دور الطبيب المســــــــــــــــــــــــــــــــــــــلم

دراسة منهجية

الجزء الاول

لا شك أن العاقل البصير - أيا كان تخصصه أو موقـعه - يعلم بأن العمر قصير ، والأنفاس معدودة ، والموت قد يأتي بغتة ، والأطباء - بصفة خاصـة - أكـثـر الـنـاس معايشة لهذه المفاهيم ، لأنهم يحسون بها كل يوم ، بل في اليوم أكثر من مرة أحياناً.. يشاهدون لحظات الموت حية أمام نواظرهم.. يتابعون الاحتضار لحظة بلحظة.. كما أنهم يعايشـون أحاسيس أهل المريض عند موته ، لذا كان من الطبيعي أن يكونوا أكثر معرفة بالله وخوفـاً منه ، إن قورنوا بعامة الناس ، ولكن - للأسف الشديد - فإن القليل منهم في هذا الزمان يعي أهمية دوره كطبيب في الدعوة إلى الله
ودّوا لو تكفــــــرون
حرص أعداء الإسلام على اختلاف أجناسهم وألوانهم وبلدانهم على الجد في تحصيل علم الطب ، وبلغوا أرفع الدرجات ، ومما لا شك فيه ولا ريب أن من أعظم مقاصدهم تسخير نتيجة تحصيلهم في الدعوة إلى دينهم أو إخراج المسلم من دينه ليعيش بلا دين . واقرأ قولهم (( حيث تجد بشراً تجد آلاماً ، وحيث تكون الآلام تكون الحاجة إلى الطبيب ، وحيث تكون الحاجة إلى الطبيب فهنالك فرصة مناسبة للتبشير )) ، وهكذا اتخذ المبشرون الطب ستاراً يقتربون تحته من المرضى . واقرأ أيضاً قول أحدهم ويدعى الطبيب ( بول هاريسون) قال في كتابه – الطبيب في بلاد العرب - : (( إن المبشر لا يرضى عن إنشاء مستشفى ولو بلغت منافع ذلك المستشفى منطقة ( عُمان ) بأسرها . لقد وُجدنا نحن في بلاد العرب لنجعل رجالها ونساءها نصارى)) . وصدق في قوله وهو الكذوب ، فلقد أفصح عن أمر بيّته في نفسه وعنه يدافع وناضل . وصدق الله ، ومنْ أصدق من الله قيلاً ومَنْ أصدق من الله حديثاً : (( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ )) (البقرة:120) ، ولهذا كان بعضهم لا يعالج المريض أبداً إلاّ بعد أن يحمله على الاعتراف بأن الذي يشفيه هو المسيح. وفي الحبشة كانت المعالجة لا تبدأ إلاّ بعد أن يركع المريض ويسأل المسيح أن يشفيه . تقول ( ايرا هاريس ) في نصيحتها للطبيب الذاهب إلى مهمة تبشيرية : (( يجب أن تنتهز الفرص لتصل إلى آذان المسلمين وقلوبهم فترسخ بهم الإنجيل ، إيّاك أن تضيع التطبيب في المستوصفات والمستشفيات فإنه أثمن تلك الفرص على الإطلاق ، ولعل الشيطان يريد أن يفتنك فيقول لك : إن واجبك التطبيب فقط لا التبشير فلا تسمع منه ))

قامت منظّمة تنصيرية تدعى ( عملية البركة الدولية) وهي تابعة لمنظمة " شبكة الإذاعة المسيحية" والتي يرأسها منصّر أمريكي يدعى " بات روبرتسون" مرشّح الانتخابات الأمريكية عام 1987 ، قامت تلك المنظمة بتجهيز طائرة لوكهيد ( L-50-1011) وتحويلها إلى مستشفى طائر ضخم بكلفة خمسة وعشرين مليون دولار، مزوّد بجميع المعدّات اللازمة للعمليات الجراحية والعلاجية، بحيث يجوب مناطق كثيرة في العالم ويمكث في مناطق محدّدة ومختارة لمدد تتراوح ما بين أسبوع إلى عشرة أيام ، ويقدّم خدماته بالمجّان، ولكن كانت حقيقة هذا العمل المجّاني هي تنصير النّاس، فقبل بدء الكشف والعلاج يُسْأل عن ديانته، ثم يستمع لمحاضرة لمدة عشر دقائق حول المسيح عليه السلام، وعن دين النّصارى ، وضرورة البحث عن الخلاص في رحاب المسيح، ثم يعطى كمية من الكتب والنشرات ويُطلَب منه دراستها والحضور إلى عنوان معيّن بعد أيّام!!. مستشفى طبّي طائر للتنصير..، ألا تقدر أمة المليار نفس على مثله..؟!!.

هذا هو الدور التنصيري العنصري والذي جنّدَ وما يزال الطب وهو مهنة إنسانية نبيلة في هذا الهدف التخريبي الذي يفسد القلب والروح في مقابل إصلاح مضغة في الجسد ، ويقوم بدور أقرب أن يكون نوعا من اللصوصية المقنعة .

رحم الله الإمام الشافعي على ما تحسّر عليه من كون الطب قد انتقل إلى أهل الكتاب، حيث قال عاذلاً أهل الإسلام في تفريطهم في علوم الطب، يقول: (( ضيعوا ثلث العلم ، و وَكلوه إلى اليهود والنّصارى )). ولكأنّه – رحمه الله – يشير إلى الآثار السيئة المترتّبة على استحواذ أهل الكتاب على علوم الطب، مثل إعراضهم عن أخلاق الطب وما ينبغي مراعاته فيه من آداب وأخلاقيات ، يقول الإمام الشافعي ذلكم الكلام في عصره، حيث لا شوكة لأهل الكتاب ولا تسلّط ولا فشوا للفواحش فيما بينهم آنذاك كحالهم اليوم، فماذا عسى ذلكم الإمام أن يقول لو أدرك حال الغرب اليوم.

إذاً فالمجال الطبي من أوسع الأبواب التي دخل منها الداعون إلى النصرانية في بلاد المسلمين وفي غير بلاد المسلمين، ولم يكن علم المهنة ولا تخصصها مانعاً لمثل هؤلاء في استثمار المجال الذي يعملون فيه في الدعوة إلى النصرانية، وكما نعلم فإن آلاف بل ملايين تحولوا من الإسلام إلى النصرانية من خلال هذه البوابة ، بوابة الطب. وفي أندونيسيا مثال صارخ لمثل هذا الاستغلال البشع من هؤلاء للدعوة إلى النصرانية من خلال التضليل والتدليس واستغلال حاجات الناس . إذا كان كذلك فهل ينبغي أن يقشعر بدن كثير من المسلمين إذا قلنا لهم أن المجال الطبي من أوسع مجالات الدعوة إلى الله عزوجل وكأنهم يظنوننا نريد أن يترك الطبيب مجسه ومبضعه لأجل أن يتلو محاضرة !! ، لا نريد ذلك وإنما نريد منه الكلمة الحسنة والأسلوب المهذب والتنبيه إلى المخالفة وإهداء ما يستطيع من خلال عمله الطبي أو من خلال المجتمع الذي يعيش فيه. نأمل أن نرى المجال الطبي من أنشط المجالات في نشر الدعوة وحض الناس على الخير ، ولسنا نطلب أن تنقلب العيادات والمستشفيات إلى قاعات محاضرات ولا إلى منابر واعظين ،وإنما نبتغي أن يستغل العاملون في هذا المجال مواقعهم المؤثرة لأجل أن يبلغوا ما يستطيعون من الخير وأن يتخففوا قدر ما يستطيعون من المخالفة.

ومما يزيدنا يقيناً بأهميّة الدعوة في المجال الطّبي و أن المستشفيات أرض خصبة للدعوة ما للطب من علاقة جذرية بحياة الناس ، فمن من الناس لا يمرض ولا يعتل ؟ ، ومَنْ مِنَ الناس لا يعتري صحته سقم ولا نصب ؟ ، فكل الناس كذلك – إلاّ من شاء الله – لذا ترى الناس يهرعون إلى طلب الاستطباب طمعاً في الشفاء ، ويتحملون في ذلك الغالي والنفيس ، وكل ذلك يهون أمام نعمة الصحة والعافية .و قد عرف أعداؤنا ذلك و وظّفوه خير التوظيف ، فلا يصيب بلدٌ كارثةٌ ولا نازلة إلا ويهرع أطباء الصليب، يعطون الدواء بيد، والصليب باليد الأخرى.
هذه مشكلتنا
عندما يقلّب المرء نظره في مستشفياتنا ومراكزنا الصحيّة، و يتأمّل واقع العمل الصحيّ اليوم، يرتدّ إليه بصره حسيراً ، لا لقصورٍ في العمل التقني، ولا في التجهيزات ذات المستوى التقنّي المتقدّم، ولا في الكوادر المؤهّلة تأهيلاً متميّزاً ؛ بل لقصورٍ مخلّ في أساس العمل الطبّي لدينا ، في الخلفية التي نعمل من خلالها، في الكيفية التي نبرمج بها أنظمتنا. بدايةً من التخطيط لبناء أيّ مستشفى في بلدٍ إسلامي، أين التفكير المبكّر في وضع تصميم يُراعى فيه الفصل بين النّساء والرجال، أماكن الصلاة و ما إلى ذلك . مروراً باختيار العاملين واستقدامهم من بلدان كافرة ، انتهاءً إلى عدم وضع تصحيح جذري لوضع الكليّات الطبيّة لدينا و إعادة تأهيلها شرعياً لتصبح كليّات طبيّة إسلاميّة. وبين كل ذلك معاناة المجال الصحي الرئيسية وأساس المشاكل ، الاختلاط.

مشكلتنا الأساسية اليوم أننا ورثنا الطب من الأسلوب الغربي شئنا أم أبينا، هذا الأسلوب الغربي الذي صرنا نقلّده تقليداً كاملاً في أسلوب التدريس وطريقته، وفي طبيعة ما يدرّس ، ثم في طريقة التطبيق العمليّ، والتخصص بعد ذلك ، حتى في كيفية فحص المرضى . الغرب له خلفيته الثقافية والعقدية التي يرى من خلالها القضايا، ونحن لنا عقائدنا وديننا ومفهومنا المستقل وإدراك ذلك يقودنا إلى إصلاح الأصل والأساس. لماذا يجب على طالب الطب – مثلاً – أن يولّد نسوة ويتجاوز الشرع والأحكام؟!..، هل لأن جورج وسميث أقرّا ذلك..؟!!

الإسلام يرفض ذلك النمط من الطب والأطباء المتقوقع داخل ذاته ، لا يعلم من أمر الدنيا إلا القليل ، ولا يعلم من أمر دينه غير الأقل ، ولقد اكتسبنا هذا النمط من الطب والأطباء من الطب الغربي الحديث الذي يزداد تقوقعاً وتجزءاً كلما تقدم في العلم. وكلنا يعرف كيف كان حال الطبيب في تاريخنا الإسلامي، وكيف كانت مساحة المعرفة بين علمه وفنه التقني ، وبين مجالات الثقافة الواسعة والوعي الإسلامي الصحيح فالتكامل والشمول صفتان منبثقتان انبثاقاً مباشراً من الإسلام وهما ملازمتان لشخصية المسلم الصحيح فهما في الطب ألزم ، لأن مهمة الطب والطبيب هي المشاركة الفعالة في إيجاد الإنسان الصحيح ، سواء بعلاج المرض أو تفادي وقوعه ، علاجاً لا يعتمد فقط على التحديد القاصر لمفهوم الصحة والمرض في العلم المادي ، ولكن بمعناها الشامل المتكامل كما يبدو من خلال المفهوم الإسلامي . وإذا تيقن الطبيب المسلم أن "الاستواء الصحي" بمعناه الواسع الذي يستوعب حياة الإنسان بكاملها : جسماً وعقلاً وروحاً ، وخلقاً وسلوكاً ، فطرةً واكتساباً، وهو "سلامة وصحة" ذات مفهوم تعجز كل النظم الأخرى عن استيعاب جوانبه فضلا عن محاكاته وبه تصلح حياة الفرد الإنسانية ، ومن ثم حياة المجتمع البشري ؛ فإنه يستطيع أن ينشئ طباً يكون فتحاً في عالم الطب ، ونوراً يهدي إلى البشرية التي تتخبطها ظلمات الحياة رغم منجزات العلم الهائلة

فحريّ بالطبيب وطالب الطب بعد أن أدرك هذه الحقائق أن يسعى جادّاً لتطوير ذاته، و بنائها بناءً متكاملاً، لا يتعلّم الطب فقط ؛ بل أخلاقيات الطب وآداب الطبيب و ما يحتاج إليه من زادٍ شرعي كفردٍ مسْلِم. لا يلبس المعطف الأبيض فينفصل عن كل ما ليس له علاقة بالطب في نظره، بل عليه أن يكون بردائه الأبيض الطبيب والمربّي والداعية المصْلِح الآمر بالمعروف والنّاهي عن المنكر، فالطب والدّعوة قرينان، وليس النصراني أولى منه بذلك.
الطبيب الداعية : طبيبٌ مسْلِم أم مسلمٌ طبيب..؟
أول ما يتميز به الطبيب الداعية أن يكون مسلماً طبيباً لا طبيباً مسلماً فحسب ، يعني قبل كل شيء أن يكون هدفه الأول هو الإسلام ، وأما الطب فهو وسيلة لخدمة هذا الهدف أولاً ، ثم لكسب عيشه في حياته الدنيا ثانياًً ، مدركاً بذلك قوله تعالى : (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلالِيَعْبُدُونِ)) (الذريات:56)

إن تعبير" المسلم الطبيب " يعني بالضرورة أن يكون هذا الطبيب قدوة صحيحة ممثلة للإسلام خير تمثيل بواقعه كله ، فما أسوأ أن ينفصل القول عن العمل ، والواقع عن المثال ، وما أخطر النتائج التي تترتب على مثل هذا الانفصال ، في الدنيا على مرضاه وتلاميذه ومعاونيه في العمل ، وفي الآخرة حيث يكون المقت الشديد عند الله

فالمسلم الطبيب هو حقيقةً داعية إلى الله عز وجل بالدرجة الأولى وإن المجال الذي يعمل فيه الطبيب المسلم يؤهله للقيام بدور كبير في الدعوة إلى الله عز وجل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي تصحيح واقع كثير من الناس .

إن الدعوة إلى الله تحتاج إلى إخلاص العمل لله عز وجل وإصلاح النفس وتهذيبها وتزكيتها . وأن يكون لدى الداعية فقه في الدعوة إلى الله وفق منهج الله الذي شرعه لعباده ، وهذا الجانب يحتاج من الطبيب إلى التفقه في الدين في الأمور التي تواجهه في ممارساته اليومية ، وسؤال أهل العلم قال تعالى : ((فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) (الأنبياء:7) ، ومجالسة العلماء وحضور بعض حلقات الذكر وطلب العلم في مجال التخصص.
ما هي الفرصة الذهبية للطبيب المسلم..؟
في قصّة أصحاب الأخدود، يمرّ بنا الغلام الذي جعل الله له شيئاً من الخصائص، فقد كان – بقدرة الله – يبرئ الأكمه والأبرص والأعمى، و كان لا يعالج أحداً حتى يقول له إذا آمنت بالله تعالى ودخلت دين الإسلام فإني أدعو الله لك فيبرئك فيؤمن وزير الملك الذي كان أعمى ويؤمن به أقوام ثم يقدّم حياته رخيصة لإعلاء كلمة الله وتسلم القرية بل المدينة بأكملها بسبب هذا الطبيب المسلم الذي استغلّ مهنة الطب في الدعوة إلى الله تعالى‍.

والداعية إلى الله عموماً في المجتمع قد يصَادف بصدود كبير وبمقاومات عنيفة وعوامل كثيرة تجعله لا يستطيع أن يوصل ما يريد إيصاله من الأفكار الإسلامية للناس ، ولكن الطبيب عنده فرصة ذهبية لا تكاد توجد لغيره فهو يتعامل مع الشخص في حالة ضعف ، والشخص عندما يكون مريضاً أو على وشك الموت فإنه يكون في حالة من التقبّل لتقوية صلته بالله أكثر من أي شخص آخر، وهنا تبرز قضية الجانب الإيجابي الذي يتمتع به كثير من الأطباء والذي لا يوجد لغيرهم من المسلمين الذين يعتنون بالدعوة إلى الله في أماكن أخرى.
من أين نبدأ إعداد الطبيب الداعية..؟
من كليّات الطب يبدأ الإعداد، والإعداد نقصد به الإعداد العلميّ الطبيّ والإعداد الدّعوي الديني، أما الأول فكليّاتنا الطبيّة من أحرص المدارس الطبيّة عليه، وأما الإعداد الدّعوي الديني فنقصد به ذلك الإعداد الذي يؤهل طالب الطب ليكون طبيباً داعية، بل داعية وهو على مقاعد الدراسة في كلية الطب ، أن يكون مدركاً لحقائق الإسلام ، عقيدة وشريعةً ، خلقاً وسلوكاً وغايةً، لا تكون حماسته للعمل الدعوي مجرد شعلة و تنطفئ أو عواطف مشبوبة لا تؤدي دوراً إيجابياً في واقع الحياة ، وإنما يكون مطلعاً على آفاق المعركة الدائرة بين الحق والباطل ، بين الإسلام وأعدائه، أن يكون إنساناً مسلماً تنطق أفعاله وأقواله بخلق الإسلام .
أساتذة كليات الطب والمشرفون على شؤونها الأكاديمية
لابدّ أن يكون الأساتذة في كليّة الطب قدوة لطلابهم وطالباتهم في تمثيل الإسلام والدعوة خير تمثيل، يتعلمون منهم الاستئذان والدعاء للمريض والرّفق به ومراعاة شعوره، يتعلّمون منهم أن يسألوا المريض عن حاله مع الطهارة والصلاة، يتعلمون منهم أن يكون مشاعل خير تربط بين الطب والدعوة في كل درس ، وأمام كل مريض، وعند كل لقاء، يتعلمون منهم أن الضرورات تقدّر بقدرها، فلا كشفٌ جائرٌ للعورة، يتعلمون منهم ترديد النداء عند الأذان والمسارعة لأداء الصلاة جماعة في وقتها، يتعلمون منهم غضّ البصر والتخلّق بخلق الحياء، يتعلّمون منهم اللين والسماحة في المعاملة والابتسامة والرفق والبشاشة.

ويعلم الطلبة تماماً أثر تصرّفات الأساتذة سلبية كانت أم إيجابية في أنفسهم، إنه أثرٌ عظيمٌ جداً ، يصبح مادةً لحديثهم أيّاماً، ويذكرونه ولو بعد حين ، فليعي الأساتذة ذلك وليكونوا قدوةً حسنة فقد يعالجون مريضاً واحداً، وبتخريجهم هؤلاء الأطباء يعالجون أضعافاً مضاعفة ، فليسنّوا سنناً حسنة ليكون لهم أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.

والكلمات من الأساتذة تقع من الطلاب والطالبات موقعاً عظيماً، فما أجمل أن يعلم الأساتذة طلبتهم شعيرة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، فكم أثّرت كلماتُ أستاذٍ في نفسِ طالبةٍ متبرّجة ، وكم أثّرت في طالبٍ مدخّن، وآخرَ مفرّط في الصلاة أو إطلاق النّظرات.

وكم من أستاذٍ أضاف إلى طالبه وطالبته الجرأة في الحق ، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، فهذّب حماسهم و سدّد اندفاعهم و وازن على طريق الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خطاهم ، و كان خير عونٍ لهم في التعامل مع ما يعترض طريقهم من مواقف ومنكرات.

لابدّ أن ينبّه الأساتذة طلبتهم إلى أننا ورثنا الطب عن الغرب بإيجابياته ومساوئه، وأننا يجب أن نسعى جاهدين لأسلمة الطب ، وأن يكون العمل الطبي ضمن رؤية إسلامية. ينبغي للأستاذ أن يعمّق هذه القضية في نفوس طلبته حتى يكبر الطالب و هو يحمل هدفاً وغاية، تحمله إلى الإخلاص والإتقان في طلب علم الطب وفي الوقت ذاته تحمله إلى الإبداع والانفصال عن المؤسسات الغربية، فيكون له تفكيره ونمطه الإبداعي الذي يناسب قيمه وشريعته الغرّاء، حتى ننجوا من التقليد والتبعية المقيتة والإعجاب بالنموذج الغربي . فليعلّم الأساتذة طلبتهم الثقة بالنّفس والاعتداد بشخصيّة الفرد المسلم ، كما قال الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله – في ذكرياته : (( عندنا أطباء وعندنا مستشفيات وعندنا تجهيزات ووسائل للشفاء ، كل هذا عندنا ولكن ليست عندنا الثقة بأنفسنا . فإذا وثقنا بأنفسنا وأطبائنا وراجع الأطباء أنفسهم فنزهوها عن عيوبها واستكملوا فضائلها لم نحتج معهم إلى غيرهم)) .

لابد من تحريك الهمم إلى الدعوة إلى الله تعالى في أوساط الطلبة والطالبات من قِبَل الأطباء المشرفين عليهم ، وليعملوا على إيجاد مجموعات دعوية في أوساط طلبة وطالبات كلية الطب. وليحرص الأساتذة الفضلاء كل الحرص على إبعاد الطالبات عن مواطن الفِتَن والشُبَه وما يتم الواجب بدونه.

ولابدّ أن تُعنى اللجان المسؤولة عن الطلبة والمناهج بتغذية طالب كلية الطب بما يحتاجه من زاد ديني دعوي، مما لا يُستغنى عن معرفته، ويحتاجه الطبيب في حياته اليومية من أحكام، كأحكام الطهارة والصلاة وإزالة النجاسة والصيام وأحكام الممارسات الطبية المختلفة، وطرق التعامل والحكم على كل حالة ، فالطبيب في مرحلة من حياته سيُعيِن الفقيه في تبيان حكم شرعي، وهو يومياً يقابل مرضاً يحتاجون فتاوى في شأن الطهارة والصلاة والصيام ، وقبل ذلك هو يعيش في بيئة مختلفة مختَلَطَة يحتاج معها إلى بيان أحكام التعامل مع النساء والكفار وغيــــرهم، وبعض الكليّات الطبية اهتمت بهذا الجانب عناية طيّبة في إدراج مقرر أخلاقيات الطبيب المسلم ضمن مناهجها.

ولا بدّ أن تُعْنَى عناية خاصّة بمراعاة احتياجات الطالبات والطلاب التعليمية والوظيفية فيما بعد، فتؤهّل الطالبات - مثلاً – لمعرفة كل ما يتعلّق بطبّ النساء والولادة باستفاضَة، و كل الأمراض التي يمكن أن تصيبهنّ كما تصيب الرّجال و كيفية التعامل معها ، وفي المقابل أن تدرّس الطلاب طب النساء والولادة بمقدارٍ محدود لا يُلزَمُون معه بفحص العورات المغلّظة للنّساء ، ولا يتجاوزون الأحكام الشرعيّة في أحكام العورات والضرورات.

ولابدّ أن تُعنى بالاستضافة الدورية للعلماء الأفاضل وطلبة العلم وعقد اللقاءات المفتوحة معهم ، والعناية الخاصّة بعقد المسابقات في حفظ القرآن الكريم والسنّة النبوية والمتون العلميّة، إضافة لتشجيع الطلبة على الالتحاق باللجان الطبية الدعوية المختلفة، و الحرص على إقامة الرحلات وما تحمله من قيمة دعوية غنيّة ، والاهتمام بدعوة الطالبات خاصّة.
طلاب الطب
إن المفتاح السحري وبيت القصيد في إعداد الطبيب الداعية هو عزة طالب الطب بدينه، اعتزازه بالإسلام ، ومعرفة أن عليه واجبات محتمة المعرفة والأداء، يعرف واجبه بوجوب الإتقان و الإخلاص و التعبّد لله بطلب هذا العلم فإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، يعلم يقيناً أنه متى ما أخلص النية لله وقصد وجهه و طلب رضاه وسخر موقعه في الدعوة إليه ؛ تيسرت له الأمور من حيث لا يحتسب وبورك له في أوقاته وأعماله وعلمه ورفعت درجاته في عليين بل وطرح له القبول عند أهل الأرض والسماء!!.. ، فهو مأجور مادام يطلب العلم لله ولم ينسَ الله ساعة ..!!

يجب على طالب الطب أن يخلص في طلب علم الطب، وأن يُتقِن في التعلّم و التّطبيق ، و يواكب آخر المستجدّات العلمية مهما نال من الدّرجات العلميّة، فالله سبحانه وتعالى يقول : ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) (المجادلة:11) ، فالطبيب المتقن المتبحّر في علمه ، واسع الإطّلاع لا شكّ مقدّم على غيره، متميزٌ أيّما تميّز ، كلمته مسموعة، ورأيه محلّ قبول، و إبداعه وتفوقه أداة دعوة خيرٍ في المؤتمرات المحليّة والمحافل العالمية.

هاهما المفتاحان .. الإتقان و الإخلاص والنزاهة في طلب العلم .. و الاعتزاز بالإسلام و الحفاظ عليه والنهل من علومه قدر الاستطاعة للقيام بواجب الدعوة المحتم على كل من تسمّى باسم الإسلام ..!!

إن الذي يعيش لنفسه دون أن يفكر بمن حوله، دون أن يضع أمامه أهدافاً دعوية طامحة، دون أن يفرغ نفسه ساعة في الأسبوع لطلب علم شرعي وحفظ وجه من القرآن، و دون أن يفكّر في مشاريع تخدم الإسلام من خلال هذا العلم الذي أنعم الله عليه به ؛ قد يعيش مستريحا ، ولكنه يعيش صغيراً ويموت صغيراً ، فأما الكبير الذي يحمل هذا العبء الكبير ((همّ الدعوة )) فماله والنوم ؟ ، وماله والراحة ؟، ماله والفراش الدافئ؟ ، والعيش الهادئ والمتاع المريح ؟ .ولقد عرف رسولنا صلى الله عليه وسلم حقيقة الأمر وقدره ، فقال لأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها : ((مضى عهد النوم يا خديجة )).. ،و نحن نقول : (( مضى عهد النوم يا طلبة الطب )).

وحتى لا تكون كلماتنا وطموحنا مجرد فقاعات طائرة .. سرعان ما تنفجر مخلفة في الفراغ لا شيء ؛ كان لزاماً على الطلاب والطالبات أن يوطّنوا أنفسهم على عدة أمور وأن يرسموا الأهداف و يخطونّ الطريق للوصول للصورة المثالية للطبيب المسلم الداعية:

1- أحوج ما يحتاجه طالب الطب قدوة ناطقة ، صادقة مع الله و مع نفسها ، متقنة مخلصة في عملها ، تنطق بعطائها أفعالها، و تخطّ أخلاقها وهمّتها العالية درب طموحه ، فيستيقظ المارد العملاق ويرى هذا النموذج المبهر فيكون الاقتداء هو الأمل ومن أجله العمل.

2- الدعوة إلى الله على بصيرة واجب خاصة في حالته و في المجتمع الذي يخالط، يخالط الكبير والصغير، البرّ والفاجر، المسلم والكافر، ولكل هؤلاء طريقة في الدعوة و بوابة للإصلاح الذي يبدأ من نفسه أولاً فيكون قدوة في تعاملاته وأخلاقه ، وكما ذكر أحد الدعاة فهناك عوامل مهمة لبناء شخصية الداعية ومنها:
أولا: إصلاح النفس وتربيتها على الإيمان والتقوى؛ فإن الداعية يدعو بعمله قبل أن يدعو بقوله، وهو عرضة لآفات عدة، فما لم يكن متسلحاً بسلاح التقوى فلن يستطيع أن يقوم بالواجب على الوجه الذي ينبغي.
ثانيا: لابد من تنقية النفس من الصفات المذمومة، كالعجلة والسفه والطيش والجبن والبخل والكسل وغيرها من الصفات.
ثالثا: أن يتعلم العلوم الشرعية التي يحتاجها، والعلم الشرعي درجات ورتب متفاوتة، وكل يأخذ منه بحسب ما آتاه الله من حرص وقدرة، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.
رابعا: أن يتعلم ويتقن المهارات الاجتماعية التي تعينه على بناء علاقة جيدة مع الناس، وتجعله شخصية محبوبة.
خامسا: أن يتعلم المهارات الدعوية، كمهارة الحوار، والإقناع، والتأثير و الاتصال... وغيرها.
سادسا: أن يتعلم ويتقن الوسائل الدعوية التي تعينه على إيصال رسالته الدعوية للناس.
سابعاً: أن يتعلم المهارات الشخصية التي تعينه على تنظيم حياته ووقته بما يخدم دعوته، كإدارة الوقت، وإدارة الاجتماعات...ونحو ذلك.

ومن المصادر التي تعينه على تعلم وإتقان هذه المعارف والمهارات: مصاحبة أهل العلم والدعاة إلى الله عز وجل، والمشاركة في الأعمال الدعوية والتدرب عليها، وزيارة المؤسسات الدعوية، والالتقاء بأصحاب التجارب الدعوية والإفادة من تجاربهم، والقراءة فيما سطره الدعاة إلى الله قديما وحديثا.

ومما ينبغي أن يعلم أن الدعوة مراتب ودرجات، وكل مسلم يستطيع أن يدعو بحسب ما آتاه الله تعالى، فاحرص على بلوغ المراتب العالية، لكن لايصدك عن الدعوة استصعاب الطريق واستطالته، فابذل جهدك وطاقتك، وفي الوقت نفسك احرص على الارتقاء بمهاراتك وقدراتك.

3- دعوة زملاء الدراسة .. فما أجملها والله من دعوة .. دعوة المشفق على صاحبه ورفيقه في الدراسة .. المحب له في الله ..، نعم.. ستكسب الأمة فرداً عاملاً وطبيباً مسلماً داعية ..ليتعلم طالب الطب فنون الحوار والدعوة .. وليقتدي بالمربين الفضلاء والدعاة البشوشين ومن سبقه من الأطباء الدعاة أصحاب الأخلاق الرفيعة والضمائر النزيهة .. فالدعوة إلى الله عز وجل ليست مقصورة على مجتمع بذاته بل هي في كل زمان ومكان ولا انقطاع عنها بحال من الأحوال وقد كان يوسف عليه السلام داعية حتى في سجنه..

ومن ما يعين على ذلك:
?أ- عقد الاجتماعات الطلابية وجعلها منبراً للدعوة إلى الله عز وجل وتوجيه الدعوات إلى الطلاب للمشاركة في أنشطتها خاصة في العطل الصيفية.

ب- تكوين لقاءات مع الطلبة والاهتمام بالجدد منهم وتقديم المسابقات والبرامج المتنوعة التي تكون جاذبة للطلاب ووسيلة لدعوتهم.

ج- التنسيق مع أعضاء هيئة التدريس والأطباء المهتمين بالدعوة وإيجاد اللقاءات بينهم وبين الطلاب والاستفادة منهم في تسهيل كثير من المصاعب .

د- إفادة الطلاب علمياً في دراستهم من أكبر الأمور الجاذبة لهم وهي وسيلة مفيدة ومجربة.

?هـ- استغلال الجمعيات الطبية المتخصصة وتوجيهها لخدمة الدعوة إلى الله عز وجل .

4- حفظ القرآن الكريم و التسلّح بالعلم الشرعي قدر الاستطاعة ففيه استصلاح للقلب و تقوية للذاكرة و إنعاش للنفس و جلاء الأحزان والهموم و استشعار مراقبة الله والطمع فيما عنده والعمل لرفعة هذا الدين وأهله ، وفي سؤال للشيخ المربي محمد الدويش (15) هذا نصه :
أنا طالب بكلية الطب وأتمنى أن يمن الله علي وأحفظ كتاب الله وأتعلم العلم الشرعي فما هي الطريقة المثلى لذلك وما هي الكتب التي تنصحني بقراءتها وما هي أفضل طريقة لمراجعة كتاب الله بعد حفظه؟
فأجاب حفظه الله :
" الطريقة المثلى هي :
أ - ابذل الجهد في طلب العلم الشرعي، وأن تعلم أن العلم لا يدرك براحة الجهد ، فلا بد من المجاهدة والمجالدة في تحصيله ، واقرأ في ذلك ما بذله علماء السلف من جهد عظيم في طلب العلم ففيه تقوية للعزائم .
ب- الارتباط ببعض الزملاء الجادين في طلب العلم والتعاون معهم في ذلك .
جـ - قراءة بعض الكتب التي تكلمت عن أدب ومنهجية طلب العلم ، كحلية طالب العلم ، وجامع بيان العلم وفضله وجامع المتون وغيرها مما هو معروف في الساحة العلمية . والطرق التي يتم بها مراجعة القرآن كثيرة ومختلفة ، وكل شخص له ما يناسب حاله وفقك الله ". ا.هـ.

5- عقد اللقاءات الطلابية في الإجازة الصيفية تحت مظلة الكليات الطبية وبالتعاون مع المؤسسات الخيرية الجامعة و تحت رعاية وإشراف أطباء دعاة ، يكون لها برامج متنوعة و مفيدة تسهم في بناء جيل من الأطباء الدعاة مراقبي الله في أعمالهم و سكناتهم .. ولتحقيق ذلك و حتى نستفيد من هذا العنصر في خدمة هدفنا .. هناك عدة منافذ و قنوات يستطيع طالب الطب إلزام نفسه وزملاءه بها كخطوة أولية مرحلية يثبت من خلالها نفسه على أول الطريق:

أ - عقد جلسات حوار تناقش فيها أفكار ومقترحات دعوية كالأساليب الدعوية المناسبة في بيئة المستشفى والكلية .
ب- تنمية مهارات الطلاب المختلفة في الإلقاء والطباعة وفنون الحوار وإنشاء المواقع على الشبكة العنكبوتية .
جـ- عقد اللقاءات مع طلاب العلم لإعطاء دروس في العلوم الشرعية الأساسية .
د- التسابق بين الطلاب في حفظ القرآن الكريم.
هـ - تجميع مادة موقع على الشبكة العنكبوتية يضم الفتاوى الطبية و التطبيقات الطبية في الفقه و البحوث العلمية الطبية في الأخلاقيات الطبية وأخلاقيات البحث العلمي، و عرض إنجازات اللجان الطبية المتطوعة و بناء قاعدة بيانات ضخمة لعرض إنجازات الأطباء الدعاة والإفادة من بحوثهم المتفوقة في مجال تخصصاتهم ليكونوا قدوة للجيل الجديد.. بالإضافة لإمكانية الإفادة من عرض الأفكار المختلفة والاتصال بطلبة على نفس المستوى من الاهتمام الدعوي على مستوى العالم الإسلامي ، وقد شرع بعض الطلاب والطالبات بهذه الخطوة بشكل طيب (16).
و- دراسة بعض التجارب الدعوية الناجحة القديمة والمعاصرة.
ز- دراسة بعض المواقف الدعوية من السيرة وتحليلها.
حـ - زيارة المؤسسات الدعوية وعرض الخدمات والتعاون معهم.
ط- إعداد مواد دعوية [مشروع. رسالة مناصحة, مسابقة..]
ي - زيارة بعض الشخصيات الدعوية والحوار معهم حول أمور الدعوة.
ل – عقد دروس للمصطلحات الدعوية باللغة الإنجليزية.

6- أن تكون هناك مرجعية شرعية ولجان دعوية مرابطة في المستشفى والكلية تعين الطلبة والأطباء على ترجمة أفكارهم لواقع .. و تعينهم في الوصول إلى الحكم الشرعي في مسألة بأسرع وأسهل الطرق فتكون كحلقة الوصل بينهم وبين العلماء.. و تأخذ على عاتقها التوعية الدينية للمرضى والزوار بل والطلبة والطالبات.

7- الإفادة من مرحلة التطبيق العملي والتي تبدأ في السنة الثالثة ، حيث يبدأ الاتصال المباشر بالمرضى و أروقة المستشفيات الجامعية، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر الفضيلة والخير، من عناية بطهارة وصلاة المرضى، وحجاب المريضات والزائرات والزميلات بالحكمة والموعظة الحسنة، و عناية خاصة بنشر المطويات والشريط الإسلامي واللوحات الإرشادية التوعوية بعد موافقة اللجان المختصّة ، فسنين الدراسة مرحلة ذهبية للإفادة من كل خير.

8- الحرص على أن لا يشغلكم شيء عن تلبية النداء والصلاة جماعة و تذكير من تقابلون بالصلاة.