نداء لنصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

نداء لنصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: نداء لنصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    441
    آخر نشاط
    13-01-2017
    على الساعة
    01:58 AM

    افتراضي نداء لنصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم

    نداء لنصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم






    الحمد لله وحده و الصلاة والسلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد :


    فمما يؤسف القلب و يدمع العين أن يؤذى النبي صلى الله عليه وسلم- بأبي هو وأمي- و نحن نيام رسول الإنسانية - الذي علم البشرية كيف تعبد ربها - يؤذى و يسب و نحن أحياء و لم نحرك ساكنا للإساءة إليه .


    أفيقوا أيها المسلمون ماذا ننتظر من الكفار بعد أن أساؤوا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم ؟!! و متى نستيقظ من سباتنا و نغضب لنبينا صلى الله عليه وسلم ؟!!! أرضينا بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل؟!!




    إلى كل من يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي-إلى كل من يغار على رسول الله صلى الله عليه وسلم و يفديه بالأب و الولد كيف يسب النبي صلى الله عليه وسلم و أنت حي أهكذا يثار المحب لإيذاء حبيبه هل لو كان أبوك أو أمك هو الذي أسيء به ماذا كنت فاعلا أيكفي مجرد الاستنكار ؟!!




    عظم و شناعة سب النبي صلى الله عليه وسلم و الإساءة إليه :


    أيها الإخوة و الأخوات إن سب النبي صلى الله عليه وسلم و الإساءة إليه جريمة شنعاءقد زلزلت الأرض من تحتها, وهزت معها مشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ،ومما لاشك فيه عند المسلمين أن سب النبي صلى الله عليه وسلم و الإساءة إليه من أعظم المنكرات و الكبائر و الكفر ، و الإساءة إليه ليست إساءة له وحده بل إساءة لله الذي أرسله و لدين الله الذي يبلغه و لمعتنقي دين الله الذين أرسل إليهم .


    يقول الدكتور وسيم فتح الله : «إنَّ سبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جناية وجريمة فوق باقي الجنايات، وإن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم جريمة زائدة على جريمة الردة والكفر والحراب، وبدايةً لا بد من تحرير أوجه الحقوق المتعلقة بسب الرسول صلى الله عليه وسلم وقد حرر ذلك ابن تيمية رحمه الله تحريراً نفيساً فقال:" إن سب النبي صلى الله عليه وسلم تعلق به عدة حقوق:

    1. حق الله سبحانه: من حيث كفرَ - أي الساب - برسوله، وعادى أفضل أوليائه، وبارزه بالمحاربة، ومن حيث طعن في كتابه ودينه، فإن صحتهما موقوفةٌ على صحة الرسالة، ومن حيث طعن في ألوهيته؛ فإن الطعن في الرسول طعنٌ في المرسِل، وتكذيبه تكذيبٌ لله تبارك وتعالى، وإنكارٌ لكلامه وأمره وخبره وكثيرٍ من صفاته.
    2. حق جميع المؤمنين من هذه الأمة ومن غيرها من الأمم: فإن جميع المؤمنين مؤمنون به خصوصاً أمته، فإن قيام أمر دنياهم ودينهم وآخرتهم به، بل عامة الخير الذي يصيبهم في الدنيا والآخرة بواسطته وسِفارته، فالسب له أعظم عندهم مِن سبِّ أنفسهم وآبائهم وأبنائهم وسب جميعهم، كما أنه أحبُّ إليهم من أنفسهم وأولادهم وآبائهم والناس أجمعين.
    3. حق رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث خصوص نفسه: فإن الإنسان تؤذيه الوقيعةُ في عِرضه أكثر مما يؤذيه أخذ ماله، وأكثر مما يؤذيه الضرب، بل ربما كانت عنده أعظم من الجرح ونحوه، خصوصاً من يجب عليه أن يظهرَ للناس كمالُ عِرضه وعلو قدره لينتفعوا بذلك في الدنيا والآخرة، فإن هتك عرضه قد يكون أعظم عنده مِن قتله، فإن قتلَه لا يقدح عند الناس في نبوته ورسالته وعلو قدره، كما أن موته لا يقدح في ذلك، بخلاف الوقيعة في عِرضه فإنها قد تؤثر في نفوس بعض الناس من النُفره عنه وسوء الظن به ما يُفسد عليهم إيمانهم ويوجب لهم خسارة الدنيا والآخرة.

    فعُلم بذلك أن السب فيه من الأذى لله ولرسوله ولعباده المؤمنين ما ليس في الكفر والمحاربة، وهذا ظاهرٌ إن شاء الله تعالى»[1] .




    و قد جعل الله سبحانه و تعالى مشاقته ومشاقة رسوله صلى الله عليه وسلم بمنزلة واحدة فقال سبحانه : ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللهَ وَرَسُولَهُومن يشاققالله ورسوله فإن الله شديد العقاب﴾[2]



    و جعل الله سبحانه و تعالى محادته ومحادة رسوله صلى الله عليه وسلم بمنزلة واحدة فقال سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أولئك في الأذلين﴾[3]




    و جعل الله سبحانه و تعالى معصيته ومعصية رسوله صلى الله عليه وسلم بمنزلة واحدة فقال سبحانه: ﴿ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين﴾[4]




    و جعل الله سبحانه و تعالى إيذائه و إيذاء رسوله صلى الله عليه وسلم بمنزلة واحدة فقال سبحانه : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ﴾[5]



    حكم سب النبي صلى الله عليه وسلم و الإساءة إليه :


    و قد أجمع المسلمون أن سب النبي أو إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم كفر و ردة قال إسحاق بن راهويه : « أجمع المسلمون على أن من سَبَّ اللهَ، أو سب رسولَه صلى الله عليه وسلم ، أو دَفَعَ شيئاً مما أنزل الله عز وجل، أو قَتل نبياً من أنبياء الله عز وجل، أنه كافر بذلك و إن كان مُقِرّاً بكل ما أنزل الله »[6] .

    و قال محمد بن سحنون أحد فقهاء المالكية : « أجمع العلماء أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم المنتقص له كافر، والوعيد جار عليه بعذاب الله، وحكمه عند الأمة القتل، ومن شك في كفره وعذابه كفر »[7]



    و قال ابن تيمية : «إن سب الله أو سب رسوله كفر ظاهراً أو باطناً، سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً له، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده، هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل »[8].



    و من الآيات القرانية الدالة على كفر الساب للنبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى : ﴿ ولَئِن سَألْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخوُضُ ونَلْعَبُ قُلْ أَبالله وآياتِهِ وَرَسُولهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرتُمْ بَعْدَ إيْمَانِكُمْ ﴾[9] و الآية الكريمة نص في أن الإساءة و الاستهزاء بالله وبآياته وبرسوله كفر ، و يدخل في معنى الآية السب بطريق الأولى


    و من الأحاديث الدالة على كفر الساب للنبي صلى الله عليه وسلم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلاً أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَقَعُ فِيهِ، فَيَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي، وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ، فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَشْتُمُهُ، فَأَخَذَ الْمِغْوَلَ [سيف قصير] فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا. فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ: أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلَّا قَامَ. فَقَامَ الْأَعْمَى فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا صَاحِبُهَا، كَانَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي، وَأَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ، وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ، وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً، فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ، فَأَخَذْتُ الْمِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا وَ اتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَلا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ ) [10].


    قال الخطابي :«وفيه بيان أن ساب النبي صلى الله عليه وسلم يقتل وذلك أن السب منها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ارتداد عن الدين ولا أعلم أحداً من المسلمين اختلف في وجوب قتله ولكن إذا كان الساب ذمياً فقد اختلفوا فيه فقال مالك بن أنس من شتم النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى قتل إلاّ أن يسلم وكذلك قال أحمد بن حنبل، وقال الشافعي يقتل الذمي إذا سب النبي صلى الله عليه وسلم وتبرأ منه الذمة »[11].




    وجوب قتل من سب النبي صلى الله عليه وسلم :


    و قد أجمع أهل العلم على وجوب قتل من سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو عابه أو ألحق به نقصا في نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله ، أو عرض به أو شبهه بشيء على طريق السب له و الإزراء عليه أو التحقير لشأنه

    فحكم من أتى بذلك أن يقتل بلا استتابة ؛ لأنه آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يستوجب إهدار دمه إن كان مسلما، ونقض عهده وقتله إن كان ذميا كل ذلك حماية لعرضه صلى الله عليه وسلم وصونا لمكانته ومنزلته[12].



    قال ابن عثيمين رحمه الله :«من سب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإننا نقبل توبته إذا تاب ولكن نقتله لحق الرسول صلى الله عليه وسلم إنما في هذه الحال نقتله على أنه مسلم فنغسله ونكفنه ونصلى عليه وندفنه مع المسلمين فإن قال قائل كيف تقولون لا نقتل من سب الله إذا تاب ونقتل من سب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن المعلوم أن حق الله أعظم من حق الرسول وحرمة الله أعظم من حرمة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فالجواب أن الله تعالى أخبرنا عن نفسه أنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات وهو حقه عز وجل و قد عفا عنه أما الرسول عليه الصلاة والسلام فإننا لا نعلم أيعفو عمن سبه أو لا و قد سبه أناس في حياته و عفا عنهم و لكن بعد موته لا ندري أيعفو أم لا فنقتله أخذاً لثأر الرسول صلى الله عليه وعلى آله و سلم»[13].

    و يجب أن ننتبه لأمر هام ألا وهو أن تنفيذ حد القتل لمن سب الرسول صلى الله عليه وسلم يكون لجهات الاختصاص من قبل أولى الأمر في كل بلد وليس لعموم الناس, مما تكون مفسدته أعظم.


    [1]- إسعاف المؤمنين بنصرة خاتم المرسلين الدكتور وسيم فتح الله 58-59
    [2]- الأنفال الآية 13
    [3] - المجادلة الآية 20
    [4]- النساء الآية 14
    [5]- الأحزاب الآية 57
    [6]- الصارم المسلول لابن تيمية ص 12
    [7]- الشفا للقاضي عياض ص 429 .
    [8] - الصارم المسلول لابن تيمية ص 451
    [9]- التوبة الآية 65-66
    [10]- الحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود حديث رقم 3655
    [11] - معالم السنن للخطابي 3/296
    [12]- محبة الرسول بين الإتباع والابتداع لعبد الرءوف محمد عثمان ص 82
    [13]- فتاوى نور على الدرب لابن عثيمين 2/19
    طبيب

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    441
    آخر نشاط
    13-01-2017
    على الساعة
    01:58 AM

    افتراضي نداء لنصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم ج2

    لا يسقط القتل عن ساب النبي صلى الله عليه وسلم بالتوبة :

    إن ساب النبي صلى الله عليه وسلم لا يسقط عنه القتل بالتوبة لما يدخل من المعرة بالسب على النبي صلى الله عليه وسلم وهو حق لآدمي لم يعلم إسقاطه .


    سب النبي صلى الله عليه وسلم أعظم من القتل و الزنا و شرب الخمر :

    و ليعلم كل مسلم أن سب النبي صلى الله عليه وسلم أعظم من قتل المسلم ،و أعظم من الزنا و شرب الخمر ؛ لأن السب كفر و ردة كما نص عليه أهل العلم ، وأما القتل أو الزنا أو شرب الخمر فهو كبيرة لا تخرج من الملة .


    نصرة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم :


    أيها الأخوة إن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم قال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴾[1]فقد أخذ الله العهد على الأنبياء أن ينصروا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وأن يؤمنوا به، فما بالك بغيرهم من البشر؟!


    قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا أَخَذَ عَلَيْهِ الْعَهْدَ: لَئِنْ بُعِثَ مُحَمَّدٌ وَهُوَ حَيٌّ لَيَتَّبِعَنَّهُ، وَأَخَذَ عَلَيْهِ أَنْ يَأْخُذَ عَلَى أُمَّتِهِ لَئِنْ بُعِثَ مُحَمَّدٌ وَهُمْ أَحْيَاءٌ لَيَتَّبِعُنَّهُ وَيَنْصُرُنَّهُ »[2].


    و قال بعض أهل العلم : « إنما أخذ الميثاق على النبيين وأممهم، فاكتفى بذكر الأنبياء عن ذكر الأمم، لأن في أخذ الميثاق على المتبوع دلالة على أخذه على التابع »[3].

    و قال سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى : ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا ﴾[4] لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلم والأمة، أو لهم على أن خطابه منزل منزلة خطابهم[5] ، وقوله تعالى {لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ} أي أرسلناه كذلك لتؤمنوا بالله ورسوله {وَتُعَزِّرُوهُ} بمعنى تنصروه {وَتُوَقِّرُوهُ} بمعنى تجلوه وتعظموه وهذه واجبة لله ولرسوله الإيمان و التعزير و التوقير[6] .

    و الطعن و القدح فيمن يحمل الشريعة قدح في الشريعة التي يحملها و الرد على من قدح في الشريعة و نصرة الشريعة أمر واجب فالرد على من قدح في النبي صلى الله عليه وسلم و نصرة النبي صلى الله عليه وسلم أمر واجب، و الذي يطعن في النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ليطعن فيه لولا الشريعة التي يحملها ويبلغها عن ربِّه تبارك وتعالى، فنُصْرته إذن من نصرة دين الله .


    نصر النبي صلى الله عليه وسلم خير لنا و سبب لفلاحنا :

    أيها الأخوة إن المسلم عندما ينصر النبي صلى الله عليه وسلم فإنما يسعى لخير نفسه، وإذا تقاعس عن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم فلن يضر إلا نفسه و نصرة النبي من أسباب الفلاح قال تعالى : ﴿فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾[7]أي إن الذين آمنوا بالرسول الأمى حين بعث- من قوم موسى ومن كل أمة، وعزروه بأن منعوه وحموه من كل من يعاديه مع التعظيم والإجلال، لا كما يحمون بعض ملوكهم مع الكره والاشمئزاز، ونصروه باللسان والسّنان، واتبعوا النور الأعظم الذي أنزل مع رسالته وهو القرآن، أولئك هم المفلحون الفائزون بالرحمة والرضوان دون سواهم من حزب الشيطان الذين خذلهم الله فى الدنيا والآخرة [8].

    و في الآية قد علَّق الله سبحانه و تعالى الفلاح بالنصرة، فمن لم ينصر النبي صلى الله عليه وسلم ، فليس من المفلحين ، و تجنُّبَ الأمر الْمُوجب لعدم الفلاح واجبٌ ونحن بحاجة لنصرة النبي صلى الله عليه وسلمو ليس النبي صلى الله عليه و سلم بحاجة لنصرنا له فالله قد تولى نصرة ، و قد نصر الله نبيه صلى الله عليه و سلم في وقت ليس معه أنصار و لا أعوان وهو في أمس الحاجة لها و لم يكن معه إلا أبو بكر الصديق رضي الله عنه .



    إن لم ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله ناصره :

    أيها الإخوة أعود فأقول إن لم ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله ناصره قال تعالى : ﴿ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾[9]أي: إن كنتم لَا تنصرونه وتخاذلتم عن نصرته فهو في غنى عنكم ولن يُخذل إذ قد نصره الله تعالى وهو في قلة من العدد، ولم يكن معه أحد[10]فالمعنى إن لم تنصروه أنتم فسينصره الله الذي نصره حين كان ثاني اثنين، حيث لم يكن معه أنصار ولا أعوان[11] .

    قال فخر الدين الرازي : « اعلم أَنَّ هَذَا ذِكْرُ طَرِيقٍ آخَرَ فِي تَرْغِيبِهِمْ[12] فِي الْجِهَادِ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ تَعَالَى ذَكَرَ فِي الْآيَةِ الْأُولَى أَنَّهُمْ إِنْ لَمْ يَنْفِرُوا بِاسْتِنْفَارِهِ، وَلَمْ يَشْتَغِلُوا بِنُصْرَتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ يَنْصُرُهُ بِدَلِيلِ أَنَّ اللَّهَ نَصَرَهُ وَقَوَّاهُ، حَالَ مَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ، فَهَهُنَا أَوْلَى »[13] .


    كفاية الله نبيه صلى الله عليه وسلم المستهزئين به :

    أيها الأخوة لقد كفى الله سبحانه وتعالى نبيه المستهزئين به و السابين له في كل زمان و مكان فقال سبحانه : ﴿ فأصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين﴾[14]قال السعديرحمه الله : « هذا وعْدٌ من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أنْ لا يضره المستهزئون، وأنْ يكفيه الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة، وقد فعل الله تعالى، فإنَّه ما تظاهر أحدٌ بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أهلكه الله وقتله شر قتلة»[15] .


    و إن كان سبب نزول الآية خاص فلفظ الآية عام و العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فقد كفى الله النبي صلى الله عليه وسلم المستهزئين به و عاقبهم في الدنيا قبل عقاب الآخرة و التاريخ خير شاهد على ذلك فكم من مستهزئ بالنبي صلى الله عليه وسلم قد انتقم الله منه و جعله عبرة لمن يعتبر وكم من ساب للنبي صلى الله عليه وسلم قد انتقم الله منه و جعله عبرة لمن يعتبر .


    وعنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ، وَقَرَأَ البَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَادَ نَصْرَانِيًّا، فَكَانَ يَقُولُ: مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ إِلَّا مَا كَتَبْتُ لَهُ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ فَدَفَنُوهُ، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ، نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ فَأَعْمَقُوا، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ وَأَعْمَقُوا لَهُ فِي الأَرْضِ مَا اسْتَطَاعُوا، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَعَلِمُوا: أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ، فَأَلْقَوْهُ[16].


    وروى الحاكم والبيهقي في "الدلائل" أن لهب بن أبي لهب كان يسب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (اللهم سلط عليه كلبك) ، فخرج في قافلة يريد الشام فنزل منزلا فقال : إني أخاف دعوة محمد صلى الله عليه وسلم ، قالوا له : كلا . فحطوا متاعهم حوله وقعدوا يحرسونه ، فجاء الأسد فانتزعه فذهب به [17].


    و عندما مزق كسرى كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دعى عليه النبي صلى الله عليه وسلم فسلط الله على كسرى ولده شيرويه فقتله، و مزقالله ملك كسرى كل ممزق ، و لم يبق للأكاسرة ملك .


    وذكر المطري في كتابه «تاريخ المدينة» أن السلطان محمود رأى النّبيّ- صلى الله عليه وسلم- في ليلة واحدة ثلاث مرات، وهو يقول له في كل واحدة منها: «يا محمود أنقذني من هذين الشّخصين» لشخصين أشقرين تجاهه، فاستحضر وزيره قبل الصبح فأخبره فقال له : هذا أمر حدث في مدينة النّبيّ- صلى الله عليه وسلم- ليس له غيرك، فتجهز .


    و خرج على عجل بمقدار ألف راحلة و ما يتبعها من خيل وغير ذلك ، حتّى دخل المدينة على غفلة، فلما زار طلب الناس عامة للصدقة، وقال: لا يبقى بالمدينة أحد إلّا جاء، فلم يبق إلّا رجلان مجاوران من أهل الأندلس، نازلان في الناحية التي قبلة حجرة النّبيّ- صلى الله عليه وسلم- من خارج المسجد عند دار آل عمر بن الخطاب التي تعرف اليوم بدار العشرة- رضي الله عنهم-

    قالا : نحن في كفاية، فجدّ في طلبهما، حتّى جيء بهما، فلما رآهما قال للوزير: هما هذان، فسألهما عن حالهما وما جاء بهما، فقالا لمجاورة النّبيّ- صلى الله عليه وسلم- فكرر السؤال عليهما، حتّى أفضى إلى العقوبة، فأقرا أنهما من النصارى، وصلا لكي ينقلا النّبيّ- صلى الله عليه وسلم- من هذه الحجرة الشريفة .


    ووجدهما قد حفرا نقبا تحت الأرض من تحت حائط المسجد القبلي يجعلان التراب في بئر عندهما في البيت ، فضرب أعناقهما عند الشباك الذي في شرقي حجرة النّبيّ- صلى الله عليه وسلم- خارج المسجد، ثم أحرقا، وركب متوجها إلى الشام راجعا ، فصاح به من كان نازلا خارج السور واستغاثوا وطلبوا أن يبني لهم سورا يحفظهم، فأمر ببناء هذا السور الموجود[18] .


    الطرق العملية لنصرة النبي صلى الله عليه و سلم :

    أيها الأخوة علينا أن ننصر نبينا صلى الله عليه وسلم بكل الوسائل الشرعية المستطاعة كرفع الدعاوى القانونية ضد المجرمين الذين قاموا بعمل الفيلم المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم في أمريكا ،و الضغط على الكنيسة الأرثوذكسية في مصر لإعلان موقف واضح صريح تجاه أقباط المهجر الذين قاموا بعمل هذا الفيلم و المطالبة بإصدار قانون دولى يجرم التعديات على المقدسات الإسلامية و الأنبياء فالتعديات على المقدسات الإسلامية و الأنبياء ليست من حرية التعبير في شيء .




    و علينا أن نعرف العالم بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فلو عرفوا سيرته لم أساؤوا إليه فالإنسان عدوا ما يجهله و لو تعرف الغرب على حياة النبي صلى الله عليه وسلم من مصادرها الصحيحة بعيداً عن تدليس المستشرقين، وافتراء المضللين لتبيّن لهم الأمر .


    قال ابن حزم : (( إن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم لمن تدبرها تقتضي تصديقه ضرورة، وتشهد له بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا، فلو لم تكن له معجزة غير سيرته صلى الله عليه وسلم لكفى ))[19] و التعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم يكون عن طريق إلقاء الخطب و الندوات العلمية و عن طريق الكتب و المجلات و الصحف وعن طريق مواقع الإنترنت .

    و علينا أن ننصر النبي صلى الله عليه وسلم في بيوتنا و بلادنا بالتحلى بآدابه و التأسي بسنته و نشر سنته و دينه في مشارق الأرض ومغاربها .

    و لئن عجزنا عن إنكار الفيلم المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم باليد فلا نعجز أن ننكر بالقلب و اللسان و القلم و كل الوسائل المشروعة المتوفرة و ألا نرد الإساءة بمحرم .

    هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و كتب ربيع أحمد 12/10/2012م






    [1] - آل عمران الآية81
    [2] - تفسير القران العظيم 8/110
    [3]- زاد المسير في علم التفسير 1/299
    [4]- الفتح الآية 8-9
    [5] - تفسير البيضاوي 5/127
    [6]- أيسر التفاسير 5/97
    [7]- الأعراف الآية 57
    [8] - تفسير المراغي 9 /83
    [9]- التوبة من الآية 40
    [10]- زهرة التفاسير 0/3308
    [11]- صفوة التفاسير 1/498
    [12]- قلت يقصد الصحابة
    [13]- مفاتيح الغيب 16/49
    [14]- الحجر الآية 95
    [15]- تيسير الكريم الرحمن للسعدي ص 435
    [16]- رواه البخاري في صحيحه حديث رقم 3617
    [17] - قال الحاكم : صحيح الإسناد ، ووافقه الذهبي
    [18]- شذرات الذهب في أخبار من ذهب لأبي الفلاح العكري الحنبلي 6/380-381
    [19]- الفصل في الملل و النحل لابن حزم 2/92
    طبيب

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    3,536
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    09-12-2019
    على الساعة
    12:29 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.ربيع أحمد مشاهدة المشاركة
    لا يسقط القتل عن ساب النبي صلى الله عليه وسلم بالتوبة :
    إن ساب النبي صلى الله عليه وسلم لا يسقط عنه القتل بالتوبة لما يدخل من المعرة بالسب على النبي صلى الله عليه وسلم وهو حق لآدمي لم يعلم إسقاطه
    http://www.islamweb.net/fatwa/index....waId&Id=119995

    http://www.binbaz.org.sa/mat/165

    http://www.islamweb.net/fatwa/index....waId&Id=117954

    http://www.islamweb.net/fatwa/index....ang=A&Id=17316

    http://www.binbaz.org.sa/mat/354

    فساب الرسول :salla-s: يحكم بكفره وردته بلا خلاف
    والمرتد يستتاب أولا قبل قتله يا أخانا الفاضل
    راجع ما جاء فى الفتاوى
    فسب الرسول :salla-s: - قاتل الله من فعل ذلك - ذنب وإن عظم فهو أقل من الشرك بالله
    والله تعالى يغفر لعبده - إن شاء - إن ندم وتاب إليه توبة نصوحا ما لم يشرك به شيئا :
    {‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا‏}‏
    التعديل الأخير تم بواسطة Doctor X ; 13-10-2012 الساعة 11:22 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    441
    آخر نشاط
    13-01-2017
    على الساعة
    01:58 AM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Doctor X مشاهدة المشاركة
    فساب الرسول :salla-s: يحكم بكفره وردته بلا خلاف
    والمرتد يستتاب أولا قبل قتله يا أخانا الفاضل
    راجع ما جاء فى الفتاوى
    فسب الرسول :salla-s: - قاتل الله من فعل ذلك - ذنب وإن عظم فهو أقل من الشرك بالله
    والله تعالى يغفر لعبده - إن شاء - إن ندم وتاب إليه توبة نصوحا ما لم يشرك به شيئا :
    {‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا‏}‏

    جزاكم الله خيرا
    أولا إذا كان العلامة ابن باز يرى عدم قتل الساب لنبي صلى الله عليه وسلم إن تاب فالعلامة ابن عثيمين يرى خلاف ما قال و العبرة بالدليل

    يقول السائل: ذكرتم في بعض دروسكم أن من سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحداً من أصحابه فإنه يكفر ويقتل ، والأمر ليس كذلك ، إنما الصواب : أن من سب الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه هو الذي يكفر ، أما من سب أحداً من الصحابة فلا يكفر ، لكن لو سب الصحابة عموماً أو سبهم إلا نفراً قليلاً فإنه يكفر ، لكن الكلام الآن وموضوع الإجابة سيكون عن سب الرسول صلى الله عليه وسلم .

    فنقول : إذا سب الرسول فإنه يكفر ، سواء كان جاداً أو مازحاً أو مستهزئاً
    ، فإنه يكفر لقول الله تعالى : ﴿ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة : 65-66] ولكن إذا تاب تقبل توبته ؛ لقوله تبارك وتعالى : ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر :53] .

    ولكن هل يسقط عنه القتل ؟ الجواب على هذا : فيه تفصيل : إن
    كان الذي سب الرسول صلى الله عليه وسلم سبه وهو كافر لم يسلم بعد فإنه لا يقتل ؛ لعموم قوله تعالى : ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ﴾ [الأنفال :38].

    أما إذا كان الذي سب الرسول مسلماً وارتد
    بسبب سبه الرسول صلى الله عليه وسلم فإن القول الراجح الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية أنه يقتل مع قبول توبته ؛ أخذاً بالثأر للرسول صلى الله عليه وسلم .

    فإن قال قائل : إنه قد وجد أناس سبوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل
    توبتهم ولم يقتلهم .
    قلنا : نعم
    .
    هذا صحيح ، لكن الحق في القتل لمن ؟ للرسول
    صلى الله عليه وسلم ، وإذا عفا عنهم في حياته فالحق له ، إن شاء قتلهم وإن شاء لم يقتلهم ، لكن بعد موته لا نستطيع معرفة إن كان الرسول سيعفو عنهم أم لا ، فإذا كانوا مستحقين للقتل بسبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وهو حق آدمي ، ولم نعلم أنه عفا عنهم ، فإن الواجب قتلهم .

    ثم إن
    في قتلهم مصلحة وهو كف ألسنة غيرهم عن سب الرسول صلى الله عليه وسلم ، أما هم فقد قبل الله توبتهم إذا كانت توبتهم نصوحاً، وأمرهم إلى الله ، وإذا لم يقتلوا اليوم ماتوا غداً ، وهذا هو القول الراجح في هذه المسألة .

    ويرى بعض العلماء أنه إذا تاب فلا تقبل توبته ويقتل كافراً ،
    وهو المشهور في مذهب الإمام أحمد ، قال في زاد المستقنع : ولا تقبل توبة من سب الله أو رسوله ، ولكن هذا القول ضعيف ؛ لأن الصواب : أن التوبة مقبولة متى صدرت على الوجه الصحيح ، لكن إن كان سب الله فإنه لا يقتل ، وإن كان قد سب الرسول فإنه يقتل، ولعلكم تتعجبون فتقولون : أيهما أعظم : سب الله ، أم سب الرسول صلى الله عليه وسلم ؟!!

    الجواب : سب الله أعظم بلا إشكال ، إذاً فلماذا إذا تاب من سب
    الله قبلنا توبته ولم نقتله ، وإذا تاب من سب الرسول قبلنا توبته وقتلناه ؟ لأن من سب الله وتاب تاب الله عليه ، وقد أخبر الله تعالى عن نفسه أنه يسقط حقه فقال : ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر : 53] فنحن نعلم أن الله تعالى قد عفا عنه بتوبته من سب الله ، أما من سب الرسول فلا نعلم أن الرسول عفا عنه ، وحينئذٍ يتعين قتله .
    هذا وجه الفرق بينهما
    .

    وذهب بعض العلماء : إلى أن من سب الله أو رسوله
    ثم تاب قبلت توبته ولم يقتل ، فصارت الأقوال في المسألة ثلاثة ، أرجحها أن توبته تقبل ويقتل .

    الشيخ محمد بن صالح بن العثمين فتاوى لقاء الباب المفتوح

    ثانيا : رغم أن سب الله أعظم من سب النبي صلى الله عليه وسلم من حيث الإثم إلا أننا نعلم أن الله تعالى قد عفا عن الساب بتوبته من سب الله ، أما من سب النبي صلى الله عليه وسلم فلا نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم عفا عنه ، وحينئذٍ يتعين قتله .
    ثالثا : أدعوك لقراءة هذا المقال :
    18نقلاً تدل علىقتل من سب النبي صلى الله عليه وسلم وإن تاب
    مهران ماهر عثمان نوري

    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد ؛
    فهذه نقول من بعض أعلام الهدى ومصابيح الدُّجى تبين أنَّ من أشقى نفسه بسبِّ
    نبينا صلى الله عليه وسلم قُتل وإن تاب .
    وقد انتقيت ثمانية عشر نقلاً
    ..

    ولعلي أبدأ بأقوال علماء المالكية
    :

    1/ تفسير القرطبي : (ج2/ص49) ط دار الشعب بالقاهرة

    ( قال مالك في ذمي سبَّ النبي
    صلى الله عليه وسلم : يُستتاب وتوبته الإسلام ، وقال مرة يُقتل ولا يُستتاب كالمسلم ) .
    وذلك لأن سب النبي
    صلى الله عليه وسلم من المسلم أعظم كفراً كما قرره الجصاص رحمه الله في أحكام القرآن (4/276) .
    ولذا فإنَّ حديث النبي
    صلى الله عليه وسلم في الصحيحين الذي يأمر فيه بقتل ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة ليدل على أنَّ المسلم أولى بهذا الحكم .

    2/ تفسير القرطبي ج8/ص82
    :
    ( وقال ابن المنذر : أجمع عامة أهل العلم على أن من سب النبي
    صلى الله عليه وسلم عليه القتل ، وممن قال ذلك مالك والليث وأحمد وإسحاق وهو مذهب الشافعي ... ورُوي أن رجلاً قال في مجلس عليٍّ : ما قتل كعب بن الأشراف إلا غدراً . فأمر عليٌّ بضرب عنقه . وقاله آخر في مجلس معاوية فقــام محمد بن مسلمة فقال : أيُقال هذا في مجلسك وتسكت ، والله لا أساكنك تحت سقف أبداً ، ولئن خلوتُ به لأقتلنَّه . قال علماؤنا : هذا يُقتل ولا يُستتاب إن نسبَ الغدر للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي فهمه علي ومحمد بن مسلمة رضوان الله عليهما من قائل ذلك ؛ لأن ذلك زندقة ) .

    3/ ويقرر رحمه الله هذه المسألة – كذلك- في تفسيره : ج8/ص84
    .

    4/ ويذكر الإمام الذهبي مذهب مالك في سير أعلام النبلاء : (8/103) مؤسسة
    الرسالة – ط 9
    ( قال مالك : لا يُستتاب من سبَّ النبيَّ
    صلى الله عليه وسلم من الكفار والمسلمين ) .

    5/ التاج والإكليل لمختصر خليل : (2/285-286 ) دار الفكر – ط2
    ( قال عياض : من سبَّ النبي
    صلى الله عليه وسلم، أو عابه ، أو ألحق به نقصاً في نفسه أو دينه أو نسبه أو خصلة من خصاله ، أو عَرَّضَ به ، أو شبَّهه بشيء على طريق السبِّ له والإزراء عليه أو التصغير لشأنه أو الغض منه أو العيب له فهو ساب له ، والحكم فيه حكم الساب يُقتل كما نبينه ولا نستثني فصلاً من فصول هذا الباب على هذا المقصد ولا نمتري فيه ؛ تصريحاً كان أو تلويحاً ، وكذلك من نسب إليه مالا يليق بمنصبه على طريق الذم ، ومشهور قول مالك في هذا كله أنه يقتل حداً لا كفراً ، لهذا لا تُقبل توبته ، ولا تنفعه استقالته وفيئته )

    6/ ثم يستطرد صاحب التاج والإكليل (6/287) مبيناً أنه لا اعتبار لقصده فيقول
    :
    ( وقال عياض : إن كان القائل لما قاله في جهته عليه الصلاة والسلام غير قاصد
    السب والازدراء ولا معتقداً له ، ولكنه تكلم في حقه عليه الصلاة والسلام بكلمة الكفر من لعنه أو سبه أو تكذيبه وظهر بدليل حاله أنه لم يتعمد ذمَّه ، ولم يقصد سبه ؛ إما بجهالة حملته على ما قاله ، أو ضجر ، أو سُكر اضطره إليه ، أو قلة مراقبة أو ضبط للسانه وعجرفة وتهور في كلامه فحكم هذا الوجه حكم الأول دون تلعثم ) . أي : يُقتل بلا استتابة كما سبق ذلك له .

    7/ وفيه (أي : التاج والإكليل) : 6/288
    ( من سبَّ الله سبحانه ، أو سبَّ النبي
    صلى الله عليه وسلم من مسلم أو كافر قُتل ولم يُستتب) .

    8/ التلقين في الفقه المالكي لعبد الوهاب بن علي
    الثعلبي : (2/506 ) المكتبة التجارية بمكة – ط 1
    ( ومن سب النبي
    صلى الله عليه وسلم قُتل ولم تُقبل توبته ) .

    9/ الكافي لابن عبد البر : (1/585) الكتب العلمية ببيروت – ط 1

    (كل من سبَّ النبي
    صلى الله عليه وسلم قُتل مسلماً كان أو ذمياً على كل حالٍ)

    10/ حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب : (2/412 – 213) ط دار الفكر

    ( من عاب النبي
    صلى الله عليه وسلم أو ألحق به نقصاً " قُتل حداً إن تاب الخ " أي : أو أنكر ما شهدت به عليه البينة يُستعجل بقتله وإن ظهر أنه لم يرد ذمَّ النبي صلى الله عليه وسلم لجهل أو سكر أو لأجل تهور في الكلام، ولا يُقبل منه دعوى سبق اللسان ولا دعوى سهو أو نسيان ... وقيل : إنه يخير الإمام في قتل الساب المسلم أو صلبه حياً ... قوله " لأنه حدٌّ وجب فلا تسقطه التوبة " أي : كالزاني والشارب والقاتل والسارق سوى المحارب فإن حدَّ الحرابة يسقط عنه بإتيانه للإمام طائعاً ، أو ترك ما هو عليه . أما إن لم يتب فإن قتله كفر. اعلم أن ظاهر كلامهم أنه يُستعجل بقتل الساب ومثله الزنديق ولو كان قتلهما كفراً ؛ لأن التأخير ثلاثاً إنما هو في المرتد غيرهما ).

    11/ بلغة السالك لأقرب المسالك إلى مذهب الإمام مالك للصاوي : (4/241) دار
    الكتب العلمية - ط1
    فمن سب النبي يُقتل مطلقاً
    .

    12/ ويذكر الإمام ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (14/273) مكتبة
    المعارف ببيروت
    في أحداث سنة 761هـ : أنَّ رجلاً كان يسب النبي
    صلى الله عليه وسلم فرُفع للقاضي المالكي فأظهر هذا الساب جبناً وتقيةً ، فأمر الحاكم المالكي بقتله .

    وهذه أقوال الحنابلة في المسألة
    :

    13/ الكافي في فقه ابن حنبل لابن قدامة : (4/159) المكتب الإسلامي ببيروت

    ( وقال الخرقي : ومن قذف أمَّ النبي
    صلى الله عليه وسلم قُتل مسلماً كان أو كافراً ، وقال أبو الخطاب : هل تُقبل توبة من سب الله تعالى ورسوله ؟ على روايتين : إحداهما : لا تُقبل لأن قتله موجب السب والقذف ، فلا يسقط بالتوبة كحد القذف ).

    14/ المغني : (9/88) دار الفكر - ط 1

    ( وقذف النبي
    صلى الله عليه وسلم وقذف أمِّه ردةٌ عن الإسلام وخروج عن الملة ، وكذلك سبه بغير القذف )

    15/ الإنصاف للمرداوي : (4/257 ) دار إحياء التراث العربي

    ( قال الشارح : وقال بعض أصحابنا فيمن سب النبيَّ
    صلى الله عليه وسلم : يُقتل بكل حال ، وذكر أن أحمد نص عليه ) .

    16/ منار السبيل : (2/360) مكتبة المعارف بالرياض

    ( قال أحمد : لا تُقبل توبة من سب النبي
    صلى الله عليه وسلم، وكذا من قذف نبياً أو أمَّه ؛ لما في ذلك من التعرض للقدح في النبوة الموجب للكفر ) .

    وهذا نقل عن الشافعية
    .

    17/ فتح الباري : (12/281 ) دار المعرفة ببيروت

    ونقل أبو بكر أحد أئمة الشافعية في كتاب الإجماع أن من سب النبي
    صلى الله عليه وسلم مما هو قذف صريح كفر باتفاق العلماء ، فلو تاب لم يَسقط عنه القتل ؛ لأن حدَّ قذفه القتل ، وحد القذف لا يسقط بالتوبة ... فقال الخطابي لا أعلم خلافا في وجوب قتله إذا كان مسلماً ).

    ومن هذه النقول
    :

    18/ أحكام القرآن للجصاص الحنفي : (4/275) دار إحياء التراث ببيروت

    وقال الليث في المسلم يسب النبي
    صلى الله عليه وسلم : إنه لا يُناظر ولا يُستتاب ويُقتل مكانه
    وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم
    الدين .


    مهران ماهر عثمان نوري
    .
    الخرطوم
    .
    طبيب

نداء لنصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. عناصر نداء لنصرة إخواننا المرابطين في فلسطين ....
    بواسطة أم الخير في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-01-2010, 01:18 PM
  2. رسومات لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم
    بواسطة ronya في المنتدى قسم الأطفال
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 23-11-2009, 08:36 AM
  3. (الحكمة) قناة فضائية جديدة لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم
    بواسطة KAHLID في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-11-2006, 12:11 PM
  4. صوتوا لنصرة نبيكم صلى الله عليه وسلم
    بواسطة أسـماء في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-02-2006, 02:54 PM
  5. هبوا لنصرة النبي صلى الله عليه و سلم الآن
    بواسطة ismael-y في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 06-02-2006, 11:57 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

نداء لنصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم

نداء لنصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم