الرجاء الرد على هذه الشبهة:الفتح (آية:26)

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الرجاء الرد على هذه الشبهة:الفتح (آية:26)

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13

الموضوع: الرجاء الرد على هذه الشبهة:الفتح (آية:26)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    2
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    12-04-2012
    على الساعة
    10:32 PM

    افتراضي الرجاء الرد على هذه الشبهة:الفتح (آية:26)

    ان هذه الشبهة هى من الشيعة ويستخدمها النصارى

    وهى عن آية " ولو حميتم كما حمو لفسد المسجد الحرام "

    الكتب » المستدرك على الصحيحين » كتاب التفسير »

    إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم

    2946 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد ، [ ص: 599 ]

    ثنا محمد بن شعيب بن شابور ، ثنا عبد الله بن العلاء بن زبر ، عن بسر بن عبيد الله ، عن أبي

    إدريس ، عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - ، أنه كان يقرأ : ( إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم

    الحمية ، حمية الجاهلية ) ولو حميتم ، كما حموا ، لفسد المسجد الحرام ( فأنزل الله سكينته على

    رسوله ) ، فبلغ ذلك عمر فاشتد عليه ، فبعث إليه ، وهو يهنأ ناقة له ، فدخل عليه ، فدعا ناسا

    من أصحابه ،فيهم زيد بن ثابت ،فقال : من يقرأ منكم سورة الفتح ؟ فقرأ زيد على قراءتنا اليوم ،

    فغلظ له عمر ، فقال له أبي : أأتكلم ؟ فقال : تكلم ، لقد علمت أني كنت أدخل على النبي - صلى الله

    عليه وآله وسلم - ويقرئني ، وأنتم بالباب ، فإن أحببت أن أقرئ الناس على ما أقرأني ، أقرأت ،

    وإلا لم أقرئ حرفا ما حييت ، قال : بل أقرئ الناس .

    2946 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد ، [ ص: 599 ]

    ثنا محمد بن شعيب بن شابور ، ثنا عبد الله بن العلاء بن زبر ، عن بسر بن عبيد الله ، عن أبي

    إدريس ، عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - ، أنه كان يقرأ : ( إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم

    الحمية ، حمية الجاهلية ) ولو حميتم ، كما حموا ، لفسد المسجد الحرام ( فأنزل الله سكينته على

    رسوله ) ، فبلغ ذلك عمر فاشتد عليه ، فبعث إليه ، وهو يهنأ ناقة له ، فدخل عليه ، فدعا ناسا

    من أصحابه ،فيهم زيد بن ثابت ،فقال : من يقرأ منكم سورة الفتح ؟ فقرأ زيد على قراءتنا اليوم ،

    فغلظ له عمر ، فقال له أبي : أأتكلم ؟ فقال : تكلم ، لقد علمت أني كنت أدخل على النبي - صلى الله

    عليه وآله وسلم - ويقرئني ، وأنتم بالباب ، فإن أحببت أن أقرئ الناس على ما أقرأني ، أقرأت ،

    وإلا لم أقرئ حرفا ما حييت ، قال : بل أقرئ الناس .


    ان تم الرد عليها مسبقاً فبرجاء ارفاق الرد وشكراً

    وسيكون افضل ان كان الرد فى التعليق
    التعديل الأخير تم بواسطة فداء الرسول ; 16-08-2014 الساعة 10:56 AM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,306
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    12:53 AM

    افتراضي

    الأخ الفاضل أريد ردا للشبهات
    الرد على تلك النوعية من الشبهات بسيط
    و سنتناول إن شاء الله فى ردنا التالى :

    أولا :
    لم كتبت تلك الآية الكريمة فى المصاحف العثمانية بصورتها الحالية التى ألفناها ؟
    ثانيا :
    أسانيد القراءة التى بين أيدينا و تواترها
    ثالثا :
    معنى الحديث الشريف
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,306
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    12:53 AM

    افتراضي للتوضيح الشبهة

    الشبهة هى تحريف الآية الكريمة القائلة :

    الفتح (آية:26)ذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما

    فهم يريدون أن يقولوا أن الآية الكريمة محرفة أو على الأقل مشكوك فى صحتها بسبب الأثار التالية :

    روى الحاكم:2/225، وصححه على شرط الشيخين: (عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام، فأنزل الله سكينته على رسوله) فبلغ ذلك عمر فاشتد عليه! فبعث إليه وهو يهنأ ناقة له (يدهنها بالقطران) فدخل عليه فدعا أناساً من أصحابه فيهم زيد بن ثابت فقال: من يقرأ منكم سورة الفتح؟ فقرأ زيد على قراءتنا اليوم فغلظ له عمر، فقال له أبيٌّ: أأتكلم؟ فقال تكلم، فقال: لقد علمت أني كنت أدخل على النبي (ص) ويقرؤني وأنتم بالباب، فإن أحببتَ أن أقرئ الناس على ما أقرأني أقرأت، وإلا لم أقرئ حرفاً ما حييت! قال بل أقرئ الناس). (ورواه في الدر المنثور:6/
    79 وكنز العمال:2/568 وقال (ن، وابن أبي داود في المصاحف، ك، وروى ابن خزيمة بعضه) ونحوه ص 594 وقال (ن، وابن أبي داود في المصاحف، ك، وروى ابن خزيمة بعضه. ونقله في ص 595 عن ابن داود).
    وروى الذهبي في سير أعلام النبلاء:1/397: (عن أبي إدريس الخولاني أن أبا الدرداء ركب إلى المدينة في نفر من أهل دمشق، فقرؤوا يوماً على عمر: إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام. فقال عمر: من أقرأكم هذا؟ قالوا أبي بن كعب. فدعا به فلما أتى قال: إقرؤوا فقرؤوا كذلك، فقال أبيٌّ: والله يا عمر إنك لتعلم أني كنت أحضر ويغيبون وأدنى ويحجبون ويصنع بي ويصنع بي، ووالله لئن أحببت لألزمن بيتي فلا أحدث شيئاً ولا أقرئ أحداً حتى أموت! فقال عمر: اللهم غفراً، إنا لنعلم أن الله قد جعل عندك علماً فعلم الناس ما علمت). (ورواه في كنز العمال:2/594)


    و الشبهة فى ( لو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام ) فهى ليست موجودة فى المصحف حاليا و ظاهر الأثر أن أبي بن كعب رضى الله عنه كان يقرؤها على أنها من القرآن الكريم

    و طبقا للرابط التالى :
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=208064
    فالأثر قد روى بسند صحيح و آخر ضعيف
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,306
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    12:53 AM

    افتراضي

    أول ما سنتناوله فى الرد على الشبهة هو :

    لم كتبت الآية الكريمة فى المصاحف العثمانية بدون عبارة ( ة لو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام ) ؟

    و لإجابة السؤال نحتاج للتعرف على منهج جمع القرآن الكريم من عهد النبوة و حتى عهد الخليفة الراشد و الصحابي الجليل عثمان بن عفان


    في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    كان جبريل عليه السلام يأتي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالوحي قارئاً عليه القرآن الكريم ، وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لخوفه وحرصه على حفظ القرآن وعدم نسيانه ، فكان يحرك شفتاه الشريفتين مردداً خلف جبريل عليه السلام قيل أن يفرغ منه مخافة ألا يضيع منه شيئاً .
    قال بن عباس رضي الله عنه : كان يحرك شفتيه – صلى الله عليه وسلم - إذا أنزل عليه فقيل له: {لا تحرك به لسانك} يخشى أن ينفلت منه . [1]

    حتى طمئنه ربنا جل وعلا بأن القرآن لن يتفلت ولن يضيع منه إذ قال :

    لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ( 16 ) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ ( 17 ) القيامة

    وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ( 144 ) طه

    وفي الحقيقة كان ذلك هو إظهار لطريقة حفظ وتلقى القرآن الكريم في تلك الأمة التي كانت تعتمد على حفظها وذاكرتها في الدرجة الأولى ، فلم تعتمد هذه الأمة على الكتابة والقراءة ، بل كانت للأمية الأغلبية الساحقة ، وكما كان يفعل جبريل عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله عنهم ، فكان يقرأ عليهم القرآن ويحفظونه منه .
    فها هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يأخذ من النبي صلى الله عليه وسلم بعضاً وسبعين سورة من القرآن الكريم :

    والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعاً وسبعين سورة . [2]


    حتى قبل الهجرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرسل إلى المدينة من كان يقرأ عليهم القرآن ويعلمهم :

    عن عبادة بن الصامت قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يشغل فإذا قدم رجل مهاجر على رسول الله صلى الله عليه و سلم دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن . [3]

    حتى حفظ جم غفير من الصحابة القرآن الكريم ، ومما يوصلنا إلى ذلك معرفة عدد قتلى الحفاظ في حادثتين أثنتين هما حادثة بئر معونة ، ويوم اليمامة .
    فقد قتل في بئر معونة سبعون من القراء :

    عن أنس بن مالك قال جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أن ابعث معنا رجالا يعلمونا القرآن والسنة فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لهم القراء فيهم خالي حرام يقرؤون القرآن ويتدارسون بالليل يتعلمون وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان ... [4]

    وكذلك يوم اليمامة :

    عن عبيد بن السباق أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر رضي الله عنه إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن .. [5]

    قال القرطبي رحمه الله :

    قد قتل يوم اليمامة سبعون من القراء ، وقتل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلمم ببئر معونة مثل هذا العدد .[6]

    هذا ، وقد عُرف جمعاً كبيراً من القراء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم – كما ذكرنا – وسنكتفي بذكر القراء المشهورين منهم على سبيل المثال لا الحصر [7]


    · أبو بكر الصديق
    · عمر بن الخطاب
    · عثمان بن عفان
    · على بن أبي طالب
    · أبي بن كعب
    · عبد الله بن مسعود
    · زيد بن ثابت
    · أبوموسى الأشعري
    · أبو الدرادء
    · أبو هريرة الدوسي
    · ابن عباس
    · عبد الله بن السائب
    · حذيفة بن اليمان
    · معاذ بن جبل
    · أبو زيد الأنصارى
    · سالم مولى أبي حذيفة
    · عبد الله بن عمر
    · عقبة بن عامر
    · أبو أيوب الأنصارى
    · عبادة بن الصامت
    · مجمع بن جارية
    · فضالة بن عبيد
    · مسلمة بن مخلد
    · أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصاري
    · عبد الله بن عياش بن ابي ربيعة

    وهكذا إنتقل النص القرآني صدراً من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى صحابته ثم إلى التابعين ومن تبعهم حتى يومنا هذا في سلسلة متصلة لم تنفصل في يوم من الأيام حتى يومنا هذا ، وستظل هكذا قائمة إلى يوم الدين بأمر الله تعالى .

    ومع هذا ، فقد اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً للوحي يدونون له ما يتلقاه من جبريل عليه السلام من قرآن على الرقاع والأكتاف والعسب واللخاف والأضلاع والكرانيف وغيرها من الأدوات المتوفرة آنذاك ، وهؤلاء الكتاب هم :

    · أبو بكر
    · عمر بن الخطاب
    · عثمان بن عفان
    · على بن أبي طالب
    · الزبير بن العوام
    · عامر بن فهيرة
    · عمرو بن العاص
    · أبي بن كعب
    · عبد الله بن الأرقم
    · ثابت بن قيس بن شماس
    · حنظلة بن الربيع الأسيدي
    · المغيرة بن شعبة
    · عبد الله بن رواحة
    · خالد بن الوليد
    · خالد بن سعيد بن العاص
    · معاوية بن أبي سفيان
    · زيد بن ثابت .[8]

    وهكذا ، حتى كان القرآن الكريم كاملاً مكتوباً بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنه لم يكن مجموعاً في مصحف واحد ، بل كان في صدور الحفاظ ومكتوباً على تلك المواد المذكورة آنفاً .

    وعلى هذا فالجمع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف الحفظ في الصدور كان عن طريق كتابة الآيات في المواد المتاحة في هذا الوقت ووضعها في مكانها في سورها ولكنها لم تكن مجموعة في مصحف واحد وكان لهذا عدد من الأسباب :

    أولها :

    أنه لم يوجد من دواعي كتابته في صحف أو مصاحف مثل ما وجد على عهد أبي بكر حتى كتبه في صحف ولا مثل ما وجد على عهد عثمان حتى نسخه في مصاحف فالمسلمون وقتئذ بخير والقراء كثيرون والإسلام لم يستبحر عمرانه بعد والفتنة مأمونة والتعويل لا يزال على الحفظ أكثر من الكتابة وأدوات الكتابة غير ميسورة وعناية الرسول باستظهار القرآن تفوق الوصف وتوفي على الغاية حتى في طريقة أدائه على حروفه السبعة التي نزل عليها .

    وثانيها :

    أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بصدد أن ينزل عليه الوحي بنسخ ما شاء الله من آية أو آيات.

    ثالثها :

    أن القرآن لم ينزل مرة واحدة بل نزل منجما في مدى عشرين سنة أو أكثر .

    رابعها :

    أن ترتيب آياته وسوره ليس على ترتيب نزوله فقد علمت أن نزوله كان على حسب الأسباب أما ترتيبه فكان لغير ذلك من الاعتبارات وأنت خبير بأن القرآن لو جمع في صحف أو مصاحف والحال على ما شرحنا لكان عرضة لتغيير الصحف أو المصاحف كلما وقع نسخ أو حدث سبب مع أن الظروف لا تساعد وأدوات الكتابة ليست ميسورة والتعويل كان على الحفظ قبل كل شيء ولكن لما استقر الأمر بختام التنزيل ووفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وأمن النسخ وتقرر الترتيب ووجد من الدواعي ما يقتضي نسخه في صحف أو مصاحف وفق الله الخلفاء الراشدين فقاموا بهذا الواجب حفظا للقرآن وحياطة لأصل التشريع الأول مصداقا لقوله سبحانه :
    إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ( 9 ) الحجر

    ___________________

    [1] رواه البخاري في صحيحه 65 : ك : التفسير 75 : 1 : ب : سورة القيامة قوله " لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ " ح 4927 ج 3 ص 333 .


    [2] رواه البخاري في صحيحه 66 : ك : فضائل القرآن 8 : ب : القراء من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ح 5000 ج 3 ص 357 .

    ومسلم 44 : ك : فضائل الصحابة 22 : ب : فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله تعالى عنهما ح 4262 ج 7 ص 487 بشرح القاضي عياض .

    والنسائي في الكبرى 75 : ك : فضائل القرآن 9 : ذكر قراءة القرآن ح 7997 ج 5 ص 8 .

    والبغوي في شرح السنة ج 14 ص 151 .

    وأحمد في المسند ج 1 ص 411 ح 3906 .

    وقد اخذ باقي القرآن عن أصحابه كما في رواية عاصم عن بدر . فتح الباري ج 9 ص 47 .


    [3] رواه أحمد في مسنده ج 5 ص 324 ح 22818 ، وإسناده حسن .


    [4] أخرجه مسلم في صحيحه 33 : ك : الإمارة 41 : ب : ثبوت الجنة للشهيد ح 1902 ج 6 ص 325 بشرح القاضي عياض .

    [5] أخرجه البخاري في صحيحه 66 : ك : فضائل القرآن 3 : ب : جمع القرآن ح 4986 ج 2 ص 353 .

    والترمذي 48 : ك : التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 10 : ب : سورة التوبة ح 3103 ج 5 ص 281 ، وقال حسن صحيح ، وصححه الألباني .

    والنسائي في الكبرى 75 : ك : فضائل القرآن 8 : ب : ذكر كاتب الوحي ح 7995 ج 5 ص 8 .

    [6] مناهل العرفان ج 1 ص 205 .

    [7] المزيد في معرفة كبار القراء للإمام الذهبي ج 1 ص 102 وما بعدها .

    [8] زاد المعاد ج 1 ص 45 .
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,306
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    12:53 AM

    افتراضي

    الجمع الأول في عهد الصديق أبي بكر :

    في عام احدى عشر من الهجرة قامت معركة ضروس أطلق عليها اسم " اليمامة " استشهد فيها العديد من القراء ، مما دفع الفاروق عمر لمخاطبة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما في جمع القرآن في مصحف واحد خشية أن يضيع ، وظل أبي بكر الصديق يتردد في الأمر ويراجعه عمر حتى وافق على فكرة الجمع في مصحف واحد ، مع يقين هؤلاء بوعد الله سبحانه وتعالى بحفظ كتابه ، فشرع ابي بكر الصديق آخذاً بالأسباب بالقيام بهذه المهمة وكلف زيد بن ثابت بهذه المهمة ، ذلك الشاب القوي الذي لا ينهمك ، الذي توافرت عدة صفات فيه مثل حفظه للقرآن الكريم ، وكان من كتبة الوحي للرسول صلى الله عليه وسلم ، كما حضر العرضة الأخيرة للقرآن الكريم :

    عن عبيد بنالسباقِ، أن زيد بن ثابت ـ رضى الله عنه ـ قال أرسلإلى أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بنالخطاب عنده قال أَبو بكر ـ رضى الله عنه ـ إن عمرأتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامةبقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتلبالقراء بالمواطِن، فيذهب كثير من القرآنوإني أرى أن تأمر بجمع القرآن.‏ قلت لعمركيف تفعل شيئًا لم يفعله رسول الله صلى الله عليهوسلم قال عمر هذا والله خير.‏ فلم يزل عمريراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت فيذلك الذي رأى عمر.‏ قال زيد قال أبو بكر إنكرجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحىلرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعهفوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كانأثقل على مما أَمرني من جمع القرآن قلت كيفتفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلمقال هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعنِيحتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكروعمر ـ رضى الله عنهما ـ فتتبعت القرآن أجمعه منالعسب واللخاف وصدور الرجال حتَّى وجدت آخرسورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدهامع أحد غيره " ‏لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ " حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبِي بكرحتى توفّاه الله ثم عند عمر حياتَه ثم عندحفصة بِنت عمر ـ رضى الله عنه ـ‏ . [1]

    وبالفعل قد بدأ العمل وكانت خطته كالآتي :

    · أن يأتي كل من تلقى شيء من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زيد ومن معه .
    · أن لا يقبل من أحد شيء حتى يشهد عليه شهيدان، أي أنه لم يكن يكتفي بمجرد وجدان الشيء مكتوبًا حتى يشهد عليه شهيدان .
    · أن يكتب ما يؤتى به في الصحف .
    · أن لا يقبل مما يؤتى به إلا ما تحقق فيه الشروط الآتية :
    - أن يكون مكتوبا بين يدي النبي ، لا من مجرد الحفظ، مع المبالغة في الاستظهار والوقوف عند هذا الشرط .
    - أن يكون مما ثبت عرضه على النبي عام وفاته، أي في العرضة الأخيرة ، وذلك أن ما لم يثبت عرضه في العرضة الأخيرة لم تثبت قرآنيته .
    · أن تكتب الآيات في سورها على الترتيب والضبط اللذين تلقاهما المسلمون عن النبي .

    مزايا جمع القرآن في عهد أبي بكر :

    · أنه جمع القرآن على أدق وجوه البحث والتحري، وأسلم أصول التثبت العلمي .
    · حصول إجماع الأمة على قبوله، ورضى جميع المسلمين به .
    · بلوغ ما جمع في هذا الجمع حد التواتر، إذ حضره وشهد عليه ما يزيد على عدد التواتر من الصحابة .
    · أنه اقتصر في جمع القرآن على ما ثبت قرآنيته من الأحرف السبعة، بثبوت عرضه في العرضة الأخيرة، فكان شاملاً لما بقي من الأحرف السبعة، ولم يكن فيه شيء مما نسخت تلاوته .
    · أنه كان مرتب الآيات دون السور .
    · حظي هذا الجمع المبارك برضى المسلمين، وحصل عليه إجماع الصحابة ، ولقي منهم العناية الفائقة .

    وقد قوبلت لتك الصحف التي جمعها زيد بما يستحق من عناية فائقة ، فحفظها أبو بكر عنده . ثم حفظها عمر بعده . ثم حفظتها أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر بعد وفاة أبيها . حتى طلبها منها خليفة المسلمين عثمان رضي الله عنه حيث اعتمد عليها في استنساخ مصاحف القرآن ثم ردها إليها [2] كما سنرى إن شاء الله .

    __________________________________________

    [1] تقدم تخريجه .

    [2] مناهل العرفان ج 1 ص 214
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,306
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    12:53 AM

    افتراضي

    الجمع الثاني للقرآن : في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه :

    لما اتسعت الفتوحات الإسلامية في زمن عثمان واستبحر العمران وتفرق المسلمون في الأمصار والأقطار ونبتت ناشئة جديدة كانت بحاجة إلى دراسة القرآن وطال عهد الناس بالرسول والوحي والتنزيل وكان أهل كل إقليم من أقاليم الإسلام يأخذون بقراءة من اشتهر بينهم من الصحابة فأهل الشام يقرؤون بقراءة أبي بن كعب وأهل الكوفة يقرؤون بقراءة عبد الله بن مسعود وغيرهم يقرأ بقراءة أبي موسى الأشعري فكان بينهم اختلاف في حروف الأداء ووجوه القراءة بطريقة فتحت باب الشقاق والنزاع في قراءة القرآن أشبه بما كان بين الصحابة قبل أن يعلموا أن القرآن نزل على سبعة أحرف بل كان هذا الشقاق أشد لبعد عهد هؤلاء بالنبوة وعدم وجود الرسول بينهم يطمئنون إلى حكمه ويصدرون جميعا عن رأيه واستفحل الداء حتى كفر بعضهم بعضا وكادت تكون فتنة في الأرض وفساد كبير ولم يقف هذا الطغيان عند حد بل كاد يلفح بناره جميع البلاد الإسلامية حتى الحجاز والمدينة وأصاب الصغار والكبار على سواء و كانت الأمصار النائية أشد اختلافا ونزاعا من المدينة والحجاز وكان الذين يسمعون اختلاف القراءات من تلك الأمصار إذا جمعتهم المجامع أو التقوا على جهاد أعدائهم يعجبون من ذلك وكانوا يمعنون في التعجب والإنكار كلما سمعوا زيادة في اختلاف طرق أداء القرآن وتأدى بهم التعجب إلى الشك والمداجاة ثم إلى التأثيم والملاحاة وتيقظت الفتنة التي كادت تطيح فيها الرؤوس وتسفك الدماء وتقود المسلمين إلى مثل اختلاف اليهود والنصارى في كتابهم أضف إلى ذلك أن الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن لم تكن معروفة لأهل تلك الأمصار ولم يكن من السهل عليهم أن يعرفوها كلها حتى يتحاكموا إليها فيما يختلفون إنما كان كل صحابي في إقليم يقرئهم بما يعرف فقط من الحروف التي نزل عليها القرآن ولم يكن بين أيديهم مصحف جامع يرجعون إليه فيما شجر بينهم من هذا الخلاف والشقاق البعيد لهذه الأسباب والأحداث رأى عثمان بثاقب رأيه وصادق نظره أن يتدارك الخرق قبل أن يتسع على الراقع وأن يستأصل الداء قبل أن يعز الدواء فجمع أعلام الصحابة وذوي البصر منهم وأجال الرأي بينه وبينهم في علاج هذه الفتنة ووضع حد لذلك الاختلاف وحسم مادة هذا النزاع فأجمعوا أمرهم على استنساخ مصاحف يرسل منها إلى الأمصار وأن يؤمر الناس بإحراق كل ما عداها وألا يعتمدوا سواها وبذلك يرأب الصدع ويجبر الكسر وتعتبر تلك المصاحف العثمانية الرسمية نورهم الهادي في ظلام هذا الإختلاف ومصباحهم الكشاف في ليل تلك الفتنة وحكمهم العدل في ذاك النزاع والمراء وشفاءهم الناجع من مصيبة ذلك الداء :

    عن شهاب أن أنس بن مالك حدثهأن حذيفة بن اليمانقدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهلالعراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان يا أميرالمؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارىفأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردهاإليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبيروسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقالعثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء منالقرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحففي المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخواوأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق .[1]

    تنفيذ قرار الجمع :

    شرع عثمان رضي الله عنه في تنفيذ هذا القرار الحكيم ، حول أواخر سنة أربع وعشرين وأوائل سنة خمس وعشرين من الهجرة ، فعهد في نسخ المصحاف إلى أربعة من خيرة الصحابة وثقات الحفاظ وهم ، زيد بن ثابت ، وعبد الله بن الزبير ، وسعيد بن العاص ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام . وهؤلاء الثلاثة الأخيرون من قريش .
    وأرسل عثمان إلى أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنهما ، فبعثت إليه بالصحف التي عندها – كما تقدم في الحديث – وهي الصحف التي جمع القرآن عليها في عهد أبي بكر رضي الله عنه ، وأخذت لجنة الأربعة هؤلاء في نسخها ، وجاء في بعض الروايات أن الذين ندبوا لنسخ المصاحف كانوا اثنى عشر رجلاً . وما كانوا يكتبون شيئاً إلا بعد أن يعرض على الصحابة ، ويقروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ على هذا النحو الذي نجده الآن في المصاحف .[2]

    خطة العمل :

    · الاعتماد على جمع أبي بكر الصديق ، ويظهر هذا جليًّا في طلب عثمان الصحف التي جمع فيها أبو بكر القرآن من حفصة - رضي الله عنها ، وقد كانت هذه الصحف -كما مر- مستندةً إلى الأصل المكتوب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم .
    · أن يتعاهد لجنة الجمع ويشرف عليها خليفة المسلمين بنفسه:
    فعن كثير بن أفلح قال: لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار ، فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت ، قال: فبعثوا إلى الربــعة التي في بيت عمر، فجيء بها ، قال: وكان عثمان يتعاهدهم .[3]

    · أن يأتي كل من عنده شيء من القرآن سمعه من الرسول بما عنده، وأن يشترك الجميع في علم ما جمع، فلا يغيب عن جمع القرآن أحد عنده شيء منه ، ولا يرتاب أحد فيما يودع المصحف، ولا يشك في أنه جمع عن ملأ منهم .
    · الاقتصار عند الاختلاف على لغة قريش .
    · أن يمنع كتابة ما نسخت تلاوته ، وما لم يكن في العرضة الأخيرة ، وما كانت روايته آحادًا ، وما لم تعلم قرآنيته، أو ما ليس بقرآن، كالذي كان يكتبه بعض الصحابة في مصاحفهم الخاصة، شرحًا لمعنى، أو بيانا لناسخ أو منسوخٍ، أو نحو ذلك .
    · أن يشتمل الجمع على الأحرف التي نزل بها القرآن، والتي ثبت عرضها في العرضة الأخيرة .
    · بعد الفراغ من كتابة المصحف الإمام يراجعه زيد بن ثابت ، ثم يراجعه عثمان بنفسه .

    مزايا هذا الجمع :

    · مشاركة جميع من شهد الجمع من الصحابة فيه، وإشراف الخليفة عليه بنفسه .
    · بلوغ من شهد هذا الجمع وأقره عدد التواتر .
    · الاقتصار على ما ثبت بالتواتر، دون ما كانت روايته آحادًا .
    · إهمال ما نسخت تلاوته، وما لم يستقر في العرضة الأخيرة .
    · ترتيب السور والآيات على الوجه المعروف الآن، بخلاف صحف أبي بكر ، فقد كانت مرتبة الآيات دون السور .
    · كتابة عدد من المصاحف يجمع وجوه القراءات المختلفة التي نزل بِها القرآن الكريم .
    · تجريد هذه المصاحف من كل ما ليس من القرآن، كالذي كان يكتبه بعض الصحابة من تفسير للفظ، أو بيان لناسخ أو منسوخ، أو نحو ذلك .
    · ولقد حظي الجمع العثماني برضى من شهده من أصحاب النبي والتابعين، وقطع الله به دابر الفتنة التي كادت تشتعل في بلاد المسلمين، إذ جمعهم على ما ثبتت قرآنيته، فانتهى بذلك ما كان حاصلاً من الاختلاف بين المسلمين .

    ولما كان الاعتماد في نقل القرآن ولا يزال على التلقي من صدور الرجال ثقة عن ثقة وإماما عن إمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم لذلك اختار عثمان حفاظا يثق بهم وأنفذهم إلى الأقطار الإسلامية واعتبر هذه المصاحف أصولا ثواني مبالغة في الأمر وتوثيقا للقرآن ولجمع كلمة المسلمين فكان يرسل إلى كل إقليم مصحفه مع من يوافق قراءته في الأكثر الأغلب روي أن عثمان رضي الله عنه أمر زيد بن ثابت أن يقرىء بالمدني وبعث عبد الله بن السائب مع المكي والمغيرة بن شهاب مع الشامي وأبا عبد الرحمن السلمي مع الكوفي وعامر بن عبد القيس مع البصري ثم نقل التابعون عن الصحابة فقرأ أهل كل مصر بما في مصحفهم تلقيا عن الصحابة الذين تلقوه من فم النبي صلى الله عليه وسلم فقاموا في ذلك مقام الصحابة الذين تلقوه من فم النبي صلى الله عليه وسلم ثم تفرغ قوم للقراءة والأخذ والضبط حتى صاروا في هذا الباب أئمة يرحل إليهم ويؤخذ عنهم وأجمع أهل بلدهم على تلقي قراءتهم واعتماد روايتهم ومن هنا نسبت القراءة إليهم وأجمعت الأمة وهي معصومة من الخطأ في إجماعها على ما في هذه المصاحف وعلى ترك كل ما خالفها من زيادة ونقص وإبدال لأنه لم يثبت عندهم ثبوتا متواترا أنه من القرآن . [4]

    عدد المصاحف العثمانية :

    اختلفوا في عدد المصاحف التي استنسخها عثمان رضي الله عنه ، فصوب ابن عاشر أنها ستة : المكي ، والشامي ، والبصري ، والكوفي ، والمدني العام الذي سيره عثمان رضي الله عنه من محل نسخه إلى مقره ، والمدني الخاص به الذي حبسه لنفسه وخو المسمى بالإمام .
    وقال صاحب زاد القراء : لما جمع عثمان القرآن في مصحف سماه الإمام ونسخ منه مصاحف فأنفذ منها مصحفاً غلى مكة ، ومصحفاً إلى الكوفة ، ومصحفاً إلى البصرة ، ومصحفاً إلى الشام ، وحبس مصحفاً بالمدينة ، وهذا القول كسابقه في أنها ستة ، وذهب السيوطي وابن حجر إلى أنها خمسة . ولعلهما أراد بالخمسة ما عدا المصحف الإمام فيكون الخلاف لفظياً بينه وبين سابقيه .
    وقيل : إنها ثمانية متفق عليها ، وهي : الكوفي ، والبصري ، والشامي ، والمدني العام ، والمدني الخاص ، وثلاثة مختلف فيها وهي المكي ، ومصحف البحرين ، ومصحف اليمن . وقيل إن عثمان رضي الله عنه أنفذ إلى مصر مصحفاً .
    ولعل القول بأن عددها ستة هو اولى الأقوال بالقبول . والمفهوم على كل حال أن ثمان رضي الله عنه قد استنسخ عدداً من المصحاف يفي بحاجة الأمة وجمع كلمتها وإطفاء فتنتها . [5]

    أين المصحاف العثمانية الآن :

    وليس بين أيدينا دليل قاطع على وجود المصاحف العثمانية فضلا عن تعيين أمكنتها وقصارى ما علمناه أخيرا أن ابن الجزري رأى في زمانه مصحف أهل الشام ورأى في مصر مصحفا أيضا أما المصاحف الأثرية التي تحتويها خزائن الكتب والآثار في مصر ويقال عنها إنها مصاحف عثمانية فإننا نشك كثيرا في صحة هذه النسبة إلى عثمان رضي الله عنه لأن بها زركشة ونقوشا موضوعة كعلامات للفصل بين السور ولبيان أعشار القرآن ومعلوم أن المصاحف العثمانية كانت خالية من كل هذا ومن النقط والشكل أيضا كما علمت نعم إن المصحف المحفوظ في خزانة الآثار بالمسجد الحسيني والمنسوب إلى عثمان رضي الله عنه مكتوب بالخط الكوفي القديم مع تجويف حروفه وسعة حجمه جدا ورسمه يوافق رسم المصحف المدني أو الشامي حيث رسم فيه كلمة من يرتدد من سورة المائدة بدالين اثنين مع فك الإدغام وهي فيها بهذا الرسم فأكبر الظن أن هذا المصحف منقول من المصاحف العثمانية على رسم بعضها وكذلك المصحف المحفوظ بتلك الخزانة ويقال إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كتبه بخطه يلاحظ فيه أنه مكتوب بذلك الخط الكوفي القديم بيد أنه أصغر حجما وخطه أقل تجويفا من سابقه ورسمه يوافق غير المدني والشامي من المصاحف العثمانية حيث رسمت فيه الكلمة السابقة من يرتد بدال واحدة مع الإدغام وهي في غيرهما كذلك فمن الجائز أن يكون كاتبه عليا أو يكون قد أمر بكتابته في الكوفة ثم إن عدم بقاء المصاحف العثمانية قاطبة لا يضرنا شيئا ما دام المعول عليه هو النقل والتلقي ثقة عن ثقة وإماما عن إمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وذلك متواتر مستفيض على أكمل وجه في القرآن حتى الآن على أن المصاحف العثمانية نسخت على غرارها الآلاف المؤلفة في كل عصر ومصر مع المحافظة على الرسم العثماني . [6]

    الفرق بين الجمع في مراحله الثلاثة :

    فالجمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان عبارة عن كتابة الآيات وترتيبها ووضعها في مكانها الخاص من سورها ولكن مع بعثرة الكتابة وتفرقها بين عسب وعظام وحجارة ورقاع ونحو ذلك حسبما تتيسر أدوات الكتابة وكان الغرض من هذا الجمع زيادة التوثق للقرآن وإن كان التعويل أيامئذ كان على الحفظ والاستظهار .

    أما الجمع في عهد أبي بكر رضي الله عنه فقد كان عبارة عن نقل القرآن وكتابته في صحف مرتب الآيات أيضا مقتصرا فيه على ما لم تنسخ تلاوته مستوثقا له بالتواتر والإجماع # وكان الغرض منه تسجيل القرآن وتقييده بالكتابة مجموعا مرتبا خشية ذهاب شيء منه بموت حملته وحفاظه .

    وأما الجمع في عهد عثمان رضي الله عنه فقد كان عبارة عن نقل ما في تلك الصحف في مصحف واحد إمام واستنساخ مصاحف منه ترسل إلى الآفاق الإسلامية ملاحظا فيها تلك المزايا السالف ذكرها مع ترتيب سوره وآياته جميعا . وكان الغرض منه إطفاء الفتنة التي اشتعلت بين المسلمين حين اختلفوا في قراءة القرآن وجمع شملهم وتوحيد كلمتهم والمحافظة على كتاب الله من التغيير والتبديل

    لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 64 ) يونس

    _____________________________________

    [1] أخرجه البخاري في صحيحه 66 : ك : فضائل القرآن 3 : ب : جمع القرآن ح 4987 ج 3 ص 354 .

    والترمذي 48 : ك : التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 10 : ب : سورة التوبة ح 3104 ج 5 ص 283 .

    والنسائي 75 : ك : فضائل القرآن 5 : ب : بلسان من نزل القرآن ح 7988 ج 5 ص 6 .

    وأبي يعلى في مسنده ج 1 ص 91 ح 92 .

    [2] مناهل العرفان ج 1 ص 217 .

    [3] أورده بن كثير في فضائل القرآن ص 85 وصححه .

    [4] مناهل العرفان ج 1 ص 337 .

    [5] مناهل العرفان ج 1 ص 336 .

    [6] مناهل العرفان ج 1 ص 337 و 338
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,306
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    12:53 AM

    افتراضي

    و مما سبق عن جمع القرآن العظيم يتضح التالى

    المصاحف العثمانية كتبت نقلا عما جمعه أبو بكر الصديق رضى الله عنه

    ما جمع فى عهد الصديق كتب نقلا عما كتب بين يدى رسول الله و نقلا عن المحفوظ فى صدور الصحابة رضى الله عنهم مما سمعوا من رسول الله

    أى أن المكتوب فى المصاحف العثمانية
    هو المكتوب بين يدى رسول الله و المحفوظ فى صدور صحابته الكرام الأطهار رضى الله عنهم

    أى أن قول ربنا جل و علا :
    الفتح (آية:26)ذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما

    كتب هكذا بين يدي النبي :salla-s:
    و حفظه الصحابة هكذا
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,306
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    12:53 AM

    افتراضي

    ثانيا : نأتى للنقل الشفهى للآية الكريمة بين القراء :

    لدينا 10 قراءات للقرآن الكريم متواترة و صحيحة
    توافرت فيها الشروط التالية

    1- أن توافق وجها من وجوه اللغة العربية ومن وجوه النحو فلا يكون فيها شذوذ عن القواعد التي اصلها النحاة لكلام العرب

    2- ان توافق المصحف العثماني على الشكل الذي كتب في عهد الخليفة عثمان رضي الله عنه وذلك قبل النقط والشكل

    3- ان يتواتر سندها متصلا الى الرسول بان يرويها جمع عن جمع من اول السند الى منتهاه


    و هى
    - قراءة نافع في المدينة:.
    وتنسب إلى نافع بن عبد الرحمن المدني (70 ـ 169)هـ.

    2 - قراءة ابن كثير في مكة:.
    وتنسب إلى عبد الله بن كثير (45 ـ 120) هـ وهو إمام مكة في القراءة

    3 - قراءة أبي عمرو البصري في البصرة:.
    وتنسب إلى أبي عمرو زبان بن العلاء المازني البصري (68 ـ 154)هـ وهو النحوي الشهير الحجة

    4 - قراءة ابن عامر الشامي:.
    وتنسب إلى عبد الله بن عامر اليحصبي (8 ـ 118)هـ. وقد أخذ القراءة عن الصحابة مباشرة

    5 - قراءة عاصم في الكوفة:.
    وتنسب إلى عاصم بن أبي النجود الكوفي الغاضري توفي (127)هـ وهي القراءة السائدة في معظم أقطار العالم الإسلامي

    6 - قراءة حمزة في الكوفة:.
    وتنسب إلى حمزة بن حبيب الزيات (80 ـ 156) هـ.

    7 - قراءة الكسائي في الكوفة:.
    وتنسب إلى علي بن حمزة الكسائي، ولقب بالكسائي لأنه تسربل بكسائه في إحرامه وهو مولى فارسي لبني أسد عاش (119 ـ 189)هـ.

    8 - قراءة أبي جعفر:.
    وتنسب إلى يزيد بن القعقاع المخزومي المدني توفي (130)هـ وقد أخذ القراءة عن الصحابة مباشرة: عبد الله بن عباس وأبي هريرة.

    9 - قراءة يعقوب الحضرمي:.
    وتنسب إلى يعقوب بن إسحاق بن زيد (117 - 205)هـ.

    10 – قراءة خلف:
    وتنسب إلى خلف بن هشام البزار البغدادي وهو راوية حمزة صاحب القراءة السادسة.

    كل هؤلاء القراء أجمعوا على قراءة الآية الكريمة كما هى مكتوبة فى المصحف العثمانى و كما نقرأها اليوم و لله الحمد
    أجمعوا على قراءتها:

    الفتح (آية:26)ذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما

    و لم يقرأ أحدهم

    ( و لو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام )

    و للقراءات السابقة أسانيد متصلة للنبي صلى الله عليه و سلم
    يمكن مراجعة الموضوع التالى لمطالعة أسانيد القراءات

    http://www.ebnmaryam.com/vb/t65314.html

    و لنا أن نسأل كل إنسان منصف
    هل يمكن أن نقول أن الآية الكريمة الموجودة حاليا
    فى المصحف محرفة على الرغم من تواتر تلك القراءة فى القراءات العشر و على الرغم من كتابتها بتلك الصورة فى المصاحف العثمانية المكتوبة من القرآن المكتوب بين يدى رسول الله صلى الله عليه و سلم لوجود أثر أن أحد الصحابة الكرام انفرد بقراءة الآية بصورة مخالفة للقراءة المتواترة ؟
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,306
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    12:53 AM

    افتراضي

    و أخيرا نأتى للأثر السابق لمناقشته :

    روى الحاكم:2/225، وصححه على شرط الشيخين: (عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام، فأنزل الله سكينته على رسوله) فبلغ ذلك عمر فاشتد عليه! فبعث إليه وهو يهنأ ناقة له (يدهنها بالقطران) فدخل عليه فدعا أناساً من أصحابه فيهم زيد بن ثابت فقال: من يقرأ منكم سورة الفتح؟ فقرأ زيد على قراءتنا اليوم فغلظ له عمر، فقال له أبيٌّ: أأتكلم؟ فقال تكلم، فقال: لقد علمت أني كنت أدخل على النبي (ص) ويقرؤني وأنتم بالباب، فإن أحببتَ أن أقرئ الناس على ما أقرأني أقرأت، وإلا لم أقرئ حرفاً ما حييت! قال بل أقرئ الناس).

    مبدئيا لا يوجد اعتراض على سند الحديث
    و يمكن حمل الحديث على وجوه :

    الأول :
    أن عبارة ( و لو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام ) هى تعليق من النبي صلى الله عليه و سلم على الآية
    ففى صلح الحديبية جعل الكافرين فى قلوبهم حمية الجاهلية و منعوا المؤمنين من دخول البيت الحرام
    فقبل النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه و عقدوا مع المشركين صلح الحديبية
    و لو حمى المؤمنون كما حمى المشركين لقامت الحرب و سفكت الدماء عند المسجد الحرام
    و لعل أبي بن كعب رضى الله عنه كان يقرأ تلك العبارة على سبيل تفسير الآية و نقل ما عنده من العلم عن النبي صلى الله عليه و سلم
    و إلا لو كان يقرؤها على أنها من الآية الكريمة و عمر رضي الله عنه يري أن أبي رضى الله عنه يضيف للقرآن ما ليس منه فكيف أقره على تلك القراءة فى آخر الحديث ؟

    و قد يقال أن الآية متضمنة عبارة ( و لو حميتم كما حموا ) هى حرف آخر لقراءة القرآن و إن كنت أرى أنه قول بعيد هنا

    و أخيرا فأبى رضى الله عنه كان قائما على كتابة المصحف العثمانى

    فعن كثير بن أفلح قال: لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار ، فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت ، قال: فبعثوا إلى الربــعة التي في بيت عمر، فجيء بها ، قال: وكان عثمان يتعاهدهم
    أورده بن كثير في فضائل القرآن ص 85 وصححه .

    و لم يُنقل فى أى أثر صحيح أو ضعيف أنه اعترض على كتابة الآية الكريمة مما يدل على أنه كان يقول عبارة ( لو حميتم كما حموا ) كتعليق و ليس أنها من نص القرآن
    و إلا لو كان يرى أنها من القرآن و أُسقطت من المصاحف العثمانية فما سبب عدم اعتراضه ؟
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    354
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    31-10-2014
    على الساعة
    11:21 PM

    افتراضي

    شبهة قديمة وعتيقة وانا كنت بصدد الرد عليها فى منتدى ### ولكن فى البداية طلبت منه ان يأتى بالحديث من صحيح البخارى او مسلم واخبرته بان كتاب المستدرك على الصحيحين به بعض الأحاديث الموضوعة

    وعموماً كنت سأرد بعدها انه المقصود هنا تفسير للآية وتوضيح
    فالكثير من الأحاديث مصحوبة بالتفسير للآية و هناك ما يحتوى على التفسير بجانب الآية

    وكما قال الأخ عبد الرحمن انه المقصود هنا توضيح وأضافة وتعليق وشرح للآية

    ويتضح كل الوضوح ان الجملة ليست تشبة كلام القرآن و يبدو انها تفسير

    ولكن طبعاً اهل الشيعة يؤمنون بتحريف القرآن و يستدلون بالأحاديث دون علمهم بها تمام العلم و يقلدهم النصارى

    ولكن الأخ عبد الرحمن رد رداً وافياً باذن الله و اسأل الله لك ولنا الهداية
    التعديل الأخير تم بواسطة Eng.Con ; 14-04-2012 الساعة 12:36 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

الرجاء الرد على هذه الشبهة:الفتح (آية:26)

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. هل يمكن الرد علي هذه الشبهة: اقتباس القران قصة سيدنا سليمان من التلمود
    بواسطة ab-18 في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 14-09-2011, 01:14 AM
  2. عاجل: اريد الرد على هذه الشبهة .
    بواسطة الهواري-بومديان في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 15-12-2009, 01:40 AM
  3. الرد على هذه الشبهة: تناقضات في القران
    بواسطة abu_ameed في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 25-07-2008, 05:07 AM
  4. كيف الرد على هذه الشبهة..............؟؟؟؟
    بواسطة ناصر التوحيد في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 13-02-2008, 04:23 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرجاء الرد على هذه الشبهة:الفتح (آية:26)

الرجاء الرد على هذه الشبهة:الفتح (آية:26)