بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة المسلمون جميعا .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

سنتكلم اليوم عن نبوءة و اضحة من النبوءات الكثيرة الموجودة في الكتاب المقدس عن النبي المصطفى محمد بن عبد الله عليه الصلاة و السلام

يقول الوحي النازل على النبي ملاخي الذي هو من الأسباط .. مطالبا بني اسرائيل أن يوفوا بعدهم حتى يوفي الله بعهده لهم "اذكروا شريعة موسى عبدي التي أمرته بها في حوريب على كل إسرائيل الفرائض والأحكام. ها أنذا أرسل إليكم إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف فيرد قلب الآباء على الأبناء وقلب الأبناء على آبائهم لئلا آتي وأضرب الأرض بلعن" ملاخي 4 : 4 – 6 .. و من المعروف أن ملاخي النبي كان قبل المسيح بن مريم بحوالي أربعمائة عام .. فهو يتكلم عن نبي قادم .
فتعالوا بنا لنرى معنى كل كلمة من كلمات هذين العددين الهامين

- اذكروا شريعة موسى عبدي التي أمرته بها في حوريب على كل إسرائيل الفرائض والأحكام: هل تذكرون نبوءة سفر التثنية 18 : 18 – 22 و ما حدث في حوريب؟ .. لقد وعد الله تعالى موسى عليه السلام أن يقيم لبني اسرائيل نبيا مثل موسى عليه السلام من بين إخوتهم .. نعم من وسط إخوتهم .. و عليهم أن يؤمنوا به لأن الله سينجيه من كل محاولات القتل و سيتكلم هذا النبي بكل ما يوصيه به الله .. أما من لا يؤمن بهذا النبي فإنه يباد بأمر الله.

- ها أنذا أرسل إليكم إيليا النبي: .. في هذا الكلام يؤكد الله تعالى على إرساله لعبده النبي الذي مثل موسى و الذي دائما ما يقول أنا عبد الله و الهي و ربي هو الله. هل تدرون ما معنى كلمة ايليا؟ .. معناها (ربي الله) .. إذن فالذي تطلق عليه يكون هو عبد الله "و أنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا" .. هل تذكرون نبوءة سفر التثنية 18 : 18 – 22 بوعد الله لبني اسرائيل بإقامة نبي مثل موسى من إخوة بني اسرائيل؟ .. هل تذكرون نبوءة اشعياء 42 و التي يقول الله فيها "هذا هو عبدي الذي أعضده .. قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفئ .. من هو اعمى الا عبدي واصم كرسولي الذي أرسله. من هو اعمى كالكامل واعمى كعبد الرب .. الرب قد سرّ من اجل بره. يعظّم الشريعة ويكرمها" .. ها هو الوحي الآتي على نبي الله ملاخي يعيدها و يؤكدها و ذلك لاقتراب زمن النبوءة: و حقيقة لقد حاول عابدوا المسيح أن يوقعوا هذا الكلام على يوحنا المعمدان ليثبتوا أن يوحنا هو ايليا النبي القادم المرسل و أنه قد جاء ليمهد الطريق أمام المسيح بن مريم الذي اتخذوه إلها من دون الله .. إلا أن يوحنا قد كذبهم حين سأله اليهود هل أنت ايليا فقال لهم مؤكدا لست هو .. أي أن يوحنا ليس هو ايليا .. و يقول المسيحيون أن يوحنا ليس هو ايليا بالجسم و لكنه ايليا بالقوة و الروح .. و نحن نقول لهم فيوحنا لم يذبح حتى دجاجة و مات مذبوحا و ايليا ذبح أربعمائة نبي كاذب من عبدة البعل و نجاه الله من القتل. و لكنهم جعلوا يسوع يصر على أن يوحنا هو ايليا و لكنه يتخفى و يتنكر؟

- قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف: يقول النبي صلى الله عليه و سلم "بعثت أنا والساعة هكذا. ويشير بأصبعيه فيمد بهما" نعم فهو النبي الخاتم الآتي قبل يوم القيامة
- فيرد قلب الآباء على الأبناء وقلب الأبناء على آبائهم: يقول الله تعالى "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه" .. نعم لقد رد النبي صلى الله عليه وسلم ايمان ابراهيم و نوح على الذين أرادوا الهدى من بني اسرائيل و من مشركي جزيرة العرب و مشركي العالم فأصبحوا مسلمين مخلصين لله .. و باتت قلوب مؤمني بني اسرائيل و مشركي جزيرة العرب و العالم كقلب الموحدين السابقين أمثال نوح و ابراهيم و صالح و موسى و داود و لتكون قلوبهم كقلب ابراهيم "إلا من جاء الله بقلب سليم" .. و ها هم يخرون لله سجدا يبكون و يزيدهم خشوعا في كل مكان و زمان.
- لئلا آتي وأضرب الأرض بلعن: نعم فإن الله تعالى يقول "و ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم و ما كان الله معذبهم و هم يستغفرون"