حضرات الأفاضل أصحاب المقطم الأغر قالت التيمس فى عددها الصادر فى 22 الجارى أتتنا رسالة من ناصيف المنقبادى بالنيابة عن الطلبة الأقباط فى باريس يناقض بها بعض أقوال قرياقص أفندى ميخائيل الواردة فى رسالته التى أدرجناها له فى 20 سبتمبر تحت عنوان "الأقباط والمسلمون فى مصر" قال فيها أن قرياقص ميخائيل لا يتوب عن الأمة القبطية ولا جريدتهُ كذلك. وليس لنا نحن الأقباط رأسى سياسى خصوصى بل أننا متفقون رأياً سياسى خصوصى بل أننا متفقون رأياً مع سائر الأمة المصرية على وجوب الحصول على الاستقلال التام وعظمة لبلاد. ومن سوء الحظ أن بيننا كما بين كل أمة متمدنة أفراداً متعصبين يكرهون المسلمين لأنهم مسلمون ويحبون سياسة الاحتلال لا لشىء إلا لأن المحتلين مسيحيون مثلهم غير أن هؤلاء الأفراد قليلون لا يعتد بهم.
وذهب بعد ذلك إلى أنهُ إذا كانت بعض الجرائد الإسلامية تنتقد بعض أقلام الحكومة التى يدبرها الأقباط فما ذلك إلا لأن الأقباط يؤدون إخوانهم فى الدين ويزعم أن فى بعض الدوائر 90 فى المئة من المستخدمين من الأقباط حال كون عددهم بالنسبة إلى المجموع لا يتجاوز 8 فى المئة والمسلمون لا يلامون على خلو بغض الوظائف الكبرى منا ولعلم علم اليقين أن رأى جمهور المتعلمين يضاد كل الفروق الدينية فى مسائل التوظف وإنما يجب توجيه اللوم فى هذا الأمر إلى الإنكليز لأنهم هم الذين يمنعوننا عن نيل هذه الوظائف لأسباب سياسية. اه
هذا ما ذكرتهُ جريدة التيمس عن هذه الرسالة وغنى عن البيان أن حضرة الكاتب اخطأ فى أمور عديدة فى رسالته المشار إليها ومسخة التكلف والكذب ظاهرة فيها للعيان فقولهُ أن الأقباط ليس لهم رأى خصوصى ولا قول معدود زعم باطل لا يقوم عليه برهان بل أن الأقباط فى مصر يؤلفون قوة عظيم لا يستهان بها وإذا كان لهم علم ما يقول تسعون فى المئة من عدد المستخدمين فى بعض الأقلام فذلك دليل على تفوقهم وارتقائهم وجدهم واستقامتهم وبرهان قاطع على أن الكاتب لا يدرى ما يقول وأن لهم قوة معروفة لا ينكرها عليهم إخوانهم المسلمون حتى أن بعض جرائدهم قامت تنتقد الشيخ الجاويش على مقالته الجارحة التى فصل بها بعض الأقباط الذين كانوا عضداً للحزب الوطنى قوياً وساعداً شديداً مادياً وأدبياً واخطأ بل كذب فى قوله أن بين الأقباط قوم معروفون بالمسالمة للجميع والخضوع للقوة الغالبة والطاعة للحكومة والرؤساء وأما حبهم للاحتلال فقد صدق فيه فى بعض الوجوه فأنهم يحبون الاحتلال ليس لأنهم يريدون الإنكليز بصفتهم دولة مسيحية نظيرهم بل لأنهم يشاركون العقلاء من المسلمين فى إكرامهم بصفتهم مصلحين ولو كانت دولة وثنية غير مسيحية قامت بما قام به الإنكليز من الإصلاح فى مصر لتالت كرامتهم. وتظهر قيمة رسالة ناصيف المذكور من ازدراء التيمس لها وتلخيصها إياها وإدراجها فى أسفل صحيفة مهملة و عدم وضعها فى مكان الرسائل المعتبرة عندها ولذلك أهملنا نحن أيضاً كلامهُ ولم نسهب فى تفنيد مزاعمه ومن يعلم أن ناصيف المذكور هو الذى سبق نسيق أمام البوليس لأنه سب الدين الإسلامى وأطلق رجال البوليس سراحهُ لعلة يعلمها كل من عرفهُ لا يؤاخذهُ على هذا القول الهراء ونسبته إلى الأقباط ما هم براء منهُ.
قبطى عارف بما هنالك

المقطم 31 أكتوبر سنة 1910