تفسير الإنجيل بالقرآن (8)

[سعيد رمضان على صالح]

تفسير الإنجيل بالقرآن (8)

توحيد المسيح لله ودعوته لذلك

عبودية المسيح لله سبحانه ظاهرة فى الأناجيل الأربعة ظهورا مفحما لكل جاحد ، وكذلك دليل رسالته ، ولمن أرسل ، وموضوع الرسالة .
وهذه سبعة نصوص على لسان السيد المسيح ، بالغة الوضوح ، تدل على عبادة المسيح لله بالتوحيد ودعوته لذلك.
النص الأول : " لأن لكم أبا واحدًا هو الأب السماوى " (متى:23-9)
النص الثانى : " الرب إلهنا هو الرب الوحيد "(مرقس:12-29)
النص الثالث : " لكن لا يعرف أحد متى يكون ذلك اليوم وتلك الساعة ، ولا ملائكة السماء يعرفون ، ولا الابن ، لكن الآب وحده يعلم "
(متى: 36:24، مرقس: 32:13) ، " يقصد يوم القيامة "
النص الرابع : " لماذا تدعونى صالحا ؟ أتعرف أنه لا صالح إلا الله "
(لوقا :19:18)
النص الخامس : " فقال له معلموا الشريعة : أحسنت القول يا معلم ، إنه الله وحده ولا أحد غيره " (مرقس:12-32)
النص السادس : قال فى دعائه :" وهذه هى الحياة الأبدية : أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته ". (يوحنا:17-3)
النص السابع : " ينبغى أن تعبد الرب إلهك ، وأن تسجد له وحده "
(لوقا : 4-8:7)
سبعة نصوص لم يذكر فيها المسيح غير التوحيد ، وعبادة الله .
فى النص الثالث ، ينفى عن نفسه وعن الملائكة علم الغيب ، ويقصد يوم القيامة ، ويبين أن الله وحده هو الذى يعلم ذلك ، وفى النص الأخير،يحرم العبادة أو السجود لغيره بوضوح.
فكون المسيح ينفى علم الساعة عن نفسه ويثبته لله وحده ، دليل أن الله غيره
فلا هو الله ولا الله فيه .
وفى النص الرابع ، تراه يثبت الصلاح لله وينفيه عن نفسه ، ولا شك أن الصلاح الذى نفاه عن نفسه ، صلاح الإلوهية ، الذى يعنى الكمال المطلق.
فى النص الخامس ، معلموا الشريعة ، الذين سمعوا التوحيد من المسيح يقولون:
" إنه الله وحده " ، ولم يقل له : " أنه الله وحدك " ، فهل فهم النصارى الآن أفضل من فهم من سمع المسيح ورآه ؟!!
وتوحيد المسيح هنا لم يذكر فيه أنه ينبغى أن يعبد هو مع الله ، ولا الروح القدس .
وفى النص السادس : المسيح يدعو الله ، فدل على أن الله غيره ، لأنه لا أحد يدعو نفسه ، وقال :" أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك " ، ولم يقل " أن يعرفونا نحن الإله الحقيقى وحده " ولم يقل " أن يعرفوك أنت الإله أنا " كما يزعم النصارى ؟!!
وفى النص الأخير يدعو الناس إلى توحيد الله ، والسجود له سبحانه.
وإنى لأرجوا أن يعيد النصارى قراءة أناجيلهم .
يقول ربنا عز وجل:{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا}
[ النساء:171]
وقال سبحانه:{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [المائدة:72- 73]
وقال تعالى:{ مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ } [المائدة:75]
وقال سبحانه فى شأن السيدة مريم :{ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا } [مريم:29-31]
بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } [الإخلاص:1-4]
القرآن هو الحق الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، يقرر أن المسيح ابن مريم عبد الله ورسوله .
أرسله الله إلى بنى إسرائيل مؤيدا للتوراة ، وليس ناسخا لها.
أنه لا هو الله ، ولا هو ابنه ، ولا لله ولد سبحانه .
إنما ذلك محض كذب وتلفيق ، تأباه الفطرة ، وتنكره العقول المتجردة عن العصبية ، والحزبية ، والجاهلية .
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه