اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر الله مشاهدة المشاركة

هنيئا لك أخانا الكريم فقد تحريت الرشد

أمر طبيعي جدا ولا غرابة أبدا في أن نجد شخصا صالحا وصاحب فطرة سليمة يدخل في الإسلام ، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله

ولكن أتعجب كل العجب لمن يقرأ هذا القرآن ولا يؤثر فيه حتى ولو كان قلبه من حجر

فقد سمع الجن لهذا القرآن وآمن به وقالوا {إنا سمعنا قرآنا عجبا}

وهذه قصص بعض من سمعوا لهذا القرآن العظيم

فقد روي أن أعرابياً سمع آية من القرآن الكريم فقال: هذا كلام القادرين،
قوله تبارك وتعالى
{ وَقِيلَ يٰأَرْضُ ٱبْلَعِي مَآءَكِ وَيٰسَمَآءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ ٱلْمَآءُ وَقُضِيَ ٱلأَمْرُ وَٱسْتَوَتْ عَلَى ٱلْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ }
وعارض ابن المقفع القرآن فلما وصل إلى هذه الآية أمسك عن المعارضة وقال: هذا كلام لا يستطيع أحد من البشر أن يأتي بمثله

وروى هشام, أحد أصحاب الإمام جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب :

اجتمع في بيت الله الحرام أربعة من مشاهير الدهرية وأعاظم الأدباء وكبار الزنادقة وهم عبد الكريم بن أبي العوجاء وأبو شاكر ميمون بن ديصان وعبد الله بن المقفع وعبد الملك البصري فخاضوا في الحج ونبي الإسلام وما يجدونه من الضغط على أنفسهم من قوة أهل الدين ثم استقرت آراؤهم على معارضة القرآن الذي هو أساس الدين ومحوره. . فتعهد كل واحد منهم أن ينقض ربعاً من القرآن إلى السنة الآتية... ولما اجتمعوا في الحج القابل وتساءلوا عما فعلوا اعتذر ابن أبي العوجاء قائلاً أنه أدهشته آية:

{قل لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا } (1)

فأشغلته بلاغتها وحجتها البالغة.

وأعتذر الثاني قائلاً أنه أدهشته آية :

{ ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب} .(2)

فأشغلته عن عمله...

وقال ثالثهم أدهشتني آية نوح:

{وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين} .

فأشغلتني الفكرة عن غيرها.

وقال رابعهم أدهشتني آية يوسف: {فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا} . (4)

فأشغلتني بلاغتها الموجزة عن التفكير في غيرها.

قال هشام وإذا بأبي عبد الله الصادق يمر عليهم ويومئ إليهم قائلاً :

{ قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً }(5) ... (6) .... انتهى



وأنا أيضا لي قصة مشابهة عندما استوقفني آية عظيمة لم أكن حينها أعلم أنها كلام الله، والله على ما أقول شهيد

لم أكن حينها أعرف من القرآن سوى قصار السور التي كنا نقرأها كثيرا في المدرسة ولم أكن أتدبر معناها لأن الإنسان إذا وُلد في نعمة فلا يشعر بهذه النعمة إلا إذا زالت عنه

كنت أقرأ أشعار وحكم كثيرة ، وذات يوم سمعت قوله تعالى : {إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} فاستوقفتني هذه الآية وبقيت عالقة في ذهني وأنا لا أعلم أنها كلام الله تعالى ، فقلت في نفسي إنها حقا لكلام حكيم قادر ولا أظن أنني أستطيع أن أقول مثلها، فكيف قال هذا الحكيم مثل هذا ؟ .... إلى أن سمعت تلاوة مباركة من سورة الذاريات :

{وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ
وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ
فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ }

هذه استوقفتي ولا تزال تستوقفني ، فإنه لحق كما نطقتها أو قلتها، وهي من عند الحق سبحانه وتعالى رب الأرض التي أعيش فيها ورب السماء التي رزقي فيها.
صدقت يا أخي. القرآن هو المعجزة الأبدية في الإسلام.

** 2 آ 21
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ 21
** 2 آ 22
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ 22
** 2 آ 23
وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ 23
** 2 آ 24
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ 24