بسم الله الرحمن الرحيم
------------------------
من هم المسلمون؟1
-------------------
لما خلق الله الكون،بدأ بالعرش والماء حيث قال سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(وكان عرشه على الماء)،صدق الله العظيم.
ثم خلق السماوات والأرض،وقال لهما:بسم الله الرحمن الرحيم( ائتيا طوعا أو كرها،قالتا أتينا طائعين)،صدق الله العظيم.
ثم خلق الملائكة والجن.
أما الملائكة فمجبولون على طاعة الله ولا يعصونه أبدا حيث قال سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(لايعصون الله ما أمرهم،ويفعلون ما يؤمرون)،صدق الله العظيم.
وأما الجن فخلق فيهم نزعة الاختيار،ففى خلقتهم امكانية التمييز بين الطاعة والمعصية،وبين الخير والشر،وبين الايمان والكفر واليعاذ بالله بخالقهم وخالقنا وخالق كل مكونات الكون،الله رب العالمين.
وأسكن الله الجن الأرض فعصوا الله وأفسدوا فيها وسفكوا الدماء،من جراء أنفسهم وتأثير الدنيا والهوى عليهم،ولكنهم لم يكفروا بالله خالقنا وخالقهم،ولم يكن فى حسبانهم أبدا أن يكفروا به،ولكن الله سبحانه لما أفسدوا فيها وسفكوا الدماء أخرجهم منها،وذلك من قبل أن يفسق ابليس الذى كان منهم،عن أمر ربه ليكون أول الكافرين.
أما ما خلق الله على الأرض من نباتات من أدناها خلقة ووزنا،أى التى تتكون من خلية نباتية واحدة،الى أعلاها خلقة،اى أضخم الأشجار،وكذلك ما خلق سبحانه من حيوانات من أدناها خلقة ووزنا،أى التى تتكون من خلية حيوانية واحدة،الى أعلاها خلقة،أى أضخم الحيوانات كالديناصورات،شاملة الكائنات البحرية من أدناه خلقة الى أضخمها خلقة كالحوت الأزرق،وكذلك الطيور من أدناها خلقة الى أضخمها خلقة كالعقاب،فقد قال سبحانه عنهم:بسم الله الرحمن الرحيم(ومن كل شىء خلقنا زوجين)،صدق الله العظيم،نافيا نفيا قاطعا بأن يكون وجود احداها عن تطور من سلالة أدنى منها مرتبة فى الخلق،فكلها تؤمن بالله خالقها وخالقنا ولا يوجد فى خلقتها صفة الخيار بين الايمان والكفر،فقال عنهم وعن كل مخلوقات الكون:بسم الله الرحمن الرحيم(وما من شىء الا يسبح بحمده،ولكن لا تفقهون تسبيحهم)،صدق الله العظيم.
وقال عنهم كذلك:بسم الله الرحمن الرحيم(وما من دابة فى الأرض،ولا طائر يطير بجناحيه الا أمم أمثالكم،ما فرطنا فى الكتاب من شىء،ثم الى ربهم يحشرون)،صدق الله العظيم،38-سورة الأنعام.
وقال كذلك:بسم الله الرحمن الرحيم(وله أسلم من فى السماوات والأرض،طوعا وكرها،واليه يرجعون)،صدق الله العظيم،83-سورة أل عمران.
وخلق أبا البشرية أدم(ص)،وخلق منه زوجه،وأمر الملائكة أن يسجدوا لأدم(ص) سجود تعظيم لخلق الله فيه،فسجد الملائكة كلهم أجمعون الا ابليس أبى،ففسق عن أمر ربه وكان من الكافرين.
وكان أول وسواس من ابليس لابينا أدم(ص) وزوجه لما أمرهما الله سبحانه بالأكل من كل شجر الجنة الا شجرة واحدة،فوسوس لهما ابليس الرجيم فأكلا منها،وبدت لهما سوءاتهما،وأحسا بخطئهما تجاه ربهما فتابا اليه،وتقبل الله سبحانه توبتهما،ولكن أمر بهبوطهم جميعا من الجنة الى الأرض بعضهم لبعض عدو.
فأصبح على الأرض،بل وفى الدنيا كلها صنفان من مخلوقات الله سبحانه التى أعلمنا بها،هما فقط اللذين لهما القدرة على الاختيار بين الايمان والكفر،وهما الجن والانس.
وأسماهما بالثقلين فقال عنهما سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(سنفرغ لكم أيها الثقلان،فبأى ألاء ربكما تكذبان)،صدق الله العظيم،32،31-سورة الرحمن.
وكذلك سبق وقال عنهما واصفا سبب خلقه لهما سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون،ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون)،صدق الله العظيم،56،55-سورة الذاريات.
فأما الجن فقال سبحانه عنهم:بسم الله الرحمن الرحيم(وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا،وأنا ظننا أن لن نعجز الله فى الأرض،ولن نعجزه هربا،وأنا لما سمعنا الهدى أمنا به،فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا،وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون،فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا)،صدق الله العظيم،،14،13،12،11-سورة الجن،فهم اما مؤمنون ومسلمون صالحون،واما دون ذلك.
اما الانس وهم أبناء أدم(ص) الى يوم الدين،فان الله سبحانه قال عن النبى نوح(ص)،مخاطبا قومه:بسم الله الرحمن الرحيم(فان توليتم فما سألتكم من أجر،ان أجرى الا على الله،وأمرت أن أكون من المسلمين)،صدق الله العظيم،72-سورة يونس.
وقال عن أبى الأنبياء ابراهيم(ص):بسم الله الرحمن الرحيم(اذ قال له ربه أسلم،قال أسلمت لرب العالمين)،131-سورة البقرة،وكذلك قال عنه(ص)،وعن ابنه اسماعيل(ص):(واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل،ربنا تقبل منا،انك أنت السميع العليم،ربنا واجعلنا مسلمين لك،ومن ذريتنا مسلمة لك،وأرنا مناسكنا،وتب علينا انك أنت التواب الرحيم)،صدق الله العظيم،128-سورة البقرة،وكذلك قال عنه(ص):(ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب،يا بنى ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون،أم كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت،اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى،قالوا نعبد الاهك والاه أبائك ابراهيم واسماعيل واسحاق،الاها واحدا ونحن له مسلمون)،صدق الله العظيم،133،132-سورة اليقرة
وكذلك قال الله عن موسى(ص):بسم الله الرحمن الرحيم(وقال موسى يا قوم ان كنتم أمنتم بالله،فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين)،صدق الله العظيم،84-سورة يونس.
وقال عن السحرة الذين أمنوا مع موسى(ص)،مخاطبين فرعون:بسم الله الرحمن الرحيم(وما تنقم منا الا أن أمنا بأيات ربنا لما جاءتنا،ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين)،صدق الله العظيم،126-سورة الأعراف.
وقال عن فرعون نفسه:بسم الله الرحمن الرحيم(حتى اذا أدركه الموت قال أمنت أنه لا الاه الا الذى أمنت به بنو اسرائيل وأنا من المسلمين،ألأن وقد عصيت من قبل وكنت من المفسدين،فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك أية،وان كثيرا من الناس عن أياتنا لغافلون)،صدق الله العظيم،92،91،/90-سورة يونس.
وقال عن عيسى ابن مريم(ص) والحواريين:بسم الله الرحمن الرحيم(واذ أوحيت الى الحواريين أن أمنوا بى وبرسولى،قالوا أمنا واشهد بأننا مسلمون)،صدق الله العظيم،111-سورة المائدة.
وقال عنهم كذلك وعن بنى اسرائيل:بسم الله الرحمن الرحيم(فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصارى الى الله قال الحواريون نحن أنصار الله،أمنا بالله واشهد بأنا مسلمون)،صدق الله العظيم،52-سورة أل عمران.
وفال سبحانه كذلك:بسم الله الرحمن الرحيم(ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة،ثم يقول للناس كونوا عبادا لى من دون الله،ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون،ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا،أيأمركم بالكفر بعد اذ أنتم مسلمون)،صدق الله العظيم،80،79-سورة أل عمران
وقال سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(أفغير دين الله يبغون،وله أسلم من فى السماوات والأرض طوعا وكرها واليه يرجعون)،صدق الله العظيم،83-سورة أل عمران.
وقال عن النبى محمد(ص):بسم الله الرحمن الرحيم(قل انما يوحى الى أنما الهكم الاه واحد فهل أنتم مسلمون)،صدق الله العظيم،108-سورة الأنبياء.
وقال سبحانه عن أتباع النبى محمد(ص):بسم الله الرحمن الرحيم(وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا،قل بل ملة ابراهيم حنيفا،وما كان من المشركين،قولوا أمنا بالله،وما أنزل الينا وما أنزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والأسباط،وما أوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم،لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون)،صدق الله العظيم،136،135-سورة البقرة.
وكذلك قال سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(قل أمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والأسباط،وما أوتى موسى وعيسى والنبيون من ربهم،لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون،ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه،وهو فى الأخرة من الخاسرين)،صدق الله العظيم،85،84-سورة أل عمران.
وقال سبحانه لنبيه المصطفى(ص):بسم الله الرحمن الرحيم(قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم،ألا نعبد الا الله،ولا نشرك به شيئا،ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله،فان تولوا،فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)،صدق الله العظيم،64-سورة أل عمران.
وقال سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(أم يقولون افتراه،قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات،وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين،فان لم يستجيبوا لكم،فاعلموا أنما أنزل بعلم الله،وأن لا الاه الا هو،فهل أنتم مسلمون)،صدق الله العظيم،14،13سورة هود.
وقال سبحانه لنبيه محمد(ص):بسم الله الرحمن الرحيم(وما أرسلناك الا رحمة للعالمين،قل انما يوحى الى أنما الاهكم الاه واحد،فهل أنتم مسلمون)،صدق الله العظيم،108،107-سورة الأنبياء.
وكذلك قال:بسم الله الرحمن الرحيم(فتوكل على الله،انك على الحق المبين،انك لا تسمع الموتى،ولا تسمع الصم الدعاء،اذا ولوا مدبرين،وما أنت بهادى العمى عن ضلالتهم،ان تسمع الا من يؤمن بأياتنا فهم مسلمون)،صدق الله العظيم،81،80،79-سورة النمل.
وقال سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتى هى أحسن،الا الذين ظلموا منهم،وقولوا أمنا بالذى أنزل الينا وأنزل اليكم،الاهنا والاهكم واحد،ونحن له مسلمون)،صدق الله العظيم،46-سورة العنكبوت.
وقال سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(قل ان صلاتى ونسكى ومحياى وومماتى لله رب العالمبن،لا شريك له،وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)،صدق الله العظيم،163،162-سورة الأنعام.
وقال كذلك:بسم الله الرحمن الرحيم(وأمرت لأن أكون أول المسلمين)،صدق الله العظيم،12-سورة الزمر.
مما سبق من أيات كريمات من كتاب الله القرأن الكريم،خلصنا بعون الله وبعلمه الذى علمنا،قائلين باقرار وايمان:بسم الله الرحمن الرحيم(سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا،انك أنت العليم الحكيم)،صدق الله العظيم،كما أقرت الملائكة لله سبحانه من قبلنا بالأية33 من سورة البقرة،فأن العرش والماء والكرسى،والسماوات والأرض وما فيهن من جمادات صلبة ولينة وسائلة وغازية،وما فيهن من نباتات وحيوانات برية وبحرية وطيور،وظواهر طبيعية أو كونية،سواء كانت صوتية أو ضوئية أو حرارية،كلها تؤمن بخالقها وأن ليس لها خالق سواه وليس كمثله شىء،وهو خالقنا وخالق كل شىء،الله رب العالمين،بل وكل شىء منها يسبح بحمده ولكن لا نفقه تسبيحهم،كما قال سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن،وان من شىء الا يسبح بحمده،ولكن لا تفقهون تسبيحهم،انه كان حليما غفورا)،صدق الله العظيم،وصدق رسوله الكريم محمد ابن عبد الله(ص) فيما بلغ من قرأن ربنا،44-سورة الاسراء.
أما الملائكة والجن والانس،فينطبق عليهم قول ربنا وربهم:بسم الله الرحمن الرحيم(أفغير دين الله يبغون،وله أسلم من فى السماوات والأرض طوعا وكرها،واليه يرجعون)،صدق الله العظيم،83-سورة أل عمران.
فأما الملائكة فهم مؤمنون ومسلمون،ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
وأما الجن فكانوا جميعا مؤمنين،ومسلمين،حتى فسق ابليس عن أمر ربه وربنا،لما رفض السجود لأبينا أدم(ص)،سجود تعظيم لخلق الله فيه،وامتثالا واستسلاما لأمر الله ومشيئتة،وليس سجود عبادة،فكان من الكافرين،واتبعته زمرة منهم،لينطبق قول الله عليهم:بسم الله الرحمن الرحيم(وأنا منا المسلمون،ومنا القاسطون،فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا،وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا)،صدق الله العظيم،15،14-سورة الجن.
وأما الانس أبناء أدم(ص)،فكان أبوهم وزوجه مؤمنين ومسلمين،حتى توفاهما الله على الأرض،وبقى على الأرض أبناؤه وأحفاده،وبقى معهم ابليس الرجيم،وباقى الجن بين مسلمين وقاسطين.
وكان قد أصبح لأدم(ص) ولأبنائه أعداء ألداء أربعا،هم النفس والهوى،والدنيا وابليس الرجيم،ثم أعوانه من الجن الكافرين والعاصين،ثم أعوانه من البشر الكافرين والعاصين،والذين قال الله عن أمثالهم:بسم الله الرحمن الرحيم(ولقد صدق عليهم ابليس ظنه،فاتبعوه،الا فريقا من المؤمنين،وما كان له عليهم من سلطان الا لنعلم من يؤمن بالأخرة،ممن هو منها فى شك،وربك على كل شىء حفيظ)،صدق الله العظيم،21،20-سورة سبأ.
وتفرق أبناء أدم(ص) بسبب ابليس أساسا الى مسلمين وكافرين،فقال عنهم ربهم وربنا سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(يسبح لله ما فى السماوات وما فى الأرض،له الملك،وله الحمد،وهو على كل شىء قدير،هو الذى خلقكم،فمنكم كافر،ومنكم مؤمن،والله بما تعملون بصير)،صدق الله العظيم،2،1-سورة التغابن.
فالمسلمون من الجن والانس هم:
الذين لا يعبدون شمسا،ولا قمرا،ولا حجرا،ولا أى نوع من الجمادات فى صورة أصنام،سواء كانت صلبة،أو لينة،أو سائلة،أو غازية،ولا أى ظاهرة طبيعية أو كونية،سواء كانت صوتية،أو ضوئية،أو حرارية.
والذين لا يعبدون وثنا ولا شجرا،ولا أى نوع من النباتات.
والذين لا يعبدون قطا ولا كلبا ولا أسدا ولا بقرا،ولا أى نوع من الحيوانات.
والذين لا يعبدون ملائكة ولا جنا ولا شيطانا ولا بشرا،سواء كان من البشر أدم(ص)،أو نوح(ص)،أو ابراهيم(ص)،أو يعقوب(اسرائيل)(ص)،أو موسى(ص)،أو العزير(ص)،أو المسيح(عيسى ابن مريم)(ص)،أو محمد ابن عبد الله(ص)،أو أقارب محمد(ص)،سواء كان عليا ابن عمه أبى طالب،أو أحفاد محمد(ص) مثل الحسن والحسين،أو أى بشر علا شأنه أو صغر،أنثى كان أو ذكر أو دون ذلك.
ولكنهم يعبدون خالق هؤلاء جميعا،والذى ليس له شبيه ممن سبق ذكرهم،أو من غيرهم،فليس كمثله شىء،الله رب العالمين.
يتبع ان شاء الله،وأصلى وأسلم على سيدى وحبيبى محمد،أللهم صلى وسلم عليه.