عصمة نبي الله إبراهيم عليه السلام من الخطيئة

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

عصمة نبي الله إبراهيم عليه السلام من الخطيئة

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: عصمة نبي الله إبراهيم عليه السلام من الخطيئة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    7,400
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-06-2012
    على الساعة
    08:48 PM

    افتراضي عصمة نبي الله إبراهيم عليه السلام من الخطيئة



    عصمة نبي الله إبراهيم عليه السلام من الخطيئة


    أولا : أن إبراهيم عبد آلهة من دون الله

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)

    سورة الأنعام


    يقول قائل , أنه يفهم من الآيات أنه عبد ألهة غير الله

    والرد نقول :

    أن نبي الله إبراهيم كان يستنكر ما يعبده عشيرته مع التأكيد بأنه كان موحد في الآية 74
    وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
    إنما ما جاء بعدها إنما كان يبرهن و يثبت ويعلم أهله عن طريق نقض المعتقد السائد بالتسليم له ظاهرياً وهدمه من داخله

    أو كما قال البغوي :

    فيه أربعة أوجه من التأويل:
    أحدها: أن إبراهيم عليه السلام أراد أن يستدرج القوم بهذا القول ويعرفهم خطأهم وجهلهم في تعظيم ما عظموه، وكانوا يعظمون النجوم ويعبدونها، ويرون أن الأمور كلها إليها فأراهم أنه معظم ما عظموه وملتمس الهدى من حيث ما التمسوه، فلما أفل أراهم النقص الداخل على النجوم ليثبت خطأ ما يدعون، ومثل هذا مثل الحواري الذي ورد على قوم يعبدون الصنم، فأظهر تعظيمه فأكرموه حتى صدروا في كثر من الأمور عن رأيه إلى أن دهمهم عدو فشاوروه في أمره، فقال: الرأي أن ندعو هذا الصنم حتى يكشف عنا ما قد أظلنا، فاجتمعوا حوله يتضرعون فلما تبين لهم أنه لا ينفع ولا يدفع دعاهم إلى أن يدعوا الله فدعوه فصرف عنهم ما كانوا يحذرون، فأسلموا.
    والوجه الثاني من التأويل: أنه قال على وجه الاستفهام تقديره: أهذا ربي ؟ كقوله تعالى أفإن مت فهم الخالدون (الأنبياء،34) ؟ أي: أفهم الخالدون ؟ وذكره على وجه التوبيخ منكراً لفعلهم، يعني: ومثل هذا يكون رباً، أي: ليس هذا ربي .
    والوجه الثالث: أنه على وجه الاحتجاج عليهم، يقول: هذا ربي بزعمكم ؟ فلما غاب قال: لو كان إلهاً لما غاب، كما قال: [ ذق إنك أنت العزيز الكريم (الدخان، 49)، أي: عند نفسك وبزعمك، وكما أخبر عن موسى أنه قال:] وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفاً لنحرقنه (طه ،97) يريد إلهك بزعمك .
    والوجه الرابع: فيه إضمار وتقديره يقولون هذا ربي، كقوله وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا ، (البقرة،127) أي: يقولون ربنا تقبل منا. فلما أفل قال لا أحب الأفلين ، ومالا يدوم .


    خلاصة القول أن إبراهيم عليه السلام إتبع أسلوب علمي تجريبي سليم تماما يتبعه كل العلماء إلى وقتنا هذا
    فيفترض الإحتمالات جميعاً ثم يفند و يجرب و يختبر كل واحد منها إلى أن يصل إلى العلة السليمة
    ولا يخفى على كل ذي بصيرة أن هذا الأسلوب يحسب لنبي الله ولا يحسب عليه
    التعديل الأخير تم بواسطة sa3d ; 16-03-2008 الساعة 01:54 PM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    7,400
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-06-2012
    على الساعة
    08:48 PM

    افتراضي


    ثانيا : إلحاق الكذب بني الله إبراهيم :


    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55) قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67)
    سورة الأنبياء


    قالوا : بقول إبراهيم قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ بينما هو من فعلها لدليل على كذب إبراهيم
    وللرد نقول :
    أن إضفاء صفة الكذب لا تكون إلا في غياب القرينة ولكن في وجود قرينة لا يكون الكلام كذباً بل يكون مسبب ويعرف سبب القول من السياق
    بمعنى

    أنني أن أخوكم سعد مسلم
    القاصي و الداني ومسلماً كان أو نصرانياً في هذاالمنتدى يعلم أنني مسلم
    فإن كتبت في مشاركة ما أنني "مسيحي" لن يظن في أياً من الأعضاء الكذب بل سيتحر لماذا أقول ذلك بعدها لإستحالة أن أكون كاذباً لوجود القرينة في أمرين :

    1- معرفة الناس بشخص سعد
    2- إستحالة أن يكون هناك مسيحي مدير لمنتدى إسلامي موجه للنصارى

    والقرينة في قصة نبينا في أمرين :
    1- أنا القاصي و الداني يعلم أن الأصنام لا تتحرك ولا تكسر بعضها بعضاً ناهيك عن أنها لا تعقل ولا تتكلم
    2- أن الجميع وقتها يعلم مدى عداء إبراهيم للأصنام وتوقع أن ينقضها لقوله :
    وتَاللّهِ لاََكيدنَّ أصنامَكُمْ بَعْدَ أنْ تُوَلُّوا مُدْبِرين وطبعاً التهمة سرعان ما ألحقت بإبراهيم

    قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60)

    قال القرطبي : يجوز عند الأمة فرض الباطل مع الخصم حتى يرجع إلى الحق من ذات نفسه، فإنه أقرب في الحجة وأقطع للشبهة

    مثالا على ذلك , عندما نقول في هذا المنتدى أنه إذا كان الصلب هو هدف المسيح فلماذا تنعتون يهوذا بالخائن ؟ والمسيحي يعلم أننا لا نؤمن بصلب المسيح أصلاً إنما جاء الأمر في صورة إقرار بالباطل حتى نقيم الحجة على أهله

    وكذا أقام إبراهيم الحجة على عبدة الأصنام بإثبات بالدليل أنهم لا يستطيعوا أن ينطقوا ليدافعوا عن أنفسهم و أثار في نفوسهم منطقية أنه يستحيل أن يكسروا بعضهم بعضاً لأنها لا تتحرك ولا تعقل
    ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ

    فبهت الذين كفروا

    التعديل الأخير تم بواسطة sa3d ; 11-11-2007 الساعة 04:47 PM

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    7,400
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-06-2012
    على الساعة
    08:48 PM

    افتراضي

    ثالثا : إدعاء المرض و التوجه إلى النجوم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آَلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) فَرَاغَ إِلَى آَلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)
    الصافات


    قالوا أنه استعان بالنجوم كما أنه ادعى المرض بدون مرض

    وللرد نقول أن نبي الله لم يكن يريد الخروج معهم لعبادة الأوثان و نظر إلى ملكوت السموات تدبراً و تفكراً متمعناً في النجوم التي تعبد دون الله والدليل أننا رأينا الآيات في الشبهة الاولى تثبت ذلك في
    وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76)
    فازداد هماً تعباً وأرقاً وأفصح لهم عن سقمه , فظن قومه أنه عليل البدن فتركوه
    ولا نرى في ذلك من شبهة , لأن صريح الآيات لم يذكر أنه نظر للنجوم آملاً فيها ولا قال أنه سقيم وهو غير ذلك , فمن أين جاء ظنهم بالشبهة ؟


    ختاماً إن كل ما ألحق بنبي الله إبراهيم على أنه كذب , كان كذباً ظاهراً , صدقاً باطناً لا يظهر للسامع إلا بالتدقيق والتمحيص وقد كانت الكذبات من باب المعاريض المحتملة للأمرين فليس بكذب محض


    إن أصبت فهذا من عند الله و إن أخطأت فهذا من نفسي و من الشيطان

    تم بحمد الله
    أخوكم سعد
    التعديل الأخير تم بواسطة sa3d ; 12-11-2007 الساعة 11:02 AM

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    06:45 PM

    افتراضي إبرهيم يطلب الغفران لخطيته هو شخصياً


    أخي الفاضل sa3d

    أحسنت القراءة فأبدعت في الرد

    قال وليم كامبل

    اقتباس
    3. قال إبراهيم (أبو الأديان الثلاثة) في سورة إبرهيم 14:41 (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) وقال في سورة الشعراء 26:77 و81 و82 (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ... وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) وهنا يسأل إبرهيم الغفران لخطيته هو شخصياً.
    فللرد على كلامه قلنا : لا حول ولا قوة إلا بالله


    وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
    (البقرة127)

    لو رجعنا لسورة البقرة نجد أن الله أمر نبيه إبراهيم برفع قواعد الكعبة ولكن إبراهيم كان يدعو ربه وكل ما يطلبه من الله هو أن يتقبل منهما. والقبول والمقابلة والاستقبال كلها من مادة مواجهة.. أي أنهما يسألان الله في موقف المعرض عن عمله، إنهما لا يريدان إلا الثواب : { تَقَبَّلْ مِنَّآ } أي أعطنا الثواب عما نعمله لأجلك وتنفيذا لأمرك... علماً بأن الله هو الذي أمرهم برفع القواعد .


    ولذلك يقول كما يروي لنا الحق: { وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ }.. وتب علينا ليس ضروريا أن نفهمها على أنها توبة من المعصية.. وأن إبراهيم وإسماعيل وقعا في المعصية فيريدان التوبة إلى الله.. وإنما لأنهما علما أن من سيأتي بعدهما سيقع في الذنب فطلبا التوبة لذريتهما .

    فطلب الغُفْران من المعصوم إيذانٌ بطلاقة قدرة الله في الكون، ذلك أن اختيار الحق سبحانه للرسول ـ أيّ رسول ـ لا يُعفى الرسول المختار من الحذَر وطلب المغفرة، و ها هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إني استغفر الله في اليوم والليلة مائة مرة ".

    وطلب المغفرة من الله إن لم يَكُنْ لذنب ـ كما في حال الرُّسل المعصومين ـ فهو من الأدب مع الله ؛ لأن الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ يستحق منّا فوق ما كلَّفنا به، فإذا لم نقدر على المندوبات وعلى التطوّعات؛ فَلْندعُ الحق سبحانه أنْ يغفرَ لنا.

    ومِنّا مَنْ لا يقدر على الفرائض؛ فليْدعُ الله أنْ يغفرَ له؛ ولذلك يُقال: " حسنات الأبرار سيئات المقربين ".

    والحق سبحانه يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم:
    { لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }
    [الفتح: 2].

    ولذلك أقول دائماً؛ إن الحق - جَلَّ جلالُ ذاته - يستحق أن يُعبَد بفوق ما كَلّف به؛ فإذا اقتصرنا على أداء ما كَلَّف به سبحانه؛ فكأننا لم نُؤدِّ كامل الشُّكْر؛ وما بالنا إذا كان مثل هذا الحال هو سلوك الرُّسل، خصوصاً وأن الحق سبحانه قد زادهم عن خَلْقه اصطفاءً؛ أفلا يزيدنه شُكْراً وطلباً للمغفرة؟

    ونلحظ أن طلب المغفرة هنا قد شمل الوالدين والمؤمنين:

    { رَبَّنَا ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ ٱلْحِسَابُ }
    [إبراهيم: 41].

    والإنسان كما نعلم له وجود أصليّ من آدم عليه السلام؛ وله وجود مباشر من أبويْه، وما دام الإنسان قد جاء إلى الدنيا بسبب من والديْه، وصار مؤمناً فهو يدعو لهما بالمغفرة، أو: أن الأُسْوة كانت منهما؛ لذلك يدعو لهما بالمغفرة.

    والإنسان يدعو للمؤمنين بالمغفرة؛ لأنهم كانوا صُحْبة له وقُدْوة، وتواصى معهم وتواصوا معه بالحق والصبر، وكأن إبراهيم - عليه السلام - صاحب الدعاء يدعو للمؤمنين من ذريته؛ وتلك دعوة وشفاعة منه لمَنْ آمن؛ ويرجو الحقَّ سبحانه أنْ يتقبلها... انتهى


    أنا أعلم أن هذه العلوم التي ذكرتها نقلاً عن الإمام الشعراوي هي علوم أكبر وأعلى من تفكير أعداء الإسلام وتحتاج أعوام ليفهموها ؛ لذلك حذرت الكنائس أتباعها القراءة للإمام الشراوي لما يمتلكه من علوم تفوق علوم قادة الكنائس .

    إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
    .
    والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
    وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى
    (ارميا 23:-40-34)
    وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
    .
    .
    الموسوعة المسيحية العربية *** من كتب هذه الأسفار *** موسوعة رد الشبهات ***

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    7,400
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-06-2012
    على الساعة
    08:48 PM

    افتراضي

    أحسنت أحسن الله إليك , أكملت الموضوع , وكما قلنا في أدم ونوح , طلب الغفران من الله لا يتعارض مع العصمة , لأن في الاستغفار شكر لله سبحانه و تعالى

    النبي القادم يوسف عليه السلام إن شاء الله

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    06:45 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sa3d مشاهدة المشاركة
    أحسنت أحسن الله إليك , أكملت الموضوع , وكما قلنا في أدم ونوح , طلب الغفران من الله لا يتعارض مع العصمة , لأن في الاستغفار شكر لله سبحانه و تعالى

    النبي القادم يوسف عليه السلام إن شاء الله

    أمتعني مع هذا النبي
    إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
    .
    والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
    وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى
    (ارميا 23:-40-34)
    وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
    .
    .
    الموسوعة المسيحية العربية *** من كتب هذه الأسفار *** موسوعة رد الشبهات ***

عصمة نبي الله إبراهيم عليه السلام من الخطيئة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. نسف التلموديات فى القرآن: إبراهيم عليه السلام
    بواسطة 3abd Arahman في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-03-2012, 01:56 PM
  2. عصمة نبي الله أدم عليه السلام من الخطيئة
    بواسطة sa3d في المنتدى الذب عن الأنبياء و الرسل
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 24-07-2010, 05:10 PM
  3. عصمة نبي الله نوح عليه السلام من الخطيئة
    بواسطة sa3d في المنتدى الذب عن الأنبياء و الرسل
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 10-11-2007, 05:47 PM
  4. آزر هو ابو إبراهيم عليه السلام - بقلم ابن الفاروق المصرى
    بواسطة الحاتمي في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 45
    آخر مشاركة: 20-02-2007, 02:00 PM
  5. اصل الدين إبراهيم عليه السلام والله واحد
    بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-10-2005, 04:50 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

عصمة نبي الله إبراهيم عليه السلام من الخطيئة

عصمة نبي الله إبراهيم عليه السلام من الخطيئة