سؤالهم
- لماذا لم يُدَوَّن القرآن فى مصحف واحد فى عهد نبيكم, أو حتى يُجمع بين لوحين؟
الجواب
لم يجمع القرآن فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مصحف واحد لعدة اعتبارات, أهمها:
1) احتمال نزول آيات ناسخة لآيات سابقة.
2) استمرار نزول الوحى على رسول اللهصلى الله عليه وسلم ولا يعرف أين ستوضع الآيات الجديدة.
3) كان القرآن محفوظاً فى صدر النبى صلى الله عليه وسلم وفى صدور كتبة الوحى, وفى صدور كثير من الصحابة ومع ذلك كان القرآن مكتوباً على الرِّقاع, والأكتاف, واللخاف, والعسب, وكان كله مجموعاً فى بيت رسول اللهصلى الله عليه وسلم .
ونقول للسائل: إن التوراة والإنجيل لم تتم كتابتهما فى عهد رسوليهما - على نبينا وعليهما الصلاة والسلام - فقد جاء فى (ص3) من (الكتاب المقدس طبعة لبنان سنة (1993) ما نصه: كانت أول لائحة وُضِعَت فى سبيل قانونية العهد القديم وأسفاره تضم أسفار الشريعة الخمسة فى أيام عزرا حوالى 400 ق.م ثم زاد المعلمون الأسفار النبوية من يشوع والقضاة حتى إشعياء وإرمياء, وحوالى سنة 90 ق.م التقى معلمو الشريعة اليهود من مختلف البلدان فى بلدة (يمنية) الواقعة فى (فلسطين) وثبتوا لائحة نهائية وكاملة للأسفار... إلخ.
إن معنى هذا الكلام أن أسفار (العهد القديم) الموجودة الآن لم تكن موجودة بكاملها عند أول كتابتها, كما أن أول كتابة لها كانت سنة (400 ق.م) أى بعد موت سيدنا موسى بمئات السنين, والدليل على ذلك أنها ذكرت عهد الملوك فقالت: وهؤلاء هم الملوك الذين ملكوا فى أرض أدوم قبلما مَلَكَ مَلِكٌ لبنى إسرائيل. (تكوين36: 31) وعهد الملوك فى بنى إسرائيل بدأ بعد موت سيدنا موسى بأربعة قرون. والدليل الأقوى على أن التوراة لم تُكتب فى زمن سيدنا موسى, أنها تحدثت عن موته, فمن كتبها إذن بعده؟
فمات هناك موسى عبد الرب فى أرض موآب حسب قول الرب. ودفنه فى الجواء فى أرض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات ولم تكِلَّ عينه ولا ذهبت نضارته فبكى بنو إسرائيل موسى فى عربات موآب ثلاثين يوماً. فكملت أيام بكاء مَناحة موسى (تثنية34: 5-8)
كما أن الإنجيل (العهد الجديد) لم تتم كتابته هو أيضاً فى عهد المسيح عليه السلام, والدليل على ذلك وجود أربعة أناجيل مختلفة ليس فيها (إنجيل المسيح) وكلها تذكُره بصيغة الغائب, مثل: ذهب.. جاء.. قال... إلخ, ولم يتم الاتفاق على كونها مقدسة (هى وبقية رسائل الكتاب المقدس) إلا فى القرن الرابع, وبالتحديد فى عام 325 بإقرار من (مجمع نيقيَّة), والله أعلم.