(أ) أن الأصوام العامة عند النصارى سبعة وهى:

1- الصوم الكبير. ومدته: ثمانية أسابيع. أو خمسة وخمسين يوما. تنتهى بعيد قيامة يسوع المسيح من الأموات – حسب اعتقادهم – ويسمى أيضا بصوم الأربعين يوما المقدسة. وقبله يصومون أسبوعا يسمى بـ " مقدمة الصوم الكبير " ويلحق بصوم الأربعين أسبوع الآلام بعد جمعة ختام الصوم. وهو صوم مستقل.
2- صوم الميلاد. ومدته ثلاثة وأربعون يوما، تنتهى بعيد ميلاد يسوع – الذى هو عيسى عليه السلام – ومن الأقباط من يضيف عليه أسبوعا سابقا أو أسبوعا لاحقا ومنهم من يستمر إلى عيد رأس السنة. أول توت.
3- صوم الحواريين. ويسمى بصوم الرسل، أو صوم التلاميذ. أو صوم العنصرة أو البندكوستى ويبدأ بعد عيد القيامة – حسب اعتقادهم – بخمسين يوما. وينتهى فى الخامس من شهر أبيب.
4- صوم العذراء مريم. ويسمى بصوم عيد السيدة أو صوم شهر أغسطس. ومدته خمسة عشر يوما، ويبدأ بالسابع من أول شهر مسرى إلى السادس عشر منه.
5- صوم يونان. ومدته ثلاثة أيام، ويسبق الصوم الكبير بخمسة عشر يوما.
6- صوم البرامون. ويسبق عيد الميلاد، وعيد الغطاس. وهو صوم نسكى، مدته بين يوم واحد وثلاثة أيام، لأنه إذا وقع عيد الميلاد أو الغطاس يوم السبت كان البرامون يوما واحدا هو الجمعة وإذا وقع يوم الأحد كان البرامون يومين هما الجمعة والسبت وإذا وقع يوم الاثنين كان البرامون ثلاثة أيام هى الجمعة والسبت والأحد. والبرامون كلمة يونانية معناها: " الالتزام باستمرار فى الخدمة " أو " المثابرة " أو " الثبات " أو " المداومة "
7- صوم يومى الأربعاء والجمعة، من كل أسبوع، على مدار السنة، ويستثنى منها أيام الخمسين التالية لعيد القيامة.
وفى الصوم الكبير ينقطع الصائم عن الطعام من الساعة الثانية عشرة مساء إلى الغروب فى اليوم التالى، وفى أسبوع الآلام ينقطع إلى المساء. وفى الأصوام الأخرى إلى الساعة الثالثة – على الأقل – من بعد ظهر اليوم التالى.
ويفطر الصائم بعد فترة الانقطاع على الأطعمة النباتية، ويمتنع عن أكل اللحوم بأنواعها وعن البيض، واللبن، ومستخرجات الألبان، كالجبن والزبد. ومن أحكام الصوم – عندهم - : أنه لا يعقد فيه زواج، وتمنع فيه المعاشرات الجنسية بين المتزوجين.
(ب) وأما الأصوام الصغرى:
فمنها صوم الأعياد السيدية – أى الخاصة بالسيد المسيح – ومن ذلك:
1- عيد الختان. فى السادس من شهر طوبة.
2- عيد دخول المسيح الهيكل. فى الثامن من أمشير.
3- عيد دخول المسيح أرض مصر. فى الرابع والعشرين من بشنس.
4- عيد عرس قرية فانا، فى الجليل. فى الثالث عشر من طوبة.
5- عيد خميس العهد. ويقع فى أسبوع الآلام.
(ج) ومنها الأصوام الخاصة بمريم العذراء. ومن ذلك:
1- عيد البشارة بميلاد العذراء مريم من أبويها يهوياقيم وحنة. ويقع فى السابع من مسرى.
2- عيد ميلاد العذراء. فى أول بشنس.
3- عيد دخولها طفلة نذيرة إلى الهيكل فى أورشليم ( القدس) فى الثالث من كيهك.
4- عيد دخولها أرض مصر. فى الرابع والعشرين من بشنس.
5- عيد موتها. فى الحادى والعشرين من طوبة.
6- عيد صعود جسدها إلى السماء. فى السادس عشر من مسرى.
7- عيد العذراء حالة الحديد. ويقع عادة فى الحادى والعشرين من بؤنة.
(د) وأما أصوام أعياد الشهداء والقديسين:
فهى كثيرة. جاء فى القانون الثلاثين من قوانين القديس باسيليوس الكبير: " وإذا اتفق فى صوم عيد من أعياد شهداء، أن أسقف أو قسيس، بحجة موت الشهيد، فليقطع، لأنه صار سببا لشر نفوس كثيرة، فإذا فطروا هم من تلقاء أنفسهم، فليفرزهم الأسقف أو القسيس، لأنه لا يجب أن يفطروا فى أعياد الشهداء، إذا كانت أيام صوم، لأن الشهداء ماتوا جياعا عطاشا، وحرقوا بالنار"
ومن مخالفات النصارى لليهود فى الصوم – مع أنه يجب على النصارى أن يصوموا صوم اليهود، إذا لم يدخلوا فى الإسلام، وذلك لأن عيسى عليه السلام لم ينسخ التوراة، ولم يغير عوائد موسى عليه السلام. هذه المخالفة: جاء فى تعليم الاثنى عشر رسولا. المسمى بالديداكى: " لا يكن صيامكم موافقا صيام المنافقين – وهم اليهود – لأنهم يصومون الاثنين والخميس وأما أنتم فصوموا يومى الأربعاء والجمعة ".
نصوص من الأناجيل الأربعة وسفر الأعمال والرسائل التى تدل على الصوم والصلاة عند النصارى
1- " 16«وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ. 17وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ 18لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِماً بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. " [متى 6: 16-18]
2- " 18وَكَانَ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ يَصُومُونَ فَجَاءُوا وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟» 19فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا. 20وَلَكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. " [مرقس 2: 18-20]
3- " 29فَقَالَ لَهُمْ: «هَذَا الْجِنْسُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ إلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ». " [مرقس 9: 29]
4- " 11أَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَوَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هَكَذَا: اَللَّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ وَلاَ مِثْلَ هَذَا الْعَشَّارِ. 12أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ " [لوقا 18: 11-12]
* * *
مختصر الصوم فى سفر أعمال الرسل
5- " 21فَلَمَّا حَصَلَ صَوْمٌ كَثِيرٌ حِينَئِذٍ وَقَفَ بُولُسُ فِي وَسَطِهِمْ وَقَالَ: «كَانَ يَنْبَغِي أَيُّهَا الرِّجَالُ أَنْ تُذْعِنُوا لِي وَلاَ تُقْلِعُوا مِنْ كِرِيتَ فَتَسْلَمُوا مِنْ هَذَا الضَّرَرِ وَالْخَسَارَةِ. " [أعمال 27: 21]
* * *
الصوم فى رسائل بولس
6- " 5لاَ يَسْلُبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ إِلَى حِينٍ لِكَيْ تَتَفَرَّغُوا لِلصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ ثُمَّ تَجْتَمِعُوا أَيْضاً مَعاً لِكَيْ لاَ يُجَرِّبَكُمُ الشَّيْطَانُ لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ. "[1كورنثوس 7: 5]
7- " فِي تَعَبٍ وَكَدٍّ. فِي أَسْهَارٍ مِرَاراً كَثِيرَةً. فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ. فِي أَصْوَامٍ مِرَاراً كَثِيرَةً. فِي بَرْدٍ وَعُرْيٍ. " [2كورنثوس 11: 27]
* * *
هذه هى الأصوام عند النصارى، وهم فى هذا مخالفون للتوراة. حيث قال لهم عيسى " 1حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ 2قَائِلاً: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ 3فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ وَلَكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ. " [متى 23: 1-4] وقوله أيضا: " 17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. " [متى 5: 17]
وبذلك يتضح قول الله تعالى ( كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ )