بسم الله الرحمن الرحيم



لمكانه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في نفوسنا مكانه عظيمه .
فهو القدوه لنا كما قال ربنا : {
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا } ووصفه ربنا بقوله : { وإنّك لعلى خلق عظيم } وهو الرحمه المهداه , والنعمة المزجاة والسراج المنير، وبعث ليكون رحمة للعالمين، بشيرا ونذيرا .


قمت بنقل هذا الموضوع ليتعرف فيه الباحثين عن الحق من اصدقائنا النصارى كيفيه بدأ الوحي على رسولنا الكريم واسأل الله العلي القدير التوفيق والسداد .
ملاحظه : الموضوع منقول من موقع قصه الاسلام بتصرف .








قصة بدء الوحي :


يروي البخارى قصة بدء الوحي عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلاَّ جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ. ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاَءُ، وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ -وَهُوَ التَّعَبُّدُ- اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إلى أَهْلِهِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ، فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا، حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ.


أي أن الله دفعه إلى ذلك، فكان صلى الله عليه وسلم يخرج فترة معينة من الزمان ,قيل أنها شهر وتقريبًا أنه شهر رمضان ، يختلي بنفسه يفكر في هذا الكون، وكيف نعبد هذا الإله.

العرب في عهد الني بصفة عامة يعرفون أن الله خالق هذا الكون وانه خالقهم، يقول سبحانه: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ} [لقمان: 25]. ويقول: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} [الزُّخرف: 87].

ولكنهم كانوا يعبدون الأصنام . والفطرة السليمة تأبى هذه العبادة، فكيف يمكن للإنسان أن يسجد لحجر؟!
كيف يمكن أن يعتقد أن هذا الحجر ينفع ويضر ؟!


ولم يسجد رسول الله لصنم في حياته ابداً ، فكان يعلم أن لهذا الكون خالقًا ولكن لم يكن يعرف كيف يعبده..{وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى} [الضُّحى: 7]. ومعنى الايه أنه لم يكن يعرف الطريقه المناسبة التي يعبد بها خالق البشر وخالق الكون وخالق السموات والأرض، فهذا ما كان يفعله رسول الله في غار حراء، وهو أنه كان يتفكر في الكون.









المؤمن بين العزلة والاختلاط :


كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلو بربه شهرًا في كل عام ، أما في غير ذلك فكان يخالط الناس على ما بهم من شرور وآثام وإيذاء، ويصلح ما بهم وينصح ويغيّر.


والذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على آذاهم، كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : "الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يُخَالِطُ النَّاسَ وَلاَ يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ".


ولكن الحذر كل الحذر من الوقوع معهم في شرهم والاندماج في باطلهم، فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجلس أبدًا في مجالس اللهو والسمر وأماكن عبادة الأصنام، ولم يشاركهم إلا في فضائل الأعمال مثل بناء الكعبة وحلف الفضول وغيره.









عبرة وتربية :


نلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بمراحل من التهيئة والإعداد قبل الرسالة كسلام الحجر عليه، وشق صدره إلى غير ذلك من الإرهاصات التي حدثت معه قبل البعثة في طفولته وشبابه.


لماذا كل هذه التهيئة وكل هذا الإعداد الذي استمر أربعين سنة؟


إن الله يعلمنا أمرًا مهمًّا وهو التأني في التربية، التدرج في حمل الناس على ما نريد، حتى ولو كان سيحمل الرسول صلى الله عليه وسلم رسالته، فيحملها له بالتدرج.


التدرج سنة من سنن الله سبحانه في التغيير والإصلاح.


التربية تحتاج إلى تدرج، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكريحتاج إلى تدرج.


حياة رسول الله ثلاثة وستون عامًا، منها أربعون عامًا إعداد للرسول ليتلقى الرسالة، وثلاث وعشرون سنة ليبلغ الرسالة.


وقد يتمنى البعض أن تكون فترة النبوة اطول لتكون الاستفادة أكبر وأكبر لكن كل ما أراده الله منا شرعه لنا، فكل المتغيرات التي قد تحدث في حياة الناس وكل الثوابت حدثت في هذه الفترة الثلاث وعشرين سنة التي عاشها رسولنا الكريم بعد بعثته .

فلا بد من فقه هذا الدرس جيدًا وهوالتأني في التربية.


فبعد أربعين سنة عاشها رسولنا في مكة جاء اليوم الذي سيدخل عليه جبريل عليه السلام

وهو في خلوته في غار حراء جاء جبريل في هذه اللحظة الماجدة الخالدة في تاريخ الأرض

وهذا الموقف لم يحدث على وجه الأرض منذ ستمائة عام، فلقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم على فترة من الرسل ، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لن يتكرر هذا الموقف الى ان يرث الله الارض ومن عليها .






يــــــــتــــبـــع ....