزيادة في التمتع ولكنه في حقيقته وسيلة من وسائل تحرير الرقيق ..... لأن الأمة بمجرد حملها من سيدها لا يستطيع أن يبيعها أو يهبها ... وإذا مات لا تورّث كما يورّث المتاع ، بل تصير حرة ، وابنها يكون حراً لا رقيقا.

    والمعترض على ما سبق وأن ذكرناه لتحرير العبيد و ملك اليمين .... يبرز لنا من كتابه المقدس حلاً افضل من هذا ( إن وُجد ..؟؟؟ ) لنناقشه .

    ولكن لماذا الْإِمَاء بالسبي ( السراري ) لَيْسَ لَهُنَّ مِنْ الْحُقُوق مَا لِلزَّوْجَاتِ الأحرار..... و لا حد أقصى في عددهن :
    ·رغّب الإسلام السيد في أن يطأ الأمة بعدم مساواتها مع الزوجة ( فالمساواة أمر يصعب على اغلب الناس ) فيكون لها حينئذ كل الحقوق من أن تصير سُرّية ( أي تدخل السرور على سيدها ويدخل هو السرور عليها ) ... وبذلك ترتفع مكانتها من امة مسترقة لتكون سُرّية ( أي أفضل الإماء ) وتكون لها مكانة عند سيدها لأنه اختارها من بين الإماء ... ثم ترتفع مكانتها لتصبح " أم ولد " ... ثم تصبح حرة بعد موته ولا تورّث لأحد .. كما يصبح أولادها بمجرد ولادتهم أحراراً... وهذا كله يصب في صالح الأمة / ملك اليمين و ذريتها ... وبذلك فهو مصرف من مصارف تصفية الرق .
    ·" السُرّية " أفضل الحلول للمرأة المحاربة الأسيرة في حرب مشروعة لا يوجد بها معاهدة لتبادل الأسرى( أي الأمة / ملك اليمين ) هذا ولا يوجدتشريع أو حل في الكتاب المقدس أفضل يحمل كل هذه المميزات.
    ·ولو حصر الإسلام عدد ملك اليمين للرجل لضاع ما يمكن أن تتمتع به الإماء بعد وطئهن ... لأنه إذا كان هناك عددا كثيرا منهنوعين للسيد عدداَ محدداًمنهن فقطلضاعت فرصة على الأخريات في إمكانية التحرر.
    إن نتيجة كل ما ذكرناه هو ما نراه اليوم والحمد لله من واقع فعلى فلا أحد منا يرى عبيداّ ولا إماءاّ في مختلف المجتمعات الإسلامية بل إن العلماء أفتوا بعدم جواز اتخاذ عبيد أو إماء حالياّ من أي دين وحرموا ذلك ولله الحمد

    الرد على تعامل ابن عمر مع الجارية

    ضرب " المدلس " مثلاً على تعامل الصحابة رضي الله عنهم مع الجواري وذكر...... " أن ابن عمر كان يضع يده بين ثدييها ( يعنى الجارية ) و على عجزها من فوق الثياب و يكشف عن ساقها "..المحدث : الألباني - الصفحة أو الرقم :1792


    ونقول " للمدلس " بفضل الله :


    § إن الإسلام لم يخترع أسلوب ملك اليمين والجواري وبيعهم وشرائهم إنما كان هذا الأمر موجودا عند كل الأمم السابقة لكن كان موجوداً بفوضى كما فصّلنا بعاليه ... وجاء موسى عليه السلام ورحل ... وجاء السيد المسيح وذهب ....... ولم يأتيا بشرائع إيجابية لإنهاء أو لحل مشكلة الرق أو لكيفية بيع وشراء الجواري و العبيد .... فلما جاء الإسلام هذب ذلك كله كما شرحنا واوجد الوسائل التي أنهت عليه تدريجيا .......
    § أما حقيقة ما ذكره " المدلس " أنه عن ابن عمر ....." أنه كانإذااشترىجاريةكشف عن ساقها ووضع يده بين ثدييها وعلى عجزها وكأنه كان يضعها عليها من وراء الثياب "الراوي:نافع مولى ابن عمر المحدث:الألباني - المصدر:إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 6/201 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
    § فإن ما ذكره " المدلس " كان من الأمور المعتادة في جميع الشعوب والأمم عندما يشرع أحدهم في شراء جارية .. سواء كان ذلك في عهد موسى عليه السلام أو في زمن السيد المسيح أو لاحقاً في وقت أخوهم محمد ........ بيد أن محمداً انفرد بشرع سماوي وحد فيه منابع الرق وعدد فيه مصارفه - هذا بخلاف المنهج الراقي والمتفرد في معاملتهم على النحو الذي فصّلناه بعاليه .
    § إن من البديهي أن أسلوب الشراء المذكور هو ما كان معتاداً عليه آنذاك ....... وليس أسلوباً مدرجاً أو منصوصاً عليه في القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة بالطبع ...
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي

    الرد على تدليس 3 ... " سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : إِنَّ النَّاس دَخَلُوا فِي دِين اللَّه أَفْوَاجًا , وَسَيَخْرُجُونَ مِنْهُ أَفْوَاجًا "



    ذكر المدلس أنه ... رَوَى جَابِر بْن عَبْد اللَّه قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : " إِنَّ النَّاس دَخَلُوا فِي دِين اللَّه أَفْوَاجًا , وَسَيَخْرُجُونَ مِنْهُ أَفْوَاجًا" ... ( ذَكَرَهُ الْمَاوَرْدِيّ, وَلَفْظ الثَّعْلَبِيّ : وَقَالَ أَبُو عَمَّار حَدَّثَنِي جَار لِجَابِرٍ , قَالَ : سَأَلَنِي جَابِر عَنْ حَال النَّاس , فَأَخْبَرْته عَنْ حَال اِخْتِلَافهمْ وَفُرْقَتهمْ ; فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَقُول : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: "إِنَّ النَّاس دَخَلُوا فِي دِين اللَّه أَفْوَاجًا, وَسَيَخْرُجُونَ مِنْ دِين اللَّه أَفْوَاجًا" .
    فما الذي جعل محمد يعترف بأن الإسلام سيكون دين مؤقت .... هل هي صحوة ضمير قبل دنو أجله ....... وما تفسير الأخوة المسلمين لذلك ؟؟؟



    ونقول " للمدلس " بفضل الله :


    أولا : الرد العلمي والفني

    § نشير بادئ ذي بدء إلى أن الحديث الذي استند إليه مثيرو هذه الشبهة حديث ضعيف, أورده الإمام أحمد في مسنده 3 / 343 ج 2 ص 225 , وضعّفه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في " السلسلة الضعيفة ".
    ونص الحديث كما أورده الإمام أحمد: «عن أبي عمار:حدثني جار لجابر بن عبد الله قال: قدمت من سفر، فجاءني جابر بن عبد الله يسلم علي، فجعلت أحدثه عن افتراق الناس وما أحدثوا، فجعل جابر يبكي.... ثم قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الناس دخلوا في دين الله أفواجا، وسيخرجون منه أفواجا».
    § وواضح أن مثيري هذه الشبهة حرّفوا نص الحديث... فجعلوا الباكي هو النبي صلى الله عليه وسلم ...... ولكن نص الحديث ( كما رواه الإمام أحمد ) يثبت أن البكاء كان من جابر بن عبد الله رضي الله عنه.
    § هذا وقد ضعّف الألباني هذا الحديث قائلا : " قلت : وهذا إسناد ضعيف.. رجاله ثقات .. غير جار جابر .. فلا يعرف "
    السلسلة الضعيفة, محمد ناصر الدين الألباني, مكتبة المعارف، الرياض، د. ت، برقم 3153.





    ثانياً : محاورة عقلية ومنطقية
    § هذا ما كان بشأن سند الحديث .. أما مضمونه ( أي المتن ) فبيّن البطلان ... ولماذا ........... لأن الناس قد دخلوا وما زالوا يدخلون (على مدار 1433 سنة ) في الإسلام أفواجا في مشارق الأرض و مغاربها عن اقتناع تام ورضا منهم به .... ولهذا فلا يوجد أي دافع للخروج منه وهم الذين لم يجبروا على الدخول فيه أصلاّ .
    § إن المتأمل في سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي تاريخ الإسلام على مر العصور يستطيع أن يتبين بكل يسر الأسباب الحقيقية لانتشار الإسلام .. وهي في مجملها أبعد ما تكون عن استخدام القوة والعنف والإكراه، ولا عجب في هذا .
    §لقد تعددت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تؤكد حرية العقيدة .... وأن للمرء أن يختار ما يشاء من الأديان ...... ولا يُكره على أي منها ومن ذلك قوله تعالى ......." لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " البقرة 256 ........ وقوله تعالى : " فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " الكهف29 .
    § إن من البديهي أن من أكره على شيء لا يلبث أن يتحلل منه إذا وجد الفرصة سانحة له .... بل ويصبح حربا على هذا الذي أكره عليه .... وهذا أمر لم تشهده البشرية إطلاقاّ على الإسلام و على مدار 1433 عام مضت ..... وذلك بالرغم من تكثيف المحاولات المستميتة و المتنوعة من أعداء الإسلام لصرف المسلمين عن الإسلام ...
    § والمسلمون هم أشد الناس تمسكا بدينهم .... ولو أرادوا الخروج منه أفواجاً ... لخرجوا منه يوم أن غزا التتار ديار الإسلام بأساليبهم الوحشية، فدمروا وخربوا، وأسالوا الدماء أنهاراً في كل بلد من بلاد الإسلام مروا عليه , وكانت محطتهم الأخيرة مصر ...... لأن باجتيازها يتم القضاء على الإسلام ... ولكن الله أراد نصرة المسلمين على يد سيف الدين قطز ومن معه من المسلمين .... فتوقف المد التتارى عند مصر....... ولكن ماذا كانت النتيجة ؟؟؟؟
    § إن ما حدث هو العكس ...... لقد بدأت دعوة الإسلام تنتشر في هذا الشعب التتارى والمنتصر والذي جاء بالأمس غازياً لبلاد الإسلام ..!!! و ذلك بعد أن تحقق على أيدي دعاة الإسلام ما لم يتحقق بالأسنة والرماح، وبطش السلاطين الملوك .... وبدأ الإسلام تتشربه نفوس أعدائه ويأخذ بمجامع قلوبهم .... ولذلك فإن إسلام التتار - الذين قهروا المسلمين – يعتبر من أغرب الوقائع والأحداث في التاريخ كله .....
    § لقد كانت الدول التي اجتاحها التتار تنتشر بها ديانات وملل متعددة ( المسيحية / الإسلام / ...) ولكن الله فتح قلوب كثير من هؤلاء الغزاة لعقيدة الإسلام فآمنوا بها ولانوا للمسلمين المقهورين .... واعتنق التتار الإسلام - وهم في أوج قوتهم وذروة سلطانهم - ذلك الدين الذي فقد كثيرا من سلطانه السياسي المادي آنذاك ... بل وكان أتباعه موضع سخرية واحتقار في نظر التتار ............ أليس هذا تكذيبا لهذا الادعاء ؟؟!!!!!!
    § لو أراد المسلمون أن يخرجوا من الإسلام أفواجا، لخرجوا منه أيضاً يوم جاء الصليبيون إلى بيت المقدس، وأصبحت الخيل تخوض في دماء المسلمين ...... و لو أراد المسلمون أن يخرجوا من الإسلام أفواجاً لخرجوا منه وهم تحت وطأة الاستعمار الأوربي، وقوافل التنصير تبذل كل ما في وسعها لاستمالة قلوبهم .
    § ولكن على الرغم من كل هذه الأزمات ظل الإسلام شامخاً، وظل تمسك المسلمين بدينهم لا يتزحزح قيد أنملة .. إن فيما حدث مع المسلمين في الأندلس وفي البوسنة والهرسك والشيشان وغيرها، من محاولات لصرفهم عن دينهم - لخير دليل على ما نقول ..... فقد ضرب المسلمون أروع الأمثلة في التمسك بالعقيدة في كل زمان ومكان.
    § فكيف يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يعتقد بأن الناس سيخرجون من الإسلام أفواجا كما دخلوه؟ لا شك أن هذا أمر لا يمكن أن ننسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم, الذي بشره ربه بأن دينه سيملأ مشارق الأرض ومغاربها، ويظهر على ما عداه من أديان " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ " التوبة33 .
    §إن المتأمل في وقائع التاريخ يتبين له بكل سهولة أن الإسلام هو أسرع الأديان انتشارا بين شعوب الأرض ........ وقد أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن اتساع ملك أمته - وهذا على عكس ما يتوهمون - فقد جاء في حديث صحيح قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله زوي لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها, وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها». الراوي: +% ثوبان مولى رسول الله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2889 خلاصة حكم المحدث: صحيح ........ ولقد بشر النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك أيضاً فقال: " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار " الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: تحذير الساجد - الصفحة أو الرقم: 158
    § وبالفعل قد تحقق ذلك فبعد مضي أقل من قرن على موت النبي - صلى الله عليه وسلم ......وصل الإسلام إلى حدود الصين شرقا، وإلى المحيط الأطلنطي وحدود الأندلس غربا، وقد يقول قائل: لعل سبب انتشار الإسلام بين شعوب تلك المناطق يرجع إلى قوة المسلمين في ذلك العصر، واستخلافهم في الأرض ..... ونحن نقول له: إن انتشار الإسلام لم يكن في يوم من الأيام راجعا إلى قوة المسلمين، أو سلطانهم فحسب، فالتاريخ يشهد بانتشار الإسلام حتى في لحظات ضعف المسلمين وهزيمتهم.
    § أما بالنسبة للوقت الحاضر فقد كشفت الدراسات الغربية عن مفاجآت مذهلة بخصوص انتشار الإسلام .. حتى توقع كثير من الدارسين أنه سيكون دين الغرب القادم ...... ويكفي أن نشير لتلك الدراسة التي تناولت انتشار الأديان بين عامي 1934م -1984م، والتي خلصت إلى نتيجة مؤداها أن زيادة نسبة الدخول في الإسلام ارتفعت إلى 235% ....... بينما الزيادة لجميع المذاهب والملل المسيحية مجتمعة كانت نسبتها 138% فأين إذن تلك الوفود التي خرجت من الإسلام أفواجا كما يزعمون؟!
    § إن الإسلام أسرع الأديان انتشارا في العالم و إننا نشاهد في كل يوم تزايد عدد المسلمين، ودخول الناس أفواجا وفرادى في الإسلام, وليس العكس, وهذا ما يوضحه الرابط التالي :


    § هذه هي دراسات الغربيين عن انتشار الأديان كما نقلوها هم لنا .... وهي تبين بكل جلاء أن النصرة والاستخلاف في الأرض في طريقهما إلى الإسلام، ففي كل يوم أفواج تتلوها أفواج تدخل في الإسلام .. بمعنى أن دخول الإسلام واستقراره في نفوس معتقديه هو ما يثبته التاريخ وليس عكسه .
    § وحيث أننا وبعد 1433 من زمن الدعوة الإسلامية .. مازالت الناس تدخل في دين الله أفواجا و لم نرى ولم نسمع أن الناس يخرجون منه أفواجاً ... طوعاً أو كرهاً .... وأن من الثابت أن الإسلام هو أسرع الأديان انتشاراً .... وأن الإسلام قد امتد من الصين شرقاً لباريس غرباً خلال عشرون عاماً تقريباً من وفاة محمد ... وأنه يشمل بقاع الارض كلها حالياً .. وأنه يدين حاليا بالاسلام حوالى 1.5 مليار مسلم ..... هذا بخلاف مليارات مسلمة إنتقلت إلى جوار ربها .......... إذن فما إجابة سؤال " المدلس " باختصار.. ما الذي جعل محمد يعترف بأن الإسلام سيكون دين مؤقت .. هل هي صحوة ضمير قبل دنو أجله ؟

    § الإجابة هي .... الرضوخ بأن هذا الحديث ضعيف وكما ذكرنا ... وكما أثبت الواقع والتاريخ بالفعل ذلك وعلى مدار 1433 وأن الإسلام قد برهن و بما لا يدع مجالاً لشك على أنه دين دائم وليس مؤقت... ( كما نسب " المدلس " ذلك لمحمد صلى الله عليه وسلم ) .
    § إن أي بشر كان لا يستطيع أن يتنبأ بما قد يحدث للبشر من دخول أو خروج " أفواجا ؟؟ " في أي مكان إلا لسنوات معدودة بعد موته ... وحينئذ ينكشف الأمر ... ويتضح مدى دقة قوله ..... فما بالنا وقد مضى من الزمن 1433 عاماً ولم نشاهد أو نسمع عن هذا الخروج المزعوم !!!!! .... وهذا يثبت ضعف الحديث كما حققه المحققون فحمداً لله على دقة موازينهم .
    § ولذلك ننصح " المدلس" بالتوبة والندم على ما ادعاه ... هذا لو رغب سيادته في ذلك ....







    خلاصة الرد على تدليس 3 ... " سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : إِنَّ النَّاس دَخَلُوا فِي دِين اللَّه أَفْوَاجًا , وَسَيَخْرُجُونَ مِنْهُ أَفْوَاجًا "








    سأل " المدلس " ما الذي جعل محمد يعترف بأن الإسلام سيكون دين مؤقت .... هل هي صحوة ضمير قبل دنو أجله ؟؟










    § نشير بادئ ذي بدء إلى أن الحديث الذي استند إليه مثيرو هذه الشبهة حديث ضعيف, أورده الإمام أحمد في مسنده 3 / 343 ج 2 ص 225 , وضعّفه


    الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في " السلسلة الضعيفة ".






    § هذا ما كان بشأن سند الحديث .. أما مضمونه فبيّن البطلان ... ولماذا ...... لأن الناس قد دخلوا وما زالوا يدخلون (على مدار 1433 سنة ) في الإسلام


    أفواجا في مشارق الأرض و مغاربها عن اقتناع تام ورضا منهم به ...... ولهذا فلا يوجد أي دافع للخروج منه وهم الذين لم يجبروا على الدخول فيه أصلاّ .




    § إن أي بشر كان لا يستطيع أن يتنبأ بما قد يحدث للبشر من دخول أو خروج " أفواجا ؟؟ " في أي مكان إلا لسنوات معدودة بعد موته ... وحينئذ ينكشف


    الأمر ... ويتضح مدى دقة قوله ..... فما بالنا وقد مضى من الزمن 1433 عاماً ولم نشاهد أو نسمع عن هذا الخروج المزعوم !!!!!




    § إن المتأمل في سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي تاريخ الإسلام على مر العصور يستطيع أن يتبين بكل يسر الأسباب الحقيقية لانتشار


    الإسلام ..وهي في مجملها أبعد ما تكون عن استخدام القوة والعنف والإكراه .



    § لقد تعددت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تؤكد حرية العقيدة .... وأن للمرء أن يختار ما يشاء من الأديان ......





    § إن من البديهي أن من أكره على شيء لا يلبث أن يتحلل منه إذا وجد الفرصة سانحة له..... بل ويصبح حربا على هذا الذي





    أكره عليه .... وهذا أمر لم تشهده البشرية إطلاقاّ على مدار 1433 عام مضت .......... وذلك بالرغم من تكثيف


    المحاولات المستميتة من أعدائهم لصرفهم عن الإسلام...



    § المسلمون هم أشد الناس تمسكا بدينهم .... ولو أرادوا الخروج منه أفواجا ... لخرجوا منه يوم أن غزا التتار ديار الإسلام


    ولكن ما حدث هو العكس فقد اعتنق التتار الإسلام ..... أليس هذا تكذيبا لهذا الادعاء ؟!!




    § لو أراد المسلمون أن يخرجوا من الإسلام أفواجا، لخرجوا منه أيضاً يوم جاء الصليبيون إلى بيت المقدس .... أو لخرجوا منه


    وهم تحت وطأة الاستعمار الأوربي ... أو في الأندلس أو في البوسنة والهرسك والشيشان وغيرها،، وقوافل التنصير تبذل كل ما

    في وسعها ليل نهار لاستمالة قلوب المسلمين ... ناهيك عن محاولاتهم لصرفهم عن دينهم .



    § لقد وصل الإسلام إلى حدود الصين شرقا، وإلى المحيط الأطلنطي وحدود الأندلس غربا بعد مضي أقل من قرن


    على وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم .. و ما زال ينتشر حتى اليوم .....



    § إن انتشار الإسلام لم يكن في يوم من الأيام راجعا إلى قوة المسلمين، أو سلطانهم فحسب، فالتاريخ


    يشهد بانتشار الإسلام حتى في لحظات ضعف المسلمين وهزيمتهم.



    § الإسلام أسرع الأديان انتشارا في العالم حالياً و إننا نشاهد في كل يوم تزايد أعداد المسلمين، ودخول


    الناس أفواجا وفرادى في الإسلام في شتى بقاع الأرض , وليس العكس .



    § وعلى فرض أنه حدث ذلك خلال المظاهر التي ستتواكب مع يوم القيامة حيث ستتبدل نواميس الكون وعلاماتها


    وخرج الناس حينئذ من دين الله أفواجاً - فحينئذ لا تصح أيضاً مقولة " المدلس" .... ولكن في هذه الحالة فان ذلك سيعتبر
    إعجازاً بإخبار وإنباء محمد بالغيب البعيد والسحيق مما يؤكد نبوته ....... فليسترح " المدلس" من تدليساته على الإسلام



    التعديل الأخير تم بواسطة سيف الإسلام ; 07-05-2013 الساعة 10:05 PM
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #17
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي

    الرد على تدليس 4 ... لماذا التوحيد يا رسول الإسلام .


    قال " المدلس " : يفتخر المسلمون أن الإسلام هو ديانة تدعو للتوحيد , بقولها " لا اله إلا الله " والجملة نفسها تدعو للعجب فاليهودية تدعو للتوحيد , و المسيحية أيضاً تدعو للتوحيد ....... فلا يوجد في التوراة أو الإنجيل أي شبهة تقول أن هناك أكثر من إله ... المهم ... لماذا أراد محمد التوحيد ... سنجد ذلك في صورة " ص " آية رقم 5

    ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3) وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآَخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7) أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8) " ص 1 – 8


    وذكر " المدلس " أن ما ورد في تفسير الطبري و القرطبي لهذه الآية يفيد بأن :
    سبب التوحيد عند محمد ليس سبباً روحياً وعبادة خالصة لله ... إنما لتكون رياسة العرب لقريش , وينهبون العجم بالجزية هذا هو محمد وهذه هي رسالته .... أهذه رسالة سماوية ؟؟؟؟ أجيبونا يا مسلمين ....

    ونقول " للمدلس " بفضل الله
    § نعم لقد صدق " المدلس " فلا يوجد في التوراة شبهة تقول أن هناك أكثر من إله لأنه ورد في العهد القديم .. " اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ " التثنية 6/4 .. إنما جانبه الصواب عندما قال ذلك وأراد أن يطبقه على العهد الجديد أيضاً ... ولماذا .. لأنه وكما ورد في رسالة يوحنا الأولى 5 / 7 " فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ وَهؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. " ........ ولا حول و لا قوة إلا بالله .
    § ولعدم الإطالة ... وللوقوف على تفصيل كينونة الإله في الكتاب المقدس .. يرجى الاطلاع على هذا الرابط الذي يوضح ذلك .... ويوضح أيضا كيف أن الإله في العهد القديم هو إله واحد فقط غير متجزئ وغير متبعّض - بعكس ما ورد في العهد الجديد حيث أصبح الإله يحتوى على أقانيم متعددة .... عدد ثلاثة .... والله المستعان ...



    § هذا وقد أسس " المدلس " شبهته المذكورة على الحديث الآتي والمشار اليه في التفاسير التي ذكرها سيادته :

    § مرض أبو طالب فجاءته قريش ، وجاءه النبي صلى الله عليه وسلم ، وعند أبي طالب مجلس رجل (أي مكان يسع واحداً فقط ) ، فقام أبو جهل كي يمنعه (فخشي أبو جهل أن يجلس فيه النبي فيرق له عمه أبو طالب .... فجلس هو في ذلك المكان .. فلم يجد الرسول مكاناً قرب عمه .. فجلس عند الباب) .. قال : وشكوه إلى أبي طالب (زعموا انه يشتم ألهتهم ) فقال : يا ابن أخي ما تريد من قومك ؟ قال : أريد منهم كلمة تدين لهم بها العرب ، وتؤدي إليهم العجم الجزية ، قال : كلمة واحدة ؟ قال : كلمة واحدة فقال : يا عم قولوا : لا إله إلا الله .. فقالوا : إلها واحدا ؟ ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق . قال : فنزل فيهم القرآن .........{ ص والقرآن ذي الذكر . بل الذين كفروا في عزة وشقاق } – إلى قوله – { ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق } . الراوي:عبد الله بن عباس المحدث :الترمذي - المصدر : سنن الترمذي- الصفحة أو الرقم :3232 خلاصة حكم المحدث : حسن
    § والمسألة بالطبع ليست مجرد نطق ... (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ... دون جعلها واقعاً عملياً في كل مناحي الحياة .. وهذا المعنى لم يكن غائباً عن زعماء قريش - وهم من فصحاء العرب الأقحاح - فهم يعلمون علم اليقين أن الكلمة الواحدة التي عرضت عليهم تعني ترك ما هم عليه نهائيا من معتقدات وأفكار ومفاهيم وشرائع ..... والاحتكام إلى الدين الجديد بعد الإيمان القطعي به ....... ولذلك فقد حرص القراّن الكريم على عدم الفصل بين الإيمان والأحكام أي العمل ... " إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا " الكهف 107.
    § و لكن حيث أن طبائع الناس وعقولهم وثقافاتهم تختلف من شخص لآخر ... إذن فلا ينكر عاقل أنه من الحكمة والمنطق أن نخاطب الناس على قدر وعلى حسب هذه العقول المختلفة .. وهذه حقيقة تتفق تماماً مع ما ورد في حديثه صلى الله عليه وسلم " أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم " الراوي: - المحدث: الزرقاني - المصدر: مختصر المقاصد - الصفحة أو الرقم: 162
    § لقد حرص الإسلام على أن يكون لكل مقام مقال ... وأن يُخاطب الناس على قدر عقولهم ... فتنوعت أساليب الخطاب مع تنوع النفس البشرية واختلافها .... و تعددت أساليب الدعوة ومنهج الخطاب في الإسلام لتتواكب وتناسب كل الفئات والعقول ... فعلى سبيل المثال لا الحصر ....

    § هناك فئات من الناس يناسبها مخاطبة العقل والمنطق للتفكر والتدبر... فهؤلاء خاطبهم الإسلام من هذا المنطلق ... قال تعالى :


    " أَمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أإله مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمْ مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أإله مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أإله مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمْ مَنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أإله مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ " النمل 60 – 63

    § وهناك أناس تؤثر فيهم تلبية السماء لمتطلباتهم الدنيوية فهؤلاء خاطبهم الإسلام من هذه الناحية ... قال تعالى :

    " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ " نوح 10 – 11

    § وهناك أناس يجدي معهم أسلوب الترغيب و الترهيب فهؤلاء خاطبهم الإسلام من هذه الزاوية :

    " فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ( أي فهلا إذا بلغت روح أحدكم عند الموت مجرى النفس) (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87) فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ " الواقعة 83 – 96

    § وهناك أناس غلاظ شداد الطباع ... في حميّة وتكبر وتعالى عن الإيمان واستكبار عن الحق وفى خلاف وعداوة للرسولولذلك كفروا به ... فكيف يتم مخاطبتهم .... ؟؟؟ وهؤلاء هم موضوع هذه الشبهة :

    § إن المدقق في الحديث الذي أورده " المدلس " وأستدل منه على ما أثاره من شبهة وهى أن ... " سبب التوحيد عند محمد ليس سبباً روحياً وعبادة خالصة لله ... إنما لتكون رياسة العرب لقريش , وينهبون العجم بالجزية" ...... سيجد المدقق في نص هذا الحديث نفسه الإجابة الشافية على هذه الشبهة .. فضلاً على الحقائق التالية .. ولكن كيف يكون ذلك :

    1. لقد ورد في نص الحديث نفسه تحديداً .. قال : فنزل فيهم ( أي في هؤلاء المخاطبون ) القرآن .... { ص والقرآن ذي الذكر . بل الذين كفروا في عزة وشقاق } .. وما معنى ذلك ... لقد ذكر الحديث طبيعة وحالة من نزلت فيهم هذه الآيات ( وهم أشراف قريش؛ عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو جهل بن هشام، وأمية بن خلف، وأبو سفيان بن حرب، ومعهم رجال من أشرافهم ـ وهم خمسة وعشرون تقريبًا ) ..وهى " العزة " والتي تعنى هنا الحميّة والغرور والعناد والتكبر عن الإيمان والاستكبار عن الحق وعن قبول الهداية ..... وفى مخالفةٍ ومعارضةٍ لكل مالا يتفق مع ما وجدوا عليه آباءهم من عبادة للأصنام ... ومن عكوف على عاداتهم الباطلة ........ وهى بالطبع عزة بالإثم " وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ " البقرة 206 .... كما ورد أيضا لفظ " شقاق " أي المخالفة ، والمراد هنا مخالفة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .. والملاحظ هنا أن الآية الكريمة ذكرت باللفظ " عزة وشقاق " .. وليس " العزة والشقاق " أي بالتنكير ... وذلك للدلالة على شدتهما - ويلاحظ أيضا استخدام القرآن لفظ " في" وذلك في قوله { فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } للإِشعار بأن ما هم عليه من عناد ومن مخالفته للحق قد أحاط بهم من كل جوانبهم - كما يحيط الظرف بالمظروف وذلك دلالة على استغراقهم فيهما .
    2. و هل هناك آيات أخرى .. تؤكد وتصف طبيعة و حالة ما كان عليه المخاطبون في هذا الحديث وأمثالهم من حمية وغرور وعناد وتكبر عن الإيمان واستكبار عن الحق كما ذكرنا ... الإجابة نعم .. إذن وما هي ...
    § " مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ " هود 27
    § " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ " البقرة 13
    § " يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ " المنافقون 8 . .. أنظر نظرة التكبر والتعالي على محمد ومن تبعه .
    § " وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآَنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ " الزخرف 31 .... يقصدون بالقريتين مكة و الطائف وفيهما كانوا كبراء المشركين وعظماؤهم ..الحاكمون المسودون الذين كانوا يتطلعون إلى السيادة عن طريق الدين كلما سمعوا أن نبياً جديدا قد اطل زمانه , والذين صدموا صدمة الحسد و الكبر حينما اختار الله – على علم – نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وفتح له أبواب رحمته ... وأفاض عليه من خزائنها ما علم انه يستحقه دون العالمين .
    § " أَءُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا " ص 8 الاستفهام هنا للإنكار أي هل تنزّل القرآن على محمد !!! مع أن فينا من هو أكثر منه مالا واعلي رياسة قال الزمخشرى .. أنكروا أن يختص الرسول بالشرف من بين أشرافهم ورؤسائهم - وهذا الإنكار كانت تغلي بهم صدورهم من الحسد على ما أؤتى من شرف النبوة من بينهم .

    3. لقد كان لقريش قبل الإسلام اليد العليا على العرب لوجود بيت الله الحرام وهو مركز الحج عندهم في مكة حيث يحج الناس إليه من أنحاء الجزيرة العربية ........ الأمر الذي جلب لقبيلة قريش التقدير والاحترام،وأكسبها أيضا مكانة رفيعة وعظيمة ومتميزة ومهابة بين العرب ...... ولما كانت قريش هي القبيلة الرئيسة في مكة، لذلك كانت تمتلك السلطة والسيادة،وتتولى شؤون البيت،وخدمة الحجيج و سِدانة البيت الحرام، والإشراف عليه، و خدمة الحجاج القادمين إليه .... الأمر الذي ترتب عليه تمتع قريش و قيامها بدور سياسي واقتصادي وديني على العرب ... ولذلك كانوا يحاربون الرسالة الجديدة خوفا على مصالحهم المذكورة من الضياع .
    4. لقد كان هناك آنذاك قوتان عظميان هما القوة الفارسية في الشرق والقوة الرومانية في الغرب - أي العجم - وكانتا تحتلان العالم وتسيطران عليه وتقهرانه قهرا حضاريا ودينيا وسياسيا وثقافيا طوال مدة عشرة قرون..... من الاسكندر قبل الميلاد بأربعة قرون، إلى هرقل في القرن السابع للميلاد ... وكان هناك العديد من الدويلات التي كانت تدور في فلك كل منهما .



    5. إن المدقق فيما ذكر في البنود السابقة 1 & 2 & 3 & 4 سيجد أن المخاطبين في هذا الحديث .. وهم قريش :
    · هم أهل غلظه وسطوة وقوة وهم جماعة مأسورين داخل سياج الكبر والغرور والعزة بالإثم والاستعلاء .
    · كانت نظرتهم آنذاك إلى محمد ودعوته وأيضا إلى أتباعه .. نظرة المتعالي والمتكبر.
    · كانت لهم اليد العليا على العرب لوجود بيت الله الحرام وهو مركز الحج عندهم في مكة... حيث يحج الناس إليه من أنحاء الجزيرة العربية .
    · كانوا يتمتعون و يقومون بدور سياسي واقتصادي وديني لوجود مركز الحج عندهم في مكة.
    · فلما جاء محمد بشريعة جديدة أساسها .." إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " الحجرات 13.. خافوا بالطبع على ضياع سطوتهم على العرب وان يتساووا بغيرهم من الناس ... هذا فضلا على ضياع ما كانوا يتمتعون به من دور سياسي واقتصادي وديني .

    6. إذن فما هو الأسلوب الأمثل الذي يُخاطب به مثل هؤلاء لدعوتهم للانضمام للإسلام ........... إنها الكلمات والوعد والتعهد الصادق الذي يحافظ على مكانتهم العالية والمتميزة التي كانوا عليها بين العرب - ليس هذا فقط ولكن على القوى العظمى آنذاك وهم العجم ( الذين كانت قريش لا تحلم بمناطحتهم ) .. و يُبقى لقريش أيضا على مصالحهم الاقتصادية ....... ومثل هؤلاء الناس ما كانوا ليفهموا إلا بهذا الأسلوب الذي يخاطب و يحافظ على مصالحهم ومكانتهم العالية ...... فطمأنهم على بقاءهم واستمرارهم على ما كانوا عليه من ريادة للعرب وسبق ... لأنهم سيصبحون النور الذي سينير للعرب ما كانوا فيه من ظلمة وجهالة ... وتجتمع كلمة العرب عليهم لتستمد وتنهل منهم رسالة السماء إلى الأرض ...... لقد خاطبهم الرسول على قدر عقولهم ........ و راعى ما هم فيه من غرور وصلف وتربص من ضياع سطوتهم و مصالحهم الاقتصادية إذا ما انضموا إلى معسكره ...

    7. وهل هناك أمثلة أخرى مماثلة لتنوع أسلوب الدعوة لمثل هؤلاء المتعاليين والمغرورين .... نعم ...... فما هو المثال على ذلك .. إنه ..

    " قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ " سبأ 24

    أي قل - أيها النبي - للمشركين : من يأتيكم برزقكم من السموات والأرض؟!!!! قل لهم - حين لا يجيبون عناداً - : الله - وحده - هو الذي يرزقكم منهما ، وإننا معشر المؤمنين أو إياكم معشر المشركين لعلى أحد الأمرين من الهدى أو الضلال الواضح ...... وقطعا فالموحدون هم الذين على هدى والمشركون هم في الضلال المبين ، وإنما شككهم تلطفاً بهم لعلهم يفكرون فيهتدون .

    8. ويبقى سؤالان ......

    السؤال الأول : هل دانت العرب لقريش ....؟؟؟؟؟ :
    § لقد امتدت شريعة الإسلام خلال سنوات معدودة من الصين شرقا لباريس غربا وشملت العرب كلهم بالطبع ....... ودخلت البشرية في دين الله أفواجاً وتحقق وعد محمد – صلى الله عليه و سلم – وإعجازه بالإخبار والإنباء بالغيب ودانت العرب بالفضل لمن كان فى قريش السبب في هدايتهم لدين الله الخاتم الحق ..... ولأنهم كانوا أيضا هم النواة التي نشرت وعرّفت البشرية برسالة السماء الخاتمة إلى الأرض والتي تضمنت إخراج الناس من عبادة الأوثان وعبادة العباد إلى ...عبادة رب العباد ..... وهل هناك فضل أو منة أو معروف يُدان بهم الفرد أعظم من ذلك ؟؟!!!.... هذا مع استمرار قريش وذريتها في رعاية الحجيج لبيت الله الحرام في مكة وخدمتهم - بحكم تواجدهم فيها بالطبع .......... وبما في ذلك من شرف ومكاسب اقتصادية دنيوية حلال أيضا .....

    السؤال الثاني : هل أدت العجم ( الفرس / الروم ) الجزية للمسلمين و خضعت لهم ..؟ ولماذا ...؟؟ وما هى الجزية ..؟؟؟ وما مفهومها فى كل من الاسلام و الكتب السابقة ...وهل الجزية في الإسلام هي النموذج الأمثل ... ؟؟؟؟؟ :
    § أما فيما يتعلق بما ذكره " المدلس " أن الهدف من توحيد الله الذي أخبر به آنذاك محمد - صلى الله عليه و سلم ... وبما تتضمنه هذه الكلمة من منهج للسماء – هو .. لكي ينهبون العجم ( الدول العظمى آنذاك ) بالجزية ... فنقول له أولاً كيف يعقل أن يحلم أو يخطر على بال راعى غنم " أمي " مستضعف مضطهد آنذاك .....أن يتعهد لجبابرة وصناديد قريش في مكة بمناطحة الدول العظمى المستقرة ذات السيادة والصولجان ... واللتان كانتا تسيطران و تستوليان على أغلب العالم .. بل وينتصر عليهم .. ويأخذ منهم ما يدل على انتصاره عليهم وهى الجزية – إلا ... إذا كان الله قد اخبره بأن هذا الدين هو رسالة السماء الأخيرة للأرض وأن دينه سيمتد ليغطى بقاع الأرض كلها بعد موته " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى " النجم 3 – 4

    § لقد تعهد محمد - صلى الله عليه و سلم - وأخبر وأنبأ بالغيب بما حدث بالفعل بعد موته بعدة سنوات - على أيدي من آمنوا برسالته وتربوا في مدرسته فخضع للمسلمين كلاً من الروم والفرس .... و كانت علامة هذا الخضوع هو ما تفضل وأشار إليه " المدلس" بدفعهم الجزية ......... إن هذا يعتبر إعجازاً بكل المقاييس ... بل و يدل و يثبت صدق و نبوة محمد صلى الله عليه و سلم ..... فشكراً " للمدلس " لتسليطه الضوء وتوجيهه النظر إلى ما يثبت نبوة محمد - صلى الله عليه و سلم وذلك دون أن يدرى أو .. يرغب سيادته في ذلك بالطبع .
    § لقد كان المسلمون آنذاك يقعون بين فكي أقوى دولتين في العالم وقتها، دولة " الفرس " المجوسية عبّاد النار من ناحية الشرق بأرض العراق وإيران - ودولة " الروم " الصليبية وهم من أهل الكتاب من ناحية الشمال بأرض الشام والجزيرة .
    § و لقد سيطر الفرس والروم واستعمروا أغلب شعوب العالم .... وكانوا يملكون ترسانة عسكرية فيها أحدث الأسلحة .... وحضارة وقوة مادية وسيطرة على العالم كله ... وحكموه بالحديد والنار و انتشر الظلم بشدة .. وزادت الضرائب ........ و أصبحت التفرقة العنصرية بينهم وبين الشعوب التي يحتلونها كبيرة .. هذا بخلاف الاضطهاد العرقي والديني .. وأصبح الناس يعيشون في فقر شديد للغاية وهم يعيشون في غنى وترف شديد للغاية .. واختفى الحق والعدل ..
    § وكان الملك الفارسي يُخاطب بلفظ الإله ... أما الروم وما أدراك ما الروم .. فإن " المدلس " يعرفهم جيداً فهم الذين عذبوا أجداده في مصر ... وجعلوهم طعاماً لأنياب الأسود وساموهم سوء العذاب ..... وقدمت مصر في سبيل عقيدتها المسيحية مثلاً في فترة حكم الإمبراطور دقالديانوس (284- 305م) أعداداً كبيرة من الشهداء ....... مما حمل الكنيسة القبطية في مصر أن تطلق على عصر هذا الإمبراطور (عصر الشهداء) .... وبالرغم من ذلك فقد رقّ قلب " المدلس " لهم و تعاطف معهم ... بل و خشي عليهم من الجزية ... ما دام هناك طرفاً في ذلك هو ... محمد صلى الله عليه و سلم .

    § لقد كان الفرس والروم يتآمرون على المسلمين ويعتدون عليهم ويطمعون في بلدانهم ولا يتوقفون عن قتالهم وكانت هناك أيضا شعوب مقهورة و مظلومة تحت حكم الفرس والرومان تتطلع إلى من يأخذ بأيديها .. ويخلصها من القهر والظلم .... فهناك في العراق، والشام، ومصر، وشمال إفريقية، شعوب تعانى من الظلم والطغيان ... والآن راحت تتطلع إلى غد يسود فيه العدل والأمان .......... وكان المسلمون يعلقون الآمال على أن يجدوا من أهل هذه البلاد بعض المساعدة لطرد هؤلاء المستعمرين القساة .

    § لقد استطاع المسلمون الذين تربوا في مدرسة محمد - صلى الله عليه و سلم - أن يقهروا هاتين الإمبراطوريتين بهؤلاء العرب الذين كانوا إلى عهد قريب قبائل بدوية ... يدبُّ بينها الشقاق، وتثور الحروب لأوهى الأسباب .... تحرِّكها العصبية القبلية .... وتعميها عادات الجاهلية وأعرافها البائدة، فإذا بها - بعد الإسلام - تتوحَّد تحت مظلَّة هذا الدين الذي ربط بينها بوشائج الإيمان .. وعُرى الأخوة والمحبة .. وتحقق من الأمجاد والبطولات ما يفوق الخيال ... بعد أن قيَّض الله لها محمد - صلى الله عليه و سلم - ذلك الرجل الفذّ الذي قاد مسيرتها، وحمل لواءها حتى سادت العالم ... وامتلكت الدنيا .

    § و لكن هنا يأتي سؤال ... لماذا أراد المسلمون فتح بلاد الفرس والروم ؟؟؟؟؟؟ وهل السبب لأنهم حاولوا محاربتنا ؟؟؟؟؟؟ الجواب .. لا .. إنما الجواب هو لتبليغ العالم كله بدعوة الإسلام .... فلو أن مصر أو العراق أو الشام لم يصل إليها الإسلام لكانوا استمروا على ما كانوا عليه قبل الإسلام .

    § لقد طلب المسلمون من الفرس والروم عدم منعهم من نشر خير السماء للأرض بين هذه الشعوب , و التحاور مع الشعوب المستعبدة و المقهورة تحتهم .. حتى يخرج البشر من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .......... ولكن قوبل ذلك بالرفض و الوقوف في وجه هذا الخير ... بل وبمساندة أعداءه ونصر خصومه ... حينئذٍ لم يكن هناك خياراً للمسلمين أمام إصرار الفرس والروم على ذلك إلا بتحريك جيوش المسلمين لتبليغ رسالة وخير السماء إلى الأرض .. حتى إذا تم فتح هذه البلاد تبدأ الدعوة للإسلام ولكن على أساس " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ " البقرة 256 و أيضا " فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " الكهف 29 .... والدليل على ذلك أنه منذ ألف وأربعمائة سنة فلا يزال هناك من بقي على دينه .
    § إن أفضل خير يمكن أن يقدم للناس هو تعريفهم برسالة و خير السماء للأرض وذلك حتى يتمتعوا بخيري الدنيا و الآخرة .. ولكن ما هو الحل إذا وقفت جيوش تمنع وصول هذا الخير للناس وتريد سحق المسلمين .. حينئذ وجب قتال المسلمين لهذه الجيوش .. حتى لو أدى الأمر إلى موت المسلمين انفسهم كشهداء في سبيل توصيل هذا الخير للناس كافة .......... و أيضا حتى لا يُترك الباطل يتحكم فيعم الشر على الناس كلهم ........ " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ ( أي .. شرك بالله ) وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ( أي .. ويبقى الدين لله وحده خالصًا لا يُعْبَد معه غيره ) فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ " البقرة 193 ...... فالقتال هنا حتى تكون كلمة الله هي العليا .... وليس من اجل السيطرة على منابع النفط أو لنهب ثروات أو استعباد الشعوب .
    § أما في القرن الذي نعيش فيه الآن فلم تعد هناك مشكلة في نشر الدعوة وتعريف البشر برسالة السماء الأخيرة للأرض ... فالبلاد مفتوحة على بعضها بالعديد من وسائل الاتصال بما في ذلك القنوات الفضائية مثلا .... والكل يعرض ما عنده ولكل فرد أن يختار ما يريده حيث .. " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ " البقرة 256 وأيضا " فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " الكهف 29 ..... لقد تغير الأمر تماماً ولم تعد هناك مشكلة ...... ولذلك لا حاجة إلى إرسال أي جيوش لإزاحة الطغاة الذين يمنعون وصول رسالة وخير السماء للأرض ....
    § ولكن في ذلك الوقت .. مُنع المسلمون من نشر رسالة وخير السماء للأرض بين الشعوب الخاضعة لإمبراطورية الفرس و إمبراطورية الروم .. هذا بخلاف محاولة الفرس و الروم القضاء على الإسلام و المسلمين ............ الأمر الذي اضطر المسلمون معه إلى تحريك الجيوش إليهما .......... لكننا لم نسمع أن جيش المسلمين توجه إلى الحبشة التي تعرف اليوم بأثيوبيا ... رغم أنها كانت إمبراطورية عظيمة آنذاك ...... و السبب يرجع إلى أن ملك الحبشة لم يمنع المسلمين من نشر الدعوة في بلاده ... ولم نسمع أيضا عن جيوش للمسلمين تحركت إلى اندونيسيا حيث يوجد هناك أكبر تعداد للمسلمين اليوم في العالم ( حوالي 200 مليون ) ....
    § لقد فرض المسلمون على الفرس والروم دفع الجزية .. حتى تعلم الشعوب المستعبدة والمقهورة تحتهم بأن هناك قوة أكبر منهم .. ويبدأ الناس بالالتفات إلى حضارة غير حضارة الفرس والروم .. ولان دفع هؤلاء المعتدين الجزية للمسلمين دليل على خضوعهم لسلطان المسلمين و توقفهم عن العدوان عليهم ......... و أيضا بمثابة إقامة الدليل على المسالمة من قبل دافعها على قبول العيش في ظل الدولة الإسلامية وعدم الخروج على قواعدها وقوانينها وأنظمتها ....... هذا مع الأخذ في الاعتبار أن دفع الجزية هذا........ يترتب عليه أيضا أن يتكفل المسلمون بحمايتهم و الدفاع عنهم والمحافظة على دمائهم و أموالهم ..... ولذلك سميت جزية من الجزاء ... وهو دفع شيء جزاء شيء .
    § والجزية في اللغة مشتقة من مادة (ج ز ي)، تقول العرب: " جزي ، يجزي، " إذا كافأ عما أسدي إليه " والجزية مشتق على وزن فِعلة من المجازاة ..... بمعنى " أعطوها جزاء ما منحوا من الأمن " ....... فهم يكسبون من المسلمين الحماية و الأمان ويبذلون المال جزاء و مكافأة عن ذلك ........ و لذلك فالجزية هنا ليست إتاوة بل .. مقابل الحماية .
    § و الإسلام كعادته لا يتوقف عند ممارسات البشر السابقة عليه، بل يترفع عن زلـلهم، ويضفي خصائصه الحضارية .... فقد ارتفع الإسلام بالجزية ليجعلها عقداً مبرماً بين الأمة المسلمة والشعوب التي دخلت في رعايتها ....... عقد بين طرفين ... ترعاه أوامر الله بالوفاء بالعهود واحترام العقود، ويوثقه وعيد النبي صلى الله عليه وسلم لمن أخل به ... و قد تجلى ذلك بظهور مصطلح أهل الذمة ( أي من دخل و أصبح في ذمة المسلمين ) ..... تلك الذمة التي يحرم نقضها ويجب الوفاء بها ورعايتها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
    § لقد فتح المسلمون بلاد الفرس و الروم وصاروا قادرين على رقابهم ولم يقتلوهم، بل أبقوا عليهم، وإبقاء الحياة نعمة من نعم الإسلام عليهم، وهناك نعمة ثانية وهي أنه لم يفرض عليهم ديناً بعينه ........ وإنما حمى اختيارهم للدين الذي يرونه، والجزية عوض عن القتل لأن القتل ينهى الحياة أما إذا أعطى الجزية وأمهل فلعله أن يتدبر الحق .... ويرجع إلى الصواب لا سيما بمراقبة أهل هذا الدين ... والتدرب بسماع ما عند المسلمين .
    § والجزية في الإسلام ليست إتاوة و ليست فرض قهر يدفعها المغلوبون لغالبهم ( كما كان الحال قبل الإسلام ) أو لونا من ألوان العقاب لامتناعهم عن قبول الإسلام ... ولكن الجزية بعددفعهاتوجب :
    1. قيام المسلمين بالدفاع عن الذميين، ودفع من قصدهم بأذى وحمايتهم والمحافظة عليهم في البلاد الإسلامية التي يقيمون فيها ..... فإذا دافعوا هم عن انفسهم سقطت الجزية .
    2. الدفاع عن الدولة الإسلاميــة في أي حرب ضد عدو للمسلمين لأنه من غير المعقول أن يشترك غير المسلمين في جيش المسلمين الذي ينصر قضايا المسلمين .. فكان العوض عن ذلك دفع بدل دفاع ومعافاة من الخدمة العسكرية للذمي القادر على حمل السلاح ليقوم جيش المسلمين بتحقيق غرضه و بذل دم المسلم عوضاً عن دم من في ذمة المسلمين .. إلا إذا تطوعوا هم بذلك .. فحينئذ تسقط الجزية .. فان عجز المسلمون عن حمايتهم سقطت الجزية.
    3. لقد فرض الإسلام الجزية على الذميين في مقابل فرض الزكاة على المسلمين، حتى يتساوى الفريقان ......... لان المسلمين والذميين يستظلون براية واحدة ....... ويتمتعون بجميع الحقوق وينتفعون بمرافق الدولة بنسبة واحدة كالقضاء والشرطة والجيش، وكذلك بالمرافق العامة؛ كالطرق والجسور ونحوها ......... ولا شك أن هذه الخدمات والمرافق تحتاج إلى نفقات يدفع المسلمون القسط الأكبر منها ..... ويسهم أهل الكتاب أو غيرهم في جزء من هذه النفقات عن طريق ما يفرض عليهم من الجزية ....... فإذا كان المسلم يدفع لبيت المال زكاة تقوم بمصالح الفقراء والمسلمين فأهل الكتاب و غيرهم الموجودون في المجتمع الإسلامي ينتفعون أيضاً بالخدمات التي يؤديها الإسلام لهم .... ولذلك يجب عليهم أن يؤدوا شيئاً من مالهم نظير تلك الخدمات .

    § وقد أمر الله بأخذ الجزية من المقاتليندون غيرهم ..... كما نصت الآية على ذلك " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ " التوبة 29 ..... قال القرطبي : " قال علماؤنا: الذي دل عليه القرآن أن الجزية تؤخذمن المقاتلين فقط .... وهذا إجماع من العلماء على أن الجزية إنما توضع على الرجال الأحرار البالغين، وهم الذين يقاتلون ...... دون النساء والذرية والعبيد والمجانين المغلوبين على عقولهم والشيخ الفاني " . الجامع لأحكام القرآن (8/7)

    § هذا .. وقد أمر الله في كتابه والنبي في حديثه بالإحسان لأهل الجزية وحسن معاملتهم ....... وتحرّم الشريعة أشد التحريم ظلمهم والبغي عليهم ....... هذا وقد حثّ القرآن على البر والقسط بأهل الكتاب المسالمين الذين لا يعتدون على المسلمين " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " الممتحنة 8 ..... والبر أعلى أنواع المعاملة ، فقد أمر الله به في باب التعامل مع الوالدين ، وهو الذي وضحه رسول الله في حديث آخر بقوله : " البر حسن الخلق " الراوي: النواس بن سمعان الكلابي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2880 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    § ويقول صلى الله عليه وسلم في التحذير من ظلم أهل الذمة وانتقاص حقوقهم: ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير حقه فأنا حجيجه ( أي خصمه ) يوم القيامة .. وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى صدره ألا ومن قتل رجلا له ذمة الله ورسوله حرم الله عليه الجنة, وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا ... الراوي: آباء عدة من أبناء أصحاب النبي المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: موافقة الخبر الخبر - الصفحة أو الرقم: 2/184 خلاصة حكم المحدث: حسن

    والإسلام لم يخترع الجزية إنما كانت موجودة في الكتاب المقدس بعهديهالقديم و الجديد :

    § إن الإسلام لم يكن أول الأديان والملل تعاطياً مع شريعة الجزية ، كما لم يكن المسلمون كذلك بين الأمم حين أخذوا الجزية من الأمم التي دخلت تحت ولايتهم، فإن أخذ الأمم الغالبة للجزية من الأمم المغلوبة أشهر من علم .. والتاريخ البشري أكبر شاهد على ذلك ، بل إن أخذ الجزية هي شريعة معهودة عند أهل الكتاب يعرفونها كما يعرفون أبناءهم .. و لماذا .. ؟؟



    § فالأنبياء عليهم السلام في الكتاب المقدس حين غلبوا بعض الممالك بأمر الله ونصرته أخذوا الجزية من الأمم المغلوبة .... بل واستعبدوا الأمم المغلوبة .. كما صنع النبي يشوع مع الكنعانيين حين تغلب عليهم .. " فَلَمْ يَطْرُدُوا الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي جَازَرَ ...... فَسَكَنَ الْكَنْعَانِيُّونَ فِي وَسَطِ أَفْرَايِمَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، وَكَانُوا عَبِيدًا تَحْتَ الْجِزْيَةِ. " يشوع 16/10 ..... فجمع لهم بين العبودية والجزية.

    § ونجد في الكتاب المقدس أيضاً أن نبي الله سليمان عليه السلام كان متسلطاً على جميع الممالك من نهر الفرات إلى ارض فلسطين والى تخوم مصر وكانت هذه الممالك تقدم له الجزية وتخضع له كل أيام حياته كما في سفر الملوك الأول 4 : 21 فيقول النص كما في ترجمة كتاب الحياة : ( فكانت هذه الممالك تقدم له الجزية وتخضع له كل أيام حياته ) ...


    § بل أن الكتاب المقدس فيه من الشرائع و الأحكام ما هو أشد و أعظم بكثير من حكم الجزية ...... فالرب مثلاً يأمر أنبيائه أن يضعوا الناس تحت نظام التسخير والعبودية بخلاف الجزية التي أهون بكثير من هذا النظام ...... فعلى سبيل المثال نجد في سفر التثنية 20 : 10 – 15 أن الرب يأمر نبيه موسى قائلاً : ..... " «حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ، فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ،... بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا .. وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ ..... وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ . هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا . "

    § ويقول كاتب سفر صموئيل الثاني 8 : 1 – 2 كما في ترجمة كتاب الحياة عن نبي الله داود :...... " وبعد ذلك حارب داود الفلسطينيين وأخضعهم واستولى على عاصمتهم جت........ وقهر أيضا الموآبيين وجعلهم يرقدون على الأرض في صفوف متراصة، وقاسهم بالحبل .. فكان يقتل صفين ويستبقي صفا .. فأصبح الموآبيون عبيدا لداود يدفعون له الجزية . "


    § إذن فقد كانت الجزية من شرائع العهد القديم والمسيح عليه السلام لم يذكر كلمة واحدة لإلغائها أو استنكارها.. بل بالعكس لقد جاء المسيح متمماً لا ناقضاً للعهد القديم .. وكما أكد هو على ذلك في إنجيل متى 5/17 .. " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ .".. و لذلك فقد أكد بولس على ضرورة الالتزام بدفع الجزية أيضا وذلك في قوله في رسالة رومية 13 : 7 " فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِزْيَةُ. الْجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِبَايَةُ. وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ. وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ . "

    § بل وأمر السيد المسيح أتباعه بدفع الجزية للرومان، وسارع هو إلى دفعها .. وكما ورد في متى 17 / 24- 27 " وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرَ نَاحُومَ تَقَدَّمَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الدِّرْهَمَيْنِ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا:"أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرْهَمَيْنِ؟ قَالَ:"بَلَى".. فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلاً:"مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الْجِبَايَةَ أَوِ الْجِزْيَةَ، أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ الأَجَانِبِ؟" قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: "مِنَ الأَجَانِبِ"... قَالَ لَهُ يَسُوعُ:" فَإِذًا الْبَنُونَ أَحْرَارٌ. وَلكِنْ لِئَلاَّ نُعْثِرَهُمُ، اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً، وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا، وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَارًا، فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ ". .. هذا وقد ورد في تفسير تادرس يعقوب ملطى لذلك .. أن السيّد المسيح خضع مع تلاميذه لإيفاء الجباية أو الجزية، ليؤكّد مبدأ هامًا في حياتنا الإيمانيّة: أن انتماءنا السماوي يهبنا طاعة وخضوعًا لملوك العالم أو الرؤساء، فنلتزم بتقديم واجباتنا الوطنيّة .... وأن السيد المسيح انحنى لنير العبوديّة، فدفع بإرادته لجامع الجزية اليهودي الدرهمين حسب ناموس موسى ( أي كما ورد في العهد القديم ) .

    § ولما سأله اليهود (حسب العهد الجديد) عن رأيه في أداء الجزية ... أقر بحق القياصرة في أخذها ولم يعترض علي ذلك في حينه .. أو ... حتى في أي موضع آخر اقرأ .. متى 22/16-21"فأرسلوا إليه تلاميذهم مع الهيرودسيين قائلين: يا معلّم نعلم أنك صادق، وتعلّم طريق الله بالحق، ولا تبالي بأحد لأنك لا تنظر إلى وجوه الناس. فقل لنا: ماذا تظن ..... أيجوز أن تعطى جزية لقيصر أم لا؟ .. فقال لهم: لمن هذه الصورة والكتابة.قالوا له: لقيصر. فقال لهم: أعطوا إذاً ما لقيصر لقيصر، وما للّه للّه " .
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي

    § ويعتبر العهد الجديد أداء الجزية للسلاطين حقاً مشروعاً .... بل ويعطيه قداسة ويجعله أمراً دينياً .... إذ يقول في رومية 13/1-7 " لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ، وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً .. فَإِنَّ الْحُكَّامَ لَيْسُوا خَوْفًا لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بَلْ لِلشِّرِّيرَةِ. أَفَتُرِيدُ أَنْ لاَ تَخَافَ السُّلْطَانَ؟؟؟؟ افْعَلِ الصَّلاَحَ فَيَكُونَ لَكَ مَدْحٌ مِنْهُ، لأَنَّهُ خَادِمُ اللهِ لِلصَّلاَحِ!!! وَلكِنْ إِنْ فَعَلْتَ الشَّرَّ فَخَفْ، لأَنَّهُ لاَ يَحْمِلُ السَّيْفَ عَبَثًا، إِذْ هُوَ خَادِمُ اللهِ، مُنْتَقِمٌ لِلْغَضَبِ مِنَ الَّذِي يَفْعَلُ الشَّرَّ........ لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يُخْضَعَ لَهُ، لَيْسَ بِسَبَبِ الْغَضَبِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا بِسَبَبِ الضَّمِيرِ. فَإِنَّكُمْ لأَجْلِ هذَا تُوفُونَ الْجِزْيَةَ أَيْضًا، إِذْ هُمْ خُدَّامُ اللهِ مُواظِبُونَ عَلَى ذلِكَ بِعَيْنِهِ. فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِزْيَةُ .... الْجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِبَايَةُ .... وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ ... وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ ."


    وبالتالي كيف يصح لعاقل من النصارى قرأ كتابه المقدس أن يعيب ويطعن على حكم الجزية ؟! ألا يعلم المنصّرون أن طعنهم على هذا الحكم هو في الحقيقة طعن على كتابهم المقدس ؟!



    ولكن.. لماذاالجزية في الإسلام هي النموذج الأمثل في علو الأخلاق والتسامح مقارنة بالجزية في الشرائع الأخرى... ؟؟؟؟


    1. لقد كانت الجزية عنالأمم – سواء منها قبل الإسلام أو بعده – تُفرض على المغلوبين للإذلال والامتهان ،فهي بذلك تحمل معنىً بغيضاً من معاني الثأر والانتقام ...... ولكن على العكس فقد فرضها الإسلام لحمايةالمغلوبين في أموالهم وعقائدهم وأعراضهم وكرامتهم، وتمكينهم من التمتع بحقوقالرعوية مع المسلمين الفاتحين سواء بسواء ..... والدليل على ذلك أن جميع المعاهدات التيتمت بين المسلمين وبين المغلوبين من سكان البلاد ......... كانت تنُصُ على هذه الحماية فيالعقائد والأموال .
    2. والواقع التاريخي لهذه المعاهدات يثبت بجلاء لا يحتمل الشك، أن المسلمين لم يأخذوا الجزية إلا على هذا المبدأ .... وكلنا يعلم كيف رد خالد بن الوليد على أهل حمص ... وأبو عبيدة على أهل دمشق ..... وبقية القواد المسلمين على أهل المدن الشامية المفتوحة ... ما أخذوه منهم من الجزية حين اضطر المسلمون إلى مغادرتها قبيل معركة اليرموك ... وكان مما قاله القواد المسلمون لأهل تلك المدن : " إنا كنا قد أخذنا منكم الجزية على المنعة والحماية ..... ونحن الآن عاجزون عن حمايتكم فهذه هي أموالكم نردها إليكم " ... المصدر : موسوعة الحضارة العربية الإسلامية / ج3

    3. إن الجزية عند الأمم السابقة لم تكن تمنع دافعيها من تجنيدهم في جيش الغالبين ... وإراقة دمائهم في سبيل مجد الفاتحين وامتداد سلطانهم، فكانوا يدفعون الجزية ويساقون إلى الحرب مرغمين ..!!!! ولكن الإسلام أعفاهم من الخدمة في الجيش ذهاباً منه إلى أن الجيش الإسلامي إنما يحارب لأداء رسالة التحرير الإسلامية إلى العالم , فليس من العدالة أن يجبر شعب لا يؤمن بمبادئ هذه الرسالة على تقديم شبابه وبذل دمائه في سبيلها!!!! أو قد يفرض عليهم محاربة من لا يرغبون في حربه ....... فالمسلم المجند في الجيش الأمريكي مثلا لا يحب أن يحارب ( رغماً عن أنفه ) المسلمين مثله في العراق أو أفغانستان ... ويتمنى أن يدفع مبلغاً من المال " كبدل عن تأدية هذه الخدمة العسكرية في الجيش الأمريكي " ..... و هذا هو التفسير الصحيح لإعفاء الذميين من الخدمة العسكرية في الجيش الإسلامي ..... لا كما يزعم بعض المتعصبين من أن ذلك لانتقاصهم وعدم أهليتهم لشرف الجهاد .... ودليلنا على ما قلناه أن الذمي لو رضي أن يتطوع في الجيش الإسلامي، يقُبل منه ذلك وتسقط عنه الجزية، إذن ففي الجزية معنى " بدل الخدمة العسكرية " في عصرنا الحاضر .

    4. لم تكن الأمم الغالبة تلتزم نحو الأمم المغلوبة بأي حق نحو الفقراء والعاجزين وذوي العاهات، بل كانوا يرهقونهم بالجزية والضرائب، ثم يتركون ذوي الحاجات منهم، بل يتركونهم عند الفقر بعد الغنى فريسة للحاجة والجوع والمرض ..... ولكن الإسلام أعلن تأمينه الاجتماعي للذميين ( أي من هم ذمة المسلمين ) سواء من دفع الجزية منهم أو من لم يدفع .... وهو يعتبرهم رعايا الدولة كالمسلمين سواء بسواء .... يجب عليها أن تضمن لهم حياة كريمة لا يحتاجون فيها إلى ذل السؤال ومرارة البؤس .
    فنصوص القرآن الكريم التي تحتم إعالة البائسين والمحتاجين هي نصوص عامة شاملة المسلمين وغير المسلمين " وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ " الإسراء 26 .... " وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ " الذاريات 19
    وجاء في عهد خالد بن الوليد لأهل الحيرة: " أيما شيخ ضعف عن العمل أو أصابته آفة من الآفات .... أو كان غنياً فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه طرحت جزيته وأعيل من بيت مال المسلمين وعياله " .
    وقد طبق عمر رضي الله عنه هذا المبدأ الإسلامي العظيم حين مر بشيخ كبير يسأل الناس الصدقة، فلما سأله وعلم أنه من أهل الجزية، أخذ بيده إلى بيته وأعطاه ما وجده من الطعام واللباس، ثم أرسل إلى خازن بيت المال يقول له : " انظر إلى هذا وأمثاله فأعطهم ما يكفيهم وعيالهم من بيت مال المسلمين .

    5. وكانت الجزية تفرض على المغلوبين بأي حال، أما في الإسلام فهي ليست كذلك .... بل يجوز للإمام أن يعفيهم منها جميعاً كما فعل أبو عبيدة حين أسقط الجزية عن أهل السامرة بالأردن وفلسطين..... وكما أسقط عمر الجزية على ملك شهر براز وجماعته لقاء اتفاقه معهم على قتال العدو .. وكما أسقط معاوية الجزية عن سكان أرمينية ثلاث سنوات، كما يجوز إعفاء كل ذمي دخل في الجيش الإسلامي أو قدم خدمة عامة للدولة .. وهي أحكام مسلّمة معروفة في الفقه الإسلامي .

    6. لقد كانت الجزية قبل الإسلام تفرض على من لم يكن من الفاتحين عرقاً أو بلداً أو ديناً.. سواء حارب أم لم يحارب، أما في الإسلام فلا تفرض إلا على المحاربين من أعداء الأمة ........ أما المواطنون من غير المسلمين ممن لم يحاربوا الدولة فلا تفرض عليهم الجزية كما فعل عمر بن الخطاب مثلا مع نصارى " تغلب " .... هذا وقد أمر الله بأخذ الجزية من المقاتليندون غيرهم كما نصت الآية على ذلك " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ " التوبة 29 قال القرطبي: " قال علماؤنا: الذي دل عليه القرآن أن الجزية تؤخذمن المقاتلين فقط ..... وهذا إجماع من العلماء على أن " الجزية إنما توضع على الرجال الأحرار البالغين، وهم الذين يقاتلون ....... دون النساء والذرية والعبيد والمجانين المغلوبين على عقولهم والشيخ الفاني". الجامع لأحكام القرآن (8/7)
    إننا نقاتل فقط .... من يقاتلنا ويشهر علينا السلاح ويعرّض كيان الدولة للخطر ولذلك فليس كل أهل الكتاب يجب علينا أن نقاتلهم .. و يؤكد هذا المعنى صريح الآية الكريمة في سورة البقرة 190 ..." وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " .... ولذلك فالأمر بالقتال في آية الجزية ( التوبة 29 ) ليس إلا مع من قاتلنا فقط .. أما قتال من لم يقاتلنا فهو عدوان لا يحبه الله تبارك وتعالى ... ويؤيد هذا أيضا قوله تعالى في سورة الممتحنة 8- 9 ....." لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ .... إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ " "... ولذلك فلا شك في أن الذين يعيشون في الدولة مع المسلمين من أهل الكتاب .. ويشاركونهم في الإخلاص والولاء لها .. ليسوا ممن يجوز قتالهم ولا تفرض عليهم الجزية التي هي ثمرة القتال بعد النصر على المعتدين ..... وهذا ما يفهم من آيات الجزية والقتال المذكورة من غير تأول ولا تعسف .

    وإذا كان الرسول صلوات الله وسلامه عليه قد أخذ من نصارى جزيرة العرب ويهودها الجزية في حياته عملاً بآية الجزية فذلك.... لأنهم حاربوا الإسلام وكادوا له وتألبوا مع أعدائه من الفرس والروم عليه ....... وإذا كان المسلمون حين فتحوا الشام ومصر وفارس قد أخذوا الجزية من أهل الكتاب فيها ......... فذلك لأنهم رعايا دول أعلنت الحرب على دولة الإسلام وناصبتها العداء وساهموا مع دولهم في حرب الإسلام ........... فإذا استمر حاكم ما في أخذ الجزية بعد عصور من الفتح الإسلامي وبعد أن أصبح أهل الكتاب رعايا مخلصين للدولة كالمسلمين ...... فذلك لا يسأل عنه الإسلام إنما يسأل عنه ذلك الحاكم ... فنحن هنا نتكلم عن نظام الجزية في الإٍسلام ... لا عن تاريخ الجزية لحاكم أو لآخر .




    خاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة



    حقاً ... لقد قدم المدلس خدمة جليلة للإسلام ... لماذا ؟؟ لأنه أقرّ دون أن يدرى بصدق الله العظيم حينما قال :




    " وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ " آل عمران186


    " وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا " البقرة 217


    " قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ " آل عمران 118



    فلا عاقل اطلع وقرأ ما ذكر إلا وعرف بالطبع الحق من الباطل ... ولذلك فلن نصرح بأي تعليق من جانبنا في هذا المقام .. ورحم الله من قال :




    إذا أراد الله نشرفضيلـة طويت أتاح لها لســــــــــــــان حقود

    فلولا انتشار النار فيما جاورها ما عرفنـــــا طيبحرق العود




    وصدق الله العظيم فقد قال في كتابه الكريم ...


    " وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ " الأنبياء 70





    " أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ " محمد 29



    تم بحمـــــــد اللــــــــه وفضله ....اللهم تقبل هذا العمل خالصاً لوجهك الكريم
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #19
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي

    إذا أراد الله نشرفضيلـة طويت .... أتاح لها لســــــــــــــــــــــان حقود

    فلولا انتشار النار فيما جاورها .... ما عرفنـــــا طيب حرق العود
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي

    " وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ " آل عمران186
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

الرد على سلسلة تدليس بعنوان - بالدليل والبرهان .. القرآن من تأليف البشر-

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على سلسلة تدليس بعنوان : (مغامرات محمد الشخصيه)
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 60
    آخر مشاركة: 19-08-2015, 11:51 PM
  2. الرد على سلسلة تدليس بعنوان : ( مقارنة بين الإسلام و المسيحية )
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
    مشاركات: 51
    آخر مشاركة: 10-02-2015, 09:31 AM
  3. فيديو/ الرد على شبة تحريف القرآن بالدليل والبرهان
    بواسطة عاطف أبو بيان في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-10-2011, 09:07 PM
  4. بالدليل والبرهان ثلاثة وثلاثون نص محرف في الكتاب المقدس
    بواسطة armoosh في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-07-2008, 07:33 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرد على سلسلة تدليس بعنوان - بالدليل والبرهان .. القرآن من تأليف البشر-

الرد على سلسلة تدليس بعنوان - بالدليل والبرهان .. القرآن من تأليف البشر-