الفرق بين التشبيه والتمثيل..,ورد العلماء
--------------------------------------------------------------------------------

فرق بين التشبيه والتمثيل.. العلامة عبد العزيز الراجحى

متقاربان، التشبيه هو التمثيل، والتمثيل هو التشبيه، هناك فرق دقيق بينهما،
ورد في النصوص أن الله لا مثيل له، فيقال: إن الله لا مثيل له،
أما الشبيه فقد يكون هناك فرق بين التشبيه والتمثيل، فالله -تعالى- قال:( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير ) ولم يقل: لا شبيه له، ولهذا لما قالت الجهمية: إن الله لا يشبه المخلوق بوجه من وجوه الشبه كفرهم الأئمة،
الإمام أحمد قال: كفرتم. قالوا: كيف كذلك؟ قال: لا بد من إثبات نوع من الشبه، وهو الشبه عند القطع عن الإضافة والتخصيص، حينما يقال مثلا: إثبات لله علم سمع بصر قدرة إرادة، فإذا قطعتها عن الإضافة والاختصاص صار العلم يشمل علم الخالق وعلم المخلوق، قدرة: قدرة الخالق وقدرة المخلوق، يشتركان لكن هذا الاشتراك في الذهن، فإذا أضفت قلت: علم الله، قدرة الله، سمع الله، زال الاشتباه، صار في الخارج، فإذا كان في الذهن صار فيه اشتراك، وإذا كان في الخارج زال الاشتراك.
ومتى يكون في الذهن؟ إذا قطع عن الإضافة والاختصاص، فإذا قلت: وجود، لفظ وجود هذا يشمل وجود الخالق ووجود المخلوق، علم علم الخالق وعلم المخلوق، لأنك قطعت عن الإضافة والاختصاص، ولكن هذا الاشتراك إنما هو في الذهن، ومن لم يثبت هذا الاشتراك في الذهن هذا أنكر وجود الشيء، فالذي يقول: إن الله لا يشبه المخلوق بوجه من وجوه الشبه معناه أنكر الوجود عند القطع عن الإضافة والاختصاص، وهذا معناه إنكار لوجود الله، وهذا يعتبر فرقا بين التشبيه والتمثيل، فيقال: إن الله -تعالى- لا يماثل المخلوقات بوجه من وجوه التمثيل، لكن لا يقال: إن الله لا يشبه المخلوقات بوجه من الوجوه، لا بد من إثبات وجه، وهذا الوجه يكون في الذهن عند القطع عن الإضافة والاختصاص، لأن من أنكر هذا الوجه معناه أنكر وجوه الشيء، لا بد إثبات نوع من الشبه وهو المشابهة عند القطع عن الإضافة والاختصاص، وهذا إنما يكون في الذهن، لا في الخارج، نعم.

فضيلة العلامة عبد العزيز الراجحى ( شرح أصول السنة لابن أبي زمنين )


محمد بن صالح العثيمين

ما الفرق بين التشبيه والتمثيل في الأسماء والصفات؟

فأجاب بقوله: التشبيه والتمثيل في الأسماء والصفات بينهما فرق، ولهذا ينبغي أن نقول: "من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل"، بدل قول: "من غير تأويل، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تشبيه".

فالتعبير بالتمثيل أولى لأمور:

أولاً: أنه الموافق للفظ القرآن في قوله تعالى: {ليس كمثله شيء}، {فلا تضربوا لله الأمثال}، ولم يقل: ليس كشبهه شيء ولا قال: فلا تضربوا لله الأشباه.

ثانياً: أن التشبيه صار وصفاً يختلف الناس في فهمه، فعند بعض الناس إثبات الصفات يسمى تشبيهاً، ويسمونه من أثبت صفة لله مشبهاً، فتجد ذلك عند المعتزلة كما يقول: الزمخشري في تفسيره الكشاف: "وقالت المشبهة"، ويقصد أهل السنة والجماعة.

ثالثاً: أن نفي التشبيه على الإطلاق بين صفات الخالق وصفات المخلوق لا يصح، لأنه ما منا من صفتين ثابتتين إلا وبينهما اشتراك في أصل المعنى وهذا الاشتراك نوع من المشابهة: فالعلم مثلاً، للإنسان علم، وللرب سبحانه علم، فاشتركا في أصل المعنى، لكن لا يستويان، أما التمثيل فيصح أن تنفي نفياً مطلقاً.

وأيضاً فلا يقال: من غير تأويل بل من غير تحريف، لأن التأويل في أسماء الله وصفاته ليس منفياً على كل حال، بل ما دل عليه الدليل فهو تأويل ثابت وهو بمعنى التفسير، وإنما المنفي هو التحريف وهو صرف اللفظ عن ظاهره بغير دليل، كما صنع أهل التعطيل الذين اختلفوا فيما نفوا وأثبتوا من أسماء الله وصفاته، فمنهم من أثبت الأسماء وبعض الصفات ونفي أكثر الصفات، ومنهم من أثبت الأسماء ونفي الصفات كلها، ومنهم من نفي الأسماء والصفات كلها، ومنهم من نفي كل إثبات وكل نفي فقال: لا تصف الله بإثبات ولا نفي.

وأهل السنة بريئون من هذا ويثبتون لله تعالى كل ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات.

وكذلك فقد جاء النص بذم التحريف في قوله: {يحرفون الكلم عن مواضعه}، ولم يقل: يؤولون، والتزام الألفاظ الشرعية التي جاء بها الكتاب والسنة أولى من إحداث ألفاظ أخرى، لأن ما جاء في الشرع أشد وأقوى.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب الأسماء والصفات.


ذكر الشيخ صالح آل الشيخ في شرح العقيدة الواسطية:

*هنا تنبيه : وهو أن التمثيل يختلف عن التشبيه ، التمثيل أن يُجعل الشيءُ مماثلا للشيء في صفة كاملة أو في الصفات كلها ، نقول : محمد مثل خالد إذا كان محمد مثل خالد في جميع الصفات أو في صفة كاملة ، محمد مثل خالد في الكرم يعني يماثله تماما .
أما المشابهة فهي اشتراك في بعض الصفة أو في بعض الصفات .
قال بعض العلماء أو في كل الصفات ، يعني جعلوا التشبيه أوسع من التمثيل .
يعني بعض العلماء جعل التمثيل أوسع من التشبيه .
ولهذا فإن نفي التشبيه ، إذا نُفِي في نصوص العلماء أهل السنة والجماعة فإنما يعنون به التشبيه الذي هو التمثيل .
المماثلة في صفة كاملة أو المماثلة في الصفات .
أما التشبيه الذي هو اشتراك في جزء المعنى فإن هذا ليس مرادا لهم لأنهم يثبتون الاشتراك ، فالله جل وعلا له سمع وللمخلوق سمع
وهناك اشتراك في اللفظ وفي جزء المعنى .
فالسمع معناه معروف في اللغة لكن من حيث تعلقه بالمخلوق يختلف عن جهة تعلقه بالخالق .
ولهذا فإننا نقول في الصفات هنا كما قال ومن غير تكييف ولا تمثيل وإذا قيل من غير تشبيه فإنهم يريدون بالتشبيه التمثيل وهذا مستعمل عند العلماء أنهم ينفون التشبيه ويريدون به التمثيل .اه
فالتشبيه قد يطلق ويراد به المماثلة فنقول المخلوق لايشبه الله في أسماءه وصفاته وأفعاله وقد يراد به المشابهة القاصره أي المشابهة في أصل المعنى أي(أن المخلوق مثلا له سمع والله له سمع وهكذا فهذا لااشكال فيه), والله أعلم.