قال الله تعالى في سورة القمر :

{17} وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ

أقوال المفسرين :

قال القرطبي :
أَيْ سَهَّلْنَاهُ لِلْحِفْظِ وَأَعَنَّا عَلَيْهِ مَنْ أَرَادَ حِفْظه ; فَهَلْ مِنْ طَالِب لِحِفْظِهِ فَيُعَان عَلَيْهِ ؟

قال ابن كثير :
فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر " أَيْ فَهَلْ مِنْ مُتَذَكِّر بِهَذَا الْقُرْآن الَّذِي قَدْ يَسَّرَ اللَّه حِفْظَهُ وَمَعْنَاهُ ؟

تفسير الجلالين :
سَهَّلْنَاهُ لِلْحِفْظِ وَهَيَّأْنَاهُ لِلتَّذَكُّرِ "فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر" مُتَّعِظ بِهِ وَحَافِظ لَهُ وَالِاسْتِفْهَام بِمَعْنَى الْأَمْر أَيْ احْفَظُوهُ وَاتَّعِظُوا بِهِ وَلَيْسَ يُحْفَظ مِنْ كُتُب اللَّه عَنْ ظَهْر الْقَلْب غَيْره

نزلت سورة القمر في مكة وترتيبها السابعة والثلاثين ، وما نزل قبلها هو هذه السور :

العلق ، القلم ، المزمل ، المدثر ، الفاتحة ، المسد ، التكوير ، الاعلى ، الليل ، الفجر ، الضحى ، الانشراح ، العصر ، العاديات ، الكوثر ، التكاثر ، الماعون ، الكافرون ، الفيل ، الفلق ، الناس ، الاخلاص ، النجم ،عبس ، القدر ، الشمس ، البروج ، قريش ، القارعة ، القيامة ، الهمزة ، المرسلات ، ق ، البلد ، الطارق

هذه السور تمثل حوالي ثلاثين صفحة من القرآن ( 604 صفحة ) ، مما يعادل خمسة في المائة تقريبا منه .

وفي هذه الآية ، نتعلم منها ان الله عز و جل يسر للمؤمنين حفظ القرآن عن ظهر قلب ، وهذه خاصية للقرآن الكريم خاصة دون باقي الكتب ، لآن من يحفظ
ويداوم على المراجعة يصبح القرآن جزءا من ذاكرته ، وقد جربت بنفسي اختبار بعض الاصدقاء الحافظين للقرآن فلم يخطيء بعضهم ولا خطأ واحد على مدى نصف ساعة في التسميع ، وكنت قد تحديته انه سوف يقع في الخطأ وفي النهاية اعلنت استسلامي وأقريت بقوة حفظ هؤلاء .

ولكن ماذا يعني ان السور التي نزلت قبل سورة القمر تعادل نحو خمسة بالمائة من القرآن الكامل ؟
الحقيقة ان الله عز و جل قد اخبرنا بأنه يسر حفظ القرآن للمؤمنين المجتهدين في حفظه من قبل ان يعلم الناس كم هو حجم القرآن الكامل .
ولو كان القرآن من عند غير الله ، لم يجرؤ المؤلف على قول هذا الكلام قبل ان يعرف كم هو حجم القرآن عند اكتماله . وهذا هو وجه الإعجاز في الآية .
فقد كان من الممكن لو ان القرآن من تأليف بشري ان ينسى المؤلف ما قد وعد به منذ عشرين عاما ، ثم تكون المفاجأة ان القرآن كتاب لا يمكن حفظه ابدا .

ولكن الذي حدث كان العكس ، فقد حفظ آلاف الصحابة القرآن عن ظهر قلب ، ثم تبعهم على ذلك ملايين المسلمين في شتى بقاع الأرض ، بل منهم من حفظه بالقراءات العشر ، بل منهم من حفظه وهو لا يعرف اللغة العربية ، بل منهم أطفال دون العاشرة ، بل ومنهم أطفال لا يعرفون العربية . ما هذا ؟

و أشد من هذا ، معاق ذهني لا يعرف سوى القرآن

هل هناك كتاب على وجه الارض وعبر كل التاريخ له هذه الخاصية ؟
ان يكون حفظه متاح حتى لطفل دون العاشرة ولا يعرف العربية ؟
اتحدى ان يكون هناك كتاب بنفس الحجم له هذه الخاصية

رابط لطفل 3 سنوات يقرأ القرآن :



اصغر حافظ للقران في العالم ومعجزة الطفل احمد (خمس سنوات)



طفل دون العاشرة يحفظ القرآن كاملا ويعرف مكان الآيات في أي سورة وأي مكان في الصفحة



عمره 12 سنة وهو غير عربي لاكنه مسلم يحفظ القرآن كاملا دون معرفته باللغة العربية شارك في مسابقة الكويت الدولية الثانية



الطفل الطاجيكي فرقان يحفظ القرآن الكريم كاملا مع رقم الآي والصفحة, مع العلم أنه لا يعرف اللغة العربية



من معجزات الله فى خلفة معاق ذهنيا يحفظ القرآن كاملا



والحمد لله على نعمة الإسلام