وكان الناس يسرون بسماع مائة الف من القصص عن الحوداث والقوى , ووسائل الشفاء الخارقة , او يخلقونهم خلقا من عند أنفسهم ,. كقولهم أن صبيا انجليزيا حاول ان يسرق بعض الزغاليل الحمام من عشها , فالتصقت يده بقوة سماوية بالحجر الذى اتكأ عليه , ولم تفك ألا بعد ان قضى أهله ثلاثة ايام فى الصلاة والدعاء .

وقدم طفلا طعاما لتمثال المسيح الطفل المنحوت فى مزار صور فيه مولده . ولم تمضى على هذه الحادثة ثلاثة ايام حتى توفى الذى قدم الخبز للمسيح .

وكلف قس فاسيتى بأحدى النساء ,فلما عجز عن اسمتالها اليه احتفظ بجسم المسيح الطاهر فى فمه بعد القربان , ولعله اذا قبلها والجسم فى فمه أستجابت الى رغبته بقوة القربان المقدس ....ولكنه لما ارد ان يخرج من الكنيسة خيل اليه ان جسمه يتضخم حتى اصطدم بالسقف ,فدفن الخبز المقدس فى احد اركان الكنيسة .

واعترف بعدئذ بما جدث لقس أخر, فأخرجا الخبز من الارض فواجده قد استحال الى صورة رجل مصلوب يقطر منه الدم .

واحتفظت أحدى النساء بالخبز المقدس فى فمها وهى فى طريقها من الكنيسة الى بيتها , ثم وضعتها فى قفير نحل
لتقلل بذلك من عدد ما يموت من نحلها , فما كان من النحل "الا ان بنى لضيفه العزيز من احلى ما يخرجه من الشهد معبدأ ضغيرآوملأ البابا جريجورى الاول مؤلفاته بقصص من هذا القبيل .

ولعل الناس او المتعلمين منهم كانوا يشكون فى هذه القصص العجبية التى يطرد بها الملوك ورؤساء الجمهوريات فى الوقت الحاضر السأم عن انفسهم ويرحيون بها عقولهم المجهدة , ولعل السذج من العصور الخيالية لم يقبلوا أكثر من تبديل نوعها لا مداها ;

وأن فى كثير من أقاصيص العصور الوسطى لشواهد على أيمان أهل تلك العصور أيمانا يحدث فى النفس أعمق الاثر ; وحسبنا أن نذكر منها انه لما عاد البابا ليو التاسع المحبوب الى أيطاليا بعد رحلة الأصلاح التى قام بها فى فرنسا وأمانيا انشق بحر له نهر أنين كما أنشق البحر الاحمر لموسى ليستطيع اجتيازه .

نقلا عن قصارة الحضارة , ول ديورانت مجلد قصة الايمان رقم 16 الفصل الباب السابع والعشرين فصل عقيدة الشعب .

وعجبى على من يدعون ظواهر العذراء فى الغرب ....