أراك تجاهلت مداخلتي ضيفنا الكريم
ضيفنا لقد اعتمدت على كتابات المسيحيين الغزاة الذين فتكوا بتلك الشعوب ذبحا وحرقا في حديثك عن عقائد سكان تلك القارات
كأنك لا تعلم أنهم أرادوا بكتاباتهم أن يجدوا مبررا لمجازرهم
وكأنك لا تعلم أيضا أن المسيحيين يعتقدون أن جميع الأمم والشعوب وثنيين ( باستثناء اليهود )
وإلى يومنا هذا ينظرون إلينا تلك النظرة ويعتقدون أننا لا نعبد الله بل نعبد صندوق أسود
( يقصدون الكعبة المشرفة )
وكذلك حالهم مع المخالفين لهم من أبناء عقيدتهم
يتهمونهم بالهرطقة ويستبيحون دمائهم
والشاهد على ذلك الحروب التي شنتها الكنيسة الكاثوليكية ضد البروتستنت ومحاكم التفتيش وغير ذلك
لذلك أقول إن التاريخ الحقيقي لشعوب الأمريكتين لم يدون بأيدي أصحاب تلك القارات وكذلك معتقداتهم
وكذلك لا يستطيع أحدا أن يجزم بأن الله قد أهمل تلك الشعوب وتركها بلا رسل
بل إن الآيات والإشارات لتدل على إرسال الله الرسل إليهم ، والمتدبر للآيات الكريمة يلمس ذلك
ولكن بلا أدنى شك أن حال تلك الشعوب كحال غيرهم من الشعوب تسلل الفساد إلى عقائدها بفعل كهنتها وكبرائها
وهذا الفساد قد تسلل إلى عقائد المسيحيين أنفسهم كما هو مشاهد
فقد أصبحوا يعظمون التماثيل ( الأصنام ) ويتقربون إليها بالنذور والقربات وبعض العبادات وكذلك حالهم مع الأيقونات
فلو نظرت إلى أم الكنائس كنيسة القديس بطرس حظيرة الفاتيكان
لوجدت أن الأصنام والتماثيل قد أحاطت بالكنيسة من الداخل والخارج ومن فوق أبنيتها
بالرغم من أن البايبل قد نهاهم عن صناعة التماثيل والأصنام في الكثير من نصوصه
( ملعون الانسان الذي يصنع تمثالا منحوتا او مسبوكا رجسا لدى الرب عمل يدي نحات ويضعه في الخفاء. ويجيب جميع الشعب ويقولون آمين )
تث 27/15
( لا تصنع لك تمثالا منحوتا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الارض من اسفل وما في الماء من تحت الارض )
تث 5/8
( لئلا تفسدوا وتعملوا لانفسكم تمثالا منحوتا صورة مثال ما شبه ذكر او انثى )
تث 4/16
( لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما مّما في السماء من فوق وما في الارض من تحت وما في الماء من تحت الارض. )
خر 20/4
( لا تصنعوا لكم اوثانا ولا تقيموا لكم تمثالا منحوتا او نصبا ولا تجعلوا في ارضكم حجرا مصوّرا لتسجدوا له.لاني انا الرب الهكم. )
لا 26/1
فإن كان هذا حال المسيحيين الذين يملكون كتابا ، فما بالك بحال الذين لا يملكون ؟
وأمر عقائدهم مجرد أقوال يتناقلونها فيما بينهم وهي خليط فيه الغث والسمين
ولولا إرادة الله وحفظه لكتابه لكان هذا حالنا نحن كمسلمين
فقد خرج علينا من طعن في كتاب الله وهو يزعم الإسلام
وخرج علينا من حرف آيات الكتاب العزيز لتتوافق مع هواه
وخرج علينا من أشرك بالله بعض الأئمة
ولولا أن هذا ليس مقام ذكرها لذكرتها
ملا حظة أخرى أتمنى أن تعيها أيها الضيف الكريم
من حكمة الله عز وجل أن ترك لي ولك حرية الإختيار بين الخير والشر
ووعد أن يجز بالخير خيرا وبالشر شرا
فإن أنت أنقذت حياة إنسان من الهلاك يكون أجرك عظيما
أما إن تعرضت لطفل بريء فقتلته يكون عقابك إليما
ربما تتسائل أيها الضيف فتقول ما ذنب الطفل ولماذا لم يتدخل الله فينقذه من القتل ؟
ألا ترى أنك لا تكون قاتلا إذا ما تدخلت إرادة الله بمنعك من القتل ( بإنقاذ الطفل ) ؟
ألا تكون بهذا قد أجبرت على فعل أو ترك فعل ولست مخيرا ؟
ألا ترى أن الله عندها لا يستطيع أن يحاسبك على قتل الطفل الذي لم يقتل ؟
ألا ترى أنك تستطيع الدفاع عن نفسك أمام الله بأنك لم تقتل وليس هناك من قتيل ؟
لذلك اعلم أيها الضيف الكريم أن المجرم لا يكون مجرما إلا إذا ارتكب الفعل
فالقاتل لا يكون قاتلا إلا إذا قتل بالفعل
واللص لا يكون لصا إلا إذا سرق بالفعل
وقاطع الطريق لا يكون قاطعا إلا إذا قطع الطريق
وكذلك الزاني والمرتشي والمرابي والكذاب والمزور والغاش وغير ذلك من الأفعال حسنها وسيئها
دمتم بخير
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tramal
دعني أنقل لك رأي الدكتور مصطفي محمود رحمه الله
رد مع اقتباس
المفضلات