اخوانى الكرام انتشرت على المنتديات المسيحية شبهة حول حديث عبد الله بن مسعود حينما رافق رسول
الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن والحديث هو الأتى.
(( قال استبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فانطلقنا حتى أتيت مكان كذا وكذا فخط لي خطة فقال لي كن بين ظهري هذه لا تخرج منها فإنك إن خرجت هلكت قال فكنت فيها قال فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حذفة أو أبعد شيئا أو كما قال ثم إنه ذكر هنينا كأنهم الزط قال عفان أو كما قال عفان إن شاء الله ليس عليهم ثياب ولا أرى سوآتهم طوالا قليل لحمهم قال فأتوا فجعلوا يركبون رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وجعل نبي الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليهم قال وجعلوا يأتوني فيخيلون أو يميلون حولي ويعترضون لي قال عبد الله فأرعبت منهم رعبا شديدا قال فجلست أو كما قال قال فلما انشق عمود الصبح جعلوا يذهبون أو كما قال قال ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ثقيلا وجعا أو يكاد أن يكون وجعا مما ركبوه قال إني لأجدني ثقيلا أو كما قال فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في حجري أو كما قال قال ثم إن هنينا أتوا عليهم ثياب بيض طوال أو كما قال وقد أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبد الله فأرعبت منهم أشد مما أرعبت المرة الأولى قال عارم في حديثه قال فقال بعضهم لبعض لقد أعطي هذا العبد خيرا أو كما قالوا إن عينيه نائمتان أو قال عينه أو كما قالوا وقلبه يقظان ثم قال قال عارم وعفان قال بعضهم لبعض هلم فلنضرب له مثلا أو كما قالوا قال بعضهم لبعض اضربوا له مثلا ونؤول نحن أو نضرب نحن وتؤولون أنتم فقال بعضهم لبعض مثله كمثل سيد ابتنى بنيانا حصينا ثم أرسل إلى الناس بطعام أو كما قال فمن لم يأت طعامه أو قال لم يتبعه عذبه عذابا شديدا أو كما قالوا قال الآخرون أما السيد فهو رب العالمين وأما البنيان فهو الإسلام والطعام الجنة وهو الداعي فمن اتبعه كان في الجنة قال عارم في حديثه أو كما قالوا ومن لم يتبعه عذب أو كما قال ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استيقظ فقال ما رأيت يا ابن أم عبد فقال عبد الله رأيت كذا وكذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما خفي علي مما قالوا شيء قال نبي الله صلى الله عليه وسلم هم نفر من الملائكة أو قال هم من الملائكة أو كما شاء الله ))
وفوجئت بأن النصارى يستغلون مفردات هذا الحديث الشريف للتعبير عن علاقة شاذة حقيرة مثلهم يسيئون بها
الى رسول الله صلى الله عليه وسلم و ولو قرأتم الموضوع فى منتدى الضلال لوجدتم كم كثير من الأساءة للرسول
الكريم بألفاظ تدل على ما وصلوا اليه من قذارة وعندما كتبت الرد وشرحت فيه الحديث كانت المفاجأة ان مشاركتى
حزفت بالكامل من المشرف العام وكتب بدلاً منها سب و اهانات لشخصى و اتهامى بقلة الأدب ومطالبتى بإحترام
النفس وكأن المشرف العام اصيب بالعمى عن ما كتبه زملاءه الأنجاس من اساءات للرسول الكريم ولم يخدش حياءه
الا ردى انا و فوق ذلك تم حظر عضويتى وانا اسأل ذلك المشرف الجبان لماذا لم يترك المشارك ويترك الحكم للقراء واليكم الرد الذى كتبته.
(( لست ادرى هل حقاً التبس عليكم الأمر فلم تفهموا الحديث ام انكم فهمتوه وتريدون
السب و القذف فقط على كل حال سأشرح لكم الحديث.
بعث الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الى الثقلين الجن و الأنس ويتضح
ذلك من ايات كثيرة مثل قوله تعالى
(( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (32) )) الأحقاف
وايضاً
((قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) )) الجن
و لأستحالة الجمع فى الدروس بين الجن والأنس كان صلى الله عليه وسلم
يخصص لهم اوقات خاصة وفى اماكن معينة يقرأ عليهم فيها القرآن وكان
يعرض على من يرغب من اصحابه مرافقته فى تلك الليلة فلم يرافقه الا
عبد الله بن مسعود راوى الحديث فقال (فانطلقنا حتى أتيت مكان كذا وكذا فخط لي خطة فقال لي : كن بين ظهري ) اى خلفى ونحن نستخدم هذا التعبير فى زماننا فنقول
( خليك فى ظهرى ) اى خلفى وخط له خطة وقال (لا تخرج منها فإنك إن خرجت هلكت ) امره بعدم تجاوز الخط لأنه لو تجاوزه هلك لأنه لا يستطيع الأختلاط
بالجن واخذ عبد الله بن مسعود يصف اشكال الجن و تصرفاتهم مع رسول الله
فقال (كأنهم الزط . ليس عليهم ثياب ولا أرى سوأتهم ) ليس عليهم ثياب ولم يرى
عوراتهم (سوأتهم) لأنهم جن فلا يلبسون ثياباً مثلنا ومع ذلك لم يرى عوراتهم
لأن هيئتهم ليست كهيئتنا ثم قال (فأتوا فجعلوا يركبون رسول الله صلى الله عليه وسلم )
كناية عن شدة تزاحم الجن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حتى الأن
نستخدم هذا التعبير للكناية عن شدة الزحام فلو انكم سالتم احد المسافرين فى قطار
شديد الأزدحام سيقول لكم ( الناس راكبة فوق بعضها ) فهل ستفهمون من ذلك
ان الناس فى القطار كانوا يمارسون اللواط ام ستفهمون المعنى الحقيقى وهو حالة
الزحام الشديد ثم قال (وجعل نبي الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليهم ) فكان صلى الله
عليه وسلم يقرأ عليهم القرآن ثم يكمل عبد الله بن مسعود فيقول (وجعلوا يأتوني فيحيلون حولي ويعترضون لي قال عبد الله : فأرعبت منهم رعبا شديدا ) و المعنى لا يحتاج
الى شرح فالجن كانوا يقتربون من بن مسعود ولم يؤذوه فخاف منهم خوفاً شديد
ثم يكمل فيقول (فلما انشق عمود الصبح جعلوا يذهبون أو كما قال قال : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ثقيلا وجعا أو يكاد أن يكون وجعا مما ركبوه ) المعنى واضح
فمع شروق ضوء الصباح بدأوا فى الأنصراف وعاد رسول الله من هذا اللقاء
مجهد متعب من كثرة تزاحمهم عليه وقراءته عليهم من الليل حتى الصباح ولهم العذر فى هذا التزاحم فمن يجد سيد الخلق و حبيب الحق ولا يتزاحم ليراه
ويسمعه ويحاول الأقتراب منه لأقصى درجة ثم يكمل بن مسعود (فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في حجري أو كما قال قال : ثم إن هنينا أتوا عليهم ثياب بيض طوال أو كما قال وقد أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبد الله : فأرعبت أشد مما أرعبت المرة الأولى ) نام رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعاً رأسه على حجر عبد الله
بن مسعود واثناء نومه جاء قوم اخرون عليهم ثياب بيض وهم الملائكة فخاف منهم عبد الله بن مسعود اكثر من السابقين فقالوا اى الملائكة (فقال بعضهم لبعض : لقد أعطي هذا العبد خيرا أو كما قالوا : إن عينيه نائمتان أو قال عينه أو كما قالوا وقلبه يقظان )
والمقصود بهذا العبد هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو عبد الله ورسوله
وقالوا عيناه نائمتان وقلبه يقظان لأن الأنبياء تنام عيونهم ولا تغفل قلوبهم
ثم قالوا (قال بعضهم لبعض : اضربوا له مثلا ونؤول نحن أو نضرب نحن وتؤولون أنتم فقال بعضهم لبعض : كمثل سيد ابتنى بنيانا حصينا ثم أرسل إلى الناس بطعام أو كما قال فمن لم يأت طعامه أو قال لم يتبعه عذبه عذابا شديدا أو كما قالوا قال الآخرون : أما السيد فهو رب العالمين وأما البنيان فهو الإسلام والطعام الجنة وهو الداعي فمن اتبعه كان في الجنة ) والمعنى واضح ولا يحتاج الى توضيح والحمد لله اننى ممن اتبعه
ثم قالوا (ومن لم يتبعه عذب ) والكلام ليكي يا جارة الحقواانفسكم
ويكمل عبد الله بن مسعود ( ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استيقظ فقال : ما رأيت يا ابن أم عبد فقال عبد الله : رأيت كذا وكذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما خفي علي مما قالوا شيء قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : هم نفر من الملائكة ) لم يخفى على رسول
الله صلى الله عليه وسلم شئ مما قالوه رغم نومه لأنه تنام عينه ولا ينام قلبه.
المراجع : الأصابة فى تمييز الصحابة & اصحاب الرسول من الجن & قرة العين
شرح مسند احمد وصحيح مسلم.
ويعتبر هذا الحديث من دلائل النبوة فعبد الله بن مسعود رأى بعينيه الجن وهم
يتدارسون القرآن مع رسول الله كذلك رأى الملائكة وسمع تشبيههم السابق ذكره
والحقيقة اننى كنت فى اشد العجب من تفسيركم للحديث الشريف بهذه الصورة القذرة فقلت كيف يمكن ان تتصوروا ان رجلاً يذهب لعلاقة حقيرة يصطحب معه
من يشهد عليه من اصحابه وكيف تتصورون العلاقة بهذه الحقارة و الحديث يخبرنا انه عند لقائه بهم كان يقرأ عليهم القرآن ولكنى عدت فقلت ان من تربوا
على كتاب مثل كتابكم المنجس لهم الف عذر فى ان يروا كل شئ فى صورة نجسة ))
بعد ذلك بدقائق حذفت المشاركة بالكامل وحل محلها السباب وقلة الأدب فقررت فضحهم على المنتديات الأسلامية حتى يتضح عجزهم عن الحوار واساليبهم الحقيرة للجميع
المفضلات