عند مقارنة نصوص من الإنجيل بحسب القديس لوقا والإنجيل بحسب القديس يوحنا وذالك بخصوص مكان التعميد ومسار يسوع بعد تعميده سوف تبرز لنا بعض التسائلات بخصوص الموقع الحقيقي للمنطقة التي تسمى الجليل وهل هي جليل في فلسطين أم تقع في مكان آخر.
لوقا (4:1) أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ.
وفي لوقا 4: 14-16
وَرَجَعَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلَى الْجَلِيلِ وَخَرَجَ خَبَرٌ عَنْهُ فِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ.
وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ مُمَجَّداً مِنَ الْجَمِيعِ.
وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَامَ لِيَقْرَأَ.
يوحنا(1:28, 43)
(28) هَذَا كَانَ فِي بَيْتِ عَبْرَةَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ.
(43) فِي الْغَدِ أَرَادَ يَسُوعُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْجَلِيلِ فَوَجَدَ فِيلُبُّسَ فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي».
في الإنجيل بحسب يوحنا, فقد خرج يسوع من عَبْرَةَ الى الجليل بدون أن يعبر وادي الأردن كما في الإنجيل بحسب لوقا, حيث ذهب من الشمال الى الجنوب عن طريق وادي الأردن الى الجليل الذي ذهب إليه كما في يوحنا وليس عاد إليه بحسب لوقا وهناك فرق واضح مما يطرح تسائلا عن الموقع الحقيقي للجليل.
ليس هذا نهاية القصة ولكن في لوقا 13:33 نقرأ (بَلْ يَنْبَغِي أَنْ أَسِيرَ الْيَوْمَ وَغَداً وَمَا يَلِيهِ لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجاً عَنْ أُورُشَلِيمَ) وبالإطلاع على الخرائط المعروفة للكتاب المقدس نجد أن تقدير قطع تلك المسافة قد يكون 5 أيام تقريبا وليس ثلاثة.
في يوحنا (2:1) نقرأ: وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ.
وبمقارنة موقع التعميد أو أحدهما فسوف نجد أن المسافة أيضا تفوق الثلاثة أيام ويسوع كان هناك في اليوم الثالث وقد نتقبل قطع المسافة في الحالة الثانية على مضض وإن كنت مازلت أظن أن ذالك مستحيل وقد كان هذا سبب إختلاف مؤرخي النصارى على تحديد موقع التعميد بالإيمان أم بحساب المسافة جغرافيا.
بمراجعة المعطيات المتاحة لنا من الخرائط ومن أناجيل العهد الجديد فإن موقع الجليل كما تصفه لنا الأناجيل مشكوك في صحته والموقع الحقيقي سوف يكون على إحدى إحتمالين كلاهما إحداهما في الشمال الشرقي أو الجنوب الشرقي من موقع التعميد على مسيرة ثلاثة أيام أو يومين ونصف وهو ما أترك تحديده للمختصين في علم الجغرافيا لإعطاء إختيارات للأماكن المحتملة.
إنتهى