هل جحد آدمُ فجحدت ذريته ؟! للاستاذ أكرم حسن

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

هل جحد آدمُ فجحدت ذريته ؟! للاستاذ أكرم حسن

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: هل جحد آدمُ فجحدت ذريته ؟! للاستاذ أكرم حسن

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    163
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-02-2013
    على الساعة
    06:46 PM

    افتراضي هل جحد آدمُ فجحدت ذريته ؟! للاستاذ أكرم حسن

    هل جحد آدمُ فجحدت ذريته ؟!

    قال المعترضون لبعضِ المسلمين: تنكرون علينا عقيدتنا في توارثِ الخطيئةِ الأصليةِ (خطيئة آدم ) ولا تنكرون كلام نبيِّكم الذي يؤكدُ توارث الخطيئةِ ، ولذلك لما قال:" فَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ وَنَسِىَ آدَمُ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ وَخَطِئَ آدَمُ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ ".
    تعلقوا على ذلك بما ثبت في سننِ الترمذي كتاب ( تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r ) باب ( وَمِنْ سُورَةِ الْأَعْرَافِ ). برقم 3002عن أَبِي هُرَيْرَةَ  قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :" لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَجَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ وَبِيصًا مِنْ نُورٍ ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ فَقَالَ : أَيْ رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ فَرَأَى رَجُلًا مِنْهُمْ فَأَعْجَبَهُ وَبِيصُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَقَالَ : أَيْ رَبِّ مَنْ هَذَا فَقَالَ هَذَا رَجُلٌ مِنْ آخِرِ الْأُمَمِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ يُقَالُ لَهُ دَاوُدُ. فَقَالَ: رَبِّ كَمْ جَعَلْتَ عُمْرَهُ ؟ قَالَ : سِتِّينَ سَنَةً .قَالَ : أَيْ رَبِّ زِدْهُ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً. فَلَمَّا قُضِيَ عُمْرُ آدَمَ جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَالَ أَوَلَمْ يَبْقَ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً ؟ قَالَ : أَوَلَمْ تُعْطِهَا ابْنَكَ دَاوُدَ ؟ قَالَ : " فَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَنُسِّيَ آدَمُ فَنُسِّيَتْ ذُرِّيَّتُهُ وَخَطِئَ آدَمُ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ ".
    قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ r .

    الرد على الشبهة

    أولاً : إن اللهَ لم يكتب على الإنسانِ أن يحمل خطيئة أخيه أو أبيه.... بل كل إنسانٍ يحاسب على عملِه ؛ هذا من رحمته وعدله  أنه لا يعذبنا بذنوب غيرنا.... تدلل على ذلك أدلة منها:
    1- قوله  :  أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)  (النجم).
    2- قوله:  ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) (الزلزلة).
    3- قوله  : وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15)  ( الإسراء) .
    4- قوله  :لاتُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ (232)  البقرة ).
    5- قوله  : وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً )112))  النساء).
    6- قوله  : وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)  ( البقرة).
    7- قوله  : يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)  (آل عمران ).
    8- قوله  : قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)  ( الأنعام ).

    وبّين نبيُّنا rأن كلَّ الناسِ يخطئون لأنهم بشر ، ولكن خيرهم من يتوب إلى اللهِ  ، وأن الله يحاسبُ على الأعمالِ التي يعملها الإنسان في حياته الدنيا ؛ ثبت ذلك في الآتي:
    1- سنن الترمذي برقم 2423 عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النبيَّ َقالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : " كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ " صححه الألبانيُّ في السلسةِ الصحيحةِ برقم 2984
    2- صحيح البخاري برقم 3264 عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ  أَنَّ النَّبِيَّr قَال َ: " يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ ، يَا أُمَّ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ ، اشْتَرِيَا أَنْفُسَكُمَا مِنَ اللَّهِ ، لاَ أَمْلِكُ لَكُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، سَلاَنِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمَا ".
    الحديثُ السابق بيان لقولِه : لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3)  (الممتحنة).
    وعليه : فقد سقط ادعاؤهم بأن الإسلامَ فيه توارث الخطيئة....


    ثانيًا : إن الحديثَ الذي تعلقوا به حديثٌ حسن ؛ حسنه الألبانيُّ في السلسة الصحيحة برقم 118 ... ولكن معنى الحديث هو الذي أشكل على المعترضين ... نلحظ شبهتهم من قولِه r : " فَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ وَنَسِىَ آدَمُ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ وَخَطِئَ آدَمُ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ ".
    في ظنهم أن هذا الحديثَ يفيد توارث الخطيئة ؛ وهذا باطل لأن الحديثَ يتحدث عن توارثِ الطباعِ ، والصفات التي جُبِل عليها الإنسان ؛ فكلُّ الناسِ ينسون ، ويجحدون ، ويخطئون....لأنهم خلقوا ضعافاً لا عزم عندهم ... تدلل على ذلك أدلة منها:
    1- قوله : يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)  (النساء).
    2- قوله  : وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115)  ( طه ).
    3- قوله : وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)  (يوسف ) .
    4- قوله  : قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73)  (الكهف) .
    5- قوله لنبيِّه محمد r : وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24)  (الكهف).
    6- قوله  عن الصالحين :  رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا  (البقرة ).
    7- قوله rكما في سننِ ابن ماجة برقم 2033 عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:" إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ ".
    تحقيق الألباني : صحيح ، المشكاة ( 6284 ) ، الإرواء ( 82 ).
    إذًا : الإنسانَ ما سمي أنسانًا إلا لأنه كثيرَ النسيانِ المتوارث عن طباعِ آدم : وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115)  (طه ).

    يدعم ما سبق بيانه ما جاء في شرحِ الحديث الذي معنا كما جاء في تحفةِ الأحوزي قال صاحبُها :
    ( فَجَحَدَ آدَمُ ) أَيْ : ذَلِكَ لِأَنْ كَانَ فِي عَالَمِ الذَّرِّ فَلَمْ يَسْتَحْضِرْهُ حَالَةَ مَجِيءِ مَلَكِ الْمَوْتِ لَهُ ( فَجَحَدَ آدَمُ ) أَيْ : أَنْكَرَ آدَمُ
    ( فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ ) : لِأَنَّ الْوَلَدَ سِرُّ أَبِيهِ.
    ( فَنَسِيَ آدَمُ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ ) : لِأَنَّ الْوَلَدَ مِنْ طِينَةِ أَبِيهِ وَالظَّاهِرُ أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ آدَمَ نَسِيَ هَذِهِ الْقَضِيَّةَ فَجَحَدَ فَيَكُونُ اِعْتِذَارًا لَهُ إِذْ يَبْعُدُ مِنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يُنْكِرَ مَعَ التَّذَكُّرِ . أهـ


    ثالثًا : إن الناظرَ في الكتابِ المقدسِ يجد فيه أنه ليس لأحدٍ أن يحمل ذنبَ أحدٍ ؛ ليس فيه توارث الخطيئة ، بل إن المسيحَ  لم يذكر اسم آدم قط بحسب ما جاء في الأناجيل ، وهذا يفيد بأن المسيحَ ما تكلم عن خطيئة آدم قط (الخطيئة الأصلية).... بل مؤسس هذه العقيدة هو بولسِ الذي يقول في رسالتِه إلى العبرانيين [ 9 / 22 ] : " وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ! ".
    وفي رسالته إلى غلاطية إصحاح 3 عدد 13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».

    بل إن المدقق يجد المسيحَ كان يتضرع بالصلاةِ والصراخ لله كي يبعد عنه كأس الموت... وذلك في رسالة العبرانيين إصحاح 5 عدد7 إذ قَدَّمَ ِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاه ".
    ويبقى السؤل :
    1- هل المسيحُ  معلونٌ (مطرود من رحمةِ الله  ) بحسب كلامِ بولس الرسول ؟!
    2- هل هناك إله ملعون ؟
    3- كيف لإلهٍ ملعون أن يعبد ؟!
    جاء في سفر التثنية إصحاح 21 عدد22«وَإِذَا كَانَ عَلَى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا الْمَوْتُ، فَقُتِلَ وَعَلَّقْتَهُ عَلَى خَشَبَةٍ، 23فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ...
    يبقى السؤال يطرح نفسه : إن الذي يعلق على خشبةٍ معلوم أنه مجرم ملعون... بحسب الكتاب المقدس : فما هو الذنب الذي اقترفه المسيحُ ؟
    قلتُ : نحن - المسلمين - برئنا المسيحَ من الصلبِ ، ولم نجعله ملعونًا بل كرمنا هذا النبيَّ المكرم .....
    وأقول للقارئ : إن هناك نصوصًا كثيرةً تنفى تمامًا توارث الخطيئة من الكتابِ المقدس نفسه .... وأترك المجالَ للنصوصِ تتحدث عن نفسِها مع تساؤلات، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل ...

    1- سفر التثنية إصحاح 24 عدد 16": لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ" .
    2- سفر الأمثال إصحاح 18 عدد 20 إن الأشرار يكونوا كفارةً للأبرار" : اَلشِّرِّيرُ فِدْيَةُ الصِّدِّيقِ"
    أتسأل : هل كان المسيحُ من الأشرار و البشر العصاة من الأبرار ؟!
    3- سفر أخبار الأيام الثاني إصحاح 7 عدد 14 : " فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ ".
    أتسأل : أليس هذا هو قانون الله الذي يقبله العقل ، ويدل على عدلِ اللهِ  ؟ فلماذا الصلب والفداء ؟
    4- سفر التكوين إصحاح 3 عدد 21 " : وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا."
    أتسأل : الربُّ صنع لهما بنفسه هذه الأقمصة ! أليس ذلك دليل على غفران الله لذنبهما ؟
    ثم إن المفاجئة الكبرى للمعترضين هي أن المسيح بيّن للجميع أن العمل الصالح ينجي من المهالك ، ويدخل العبدَ ملكوت الله ... نجد ذلك في الآتي :
    1- إنجيل لوقا إصحاح 18 عدد18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ قِائِلاً:«أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. 20أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ». 21فَقَالَ:«هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي». 22فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ذلِكَ قَالَ لَهُ:«يُعْوِزُكَ أَيْضًا شَيْءٌ: بعْ كُلَّ مَا لَكَ وَوَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي». 23فَلَمَّا سَمِعَ ذلِكَ حَزِنَ، لأَنَّهُ كَانَ غَنِيًّا جِدًّا. 24فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ قَدْ حَزِنَ، قَالَ:«مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!.....
    2- انجيلِ متى إصحاح 19 عدد16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ:«أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ:«لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». 18قَالَ لَهُ:«أَيَّةَ الْوَصَايَا؟» فَقَالَ يَسُوعُ:«لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. 19أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». 20قَالَ لَهُ الشَّابُّ: «هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي. فَمَاذَا يُعْوِزُني بَعْدُ؟» 21قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي». 22فَلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ الْكَلِمَةَ مَضَى حَزِينًا، لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَال كَثِيرَةٍ....
    نلاحظ من خلال ما سبق : أن المسيحَ لم يقل للسائلِ : هل تؤمن بعقيدةِ الفداءِ و الصلبِ؟ لا ، بل قال له : تشهد أن الله وحده هو الإله الصالح ( أي: توحِّد الله ) ، ثم تأتى بوصايا موسى ، و بالأعمالِ الصالحةِ.
    وأخيرًا أُذكر القارئ بقولِه  :  بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39)  (يونس).
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    12,078
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    18-04-2024
    على الساعة
    02:26 AM

    افتراضي

    تثنية 24 : 16
    لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلاَدِ، وَلاَ يُقْتَلُ الأَوْلاَدُ عَنِ الآبَاءِ.كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.

    من التفسير المصاحب بقلم وليم ماكدونالد, معهد عمواس للكتاب المقدس :

    اقتباس
    لا يموت إنسان بخطية آخر.
    الصور المرفقة الصور المرفقة  


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أنقر(ي) فضلاً أدناه :


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    سُبحان الذي يـُطعـِمُ ولا يُطعَم ،
    منّ علينا وهدانا ، و أعطانا و آوانا ،
    وكلّ بلاء حسن أبلانا ،
    الحمدُ لله حمداً حمداً ،
    الحمدُ لله حمداً يعدلُ حمدَ الملائكة المُسبّحين ، و الأنبياء و المُرسلين ،
    الحمدُ لله حمدًا كثيراً طيّبا مُطيّبا مُباركاً فيه ، كما يُحبّ ربّنا و يرضى ،
    اللهمّ لكَ الحمدُ في أرضك ، ولك الحمدُ فوق سماواتك ،
    لكَ الحمدُ حتّى ترضى ، ولكَ الحمدُ إذا رضيتَ ، ولكَ الحمدُ بعد الرضى ،
    اللهمّ لك الحمدُ حمداً كثيراً يملأ السماوات العلى ، يملأ الأرض و مابينهما ،
    تباركتَ ربّنا وتعالَيتَ .



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    12,078
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    18-04-2024
    على الساعة
    02:26 AM

    افتراضي

    إعتراف بقلم أحد سدنة وكهنة الزريبة العربية :



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أنقر(ي) فضلاً أدناه :


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    سُبحان الذي يـُطعـِمُ ولا يُطعَم ،
    منّ علينا وهدانا ، و أعطانا و آوانا ،
    وكلّ بلاء حسن أبلانا ،
    الحمدُ لله حمداً حمداً ،
    الحمدُ لله حمداً يعدلُ حمدَ الملائكة المُسبّحين ، و الأنبياء و المُرسلين ،
    الحمدُ لله حمدًا كثيراً طيّبا مُطيّبا مُباركاً فيه ، كما يُحبّ ربّنا و يرضى ،
    اللهمّ لكَ الحمدُ في أرضك ، ولك الحمدُ فوق سماواتك ،
    لكَ الحمدُ حتّى ترضى ، ولكَ الحمدُ إذا رضيتَ ، ولكَ الحمدُ بعد الرضى ،
    اللهمّ لك الحمدُ حمداً كثيراً يملأ السماوات العلى ، يملأ الأرض و مابينهما ،
    تباركتَ ربّنا وتعالَيتَ .



هل جحد آدمُ فجحدت ذريته ؟! للاستاذ أكرم حسن

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. رد شبهة نبي الإسلام يأمر بأخذ الجزية على قناة الأمة للاستاذ أكرم حسن مرسي
    بواسطة أكرم حسن في المنتدى منتدى الأستاذ أكرم حسن مرسي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-02-2013, 04:54 PM
  2. قالوا: المسيحُ الوحيد لم يمسه الشيطانُ ، وهذا دليل ألوهيته ... ! للاستاذ أكرم حسن
    بواسطة Imam Elandalos في المنتدى منتدى الأستاذ أكرم حسن مرسي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-10-2012, 01:06 PM
  3. هل دعا نبي الله نوح على قومه بالضلالِ ؟! للاستاذ أكرم حسن مرسي
    بواسطة Imam Elandalos في المنتدى منتدى الأستاذ أكرم حسن مرسي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-10-2012, 12:54 PM
  4. هل تصدقون؟إبراهيم الخليل عليه السلام يعبد ربا من ذريته ؟؟
    بواسطة الصارم الصقيل في المنتدى الذب عن الأنبياء و الرسل
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 08-05-2010, 12:58 AM
  5. أخطأ آدم فأخطات ذريته
    بواسطة ismael-y في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 27-06-2005, 12:59 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

هل جحد آدمُ فجحدت ذريته ؟! للاستاذ أكرم حسن

هل جحد آدمُ فجحدت ذريته ؟! للاستاذ أكرم حسن