هل موسى خالف وعده مع الخضر ؟!

حاول أحدُهم الطعن في عصمة نبيِّ اللهِ موسى قائلا ً: إن موسى  خالف الوعدَ الذي وعده للخضر، أليس من صفات المنافقين نقد العهد ؟! واستدل على ذلك بقوله  : فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78)  ( الكهف) .

الرد على الشبهة

أولاً : إنني المحُ السفه والغل من كلامِ سفيهٍ حاقد…… يقول  : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31)  (الفرقان).
فحاشاه أن يكون  منافقًا وسوف أرد هذه السهام - بفضل اللهِ - كما سيتقدم معا - إن شاء الله -.


ثانيًا : إن قوله إن موسى خالف الوعدَ الذي وعده للخضر قولٌ باطل ؛لأن الخضرَ نفسه عذر موسى - عليهم السلام - ؛ لأن ما فعله الخضر مخالف لشريعة موسى ، فقتل الطفل منكر و تخريب المال منكر ...
ثم إن الخضر نفسه لم يشنع عليه ، ولا شنع عليه اللهُ تعالى ؛ لأنه كان معذورًا إذ أن الخضر خالف الشريعة.... وبالتالي فليس على موسى مخالفة أو إثم ...
أما عن قول المعترض: موسى خالف الوعد ... فهذا حق يحمدُ له - عليهم السلام - ؛ لأنه أنكر على منكر، فلم يخلف الوعدَ لمصلحة شخصية ؛فكما ذكرت لم يشنع عليه الخضر وكذلك رب العالمين ....



ثالثًا : إن المعترض يفتري الكذبَ على رسولِ الله موسى - عليه السلام - واصفًا إياه بالنفاق ....
وأتساءل : هل النفاقُ يطعنُ في عصمةِ الرسول بحسب معايير الكتاب المقدس ...؟!
الجواب : إن النفاق لا يطعن في عصمةِ الرسول بحسب معايير الكتاب المقدس ؛ لأنه ( الكتاب المقدس) نسب إلى بولس الرسول أنه كان منافقًا مع الناس ؛حتى أنه صرح ذلك بنفسه ، وذلك رِسَالَةِ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوس الإصحاح 9 عدد20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ. وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ. 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ * مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ ِللهِ، بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ * لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ، لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَال قَوْمًا. 23وَهذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ، لأَكُونَ شَرِيكًا فِيهِ. لا تعليق!