الحمد لله رب العالمين والصلاة و السلام على اشرف المرسلين و على آله و صحبه اجمعين و من تبعهم باحسان الى يوم الدين , اما بعد :
فان مما يردد به اعداء الاسلام حتى الآن ما ورد في صحيح البخاري في الحديث 6524
حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال أتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم فبلغ ذلك ابن عباس فقال لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعذبوا بعذاب الله ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه.
وهذا ما يرونه من الاكراه حسب زعمهم, لذا نحن الآن بصدد الاثبات ان هذا الحكم ليس كما يتخيلونه بانه ضد التسامح الديني وليس بيانا ان الاسلام لا يملك حجة ضد معارضيه.

في الحديث الآنف الذكر المنسوب الى البخاري رضي الله عنه نلاحظ بروز حكم جديد الا وهو حكم المرتد وهذا ما قام المنصرون من حتى بقاع الارض باستغلاله و لدعم حجتهم الواهية على ان الاسلام دين ارهاب استغفر الله.
لكن المقصود هنا بالمرتد الذي يحارب دين الله عز و جل و ليس اي مرتد حيث تتم استتابة المرتد ثلاثا و اقامة الحجة عليه اما المحارب و الصاد عن الحق فذاك ينطبق الحكم عليه لقوله تعالى (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) لانه عضو فاسد و يجب بتره قبل ان يتحول الى جرثومة معدية.
اما ان لم يستجب لهذه الادلة القاطعة فأفضل وسيلة لاقناع ذلك المسيحي ان نستدل على وجود حكم المرتدين من كتابه المقدس حيث ذكر سفر التثنية 13 (6-18)
6وَإِذَا أَضَلَّكَ سِرّاً أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ، أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ، أَوْ زَوْجَتُكَ الْمَحْبُوبَةُ، أَوْ صَدِيقُكَ الْحَمِيمُ قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَنَعْبُدْ آلِهَةً أُخْرَى غَرِيبَةً عَنْكَ وَعَنْ آبَائِكَ 7مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الأُخْرَى الْمُحِيطَةِ بِكَ أَوِ الْبَعِيدَةِ عَنْكَ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ إِلَى أَقْصَاهَا، 8فَلاَ تَسْتَجِبْ لَهُ وَلاَ تُصْغِ إِلَيْهِ، وَلاَ يُشْفِقْ قَلْبُكَ عَلَيْهِ، وَلاَ تَتَرََّأفْ بِهِ، وَلاَ تَتَسَتَّرْ عَلَيْهِ. 9بَلْ حَتْماً تَقْتُلُهُ. كُنْ أَنْتَ أَوَّلَ قَاتِلِيهِ، ثُمَّ يَعْقُبُكَ بَقِيَّةُ الشَّعْبِ. 10ارْجُمْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ، لأَنَّهُ سَعَى أَنْ يُضِلَّكَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ مِنْ نِيرِ الْعُبُودِيَّةِ، 11فَيَشِيعَ الْخَبَرُ بَيْنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ جَمِيعِهِمْ وَيَخَافُونَ، وَلاَ يُعَاوِدُونَ ارْتِكَابَ مِثْلِ هَذَا الأَمْرِ الشَّنِيعِ بَيْنَكُمْ.
ولا ننسى بالطبع قول بولس في الرسالة الى العبرانيين من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين او ثلاثة شهود يموت بدون رأفة.
و تابعونا جزاكم الله خيرا في الوضوع القادم بعنوان حكم الزاني و الزانية في الاسلام و المسيحية.