هل كان إسماعيلُ إنسانًا وحشيًا ؟

قالوا : إن التوراةَ تذكر أن إسماعيلَ  كان إنسانًا وحشيًا. ... فلما يتمسك المسلمون بنبوتِه...؟

الرد على الشبهة

أولاً : إن المسلمين يوقرون إسماعيلَ  ؛ لأن اللهَ  وقره في كُتبِه – القرآن و التوراة - ...
كرمه الله في القرآن لما قال : وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55)  (مريم).
وقال : وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ (48)  (ص).
وكرمته التوارةٌ في هذا النصِ من سفرِ التكوين إصحاح 17 عدد20وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيرًا جِدًّا. اِثْنَيْ عَشَرَ رَئِيسًا يَلِدُ، وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً.
نلاحظُ من النصِ : أن اللهَ باركه وأثمره ......

وذكرت التوراة أن أول من طبق عهدَ الختانِ القائم بين اللهِ وإبراهيمَ هو إسماعيلُ ، وذلك في سفرِ التكوين إصحاح 17 عدد23فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ إِسْمَاعِيلَ ابْنَهُ، وَجَمِيعَ وِلْدَانِ بَيْتِهِ، وَجَمِيعَ الْمُبْتَاعِينَ بِفِضَّتِهِ، كُلَّ ذَكَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ إِبْرَاهِيمَ، وَخَتَنَ لَحْمَ غُرْلَتِهِمْ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ كَمَا كَلَّمَهُ اللهُ. 24وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً حِينَ خُتِنَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ، 25وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ ابْنُهُ ابْنَ ثَلاَثَ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ خُتِنَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ. 26فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ خُتِنَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُهُ. 27وَكُلُّ رِجَالِ بَيْتِهِ وِلْدَانِ الْبَيْتِ وَالْمُبْتَاعِينَ بِالْفِضَّةِ مِنِ ابْنِ الْغَرِيبِ خُتِنُوا مَعَهُ.

ثم إن النبيَّ r كان يذكرُ إسماعيل بالخيرِ كما ذكرته التوارة ؛ ففي صحيح البخاري برقم3245 عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ  قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ r عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَسْلَمَ يَتَنَاضَلُونَ بِالسُّوقِ فَقَالَ : " ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا....".
ذكرته التوارةُ بذلك ، وذلك في سفر التكوين إصحاح 21 عدد20وَكَانَ اللهُ مَعَ الْغُلاَمِ فَكَبِرَ، وَسَكَنَ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَكَانَ يَنْمُو رَامِيَ قَوْسٍ. 21وَسَكَنَ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ، وَأَخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.


ثانيًا : إن قولهم عن نبيِّ اللهِ إسماعيل  إنه كان إنسانًا وحشيًا بسوءِ نيةٍ وسخريةٍ .... هذا من حقدِهم ؛ لآن من نسله  رسول الله محمد r ..... جاء ذلك في سفر التكوين إصحاح 16 عدد 10وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ نَسْلَكِ فَلاَ يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ». 11وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «هَا أَنْتِ حُبْلَى، فَتَلِدِينَ ابْنًا وَتَدْعِينَ اسْمَهُ إِسْمَاعِيلَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ لِمَذَلَّتِكِ. 12وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَانًا وَحْشِيًّا، يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ، وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ، وَأَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ».
وأما عن معنى وحشيٍّ فليس معناها أنه سفاك للدماء كما فهم الحاقدون ؛ وإنما أطلقت على إسماعيلَ  ؛ لأنه كان يسكن الخيامَ في الصحراءِ ( أماكن موحشة) ، وذلك بخلاف إسحاق  الذي كان يسكن المدن...
وقيل : الوحشي هو الذي لا يخضع لأحد . راجع التوراة السامرية.
هذا إن افترضنا أن هذا النصَ من عند اللهِ حقًا ويقينًا، لم يصبه تحريف من اليهود ....