يقول القمص تادرس يعقوب مالطى فى تفسيره لرسالة العبرانيين الإصحاح العاشر :
قوة الذبيحة الفريدة الواحدة:
يقابل الذبائح المتكررة ذبيحة السيد المسيح الواحدة الفريدة: "وَأَمَّا هَذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ، مُنْتَظِرًا بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى تُوضَعَ أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْهِ. لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ" [١٢-١٤]. جلوس السيد المسيح كذبيحٍ عن يمين الآب في السماوات منتظرًا وضع أعدائه تحت قدميه شهادة حية عن قوة الذبيحة المحيية التي تعمل على الدوام لمصالحة البشرية لكي يدخل بالمؤمنين إلى حضن الآب معلنًا النصرة على الشيطان وكل أعماله النجسة خلالهم. فالسيد ليس بمحتاج أن يعلن عن جلوسه عن يمين أبيه إذ هو واحد معه، لكن ما صنعه إنما يتحقق باسم كنيسته عبر العصور.
إنه "القربان" الواحد الجالس عن يمين الآب لا يتكرر، يعمل بغير انقطاع لنصرتنا وتحررنا من الخطية. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [مادام قد غفر الخطايا خلال الذبيحة الواحدة فلا حاجة إلى ذبيحة ثانية.]
مرة أخرى يؤكد الرسول بولس أنه حيث تستطيع ذبيحة العهد الجديد أن تدخل إلى القلب وتعمل في الذهن لتطهير الأعماق فلا حاجة بعد إلى ذبيحة أخرى. "هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَهُمْ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي قُلُوبِهِمْ وَأَكْتُبُهَا فِي أَذْهَانِهِمْ وَلَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ. وَإِنَّمَا حَيْثُ تَكُونُ مَغْفِرَةٌ لِهَذِهِ لاَ يَكُونُ بَعْدُ قُرْبَانٌ عَنِ الْخَطِيَّةِ" [١٦-١٨].
رأينا مما سبق أنه لا حاجة إلى ذبائح أخرى بعد المسيح
نقارن بما جاء فى الديداكى :
الأصحاح الرابع عشر
1- عند اجتماعكم يوم الرب ، اكسروا الخبز واشكروا بعد أن تكونوا اعترفتم بخطاياكم ، ولكي تكون ذبيحتكم طاهره.
2- لا يجتمع معكم كل من له منازعة مع صاحبه حتى يتصالحا ، لئلا تتنجس ذبيحتكم .
3- لأن الرب قال: في كل مكان وزمان تُقرب لي ذبيحة طاهرة ، لأني ملك عظيم يقول الرب ، واسمي عجيب بين الامم .
هنا نجد التأكيد أنه فى كل مكان و زمان تقرب للرب ذبائح طاهرة
هل من الممكن أن نجد مسيحي يفسر لنا ؟
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات