قالت صحيفة أفتن بوسطن كبرى الصحف النرويجية الثلاثاء أن ضحايا المد البحري الذي ضرب جنوب شرق آسيا "تسونامي" يمارس عليهم أشكال من الإكراه لاعتناق المسيحية، حيث تمارس بعض مؤسسات الإغاثة الضغط عليهم لتغيير أديانهم وذلك لربط تقديم المساعدات الإنسانية بمقدار تجاوبهم مع التعاطي مع الأفكار المسيحية والدين المسحي.
وأظهرت الصحيفة نقلا عن الصحيفة السويدية داق بلادة أن أكثر المنظمات التي انتهجت هذا السلوك هي المنظمات المنبثقة عن الكنائس المسماة "الكنائس الأميركية الحرة".
وقامت على أثر ذلك المنظمات التايلاندية ومنظمة غوث الأطفال برد فعل عنيف، حيث عبرت عن عميق سخطها وغضبها مما تقوم به تلك الكنائس من عمل وصفته بأنه قذر ولا أخلاقي حيث تشترط على الضحايا التنصر واعتناق المسيحية وإلا لا يغاثون من قبلها.
وأوضحت الصحيفة أن نظيرتها السويدية استقت معلوماتها من نتائج المسح الذي قامت به منظمتا غوث الأطفال السويدية ومنظمة غوث الأطفال البريطانية، إضافة إلى تقارير صادرة عن المنظمة الدولية اليونيسف.
وأضافت أن المسح تضمن الإجابة على سؤال بهذا الخصوص، وشمل المسح أكثر من خمسة آلاف طفل تايلندي تتراوح أعمارهم بين 5 - 18 عاما.
وأظهر المسح تورط المنظمات المنبثقة عن الكنائس الأميركية الحرة وغيرها من المنظمات التي تنحدر من كنائس أخرى بقيامهم بربط المساعدات "الإنسانية" بمقدار استعداد الناس لاعتناق الدين المسيحي، واصفة ذلك العمل "بالخسيس" حسب الصحيفة.
واختتمت الصحيفة عرضها بخلاصة التقرير الصادر عن المنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية بأن الكنائس الأميركية اشترطت بصورة عملية وفعلية على الضحايا وعائلاتهم التنصر نظير حصولهم على المساعدات الإغاثية الإنسانية والطبية والمعيشية.
وأكدت منظمة غوث الأطفال السويدية خلال عرضها للحالة المأساوية أن البعض من الضحايا اضطر للتنصر للحصول على المساعدات التي يحتاجون إليها، فيما رفض قسم آخر من الضحايا الامتثال لهذه المقايضة على حرياتهم الدينية والاعتقادية وربطها بلقمة عيشهم والمساعدات الإغاثية التي من المفترض أن تخلو من أي نوع من الابتزاز والمساومات.
واعتبرت المنظمة السويدية أن تلك الحالة خلقت جوا مأساويا لدى الضحايا زادت من حجم معاناتهم نتيجة الكارثة الطبيعية، واصفة العمل بالإهانة للضحايا، مؤكدة أن لديهم كامل الحق في الحصول على المساعدة دون مساومة على دينهم ومعتقداتهم.

المصدر