ترجمة كتاب (صراع من أجل التسليم للإيمان..جفرى لانج)..على حلقات

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

ترجمة كتاب (صراع من أجل التسليم للإيمان..جفرى لانج)..على حلقات

صفحة 1 من 3 1 2 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 29

الموضوع: ترجمة كتاب (صراع من أجل التسليم للإيمان..جفرى لانج)..على حلقات

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    115
    آخر نشاط
    12-12-2007
    على الساعة
    01:36 AM

    افتراضي ترجمة كتاب (صراع من أجل التسليم للإيمان..جفرى لانج)..على حلقات

    ( 1 )
    تعريف
    بأستاذ الرياضيات الجامعي الأمريكي

    الدكتور جفري لانج

    مؤلف كتاب
    "صراع من أجل التسليم للإيمان"



    نبذة عنه:

    أستاذ الرياضيات في جامعة كنساس في أمريكا، ولد عام 1954، اعتنق الإسلام في أواخر الثمانينيات، قبل ذلك،نشأ كاثوليكياً ثم تحول إلي الإلحاد وعمره 18 سنة لأنه لم يجد الجواب الشافي علي أسئلته العديدة التي كان يطرحها حول دينه، ورغم تخرجه وحصوله على الدكتوراه في الرياضيات، إلا إنه ظل على إلحاده.
    و ساق له الله في المحاضرة الأولي له -والتي ألقاها في إحدى جامعات سان فرانسيسكو- بين طلابه شاباً مسلماً، تعرف عليه لانج ونشأت بينه وبين أسرة الطالب صداقة عميقة، حتى حصل علي نسخة من القرآن الكريم من هذه الأسرة المسلمة.
    لم يكن يفكر أو يبحث عن دين ولكنه بدأ فى قراءة القرآن الكريم بروح رافضة له.
    وفي ذلك يقول: " أنت لا تستطيع قراءة القرآن ببساطة ، إلا إذا كنت جاداً فى قراءته . إما أن تكون مستسلماً له ، أو أن تكون محارباً له . القرآن يرد بقوة، يجيب بشكل مباشر ، بشكل شخصى ، يناقش ، ينتقد ، يضع العار عليك ، يتحدى . من البداية يثير معركة ، وأنت فى الجانب الآخر منها " . لذلك وجد نفسه فى معركة مثيرة " وجدت نفسى فى الجانب الضعيف، فمؤلف القرآن يعرفنى أكثر من معرفتى لنفسى ".
    انبهر لانج بالقرآن الكريم وفي ذلك يقول:
    "قد يستطيع الرسام جعل عيني شخص ما في بورتريه تبدو و كأنها تنظر إليك أينما ذهبت، ولكن من ذا الذي يستطيع كتابة نص ثابت يرد على تساؤلاتك اليومية أياً كانت.
    في كل يوم، كنت أكون العديد من التساؤلات حول موضوعات مختلفة، وبطريقة لا أعرفها، كنت أكتشف الإجابة في اليوم التالي بين السطور، لقد بدا وكأن مؤلف هذا الكتاب يقرأ أفكاري ويكتب الإجابة المناسبة بحيث أجدها عند قراءتي التالية. لقد قابلت نفسي بين الصفحات..".
    لقد كان القرآن دائماً يسبق تفكيره، يزيل الحواجز التي بناها أعواماً كثيرة.
    ثم يكمل:
    " إلى هؤلاء الذين اعتنقوا الإسلام ، الدليل الأعظم إلى الله ، الصمد ، القيوم ، المعين ، الله الذى من حبه للبشر أنزل القرآن هدى لهم ، وكمحيط واسع عميق ، يغريك بالنزول فيه، ومن أعمق إلى أعمق فى أمواجه الرائعة، تغرق فيها . وبدلاً من أن تغرق فى ظلمات هذه الأمواج ، إذا بك تغرق فى محيط من الوحى والرحمة ..كلما قرأت القرآن الكريم ، أو صليت صلاة الإسلام ، يفتح فى قلبى باباً كان مغلقاً ، وأشعر بأنى غمرت فى رقة عارمة.الحب أصبح أكثر ثبوتاً من الأرض التى تحت قدمى ؛ إنها القوة التى أعادت إلىّ نفسى ، وجعلتنى أشعر بالحب ، لقد أصبحت سعيداً بما فيه الكفاية ، أن وجدت الإيمان بدين أعقله. وما كنت أتوقع أن يلمس هذا الدين شغاف قلبى".
    وعندما سئل كيف ألف قراءة القرآن الكريم باللغة العربية وهي غريبة تماماً بالنسبة له، قال:"ولماذا يرتاح الرضيع لصوت أمه، رغم أنه لا يفهمه، إن القرآن يعطيني الراحة والقوة في الأوقات الصعبة".
    وتربط الدكتور جفري لانج صداقة قوية بالداعية الإسلامي الأمريكي جيرالد ديركس الذي يمكنكم قراءة قصة إسلامه في الفصل الأول.

    بعد اعتناق الإسلام ألف جفري كتابان (صراع من أجل الإيمان Struggling to surrender)، (حتى الملائكة تسألEven Angels Ask) وبصدد تأليف الثالث.
    وسنترككم مع جزء من كتابه الثاني ،يتراوح بين لحظات روحانية غامرة وبين أفكار فلسفية عميقة، ترجمته إحدى الصحف السعودية.
    يقول المؤلف: "في اليوم الذي اعتنقت فيه الإسلام ، قدم إليَّ إمام المسجد كتيباً يشرح كيفية أداء الصلاة. غير أني فوجئت بما رأيته من قلق الطلاب المسلمين ، فقد ألحوا عليَّ بعبارات مثل: (خذ راحتك) ( لا تضغط على نفسك كثيراً ) ( من الأفضل أن تأخذ وقتك ) ( ببطء.. شيئاً ، فشيئاً ). وتساءلت في نفسي ( هل الصلاة صعبة إلى هذا الحد؟ ).

    لكني تجاهلت نصائح الطلاب ، فقررت أن أبدأ فوراً بأداء الصلوات الخمس في أوقاتها. وفي تلك الليلة ، أمضيت وقتاً طويلاً جالساً على الأريكة في غرفتي الصغيرة بإضاءتها الخافتة ، حيث كنت أدرس حركات الصلاة وأكررها ، وكذلك الآيات القرآنية التي سأتلوها ، والأدعية الواجب قراءتها في الصلاة. وبما أن معظم ما كنت سأتلوه كان باللغة العربية ، فقد لزمني حفظ النصوص بلفظها العربي ، وبمعانيها باللغة الإنجليزية. وتفحصت الكتيب ساعات عدة ، قبل أن أجد في نفسي الثقة الكافية لتجربة الصلاة الأولى، وكان الوقت قد قارب منتصف الليل، لذلك قررت أن أصلي صلاة العشاء.
    ودخلت الحمام ووضعت الكتيب على طرف المغسلة مفتوحاً على الصفحة التي تشرح الوضوء. وتتبعت التعليمات الواردة فيه خطوة خطوة ، بتأن ودقة ، مثل طاهٍ يجرب وصفة لأول مرة في المطبخ. وعندما انتهيت من الوضوء ، أغلقت الصنبور وعدت إلى الغرفة والماء يقطر من أطرافي. إذ تقول تعليمات الكتيب بأنه من المستحب ألا يجفف المتوضئ نفسه بعد الوضوء.
    ووقفت في منتصف الغرفة ، متوجهاً إلى ما كنت أحسبه اتجاه القبلة.
    نظرت إلى الخلف لأتأكد من أنني أغلقت باب شقتي ، ثم توجهت إلى الأمام ، واعتدلت في وقفتي ، وأخذت نفساً عميقاً ، ثم رفعت يدي ، وبراحتين مفتوحتين ملامساً شحمتي الأذنين بإبهامي ثم بعد ذلك ، قلت بصوت خافت (الله أكبر). كنت آمل ألا يسمعني أحد . فقد كنت أشعر بشيء من الانفعال. إذ لم أستطع التخلص من قلقي من كون أحد يتجسس علي. وفجأة أدركت أنني تركت الستائر مفتوحة. وتساءلت: ماذا لو رآني أحد الجيران ؟ تركت ما كنت فيه ، وتوجهت إلى النافذة ، ثم جلت بنظري في الخارج لأتأكد من عدم وجود أحد. وعندما رأيت الباحة الخلفية خالية ، أحسست بالارتياح. فأغلقت الستائر ، وعدت إلى منتصف الغرفة. ومرة أخرى ، توجهت إلى القبلة ، واعتدلت في وقفتي ، ورفعت يدي إلى أن لامس الإبهامان شحمتي أذني ، ثم همست (الله أكبر)،وبصوت خافت لا يكاد يسمع ، قرأت فاتحة الكتاب ببطء وتلعثم ، ثم أتبعتها بسورة قصيرة باللغة العربية، وإن كنت أظن أن أي عربي لم يكن ليفهم شيئاً لو سمع تلاوتي تلك الليلة. ثم بعد ذلك تلفظت بالتكبير مرة أخرى بصوت خافت وانحنيت راكعاً حتى صار ظهري متعامداً مع ساقي واضعاً كفي على ركبتي وشعرت بالإحراج ، إذ لم أنحن لأحد في حياتي. ولذلك فقد سررت لأنني وحدي في الغرفة. وبينما كنت ما أزال راكعاً ، كررت عبارة (سبحان ربي العظيم) عدة مرات. ثم اعتدلت واقفاً وأنا أقرأ (سمع الله لمن حمده) ثم (ربنا ولك الحمد)...... أحسست بقلبي يخفق بشدة ، وتزايد انفعالي عندما كبرت مرة أخرى بخضوع فقد حان وقت السجود... وتجمدت في مكاني ، بينما كنت أحدق في البقعة التي أمامي ، حيث كان علي أن أهوي إليها على أطرافي الأربعة وأضع وجهي على الأرض.
    لم أستطع أن أفعل ذلك ، لم أستطع أن أنزل بنفسي إلى الأرض ، لم أستطع أن أذل نفسي بوضع أنفي على الأرض ، شأن العبد الذي يتذلل أمام سيده... لقد خيل لي أن ساقي مقيدتان لا تقدران على الانثناء.... لقد أحسست بكثير من العار والخزي، وتخيلت ضحكات أصدقائي ومعارفي وقهقهاتهم ، وهم يراقبونني وأنا أجعل من نفسي مغفلاً أمامهم ، وتخيلت كم سأكون مثيراً للشفقة والسخرية بينهم ، وكدت أسمعهم يقولون (مسكين جفري فقد أصابه العرب بمس في سان فرانسيسكو ، أليس كذلك؟). وأخذت أدعو ( أرجوك ، أرجوك ، أعني على هذا). أخذت نفساً عميقاً ، وأرغمت نفسي على النزول... الآن صرت على أربعتي ، ثم ترددت لحظات قليلة ، وبعد ذلك ضغط وجهي على السجادة... أفرغت ذهني من كل الأفكار ، وتلفظت ثلاث مرات بعبارة (سبحان ربي الأعلى)، (الله أكبر) قلتها ورفعت من السجود جالساً على عقبي وأبقيت ذهني فارغاً رافضاً السماح لأي شيء أن يصرف انتباهي. (الله أكبر) ووضعت وجهي على الأرض مرة أخرى. وبينما كان أنفي يلامس الأرض ، رحت أكرر عبارة (سبحان ربي الأعلى) بصورة آلية. فقد كنت مصمماً على إنهاء هذا الأمر مهما كلفني ذلك. (الله أكبر) وانتصبت واقفاً ، فيما قلت لنفسي: لا تزال هناك ثلاث جولات أمامي. وصارعت عواطفي وكبريائي في ما تبقى لي من الصلاة. لكن الأمر صار أهون في كل شوط. حتى إنني كنت في سكينة شبه كاملة في آخر سجدة. ثم قرأت التشهد في الجلوس الأخير ، وأخيراً سلمت عن يميني وشمالي.
    وبينما بلغ بي الإعياء مبلغه ، بقيت جالسا على الأرض ، وأخذت أراجع المعركة التي مررت بها ، لقد أحسست بالإحراج لأنني عاركت نفسي كل ذلك العراك في سبيل أداء الصلاة إلى آخرها. ودعوت برأس منخفض خجلاً : ( اغفر لي تكبري وغبائي ، فقد أتيت من مكان بعيد ولا يزال أمامي سبيل طويل لأقطعه ) .
    وفي تلك اللحظة ، شعرت بشيء لم أجربه من قبل ، ولذلك يصعب عليّ وصفه بالكلمات.... فقد اجتاحتني موجة لا أستطيع أن أصفها إلا بأنها كالبرودة ، وبدا لي أنها تشع من نقطة ما في صدري.
    وكانت موجة عارمة فوجئت بها في البداية حتى إنني أذكر أنني كنت أرتعش. غير أنها كانت أكثر من مجرد شعور جسدي ، فقد أثرت في عواطفي بطريقة غريبة أيضا. لقد بدا كأن الرحمة قد تجسدت في صورة محسوسة وأخذت تغلفني وتتغلغل فيّ... ثم بدأت بالبكاء من غير أن أعرف السبب ، فقد أخذت الدموع تنهمر على وجهي ، ووجدت نفسي أنتحب بشدة.... وكلما ازداد بكائي ، ازداد إحساسي بأن قوة خارقة من اللطف والرحمة تحتضنني.ولم أكن أبكي بدافع من الشعور بالذنب ، رغم أنه يجدر بي ذلك ، ولا بدافع من الخزي أو السرور... لقد بدا كأن سداً قد انفتح مطلقاً عنان مخزون عظيم من الخوف والغضب بداخلي. وبينما أنا أكتب هذه السطور ، لا يسعني إلا أن أتساءل عما لو كانت مغفرة الله عز وجل لا تتضمن مجرد العفو عن الذنوب ، بل وكذلك الشفاء والسكينة أيضاً... ظللت لبعض الوقت جالساً على ركبتي ، منحنياً إلى الأرض ، منتحباً ورأسي بين كفي. وعندما توقفت عن البكاء أخيراً ، كنت قد بلغت الغاية في الإرهاق. فقد كانت تلك التجربة جارفة وغير مألوفة إلى حد لم يسمح لي حينئذ أن أبحث عن تفسيرات عقلانية لها... وقد رأيت حينها أن هذه التجربة أغرب من أن أستطيع إخبار أحد بها.
    أما أهم ما أدركته في ذلك الوقت فهو أنني في حاجة ماسة إلى الله وإلى الصلاة ، وقبل أن أقوم من مكاني ، دعوت بهذا الدعاء الأخير : « اللهم ، إذا تجرأت على الكفر بك مرة أخرى ، فاقتلني قبل ذلك ، خلصني من هذه الحياة... ومن الصعب جداً أن أحيا بكل ما عندي من النواقص والعيوب لكنني لا أستطيع أن أعيش يوماً واحداً آخر وأنا أنكر وجودك » ".
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الوهاب ; 23-08-2007 الساعة 06:13 AM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    115
    آخر نشاط
    12-12-2007
    على الساعة
    01:36 AM

    افتراضي

    صراع من أجل التسليم للإيمان
    Struggling to Surrender Dedication
    بقلم جفرى لانج




    مقدمة المترجم :::


    من بين الكتب التى وجدت فيها عمقا لأحد المسلمين الجدد ، هذا الكتاب الذى سأقوم بترجمته على حلقات . وبالرغم من طوله "الكتاب يحتوى على 250 صفحة بالبنط 14"، فإن المجهود فى ترجمته لن يذهب هباء بإذن الله ، وسيجد كثير منكم المتعة فى تتبع صفحاته ، فهو يبين لنا مدى النعمة التى أنعمها الله علينا بأن هدانا للإسلام . وستجدون كيف أن هذا الدين عظيم ، ونظرا لأنه دين الفطرة السليمة ، فما أن يقترب منه أحد بتجرد ووعى ، إلا وجد نفسه منجذبا إليه .
    بالإضافة إلى أن هذا الكتاب يبين المراحل التى مر بها هذا المسلم إلى أن اعتنق الإسلام ونطق بالشهادتين ، إلا أنه يحتوى على موضوعات أخرى دعمت إيمانه بهذا الدين العظيم .
    وأثناء الترجمة قد أختصر بعض الأجزاء التى أعتقد أنها لا تضيف شيئا هاما للموضوع ، وفى نفس الوقت لا تنقص من قيمته .


    مقدمة المؤلف :::

    "إلى ... جميلة .. سارة .. فطين"
    **********************

    "لماذا اعتنقت الإسلام ؟" سؤال ألقاه على أحد مستجوبى !!! ما هى الإجابة التى ستفهمها براءتهم ؟؟؟ حملق الإثنان فى وجهى بلا إنفعال ، ولكن فى شوق لتلقى الإجابة . ربما يكون السؤال فقط لمجرد السؤال ، ولمعرفة ما يدور بخلدى .
    لا !!! أعتقد أن سؤالهم أكثر شخصية من ذلك .. أتذكر فى الصغر حينما سألت أبى ، "لماذا أصبحت كاثوليكيا ؟؟" . لم يكن سؤالى حبا للإستطلاع ، ولكنه كان نتيجة للبحث عن فهم ذاتى . وحينما أصبحت مسلما لم يرد بذهنى عدد الخيارات التى ستمر بى ، ليس بالنسبة لى فقط بل بأبنائى وأحفادى أيضا . من الطبيعى ، فهم يريدون معرفة سبب إتخاذى هذا الموقف ، لأنه سيؤثر عليهم حاضرا وفى مستقبلهم المعاش .
    فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول "فاطمة جزء منى ، وأنا جزء منها .. سعادتها سعادتى ، وحزنها حزنى" . فالأب يجد إلتزاما بعلاقته مع بناته . فمن خلال طبيعتهن الأنثوية ، يجد الأب أنه يتعاطف معهن ، ويتخلى عن طبيعته الرجولية التى يتعامل بها فى حياته العادية . هن يتممن ويعادلن حياته ، ليس فقط كإناث ، بل أيضا كبناته ، وهو يرى تكامل شخصيته فيهن .
    "لماذا أصبحت مسلما ؟؟؟" ... هذا السؤال يختلف معناه بالكلية ، حينما يصدر من بناتى ، لأنه فى هذه الحالة ينبع من داخلى . إنه صدى لى ، وهو استجواب طاهر لحقيقة مشاعرى . لقد شرحت لهن الوضع باختصار ، حسب إمكانياتى ، ولكن ليس بطريقة مفصلة لأنهى الموضوع ، فقد أردت أن يصبح الباب مفتوحا لمزيد من الإستفسار . وقد كانت أسئلتهن هى الحافز وراء هذا الكتاب ، والذى بدأ كانعكاسات ليلة على تساؤلاتهن . إذا لم تكن أمينا مع بناتك ، فأنت غير صادق مع نفسك . ولهذا السبب ، لقد بذلت جهدى لأكون مخلصا وأمينا معهن بقدر الإمكان ::: لأقص الحقيقة "كما هى بالضبط" ، معنى هذا أن أقص الإيجابيات والسلبيات التى واجهتنى ، والإكتشافات والشكوك ، إجابات وأسئلة . ولهذا فلا يعتبر هذا الكتاب ، بأنه كتاب موثق عن الإسلام بالولايات المتحدة . بناتى يعلمن أن والدهم ليس عالما مسلما ، وكذلك فالمسلمون سيكتشفون ذلك الأمر أيضا . لهذا فأنا أنوه بهذا الأمر تحذيرا لأولئكم الذين لا يعرفون كثيرا عن الإسلام . وبالنسبة للذين يريدون معرفة الحقائق عن الإسلام ، فأرشح لهم كتابات "د. جمال بدوى" ، سلسلة التعاليم الإسلامية الممتازة .
    هذا العمل أمامك ، يمكن وصفه بأنه يصف خبرتى وانطباعى عن الإسلام ، أو أنه سيرتى الذاتية العقائدية ، أو جريدة شخصية ، قد تكون لها أهمية لبعض القراء . وبما أنى لا أستطيع أن أسجل كل انطباع لى ، أو سؤال سألته نفسى ، فأنا ألزم نفسى بأن أذكر الأمور العامة التى تهم المهتدين إلى الإسلام ، ويمكن نشرها فى الصحف والمجلات الإسلامية التى تنشر بالولايات المتحدة . بالإضافة إلى ذلك ، فقد حرصت على لقاء بعض الذين اعتنقوا الإسلام حديثا ، وأدرجت فى هذا الكتاب بعضا من تجاربهم فى هذا المضمار .
    بعض الموضوعات "الإشارات بالنسبة للقرآن الكريم والعلم" أثارت انتباهى أثناء مراحل تحولى للإسلام ، بينما موضوعات أخرى "أسئلة حول الرحمة والعدالة الإلهية" كانت جوهرية فى بحثى عن الروحانيات . الفصل الأول ، هو لإلقاء الضوء عن كيف أصبحت مسلما ؟؟؟ والفصل الثانى ، يوضح تأثير القرآن الكريم فى توجهاتى . وبالرغم من أنى قد بذلت جهدى فى توضيح هذين الموضوعين بالنسبة لتحولى للإسلام ، إلا أنى أشعر أن هناك الكثير الذى ما زال غامضا على . الفصول الثلاثة الأخيرة ، والتى تشكل الجزء الأكبر من هذا العمل ، تعتبر فى الحقيقة ملحقات لهذا الموضوع . وتتعلق بالصعاب التى مرت بى بعد اعتناق الإسلام ، والصراع الذى واجهته للإندماج والعيش فى المجتمع الإسلامى .
    عادة ما يكون من يتحول للإسلام من الأمريكيين ، هم من النصارى أو اليهود أصلا ، ومعنى ذلك أنه أو أنها ، قد رفض ديانة سماوية كانت جزءا من التاريخ ، لصالح ديانة سماوية أخرى ، وثيقة الصلة بديانته السابقة . هذا يشكل تمردا ضد العقيدة السابقة ، ولا يخفى أن المعتنقين الجدد للإسلام ، غالبا ما كانوا متشككين فى تقاليده ، خصوصا فى أحاديث وسيرة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .
    التقاليد ، الثقافة الإسلامية ، تصرفات المسلمين ، انتقادات الغرب ، كل ذلك يشكل الحيرة والتناقض التى يقع فيها المتحول للإسلام ، وهذا هو موضوع الفصل الثالث .
    المجتمعات الإسلامية بالولايات المتحدة تختلف إختلافا بينا بعضها عن بعض ، ثقافة وعادات ، ومعظمها له جذور دينية . الغالبية خرجت من مجتمعات لها تقاليد محافظة . وككل المهاجرين الآخرين ، فإنهم يصابون بصدمة حين وصولهم للبلاد مما تسبب لهم الحيرة والخوف . ونفس الشئ يواجه الذين يتحولون عن دينهم الأصلى ، لأنه / لأنها يجد نفسه فى المجتمع المسلم الجديد الذى لم يتعود عليه ، ويعتبر فيه كأقلية . هذا الشعور وهذه الصعوبات يغطيها الفصل الرابع من الكتاب ، مع التأكيد على العلاقات مع الأجناس المختلفة . والفصل الأخير يتكلم عن الصعوبات التى تواجهك كمسلم جديد ، فى أسرة ومجتمع من غير المسلمين .
    لقد ترددت بينى وبين نفسى كثيرا ، فى نشر هذا الكتاب أو عدم النشر . وهذا التردد لم يكن خوفا من المناقشات والمواجهات التى سأقابلها ، ولكن لأن هذا الموضوع شخصى جدا . بلا شك فهو ترجمة أمريكية للإسلام ، وكيف لا يكون كذلك ؟؟؟
    لا أستطيع "ولا أتوقع" ، أن أتخلص من السنوات الثمانية والعشرون من حياتى السابقة على الإسلام . وسأستمر فى اتباع الإستراتيجية التى كنت أتبعها حينما كنت ملحدا : وهو دراسة آراء الطرفين ، فالطرف الذى يتكلم من داخل الدين ، فقد يلمعه ، والطرف الذى يتكلم من خارجه ، فعادة يكون متحيزا ضده ، والموازنة بين الاٌثنين هى المطلوبة . وهذا يعنى ، أن تكون المقارنة حذرة بين الإتجاهين . ولهذا فإن فهمى للإسلام يتأثر بقول علماء غير مسلمين . على كل حال ، فقد شجعنى بعض الأصدقاء المسلمين أخيرا ، على نشر هذا الكتاب ، منبهين على أن الفكرة التى أتبناها ، وهى أن مواجهة الأسئلة الكثيرة التى يثيرها المسلمين الأمريكان تحتاج إلى صراحة ووضوح ، وذلك فى سبيل توحيد هذا المجتمع .
    وبناء على ذلك ، فهذا الكتاب يعتبر مساهمة منى فى نمو الإسلام بالولايات المتحدة . وككل الكتاب المسلمين الأول أقول ، أن ما ورد صحيحا فى الكتاب ، فهو من رحمة الله وفضله ، وما ورد غير ذلك ، فإنى أطلب مغفرته وعفوه .


    يتبع

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    115
    آخر نشاط
    12-12-2007
    على الساعة
    01:36 AM

    افتراضي

    السادة المشرفون

    أرجو تثبيت الموضوع حتى تنتهى الحلقات
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الوهاب ; 23-08-2007 الساعة 06:42 AM

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    39
    آخر نشاط
    09-01-2009
    على الساعة
    05:17 PM

    افتراضي

    جزاك الله خيراً

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    75
    آخر نشاط
    02-01-2008
    على الساعة
    02:52 PM

    افتراضي

    بارك الله فيك اخي الكريم ...

    في انتظار تكملة الموضوع والله يقويك ويعطيك العافيه
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يمكنك تغير التوقيع الإفتراضي من لوحة التحكم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    115
    آخر نشاط
    12-12-2007
    على الساعة
    01:36 AM

    افتراضي

    ( 3 )
    صراع من أجل التسليم للإيمان
    Struggling to Surrender Dedication
    بقلم جفرى لانج
    الفصل الأول


    الشهادة :::

    فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى {120} سورة طه

    كنا فى غرفة صغيرة جدا بدون أثاث ، ولا يوجد شئ على جدرانها الرمادية المائلة للبياض ، والزينة الوحيدة بالدرجة الأولى ، كانت سجاد أحمر يغطى الأرضية . وهناك شباك صغير أمامنا ، كشبابيك البدروم ، فى مواجهتنا ، وكان الغرفة مضاءة . كنا نجلس فى صفوف ، وكنت فى الصف الثالث . لم يكن هناك نساء معنا ، وكنا نجلس على كعوبنا متجهين ناحية الشباك .
    كان الشعور غريب . لم أكن أعرف أيا من الموجودين . ربما كنت فى بلدة أخرى . كنا ننحنى بانتظام ، ووجوهنا للأرض . كان الهدوء والسكون يتغشاتا ، كأن الأصوات قد منعت . وفجأة تحركنا على كعوبنا للخلف ، وحينما نظرت للأعلى ، تحققت أننا نتبع تعليمات رجل يقف فى المنتصف على شمالى ، أسفل النافذة . كان يقف بمفرده لا أحد بجواره . فقط أخذت نظرة خاطفة لظهره . كان يلبس رداء أبيض ، وعلى رأسه كان يلبس وشاحا أبيض اللون بتعريجات حمراء . ثم استيقظت .
    تكرر هذه الرؤية خلال العشرة سنوات التالية عدة مرات ، وكانت دائما بهذا الإختصار ، وهى هى . فى البداية لم أعر لها التفاتا ، ولم أكن أفهم لها معنى !!! ومع تكرارها ، اعتقدت أن لها مغزى دينى . وبالرغم من أنى أشركت بعض الأصدقاء المقربين لى فى ذكرها لهم ، وذلك مرة أو مرتين ، إلا أنها لم تكن تستحق منى التفكير فيها كثيرا . لم تكن تشغلنى ، وفى الحقيقة أشعر براحة دائما عندما أستيقظ .
    أثناء أول مرة أرى فيها هذه الرؤية ، أو بعدها ، فقد طردت من الدروس الدينية !!! وقبل هذا الفصل الدراسى ، لم يكن عندى أى خوف على إيمانى . فقد كنت قد عمدت ، ونشأت متأثرا بدراساتى ككاثوليكى . كانت الكاثوليكية هى الديانة الوحيدة الصحيحة فى كونيكتيكت "Connecticut" . كل أصدقائى وجيرانى وأقاربى ومعارفى ، باستثناء قليل من اليهود ، كانوا كاثوليك . ولكن الأمور تتبع بعضها بعضا .
    كنت فى بداية سنتى الدراسية العليا فى مدرسة " نوتردام للأولاد" المدرسة العليا ، وكان مدرسنا كاهن لطيف حقا ، وبدأ ليقنعنا بوجود الله ، ولهذا بدأ فى شرح التكوين فى مراحل الخلقة الأولى . وقد كنت مولعا بالرياضيات ، ومفتون بعلم المنطق الرياضى ، ولهذا لم أقاوم معارضة إستنتاجاته . وكانت حجتى ببساطة ، أن شرح موضوع ما ، لا يعتبر برهانا عليه . إذا أعطيت للوجود الأعظم الصفات الصحيحة ، فهذا يفسر وجودنا نحن ، وتصوراتنا العميقة للذنب ، والصواب والخطأ ، ولكن هناك تفسير آخر ... بالطبع هو تفسير غير صحيح الآن ... وهذا التفسير نخرج به من العلوم الطبيعية ، فبينما مازال الصراع فى المفاهيم الدينية قائم على قدم وساق ، وكذلك التناقضات التى لا يقبلها العلم ، إلا أن العلوم الدنيوية قد وصلت إلى نوع من الإستقرار . "مداخلة : لا حظ أنه يتكلم حينما كان كاثوليكيا ." . المناقشة المنطقية فى وجود الله لن تؤدى إلى برهان ، لأنها تنبع من الخوف والجهل المنتشر ، وربما لو حصلنا على مزيد من الأمان فى حياتنا ، لم نلتزم بالدين ، وهذه هى الحالة الآن مع الرجال المثقفين ، خصوصا الأكادميين منهم .
    وخلال الأسابيع التالية ، كنا نعقد مجموعات من الطلبة لنناقش هذا الأمر ، وقد إنحاز عدد منهم فى صفى ، وتبنوا الإلحاد والبعد عن الدين منهجا . وحينما وصلنا إلى طريق حرج مسدود ، نصحنا الكاهن أنا وزملائى ، بأن نترك الصف الدراسى حتى تتعدل نظرتنا للأمور ونراها بشكل مختلف ، وإلا رسبنا فى هذه المادة .
    وفيما بعد ، فى بعض الليالى على العشاء ، فكرت أن أفاتح أبوى ، لماذا سأنسلخ من التدين ؟؟؟ والدتى صعقت ، ووالدى غضب جدا وصرخ فى ، "كيف لا تعتقد فى وجود الإله ؟؟؟" ، وتنبأ لى تنبأ صحيحا ، قائلا : "سيأتى بك الله ساجدا له على ركبتيك جفرى ، وحينئذ ستتمنى أنك لم تولد" ... سألت نفسى ، لما قال ذلك والدى ؟؟؟ بالطبع لأنه لم يستطع الرد على !!!
    هكذا كنت فى عين أسرتى "ملحدا" ، وكذلك فى عين أصدقائى ، وزملائى فى الدراسة .
    الشئ الغريب فى الموضوع ... فى هذه الآونة ... أنى ما تركت الإعتقاد فى وجود الله ، ولكنى كنت أناقش فقط حبا فى الجدال . لم أذكر قط أن الله غير موجود ، ولكنى أقرر بأن الحجج التى تذكر فى الفصل الدراسى غير مقنعة وغير كافية لصحة الإعتقاد .
    مع هذا ، فأنا لم أرفض الوضع الجديد الذى أنا فيه ، وذلك لأن هذا الصراع النفسى قد أثر على كثيرا . وهذا الصراع ، قد جعلنى أتأكد ، بأنى لا أعرف ماذا أعتقد ولماذا أعتقده ؟؟؟ وظللت فى الشهور التالية ، أتصارع مع نفسى بالنسبة لوجود الله . كان الشك هو الغالب فى وقتنا هذا ، الشك فى كل المؤسسات ، حتى الدينية منها . نحن جيل نشأ على سوء الظن !!! فى أثناء المراحل الدراسية الأولى كنا نتدرب على اللجوء إلى السراديب تحسبا لغارة جوية نووية ، وكنا نجهزها بالمواد الغذائية لمجابهة الطوارئ . أبطالنا ، ككنيدى ، ومارتن لوثر كنج الراحلين ، قد اغتيلوا ، واستبدلوا برؤساء يسهل الضغط عليهم لإنتهاج سياسة مخزية وموجهة . كان هناك اضطهاد عنصرى ، حرائق ، نهب ، خصوصا فى البلدان الصناعية كالتى أعيش فيها . كل ليلة نرى قتلى لا عدد لهم ، على التلفزيون . نعيش فى رعب ونتوقع الأذى فى أى وقت ، ومن أى شخص ، وبدون سبب نعرفه . فكرة أن الله خلقنا بهذه الطريقة ، وأنه سيعاقب غالبيتنا ، مرعبة ومحزنة أكثر مما لو نعتقد بالدين بالمرة . لقد أصبحت ملحدا فى الثامنة عشر .
    فى البداية ، شعرت بالحرية ، والتحرر من الخوف ، ومن أن أحدا يتدخل فى أفكارى ، وتصوراتى ، ثم يديننى .
    أعيش حياتى لنفسى ، ولست فى حاجة للخوف من وجود أعلى ، ومراعاته فى تصرفاتى . وبدرجة ما كنت فخورا بأنى أملك الشجاعة لتحمل المسئولية الفردية التى تتحكم فى حياتى . كنت أشعر بالأمان الشخصى ، فى مشاعرى ، فى نصوراتى ، فى رغباتى ، كلها نابعة من داخلى ، لا يشاركنى فيها الوجود الأعلى ، ولا أى شخص آخر . أصبحت أنا مركز كينونتى ، وأصبحت أنا خالقها ، ورازقها ، والمتحكم فيها . أنا أقرر لنفسى ما هو الخير ، وما هو الشر ، أصبحت أنا إلهى ، ومنقذى . وغنى عن القول أنى أصبحت جشعا إلى أقصى درجة ، ومنكبا على اللذات ، حيث اعتقدت حينئذ ، أكثر من أى وقت مضى، فى المشاركة والإهتمام . وقد كان السبب فى ذلك ، أنى لا أنتظر مكافأة مستقبلية : لقد شعرت بحب إنسانى حقيقى ، نعيش الحب ، ليكون هو العاطفة العليا للإنسان . سواء أكان هذا نتيجة للتطور ، أو الصدفة ، أو للبيئة الحيوية ، فهذا لا يهم ، لأنه حقيقة ككل شئ آخر ، يعطينا السعادة . حينما تعطى هذا الحب ، تجد مقابله فورا ، هنا والآن . "مداخلة : وهذا تفسيرا للآية الكريمة ((مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً {18} وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً {19} سورة الإسراء)) ، وذلك لأن الذين لا يؤمنون بالثواب والعقاب ، وأنهم محاسبون يوم القيامة على أفعالهم ، يصلون بأعمالهم إلى الأنانية المفرطة ، وحب الذات ، والفساد فى الأرض" .
    ذهابك للكلية ، ليس كتركك للمنزل : فأنت ببساطة لن تعيش مع والديك بعد ذلك . هذه فترة انتقال بين الإعتماد والإستقلال ، الوقت المناسب والمكان المناسب لتختبر نفسك وآراءك . لقد تعلمت بسرعة أن لا أحد يعرف معنى الوحدة ، كالملحد . الشخص العادى حينما يشعر بالوحدة ، يلجأ من عميق شعوره للواحد الأحد ، الذى يعرفه ، ويوحى له بالجواب ، أما الملحد فلا يسمح لنفسه بهذا الفضل ، ويذكر نفسه بسخافاته . الملحد يتخذ هواه ليكون إلهه ، وينظر إلى نفسه على أنها هى محور الكون ، وما أصغره من كون !!! فحدود هذا الكون لا يتعدى تصوراته هو ، وهى آخذة فى الإضمحلال . الرجل المتدين ، يؤمن بأشياء خارجة عما يحس به أو يتصوره ، بينما الملحد ، لا يثق فى هذه الأمور . تقريبا ، لا شئ حقيقى عنده ، حتى ولا الحقيقة نفسها . مفاهيمه للحب ، والعاطفة ، والعدالة ، دائما متقلبة حسب ميوله ، والنتيجة أنه هو ومن حوله ، ضحايا عدم الإستقرار . ينطوى على نفسه ، محاولا لملمة الأمور بعضها لبعض ليصل إلى حالة من التوازن ، حتى يستطيع أن يجد لها معنى . فى نفس الوقت ، يتصارع مع القوى الخارجية التى تنافس مفاهيمه ، هذه العلاقات الإنسانية التى لا يستطيع التحكم فيها ، والتى تقتحم عالمه . هو يحتاج للبساطة ، والخلوة ، والعزلة ، ولكنه يحتاج أيضا إلى أن يمد نفسه إلى أبعد من نفسه . كلنا يرغب فى الخلود . إشكالية رجل الدين محلولة بخلود الآخرة ، الجنة ، أما الملحد ، فهو يبحث له عن وسيلة تحقق له هذا الخلود ، الآن وفى هذه الدنيا !!! يبحث عنها فى العائلة لتكون امتدادا له ، فى تأليف كتاب ، فى اكتشاف ما ، فى عمل بطولى ، ليظل باقيا فى أذهان الناس . هدفه النهائى ليس ليذهب للسماء ، بل مجرد أن يذكره الناس .
    بالرغم من ذلك ، إلى ماذا سيؤدى هذا الإختلاف ؟؟؟ ... الإنسان دائما يتطلع إلى الكمال ، هذه رغبة داخلية فيه ، وهى التى تدفعنا إلى العمل . هل سأصبح يوما ما ، عالم رياضيات مرموق ، عداء ، طباخ ، عالم إنسانيات ، أب فاضل ؟؟؟ بالنسبة للملحد ، لا شئ من هذا يلبى رغباته ، لأنه لا يؤمن بالكمال ولا بالمطلق . النقطة التالية ، هى الإستقرار !!!
    الأمثلة الإجتماعية التى ذكرتها ، ليست لأنى أفضلها ، ولكن لأنها وظيفية ونافعة .بعد الإنتهاء من دراستى الجامعية ، تزوجت . وانتقلت أنا وزوجتى لغرب لافايت "West Lafayette" بإنديانا ، وذلك لألتحق بجامعة بوردو ، مدرسة الخريجين . ورغم أننا حديثى الزواج ، إلى أننا اتفقنا على أن زواجنا لن يكون ارتباط دائم ، وأن يتم الإنفصال بالتفاهم فى حالة وجود فرصة أفضل لأحدنا ، ولكن فى الوقت الحالى فإن هذا الزواج له فوائد عملية . كنا أصدقاء ولكن بلا عواطف ، وكما توقعنا حدث الطلاق بعد ثلاث سنوات ، بشروط جيدة . وعلى غير المتوقع ، وجدتنى ملئ بالحزن لهذا الطلاق . ليس لأنى فقدت حبى أو الشخص الذى يمكننى أن أعيش معه ، ولكن لأنى تركت وحيدا مرة ثانية مع نفسى . وعندما فكرت فى الوضع ، اتضح لى أنى كنت وحيدا مع نفسى فى كلتا الحالتين ، سواء كنت متزوجا أو أعزبا . كانت زوجتى رائعة ، ولكن لم يكن لدى فى مكان لأحد فى حياتى . لقد كنت فى السنوات الثلاثة ، أتمنى هذه اللحظة . وفى اليوم الذى تركتنى فيه ... علما بأن زوجتى هى التى طلبت الطلاق ... تبين لى أن الجامعة أصبحت سجنا لى ، ومكان لأختفى فيه ، ولكنى لم أتبين من أى شئ أهرب !!! لم يكن من السهل على أن أبقى إلاها بعد كل هذا !!!
    فى هذه اللحظة ، أردت بشدة أن أستريح ، أردت أن أكون كل شئ للناس ، وأصبحت أهتم نظرتهم لى ، بالرغم من أنى كنت أنكر هذا لنفسى . كلنا يهتم بهذا الأمر ، وأن يثبت كل منا نفسه وكيانه ، وإذا لم يهتم بك أحد ، ولم تشعر بقيمتك ، إذا فما هى قيمة الحياة بالنسبة لك ؟؟؟ ولماذ تبقى فى هذه الحياة ؟؟؟ ووجدت فى علم الرياضيات الذى أمارسه ضالتى ، فانكببت عليه لأنهى دراستى . وخلال الدراسة ، كنت أمارس بعضا من الرومانسيات فى السنتين التاليتين ، لمجرد الجنس ، لا لإنشاء رابطة زوجية .
    هنا حدث شئ غريب جدا . قدمت أطروحتى لنيل درجة الدكتوراه ، وكنت أجلس خارج الغرفة التى تجتمع فيها اللجنة للوصول إلى قرار . خمسة سنوات من الإنكباب على موضوعى ، استنزفت فيها كل عواطفى . وإذا بباب الغرفة يفتح ، لتتم تحيتى "مبروك دكتور لانج" .
    ولكن أثناء عودتى لشقتى ، بدأت بهجتى تتلاشى من داخلى ، وكلما حاولت إعادتها ، تغلبت على الكآبة والإحباط والمرارة ، وقارنت بين شعورنا ونحن كبار بالكريسماس ، ومحاولة الإبتهاج به ، ولكننا لا نستطيع لأننا لم نصبح أطفالا . ربما تكون الحياة هى إعلانات تلفزيونية متتابعة ، هذا ما فكرت فيه ، ولهذا فنحن شغوفين لتحقيق الأشياء الطائشة . نخدع أنفسنا بأننا لنا قيمة ما ، والحقيقة أننا نوع آخر من الحيوانات نحاول أن نعيش . هل هذه هى الحياة التى نحياها ؟؟؟ ... إنتصار صناعى يخلفه إنتصار آخر . بدأت أعيد ترتيب أوراقى من جديد .


    يتبع

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    115
    آخر نشاط
    12-12-2007
    على الساعة
    01:36 AM

    افتراضي

    ( 4 )
    صراع من أجل التسليم للإيمان
    Struggling to Surrender Dedication
    بقلم جفرى لانج
    الفصل الأول



    كان حصولى على درجة الدكتوراة فى ديسمبر 1981 ، وبقيت كمحاضر لفنرة دراسية أخرى ، بينما كنت أبحث عن عمل آخر . بقائى فى لافايت الغربية كان للتفكير ؛ لم يكن هناك شئ آخر أعمله . كانت لى كمدينة جامعية ، تصبح كمدينة أشباح ، حينما يذهب طلبتها فى أجازة . بها مطعم للأكلات السريعة ، قاعاتنا للسينما ، بضع كنائس ، ثلاث غسالات ، وبعض بقالات كبيرة . حينما تريد التجول فيها ، لا تذهب بعيدا حتى تجد المزارع حولك . كنت أمارس هواية المشى لعدة أميال كل يوم ، على الطرقات ، والثلوج السميكة تتحطم تحت قدمى ، كان هذا أقسى شتاء مر بى . البحر الأبيض اللون من حولى ، كان هادئا ممتعا ، وأنا غارق فى أفكارى . ولا أنسى المرأة الشابة التى جاءت لمكتبى للمساعدة . حينما فتحت لها الباب ، كانت أمامى مفاجأة !!! من المحتمل أنها امرأة شرق أوسطية تواجهنى . كانت مغطاة بالكامل ، باللون الأسود من أسفل إلى أعلى ، إلا وجهها وكفيها !!! وافقت على مساعدتها ، وفورا ، انطباعاتى السابقة عن المرأة العربية تحطمت . كانت طلبة خريجة فى الرياضيات ، ولما كانت تشارك فى مكتب ، كمكتبى ، أساتذة مساعدين ، فافترضت أنها مثلهم أستاذة مساعدة . ولكنى لم أتصور كيف تقف أمام طلبة من مواطنى إنديانا ، من أصول ألمانية ، بمنظرها هذا ؟؟؟ وفى نفس الوقت كانت متزنة وذات شخصية ، بمقارنتها بنفسى ، شعرت بالخجل منها . وجدت نفسى لا أجرؤ للنظر إليها ، بالرغم من أن وجهها جميل بشكل متألق .
    وبالرغم من أنى شرحت لها ما تريد لمرتين ، شعرت بأنى أريد أن أتكلم معها مرة ثانية ... لا أعلم إذا كان ذلك كفضول منى أو هياما بها ... ربما كانا الإثنين معا . كانت هناك جاذبية داخلى ، وشعور لطيف نحوها أردت أن أتبينه . وفى عدة مرات كنت أهم بالطرق على باب غرفتها ، ولكنى لم أفعل ذلك مطلقا .
    من إحتكاكى بالطلبة ، بدأت التعرف والإهتمام بالأديان الأخرى ، فقد بدأت الإحتكاك بطلبة من مصر والهند وباكستان واليابان والصين . وحتى هذه اللحظة ، كنت دائما أعتبر ظاهرة أستعراض الأنظمة الدينية المختلفة المختلفة ، بأن ذلك ضد عقيدة التوحيد . ولكنى الآن رأيت ، أن أساس العقائد متشابه إلى حد كبير ، ولكنها الرموز ، والطقوس ، والمقدسات هى التى تختلف . لربما كانت هناك قوة ، أو روح عالمية ، اخترقت كياننا ، كما كنت أعتقد . والرموز التى تعبر عن معرفتنا بهذه القوة ، تختلف بإختلاف الثقافات التى منها نشأت . هذا يفسر تعدد الأفكار . وبما أننا نتشكل حسب ثقافاتنا المختلفة ، فيمكننى الآن العودة إلى جذور دينى .
    من الممكن الآن العودة ، ومشاركة أبى فى الذهاب لحضور القداس بالكنيسة . مراسلاتى المختلفة ، ومكالماتى التليفونية تشير إلى ما كنت أبحث عنه . يمكننى الآن الوقوف فى الصفوف الخلفية بالكنيسة ، كما كان يفعل أبى دائما ، منصتا باهتمام شديد للخطبة . على كل حال ، فكلماتها لم تصلنى ، فعلى ما أعتقد فالقس كان ، كأنه يخاطب أحدا غيرى ، هؤلاء الذين يعتقدون فيما يقول . وحتى هم ، أشعر أنهم لم يكونوا ينصتون له ، كما لم يفعلوا ذلك بالمرة فى أى وقت من الأوقات ، كما أتذكر . ولكن أنهم لابد أن يحصلوا على شئ ما من الإجتماع ، وإلا فلماذا يحضرون ؟؟؟ . وهذه لم تكن الحالة معى . وحينما كنا نخرج لأكل الفطائر بعد الكنيسة ، ، كان أبوى ، لمعرفتهم بشكوكى ، وبعدم اقتناعى ، يشاركونى تجاربهم الشخصية ، ويناقشونى فى هذه الشكوك ، وكنت أحبهم ، لمحاولاتهم هذه . كنت أعرف أنهم يحاولون مساعدتى . وقد حضرت الكنيسة ، لثلاث مرات متتالية . وكان من الصعب على ، أن أذكر لأمى ، بأنى لن أذهب معهم فى الحد الرابع ، حتى أنى لم أستطع النظر فى وجهها ، وأعطيتها ظهرى ، حينما جاءت لتوقظنى للذهاب للكنيسة . "الكنيسة ليس لى ماما" ، قلت لها ذلك . وكان هناك صمت لفترة وجيزة ، ربما للمحاولة فى أن تحثنى على الذهاب . ربما تكون قد أرادت ، أن تقول لى ، أعطى التجربة فترة أخرى ، وأن ثلاث مرات غير كافية للحكم . "حسنا بنى" ، قالت ذلك أمى أخيرا . بنغمة من اليأس والإنسحاب ، بقلب أم محبة وتتألم من طفلها الذى لا تستطيع مساعدته . أحسست رغبتى فى أن أقوم من السرير لأحتضنها ، وأتأسف لها . ولكنى لم أستطتع حتى الإلتفات إليها . بقيت صامتة بجوارى للحظات ، ثم سمعت وقع أقدامها تاركة الغرفة .
    كان وجودى فى سان فرانسسكو ، لأبدأ من جديد ، فالأماكن الجديدة مناخ للفرصص الجديدة . يمكنك أن تفعل فيها شيئا مختلفا وغير متوقع ، وذلك لأنك ما زلت غير معوف . أساتذتى حثونى على أن أبحث عن مكان آخر ، ولكنى فضلت جامعة سان فرانسسكو للعمل فيها . لم أكن أعرف السبب . لم تكن مدرسة أبحاث ، كما أنى لم أكن أحب المدن الكبيرة . في بدايةِ الفصل الدراسي، حياتي الشخصية كَانتْ مثيرةَ وفوضويةَ . قررت أن أعيش لحظتى ، ولا أفكر فى المستقبل ولا الماضى . كان رائعا أن تحصل على مرتب حقيقى ، بدلا من مصاريف الإعاشة التى كنت أحصل عليها كطالب خريج كما تعودت .
    كنت على وشك البدء فى محاضرتى الأولى ، حينما ظهر هذا الشاب العربى الوسيم ، ذو ملامح ملكية ، فى الباب الخلفى للقاعة - وأدلف إلى الحجرة . كان طويل القامة نحيف ، ويلبس ملابس تعكس حسن الذوق . ألتفت إليه كل من كان فى المحاضرة ، اعتقدت أنهم ربما وقفوا له . كان من الواضح أن الكل يعرفونه ، وأنه يعرف الجميع ، حيث وزع عليهم ابتساماته ، وإيماءته المؤدبة ، والكل يضحك وهو يأخذ مقعده . حدث تغير فى جو المجموعة .
    كان لمحاضرتى علاقة بالأبحاث الطبية ، وسألت عما إذا كان أحد الطلبة له إلمام بالموضوع ليشارك ؟؟؟ فرفع هذا الشخص يده ، وأحسبه أنه أحد الأمراء . وبلهجة انجليزية سليمة ، وثقة فى النفس ، أخذ فى شرح الموضوع للصف . سألته ما اسمك ؟؟؟ قال اسمى "محمود قنديل" . فقلت له ، الظاهر أنك تعرف الكثير عن الطب ، هل هذا مجال دراستك ؟؟؟ أجاب بالنفى ، لا لقد قرأت هذا الموضوع فى احدى المجلات من أيام .
    "حسنا ، وشكرا للمشاركة ، أعتقد أنه سيكون لك مستقبلا فى الطب ، ومن الآن سأدعوك ، دكتور "قنديل" ، ابتسم ممتنا للمجاملة .
    وأخذ على عاتقه ، أن يرينى سان فرانسيسكو . وأينما ذهبنا ، وجدت الناس تعرفه "تحبه ربما كانت كلمة أليق": عمدة المدينة ، رئيس البوليس ، نجوم الروك ، أصحاب الصيدليات ، حتى بعض الناس فى الشارع . كان كريما جدا ، ويشعر أقل الناس بأنهم مهمين . فى نفس الوقت ، كان متفتحا ومتواضعا >
    لا يمكنك إخفاء شئ عن محمود ، فهو قد قبلك كما أنت . مهارته الكبيرة كانت مع الناس !!! يمكنه اكتشاف ما يؤلمك ، ويجعلك تنساه ، على الأقل مؤقتا . كان ساحرا ، مرحا ، من الصعوبة أن تتقدم عليه خطوة فى أى موضوع . لقد ذهبت معه لأماكن كثيرة ، ورأيت كيف الحفاوة به . كان عالما لم أره من قبل ، سيارات فارهة ، ملابس ، مجوهرات ، مطاعم ، مأكولات شهية ، يوخوت ... الكثير من الرفاهية . تألق فى كل اتجاه -- كالثلج !!! ولكن مناقشات باردة ، لا حياة فيها ، ليس لها معنى . كنا كنجوم تافهة نلعب أدوارا ثانوية . كل منا كان يبحث فقط عن قضاء وفت طيب ، مشغول بأن يكون "فى" ، "ومعها" ، "ومودرن" . لم تكن هناك بهجة ولا سعادة ، ضحكات فارغة . لم أشعر فى السابق بهذه المعاناة ، كما شعرتها فى هذا الوقت بالذات . لم أنسجم مع هذا المجتمع ، ولم أكن أريد ذلك . وبالرغم من أن محود قد لعب هذه اللعبة ، إلا أنه هو أيضا لم يكن من هذا النسيج . أساسا ، فهو رجل متواضع وكريم . جاذبيته ، كانت نتيجة لبراءته ، وأمانته ، وروحه الطفولية ، وهذه الصفات لم تلوث ، رغم وجوده فى سان فرانسيسكو ، وذلك بأعجوبة . ولم أكن أنا فقط الذى يفتقد شيئا ما ، فمحمود أيضا كانت له معاناته الخاصة . لولا آلامه هو ، لما كان يستطيع أن يخفف آلام الآخرين . وكنت أتنمنى له منكل قلبى ، أن يجد ضالته .
    قدمنى محمود لعائلته . لم يتضح لى فى البداية ، من يعول من !!! ولكنهم ذكروا الكثير عن أنفسهم أكثر مما ذكرت لهم عن نفسى . كان محمود هو الإبن الأكبر ، وله وضع المسئولية عن العائلة فى نظام الأسرة السعودية . وأخوه عمر ، كان طالبا نابها ، فى المواد العلمية بجامعة كاليفورنيا - بيركللى . وأختهم راجيا ، كانت أيضا طالبة فى نفس الجامعة ، تحمل كل الطيبة والنقاء . هوازن كانت خطيبة محمود الشابة . تشع عينيها بالذكاء الوقاد ، والإبتسامة الحلوة . وقد مات والده وهم أطفال ، وما زال الحزن يتغشاهممن حين لحين . أما والدته فتعيش وحيدة بالعودية ، وحولها مجموعة من الخدم يرعونها .
    الفترة التى قضبتها معهم فى النزهة أو فى اليخت بالبحر أو فى تناول الطعام معهم فى منزلهم ، كانت من أجمل الفترات التى مررت بها منذ وقت طويل .
    لم ننكن نتاقش فى الدين كثيرا ، وحينما يحدث ذلك ، فتكون أسئلتى هى الدافع للنقاش . لم أكن ألح فى السؤال ، لأنى كنت أفضل أن تبقى صداقتنا بعيدة عن مثل هذه الأمور . وقد شعرت بأنهم أيضا يرحبون بهذا الوضع . ولذلك فقد فوجئت حينما أهدى إلى ترجمة لمعانى القرآن الكريم من الأخ الأصغر ، وبعض الكتب عن الإسلام . كنت أعرف أنهم مرتبطين بعقيدتهم ، ولكنهم لم يكونوا ملتزمين بها بدقة ، كما أنهم لم يكونوا على صلة بأحد من ذلك الصنف . لا أعلم من هو الذى بدأ الفكرة لإعطائى الترجمة . فعمر كانت لديه الروحانية ، وراجيا عندها الشفقة ، كما أن محود يعرفنى جيدا . هل ذلك لأنهم أحسوا بعدم سعادتى ؟؟؟ على كل حال قبلت الهدية ، وشعرت أنها مشاركة شخصية منهم . وفى المقابل سأقرأه وأحاول أن أفهم ما وراءه . لا تستطيع أن تقرأ القرآن إلا إذا كنت جادا فى قراءته . إما أن تستسلم له ، وإما أن تدافعه .
    من البداية القرآن يهاجمك بعناد ، وبشكل مباشر ، وشخصى ، ويناقشك ، وينتقدك ، ويضع العار عليك ، ويتحداك . من البداية يبدأ معك المعركة ، وقد كنت معه فى الجانب الآخر . لقد كنت فى الجانب الضعيف ، فالمؤلف يعرفنى أكثر من نفسى . الفنان قد يرسم العين تتابعك أينما ذهبت ، ولكن كيف يتسنى لمؤلف كتاب مقدس أن يتابع أفكارك ، ويتوقعها فى تقلباتك اليومية ؟؟؟ القرآن الكريم دائما يسبق ما أفكر فيه ، يزيل حواجز وضعتها أمامه منذ سنين طوال ، ويجيبنى على أسئلتى .
    كنت كل ليلة ، أضع أسئلة واعتراضات ، وفى اليوم التالى أجد فيه الإجابة عليها .
    الظاهر أن المؤلف كان يقرأ أفكارى ، ويضع الإجابة عنها فى الأسطر التالية التى سأقرأها !!! لقد وجدت نفسى خلال صفحات القرآن الكريم ، وكنت مرتعبا لما أراه . وجدتنى مدفوعا لزاوية لا أستطيع فيها إلا خيارا واحدا !!!
    لابد أن أتكلم مع أحد ... ولكن ليس عائلة قنديل ... أكلم أحدا لا يعرفنى حتى لا يكون لديه أى توقعات . وفى يوم السبت ، كنت فى حديقة البوابة الذهبية ، متجها للخلف لمرتفعات دياموند ، وذلك بعد رياضة المشى اليومية .، وخطر لى حل : أن أذهب لمسجد الطلبة المسلمين فى يوم الإثنين .



    يتبع



    وقد قمت حتى الآن بترجمة (34) حلقة ، ولكى تقرأها فيمكنك النقر بالماوس على رقم الحلقة التى تريدها ( هنا ) لتفتح لك .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    115
    آخر نشاط
    12-12-2007
    على الساعة
    01:36 AM

    افتراضي

    ( 5 )
    صراع من أجل التسليم للإيمان
    Struggling to Surrender Dedication
    بقلم جفرى لانج
    الفصل الأول

    تشكل كنيسة سانت إجناتييس ، الواقعة فى قمة جولدن جيت بولفارد ، مصدرا للفخر لجامعة سان فرانسيسكو . ويحتوى كتالوج الجامعة على عدة صور لها من زاوايا مختلفة . فى أحد يوم الأربعاء ، وقد كان يوما مشرقا عليل النسمات ، وقفت خارج المركز العلمى هارنى ، حيث يقع فيه مكتبى ، أنظر إلى الكنيسة . وفى خلف هذه الكنيسة بالسرداب ، يقع مسجد للمسلمين ، فقد كان اليسوعيون يسمحون للطلبة بإقامة الصلاة فيه (فى الواقع فقد كان عرفة صغيرة) . وعكس ما كنت أخطط له ، فلم أذهب بعد للمسجد . بل ما زلت مترددا ، هل قرارى هذا سليم ، أم أنى تسرعت فيه ؟؟؟ وفى النهاية ، قررت الإقدام على تنفيذه ، واضعا فى اعتبارى ، أننى فقط سألقى بعض الأسئلة لا أكثر . وراجعت فى نفسى المقدمة التى سأبدأ بها ، وذلك أثناء تقدمى لموقف السيارت للكنيسة . الدرج المؤدى للمسجد إلى أسفل كان للشمال ، كما سبق أن وضحه لى أحد الأمريكان من فترة ، ملقيا و وجهى بعض النكات ، قائلا "هناك إشاعات تقول بأنهم بعض يحفظون يعض الجثث ملقاة هناك" .
    وصلت إلى أعلى الدرج ، وألقيت نظرة على الباب بالأسفل ، وكانت عليه كتابة باللغة العربية ، لا شك فى هذا . وشعرت بنبضات قلبى تتسارع ، مما زاد فى قلقى . وقررت أن أسأل أحدا فى الكنيسة ، إذا كان هذا هو المكان الصحيح للمسجد . وذهبت إلى المدخل الجانبى ، وقد كان الظلام يغطى المكان . مررت بجوار صورة المسيح ، ولكنى لم أركع له . عجيب أن مناقشة الأفكار سابقا ، قد انطبعت فى تصرفاتك .
    سألت شخصا ، "هل تدلنى على المسجد أين هو ؟؟؟" . كنت مضطربا ، فقد كانت انطباعاته مزيجا من الدهشة والإمتعاض . ولم أنتظر إجابته ، وعندما خرجت من المكان ، تنهدت مرتين ، كم جميلا أن تعود للشمس مرة ثانية . كنت فى حاجة للراحة بضع دقائق . وحمت ثانية حول الكنيسة لأرى إن كان هناك مدخلا آخر للمسجد . وفعلا وجدت المدخل ، ولكن الباب كان موصدا . وبذلك عدت كما بدأت ، بجوار التمثال .
    كنت قلقا ، ومتضايقا بعض الشئ وأن أنزل الدرج ، وفى منتصف الطريق كان صدرى يضيق ، وقلبى يسارع فى النبض ، وحاولت صعود الدرج مرة ثانية .
    "مهلا دقيقة" ، وأنبت نفس ! ماذا أنت فاعل ؟؟؟ تريد أن تنتعش بالشمس المشرقة ، وفى كل يوم وأنت ذاهب لمكتبك ، وهناك طلبة فى هذا المكان المظلم ، يطلبون وجه الله !!!
    أخذت نفسا عميقا ، وبدأت فى النزول أسفل الدرج مرة ثانية . وفى منتصف الطريق كان الأسوأ !!! حينما وصلت للأسفل ، شعرت بانقباض . قدماى التى كانت تسير يوميا سبعة أميال ، تضعف أن تتحملنى الآن . وصلت لمقبض الباب . يداى ترتجفان . العرق يتزايد . عدت أدراجى للأعلى .
    تسمرت هناك وظهرى للمسجد . لا أعلم ماذا أفعل . شعرت بالخجل والهزيمة . وبدأت فى العودة لمكتبى . مرت بعض الثوانى وأنا أحملق فى السماء ، كانت واسعة ، غامضة و مريحة . لقد حاربت عشر سنين فى التوجه إلى الله ودعائه ، ولكن مقاومتى إنهارت الآن فقلت "يا إلهى ! إذا كانت إرادتك لى أن أنزل إلى مكان المسجد ، فامنحنى القوة لفعل ذلك" . وانتظرت . لا شئ ! كنت أتمنى أن تميد الأرض من تحتى ، أن أتلقى وميض ضوء ... وإذا بى أدور 180 درجة عائدا للمسجد ، وفتحت الباب ودخلت .
    "هل تبحث عن شئ ؟؟؟"
    لقد قطعت حديثهم . كانوا يقفون أمامى ناحية الحائط الأيسر ، بقدمين بلا أحذية ، وكانوا أقصر منى قليلا . كان أحدهم يرتدى ملابس شرقية ، مع غطاء رأس مستدير أبيض ، والآخر يلبس ملابس افرنجية .
    نسيت ما كنت أخطط له . "هل عمر أو محمود هنا ؟؟؟" ، هذا ما صدر منى . وبدأت مرة ثانية فى القلق .
    "ما هو اسمهم الآخير ؟؟؟" ... والرجل بلا غطاء رأس بدأ فى الشك .
    "قنديل" ... قالا ... لا يوجد أحد هنا سوانا .
    "آسف ... ربما أكون فى مكان خطأ" . ودرت لأعود أدراجى .
    "هل تريد أن تعرف شيئا عن الإسلام ؟؟؟" . قال ذلك الشخص الذى يرتدى غطاء الرأس .
    "نعم نعم فعلا أرغب فى ذلك" ، وتوجهت نحوهم .
    "هل تسمح بخلع نعليك" طلب منى ذلك بأدب .
    وبدأ الذى يلبس الملابس الشرقية فى الكلام ، والآخر ينظر إلى تعبرات وجهى .
    جلسنا على الأرض فى الركن الأيسر .
    عبد الحنان طالب من ماليزيا ، ومحمد يوسف الطالب الآخر ، من فلسطين . وذكرت لهما ما أعرفه عن الإسلام ، فكانوا معجبين ومندهشين من معلوماتى ، وقد تكلمنا لحوالى ربع الساعة . سألت بعض الأسئلة السطحية ، ولكن الإجابة لم تكن كما توقعتها .
    تكلم عبد الحنان عن الملائكة تضرب أرواح الكفار فى القبر ، وعن عذاب القبر الذى سيلاقيهم . فتظاهرت بالإستماع ، ثم قلت لهم أن عندى محاضرة وأريد الذهاب . "وهذه حيلة كثيرا ما تنفع" وشكرتهما وحاولت العودة .
    وبينما كنت على وشك الإنصراف ، إذ بالباب يفتح وأرى ظل رجل فى المدخل ، فقد كانت الإضاءة ضعيفة فى الحجرة ، له لحية كثة ، ويلبس جلبابا قصيرا بعض الشئ ، وعلى رأسه عمامة . كان كأنه موسى عليه السلام عائدا من جبل سيناء . شكله له سحر ، مما اضطرنى للبقاء .
    دخل بهدوء ، وكان من الواضح أنه لم يشعر بوجودنا . تمتم بشئ لمحمد ، ثم دخل غرفة المغسلة .
    هذا الأخ "غسان" ، إمام المسجد والذى يؤم المصلين فى الصلاة . ذكروا لى ذلك بحيوية وانشراح . ولكنى أعلم من قراءتى بأن المسلمين ليس عندهم كهنة رسميين ، فأيا منهم يمكنهم الإمامة فى الصلاة ، قلت ذلك لهما . فقال محمد "نعم من الممكن أن أؤم أنا أو عبد الحنان أو أى شخص" . وبعد دقيقة عاد غسان للحجرة ، فأفسح له الطالبان مكانا ليجلس فيه . وضع يديه على ركبتى ، وسألنى ما هو اسمك . وكان هو أول من سألنى عن اسمى ، فلم يفعل ذلك نحند أو عبد الحنان ، قلت له "جيف لانج"... هل أنت طالب فى الجامعة ؟؟؟ ، وذلك لأن ملامحى تظهر أنى أصغر من سنى الحقيقى . فقلت له "لا ، أنا مدرس رياضيات بالجامعة" . فاتسعت حلقتى عينيه وهو ينظر للآخرين . ثم استأذنى غسان ، لأنهم سيصلون صلاة العصر . وبدأوا فى الصلاة .
    بدأ غسان المناقشة ، "ما الذى جعلك تهتم بالإسلام ؟؟؟" . فقلت لقد قرأت عنه ، وأخذنا نناقش بعض الأمور الفنية ، ولكننا لم نكن متواصلين فى النقاش . وانتهى ما فى جعبتى من أسئلة ، كما انتهى ما فى جعبتهم من إجابات ، فهممت بالإنصراف . فسألنى "هل لديك أسئلة أخرى ؟؟؟" . فقت لا .
    وفجأة خطر لى سؤال لا أعرف كيف أصوغه ، فسكت لحظة ثم قلت "هل تستطيع أن تخبرنى ، ماهو شعورك بأن تكون مسلما ؟؟؟ أعنى كيف ترى علاقتك مع الله ؟؟؟" .
    عرفت فيما بعد بأن غسان له وضعه هنا وفى الخارج ، كزعيم روحى ، وله قدرة على محاورتك فى كثير من الأمور والقدرة على إقناعك ، بمعنى آخر له هيبة وحدس .
    كانت أول كلمة تصدر منه ، عبارة عن خشوع ونداء "الله" ، ومد فيها طويلا . ثم سكت وأخذ نفسا عميقا . "إنه الكبير ونحن لا شئ بجوار عظمته ، نحن أقل من ذرة رمل بجواره" . "وبالرغم من ذلك فهو يحبنا ، ويكرمنا ، ويرحمنا أكثر من رحمة الأم مع رضيعها" . شعرت أنى قد فجرت فيه كل العواطف بسؤالى هذا .
    "ولا يحدث شئ إلا عن إرادته" ، ووضع يديه على صدره ، "لا نتنفس إلا بأمره ، ولا نخرج النفس إلا بأمره ، لا نحرك أرجلنا إلا بأمره ، لا تسقط ورقة من شجرة إلا بأمره ، لا نتكلم إلا بأمره ، وحينما نسجد لعظمته على الأرض نشعر كمسلمين بالسعادة الغامرة تغشى قلوبنا ، نشعر بالقوة التى يمنحها لنا ، ولا توجد كلمات يمكن التعبير بها عن شعورنا تجاه عظمنه . لابد من أن تذوقها بنفسك ... فلو أراد شخص أن يشرح لك طعم شئ لم تذقه ، فلن يستطيع ، إلا أن تفعل ذلك ، لابد من التجربة" .
    بقى هادئا لعدة ثوان ، كأنه يريد أن تتفاعل الكلمات معى ، وفعلا كنت أود أن نتبادل المواقف ، ولو لبضع دقائق ، لأشعر بالرغبة ، والعاطفة ، والشوق للإله . كانت كلماته تخرج من القلب ، ولا تملك حياله إلا التسليم للإيمان .
    أردتُ معْرِفة الصفاءِ والعذابِ،الرجاء والخوف، وأن أتمرّد على التفاهةِ التى أعيش فيها ، وأن إستسلمِ للإيمان . إشتقتُ أَنْ أُنتعَشَ مِنْ هذا الموتِ الروحيِ .
    واصطك بأذنى هذا السؤال ، "لذا، هَلْ تَرغَبُ فى أَنْ تَكُونَ مسلما؟" . كان كالصريخ فى أذنى !!! ما الذى دعاه لهذا السؤال ؟؟؟ ماذا سأقول لعائلتى ، لأصدقائى ، لزوجتى السابقة ... أنا أعمل فى جامعة يسوعية ، ماذا سيكون موقفى فى عملى ؟؟؟ "أجبت على الفور .. لا ليس الآن على كل حال ، أنا مجرد أردت أن أطرح بعض الأسئلة" .
    تمنيت أن لو كنت أنهيت الموضوع حينئذ . ما الذى سأفعله هنا ؟؟؟ شعرت بالتوتر يشل كل جسدى ، استعد للهجوم التالى !!!
    كنت أعرف أنى لابد أن أكون أكثر صلابة هذه المرة ، ولكن جزءا منى كان يحن لسماع كلام غسان مرة ثانية . استقصاء ، وصول ، إلتماس ، توسل ، صلاة "لا تتركنى يارب بعد أن وصلت إلى هذه المرحلة" . لاشك أن غسان قد مر بمثل هذا الموقف من قبل ، وهو يعلم أنه لا يجب عليه أن يستسلم بسهولة . فأعاد مرة ثانية بهدوء , "ولكنى أشعر بأنك تؤمن به ، لماذا لا تحاول ؟؟؟" .
    تلاشت الأصوات والوجوه ، لا داعى لهذا الإنزعاج . أنا لا أدين لأحد بشئ ، لا غسان ولا الأصدقاء ولا لأى أحد . القرار قرارى أنا بمفردى . حينئذ تذكرت ما علمنيه والدى ، "اتبع مشاعرك ، دون النظر إلى الآخرين" . نظرت إلى الثلاثة ، وقلت "نعم أريد أن أكون مسلما" .




    يتبع

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    10:58 PM

    افتراضي


  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    115
    آخر نشاط
    12-12-2007
    على الساعة
    01:36 AM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الوهاب مشاهدة المشاركة

    وقد قمت حتى الآن بترجمة (35) حلقة ، ولكى تقرأها فيمكنك النقر بالماوس على رقم الحلقة التى تريدها ( هنا ) لتفتح لك .


    بارك الله فيك يانسيبة على المتابعة والتعليق

صفحة 1 من 3 1 2 ... الأخيرةالأخيرة

ترجمة كتاب (صراع من أجل التسليم للإيمان..جفرى لانج)..على حلقات

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ترجمة كتاب The Amazing Qur'an د. جارى ميللر !!!
    بواسطة أبو عبد الوهاب في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 10-06-2014, 11:58 AM
  2. لانى احب ام علي فأرجو ان تعجبكم
    بواسطة عبد الرحمن احمد عبد الرحمن في المنتدى مائدة المنتدى
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 29-12-2007, 02:16 AM
  3. ترجمة كتاب القيامة بالجسد للقديس جاستن مارتر - ترجمة محمود مختار أباشيخ
    بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-01-2006, 04:19 AM
  4. ترجمة كتاب (صراع من أجل التسليم للإيمان..جفرى لانج)..على حلقات
    بواسطة أبو عبد الوهاب في المنتدى English Forum
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 01-01-1970, 02:00 AM
  5. ترجمة كتاب The Amazing Qur'an د. جارى ميللر !!!
    بواسطة أبو عبد الوهاب في المنتدى English Forum
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-01-1970, 02:00 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

ترجمة كتاب (صراع من أجل التسليم للإيمان..جفرى لانج)..على حلقات

ترجمة كتاب (صراع من أجل التسليم للإيمان..جفرى لانج)..على حلقات