باب الله هو الفادي والمخلِّص

يقول البابا :

يشمل هذا البحث أربع نقاط رئيسية هي:

أ الله هو الفادي والمخلص. هو وحده الذي يفدي البشرية ويخلصها.

ب الأساس اللاهوتي لهذه النقطة.

ج المسيح هو وحده الفادي والمخلص.

د استنتاج لاهوت السيد المسيح.

الله هو الفادي والمخلص:

يشهد الكتاب المقدس بهذا الأمر شهادة صريحة فيقول سفر المزامير " الأخ لن يفدي الإنسان فداء، ولا يعطي الله كفارة عنه... إنما الله يفدي نفسي من الهاوية" (مز49: 7، 15). ويكرر داود النبي نفس المعني فيقول " باركي يا نفسى الرب. وكل ما في باطني فليبارك اسمه القدوس... الذي يغفر جميع ذنوبك، الذي يفدي من الحفرة حياتك" (مز103: 1 4). ويؤكد سفر اشعياء هذا الأمر في أكثر من شهادة فيقول " هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفادية رب الجنود: أنا الأول وأنا الآخر، ولا إله غيري" (اش44: 6). إذن الفادي هو هذا الإله الواحد هو رب الجنود وهو الأول والأخر.

ويكرر أشعياء النبي نفس الصفات فيقول " فادينا رب الجنود اسمه قدوس إسرائيل" (أش47: 4). ويقول الله " أنا الرب إلهك الممسك بيمنك... وفاديك قدوس إسرائيل (اش41: 13، 14).

وتنسب السيدة العذراء الخلاص لله فتقول " تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي" (لو1: 46). ويقول القديس بولس الرسول " مخلصنا الله" (تي2: 10) وأيضاً حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه..." (تى3: 4). ويختم القديس يهوذا رسالته بنفس الشهادة فيقول " والقادر أن يحفظكم غير عاثرين، ويوقفكم أمام مجده بلا عيب... الإله الحكيم الوحيد مخلصنا له المجد والعظمة..." (يه24، 25).



وهذا الخلاص منسوب لله وحده:

إنه تقرير صريح من الله يقول فيه " إلهاً سواي لست تعرف، ولا مخلص غيري (هو13: 4). ويقول أيضاً " أليس أنا الرب ولا إله غيري، إله بار ومخلص وليس سواي" (أش45: 21). " أنا الرب مخلصك وفاديك عزيز يعقوب" (أش49: 26) (أش60: 16).

الرد :

البابا يريد ان يقول ان الله هو وحده بيده ان يخلص البشر من سوء المصير في الآخرة و الذي بيده افتدائهم من العذاب

وإذا كان هذا هو مقصد البابا فنحن معه في هذه الجزئية ، ولكنه كعادته يريد اثبات ان المسيح ايضا مخلص ، وبالتالي يسوقنا الى الاستنتاج الذي يريده
وهو ان المسيح هو الله . ولكنه يشرح في الباب القادم مسألة الفداء والأصل اللاهوتي لها ، والي سوف نقوم بمناقشته بعون الله :

ملاحظة هامة :

في قول الرب (ولا مخلص غيري ) و (إله بار ومخلص وليس سواي) ، هذا يعني قدرة الله على تحقيق خلاص الانسان من عذاب يوم الدينونة وليس معناه
تخليص البشر من الخطايا من خلال التجسد والصلب .

باب الأساس اللاهوتي لموضوع الخلاص والفداء

يقول البابا :

لنبحث ما هو الأساس لموضوع الخلاص والفداء هذا:


يقول البابا

أ- الخطية التي وقع فيها الإنسان الأول، ويقع فيها كل إنسان، هي خطية ضد الله.

لأنها عصيان لله، وعدم محبة لله، وعدم احترام له، بل هي ثورة على ملكوته وهي مقاومة لعمل لاهوته وروحه القدوس. بل هي عدم إيمان أيضاً... لهذا يقول داود النبى لله في المزمور الخمسين " لك وحدك أخطأت. والشر قدامك صنعت " ولهذا احتشم يوسف الصديق من فعل الخطية وقال " كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله" (تك39: 9).

ب- وقد أخطأ كل البشر " زاغوا معاً وفسدوا. ليس من يعمل صلاحاً، ليس ولا واحد" (مز14: 3). واجرة الخطية موت (رو6: 23) " وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رو5: 12).

ج- ومادامت الخطية موجهة إلى الله أصلاً، والله غير محدود، تكون إذن غير محدودة.

وإذا كفر عنها لابد من كفارة غير محدودة، تكفي لمغفرة جميع الخطايا، لجميع الناس، في جميع الأجيال وإلى آخر الدهور.

د- ولكن لا يوجد غير محدود إلا الله وحده.

لذلك كان لابد أن نفسه يتجسد، ويصير إبناً للإنسان، حتى يمكن أن ينوب عن الإنسان، ويقوم بعمل الكفارة لخطايا العالم كله" (1يو2: 2).

هـ- وهذه المهمة قام بها السيد المسيح ليخلص العالم كله.

ولو لم يكن هو الله، ما كانت تصلح كفارته إطلاقاً، لأنها استمدت عدم محدوديتها لكونه إلهاً غير محدود، قال عنه الرسول إنه " فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً" (1كو2: 9).

الرد :

في قول البابا :

الخطية التي وقع فيها الإنسان الأول، ويقع فيها كل إنسان، هي خطية ضد الله.

لأنها عصيان لله، وعدم محبة لله، وعدم احترام له، بل هي ثورة على ملكوته وهي مقاومة لعمل لاهوته وروحه القدوس. بل هي عدم إيمان أيضاً... لهذا يقول داود النبى لله في المزمور الخمسين " لك وحدك أخطأت. والشر قدامك صنعت " ولهذا احتشم يوسف الصديق من فعل الخطية وقال " كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله" (تك39: 9).

التعليق :

الله عز وجل خلق البشر لهم طبيعة تجعلهم من الممكن ان يقعوا احينا في الخطايا ، ولذلك لا نوافق البابا في أن كل من يخطيء يكون بسبب عدم محبة
الله وعدم احترام له . ونحن نقول : هل البابا لا يقع في خطية ؟ طبعا لا ، بل يقع ، بدليل استشهاده بالعبارة :


"وبينما البشر كلهم خطاة، يكون الله هو لصالح الوحيد، كما يقول الرب نفسه " ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله" (متى19: 17)."

وبما ان البابا من جملة البشر فهو إذاً يخطيء مثل جميع البشر . فهل معنى ذلك ان البابا يتصف ب "وعدم محبة لله" و "وعدم احترام له" ؟
وهل البابا "ثائر على ملكوت الله " ؟ و " مقاوم لعمل لاهوته" ؟ البابا هو الذي وصف كل من يخطيء بهذه الصفات .

وعندما أخطأ داود في موضوع أوريا الحثي وزوجته وموضع إغواء الشيطان له للقيام بتعداد اسرائيل ، هل كان يتصف بعدم محبة الله وعدم أحترام له ؟

في قول البابا :

وقد أخطأ كل البشر " زاغوا معاً وفسدوا. ليس من يعمل صلاحاً، ليس ولا واحد" (مز14: 3). واجرة الخطية موت (رو6: 23) " وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رو5: 12).

التعليق :

لا أعرف لماذا يعتبر البابا وأهل ملته كل من وقع في الخطأ ولو مرة فاسد وزائغ ولا يعمل صلاحا ؟
ألم يكن من بين الانبياء من رضى الله عنهم ؟ ألم يكونوا من الصالحين ؟ ألم يكن هناك أناس صالحين ؟ بلى كان هناك من رضى الله عنهم :

تك-6-8: وأما نوح فوجد نعمة في عيني الرب.
تك-6-9: هذه مواليد نوح: كان نوح رجلا بارا كاملا في أجياله. وسار نوح مع الله.

يعني هذا ان نوح كان بارا بشهادة الرب له

تك-18-23: فتقدم إبراهيم وقال: ((أفتهلك البار مع الأثيم؟
تك-18-24: عسى أن يكون خمسون بارا في المدينة. أفتهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين بارا الذين فيه؟


وهذا يدل على أنه كان هناك أبرار في المدينة

مت-1-19: فيوسف رجلها إذ كان بارا ، ولم يشأ أن يشهرها ، أراد تخليتها سرا.

وهنا يصف انجيل متى ان يوسف النجار كان بارا

لو-23-50: وإذا رجل اسمه يوسف ، وكان مشيرا ورجلا صالحا بارا

وهنا يصف انجيل لوقا ان يوسف الرامي كان بارا وصالحا

اع-10-22: فقالوا: ((إن كرنيليوس قائد مئة رجلا بارا وخائف الله ومشهودا له من كل أمة اليهود أوحي إليه بملاك مقدس أن يستدعيك إلى بيته ويسمع منك كلاما)).

كذلك كان كرنيليوس القائد الروماني وهو ليس حتى إسرائيليا ، رجلا بارا وخائفا من الله ويشهد له اليهود

تك-5-24: وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه.

هل أخذ الله أخنوخ لآنه غاضب عليه أم راض عنه ؟

كما يحكي لنا انجيل لوقا قصة رجل بار آخراسمه لعازر حملته الملائكة بعد موته الى حضن ابراهيم عليه السلام والقصة حكاها المسيح قبل الصلب :

لو-16-20: وكان مسكين اسمه لعازر ، الذي طرح عند بابه مضروبا بالقروح ،
لو-16-21: ويشتهي أن يشبع من الفتات الساقط من مائدة الغني ، بل كانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه.
لو-16-22: فمات المسكين وحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم. ومات الغني أيضا ودفن
لو-16-23: فرفع عينيه في الجحيم وهو في العذاب ، ورأى إبراهيم من بعيد ولعازر في حضنه ،
لو-16-24: فنادى وقال : يا أبي إبراهيم ، ارحمني ، وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه بماء ويبرد لساني ، لأني معذب في هذا اللهيب.
لو-16-25: فقال إبراهيم: يا ابني ، اذكر أنك استوفيت خيراتك في حياتك ، وكذلك لعازر البلايا. والآن هو يتعزى وأنت تتعذب.
لو-16-26: وفوق هذا كله ، بيننا وبينكم هوة عظيمة قد أثبتت ، حتى إن الذين يريدون العبور من ههنا إليكم لا يقدرون ، ولا الذين من هناك يجتازون إلينا.

الشاهد من القصة أنه كان هناك رجال ابرار رضى الله عنهم بدون الصلب والفداء ، وليس كما يقول البابا أنه لا يوجد صالح واحد .

إذاً ، كان هناك من رضى الله عنهم قبل المسيح . وكان هناك صالحون وليس كما يستشهد البابا :

زاغوا معاً وفسدوا. ليس من يعمل صلاحاً، ليس ولا واحد" (مز14: 3)

أما قول البابا : وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رو5: 12).

فنقول له : وهل مات أخنوخ ؟ وهل مات إيليا الذي صعد الى السماء ؟ وقد كانا قبل زمن الصلب والفداء المزعوم ؟
وهل بعد الصلب والفداء ارتفع الموت عن البشر ؟ بل يظل الموت قدرا على رقاب جميع البشر الى يوم القيامة .

في قول البابا :

ومادامت الخطية موجهة إلى الله أصلاً، والله غير محدود، تكون إذن غير محدودة.

الرد :

يقول البابا : "ان كون الخطية موجهة الى الله وهو غير محدود فلابد ان تكون غير محدودة !!"

من وضع هذا القانون ؟ من اين للبابا هذا الفرض ؟
الدين لا يؤخذ إلا من النصوص القطعية الدلالة ، فأين وجد البابا هذه الفرضية في كتابه المقدس ؟

كيف يفرض البابا افتراض ليس له دليل من الكتاب ؟
من اين له ان خطية آدم غير محدودة بنص قطعي ؟

ثم يقفز البابا لاستنتاج آخر بناه على هذه الفرضية التي لا دليل عليها :

وإذا كفر عنها لابد من كفارة غير محدودة، تكفي لمغفرة جميع الخطايا، لجميع الناس، في جميع الأجيال وإلى آخر الدهور.

من قال ان الكفارة لابد ان تكون غير محدودة ؟ هل في الكتاب ما يدل على ذلك ؟

في قول البابا :

ولكن لا يوجد غير محدود إلا الله وحده.

لذلك كان لابد أن نفسه يتجسد، ويصير إبناً للإنسان، حتى يمكن أن ينوب عن الإنسان، ويقوم بعمل الكفارة لخطايا العالم كله" (1يو2: 2).

الرد :

ما بني على باطل فهو باطل
البابا قال :
الخطية موجهة الى الله
الله غير محدود
إذاً ، الخطية غير محدودة (هنا الافتراض الخطأ والذي ليس عليه دليل)
لا يوجد غير محدود إلا الله
كان لابد ان يتجسد بنفسه حتى يقوم بالكفارة ( افتراض خطأ آخر)

من أوجب على الله ان يتجسد؟
هل في حلول اللاهوت في جسد انساني مخلوق يكون تجسدا ؟ اللاهوت نفسه لم يتجسد بل حل في جسد إنساني ، يعني ليس هو بعينه .
من المعروف ان اللاهوت غير الناسوت وان اللاهوت غير مخلوق بينما الناسوت مخلوق ، اللاهوت أزلي والناسوت محدث لم يكن من قبل .
إذاً ، الجسد ليس هو الله ، لآن الله لا يمكن ان يكون مخلوقا
إذا ُ، من الذي مات على الصليب ؟
هل هو اللاهوت ؟
اللاهوت يستحيل ان يموت . إذا ً ، الذي تألم هو الناسوت ، و الذي مات هو الناسوت ، والذي دفن هو الناسوت ، والذي قام هو الناسوت .
إذاً ، الفداء كان بجسد إنساني محدود وليس بكائن لاهوتي غير محدود

وقد اعترف المسيح بأنه لولا مجيئه للبشر وإقامته الحجة عليهم لم تكن لهم خطية ، أما بمجيئه فلا عذر لهم :

يو-15-22: لو لم أكن قد جئت وكلمتهم، لم تكن لهم خطية، وأما الآن فليس لهم عذر في خطيتهم.

إذاً، قدوم المسيح للعالم هو الذي ثبت الخطية ولولا ذلك لكان الناس معذورون ، فلماذا كل هذه القصة ؟

في قول البابا :

وهذه المهمة قام بها السيد المسيح ليخلص العالم كله.

ولو لم يكن هو الله، ما كانت تصلح كفارته إطلاقاً، لأنها استمدت عدم محدوديتها لكونه إلهاً غير محدود، قال عنه الرسول إنه " فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً" (1كو2: 9).

الرد :

لم يقل يوحنا المعمدان ان المسيح هو الله ـ بل قال أنه حمل الله :

يو-1-29: وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا إليه، فقال: ((هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم!

هل حمل الله هو الله نفسه ؟

هل هو الله أم ابن الله ؟

يقول يوحنا المعمدان أنه ابن الله :

يو-1-34: وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله)).

كما ان يوحنا الانجيلي يقول نفس الكلام :

يو-3-16: لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية.
يو-3-17: لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم.

إذاً ، نخلص من ذلك انه بحسب انجيل يوحنا يكون المسيح ابن الله وليس الله نفسه

وإذاً ، نصل هنا مرة أخرى الى وجود إلهين على الاقل .

باب المسيح هو مخلِّص العالم وفاديه

في هذا الباب يستشهد البابا ببعض عبارات كتابه المقدس ليثبت ان المسيح هو ايضا مخلص وبالتالي يكون هو الله المخلص الوحيد

يقول البابا :

قال عنه الملاك في البشارة إنه يدعي يسوع " لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (متى1: 21). ولم يقتصر خلاصه على شعبه، بل قال " لم آت لأدين العالم، بل لأخلص العالم" (يو12: 47). بل قيل إنه " هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم" (يو4: 42). وقد قال عن نفسه إنه " جاء لكي يخلص ما قد هلك" (متى18: 11) (لو19: 10)... والعالم كله تحت حكم الهلاك.

وهو جاء ليخلص من الخطايا:

ويخلص شعبه من خطاياهم (متى1: 21). وكما قال بولس الرسول "إن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا" (1تى1: 15). وقال " بذل نفسه لأجلنا يفدينا من كل إثم" (تى2: 14). وقال أيضاً "المسيح افتدانا من لعنه الناموس" (غل2: 13).

الرد :

الأمثلة التي ساقها البابا لم تقل ابدا ان الخلاص هو عن طريق الصلب ، بل قالت ان المسيح هو المخلص للخطاه ، وهذا قد يكون من خلال هدايتهم للطريق
الصحيح الى الله وعبادته والتوبة من الخطايا ، وقد أشار ان التوبة هي التي تؤدي لمغفرة الخطايا كما جاء في انجيل مرقص :

مر-4-10: ولما كان وحده سأله الذين حوله مع الاثني عشر عن المثل ،
مر-4-11: فقال لهم: ((قد أعطي لكم أن تعرفوا سر ملكوت الله. وأما الذين هم من خارج فبالأمثال يكون لهم كل شيء،
مر-4-12: لكي يبصروا مبصرين ولا ينظروا، ويسمعوا سامعين ولا يفهموا ، لئلا يرجعوا فتغفر لهم خطاياهم)).

هنا قالها يسوع صراحة "الذي يتوب ويرجع لطريق الله يغفر له" وهكذا كان يسوع يخلص شعبه من خطاياه لو أطاعوه

وهكذا يربط يسوع المغفرة بشرط الرجوع والتوبة ولم يتطرق لموضوع خطيئة آدم هنا في هذا الموقف لا في أي مكان آخر في العهد الجديد كله .

العجيب ان هذه الفقرة يبدو فيها يسوع لا يريد لبعض الناس ان يفهموا أمثاله فيتوبوا فيغفر لهم !! ألم يأت من أجل هذه المهمة خصيصا ؟
ولماذا لا يريد لهؤلاء الذين هم (من خارج) أن يفهموا الأمثال وان يتوبوا ؟ أليسو هم خطاه وهو كان محبا للخطاه وجاء من أجلهم ؟

ألم يأت لكي يخلص العالم من خطاياه وهم جزء من العالم ؟

أليس هو القائل :
لم آت لأدين العالم، بل لأخلص العالم" (يو12: 47)

الخلاصة :

الخلاص الذي يمكن للمسيح ان يفعله هو عن طريق دعوة الناس للرجوع الى الله فيتوبوا فيغفر لهم وليس عن طريق الصلب .


يقول البابا :

إن كان المسيح ليس هو الله، وقد بذل نفسه عن جميع الناس حباً لهم، فهل المسيح أكثر حباً للناس من الله؟! وهل يوجد كائن آخر يفوق الله في حبه للبشر. ولا شهود يهوه يستطيعون أن يقولوا شيئاً من هذا...

وإن كان المسيح غير الله، وقد قام بالفداء مرغماً كمجرد طاعة لأمر، فإن هذا يفقد عملية الفداء أكبر ركن فيها. ويتعارض أيضاً مع قول السيد المسيح " ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو15: 13). كما أن ذلك يتنافي مع قول الكتاب المقدس " إن المسيح بذل نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل إثم" (تى2: 14).

التعليق :

هل يصلح هذا المنطق (الذي ليس بمنطق) ان يكون دليلا عقليا على كون المسيح هو الله ؟
يريد ان يقول :
ليس هناك من يحب البشر أكثر من الله
المسيح بذل نفسه لفداء البشر ، إذاً ، ليس هناك احد يحب الناس مثل المسيح
ولكن لا يوجد كائن يفوق في حبه للبشر من الله
الاستنتاج : لابد ان يكون المسيح هو الله !!

وكأن البابا معه مقياس أدرك به حب الله للبشر ، وقاس به حب المسيح للبشر فوجدهما فائقين ومتساويين ، فعرف ان المسيح هو الله
ونقول له :
ان المسيح كان يرجو بحسب الانجيل ان يعفيه الله من الصلب :

ففي انجيل لوقا :

لو-22-41: وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى لو-22-42: قائلا: ((يا أبتاه ، إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس. ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك)).
لو-22-43: وظهر له ملاك من السماء يقويه.
لو-22-44: وإذ كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة ، وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض.

يسوع هنا يدعو الآب ان يرفع عنه هذا البلاء إن أمكن
ثم من شدة إلحاحه على الآب في الصلاة صار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض
يعني انفعال رهيب يتعرض له حتى نزل الدم بدل العرق !! ما هذه الشجاعة ؟
كيف يخاف الرب الموت بهذه الطريقة بحيث يكون كثيرا من عباده أكثر منه شجاعة و رباطة جأش ؟
أذكر ان صدام حسين كان في منتهى الشجاعة وهو مقدم على الموت إذا قورن بيسوع بحسب الانجيل !!

وفي انجيل متى :

مت-26-36: حينئذ جاء معهم يسوع إلى ضيعة يقال لها جثسيماني ،فقال للتلاميذ: ((اجلسوا ههنا حتى أمضي وأصلي هناك)).
مت-26-37: ثم أخذ معه بطرس وابني زبدي ،وابتدأ يحزن ويكتئب.
مت-26-38: فقال لهم: ((نفسي حزينة جدا حتى الموت. امكثوا ههنا واسهروا معي)).
مت-26-39: ثم تقدم قليلا وخر على وجهه ،وكان يصلي قائلا: ((يا أبتاه ،إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس،ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت)).
مت-26-40: ثم جاء إلى التلاميذ فوجدهم نياما ،فقال لبطرس: ((أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة؟
مت-26-41: اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة. أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف)).
مت-26-42: فمضى أيضا ثانية وصلى قائلا: ((يا أبتاه إن لم يمكن أن تعبر عني هذه الكأس إلا أن أشربها ،فلتكن مشيئتك)).

يسوع يحزن ويكتئب . لماذا ؟ (مت-26-37)
يسوع نفسه حزينة حتى الموت (حزين بدرجة كبيرةجدا) (مت-26-38)
يسوع يطلب من الآب مرة أخرى إلغاء العملية إن أمكن (مت-26-39)
يسوع يستسلم بحزن لمشيئة الآب (مت-26-42)

وفي انجيل مرقص :

مر-14-33: ثم أخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا، وابتدأ يدهش ويكتئب.
مر-14-34: فقال لهم: ((نفسي حزينة جدا حتى الموت! امكثوا هنا واسهروا)).
مر-14-35: ثم تقدم قليلا وخر على الأرض، وكان يصلي لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن.
مر-14-36: وقال: ((يا أبا الآب، كل شيء مستطاع لك، فأجز عني هذه الكأس. ولكن ليكن لا ما أريد أنا، بل ما تريد أنت)).

يسوع هنا يصلي للآب . لماذا ؟
لكي تعبر عنه الساعة
وهنا استغاث يسوع بالآب ان يجيز عنه كأس الصلب هذا ، لآنه يعلم ان كل شيء مستطاع له .
ولكن ، بما ان يسوع يساوي الآب في الإمكانات ، يعني كل شيء مستطاع له أيضا ، فلماذا يستغيث به ؟ لماذا لم يتصرف هو ؟

ثم أنه في قول يسوع ( ولكن ليكن لا ما أريد أنا، بل ما تريد أنت) دليل على اختلاف المشيئة بين يسوع والآب ، فكيف يكون المسيح هو الله ؟
ثم ما هي الإرادة التي تم تنفيذها آخر الأمر ؟
طبعا إرادة الآب وليست إرادة يسوع . فكيف يكون يسوع إله ويحدث في الكون خلاف ما أراد ؟

قد يقول مدافع أن يسوع أراد الصلب . حسنا ، فلماذا قال : ( ولكن ليكن لا ما أريد أنا) ؟
يعني الذي كان لم يكن على إرادته . فكيف يقع في ملك الإله لا ليس من إرادته ؟

كل هذا والبابا مايزال يعتقد ان يسوع هو الله ؟ ياللعجب

الخلاصة :

كيف يكون يسوع محبا للبشر حبا يساوي حب الله وهو يتملكه كل هذا الخوف من الموقف ؟

في قول البابا :

وإن كان المسيح غير الله، وقد كلفه الله بهذا حباً من الله للعالم كما تقول الآية " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد..." (يو3: 16). فهل معنى هذا أن الله أحب الناس على حساب غيره؟! كلا. إن هذه الآية لا يمكن أن يستقيم فهمها إلا إذا كان الله والمسيح واحداً، كما قال السيد المسيح " أنا والآب واحد" (يو10: 30). وبهذا يفهم أن الله فدي الناس بنفسه. وبهذا يتحقق قول الكتاب " الأخ لن يصدق قول بولس الرسول " قد ألقينا رجاءنا على الله الحى، الذي هو مخلص جميع الناس" (1تى4: 10).

الرد :

البابا يقول : "إن هذه الآية لا يمكن أن يستقيم فهمها إلا إذا كان الله والمسيح واحداً"

ولكننا نسأل البابا :

لماذا لم يقل الانجيل :

هكذا أحب الله العالم حتى بذل نفسه ؟

لماذا قال بذل ابنه ولم يقل بذل نفسه ؟
هل كلمة نفسه تعني كلمة ابنه ؟

ثم يقول البابا " وبهذا يفهم أن الله فدي الناس بنفسه"

ونحن نسأل البابا :

هل يصح ان نقول ان الآب هو الذي تجسد وتم صلبه ؟
هل يصح ان نقول ان الآب ضربه اليهود وتفلوا على وجهه ؟
هل يصح ان نقول ان الآب مات وقام وصعد الى السماء ؟

وليؤكد البابا كلامه يذكر قول يوحنا :

" أنا والآب واحد" (يو10: 30)

نقول ان هذا المعنى مجازي (روحي) وانتم تحبون التفسيرات الروحية ، وإلا فإن هذا كان شائعا في الانجيل :

يو-17-20: ((ولست أسأل من أجل هؤلاء فقط، بل أيضا من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم،
يو-17-21: ليكون الجميع واحدا، كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك ، ليكونوا هم أيضا واحدا فينا، ليؤمن العالم أنك أرسلتني.
يو-17-22: وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد.
يو-17-23: أنا فيهم وأنت في ليكونوا مكملين إلى واحد، وليعلم العالم أنك أرسلتني، وأحببتهم كما أحببتني.

فلماذا يصر البابا على المعنى الحرفي لعبارة (يو10: 30) ؟

ثم نسأل البابا :
هل معنى قوله : " أنا والآب واحد" أن الابن هو عين الآب ؟ هل يؤمن البابا بذلك ؟

إذاً ، البابا يؤمن ببدعة سابيليوس ، ماذا يقول موقع الانبا تكلا عليها :

تم الحكم على بدعة سابيليوس في مجمع القسطنطينية المسكونى عام 381م.

اعتقد سابيليوس بأن الله هو أقنوم واحد وليس ثلاثة أقانيم، أى أقنوم واحد بثلاثة أسماء. وأن هذا الأقنوم حينما خلقنا فهو الآب، وحينما خلّصنا فهو الابن، وحينما قدسنا فهو الروح القدس. انتهى كلام تكلا

فلو كان البابا يقول ان الآب و الابن واحد (يعني هو نفس الكائن) فقد وقع في بدعة سابيليوس
ولو قال ان الآب غير الابن وهما كائنان مختلفان ، فقد سقط استدلاله بعبارة (يو10: 30) " أنا والآب واحد" والتي يكون معناها مجازيا
أما لو قال هما واحد في الجوهر والقدرة ، فنقول له ان ذلك يعني انهما فقط متساويان ولكن ليسا نفس الشخص .
ولا يعني تساوي البشر في الجوهر والإمكانات كونهم كائن واحد .

وهذا يثبت ان المسيح ليس هو الله ، حيث ان بولس اعترف ان الآب هو الله :

1كور-8-6: لكن لنا إله واحد: الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له

1كور-15-24: وبعد ذلك النهاية متى سلم الملك لله الآب متى أبطل كل رياسة وكل سلطان وكل قوة.

غل-1-1 بولس، رسول لا من الناس ولا بإنسان، بل بيسوع المسيح والله الآب الذي أقامه من الأموات
غل-1-3: نعمة لكم وسلام من الله الآب، ومن ربنا يسوع المسيح،

وهنا لم يقل بولس الله الآب والله الإبن ، بل قال "يسوع المسيح" ، كما أقر أن الآب هو الذي أقامه من الأموات

اف-6-23: سلام على الإخوة، ومحبة بإيمان من الله الآب والرب يسوع المسيح.

1تس-1-1 بولس وسلوانس وتيموثاوس، إلى كنيسة التسالونيكيين، في الله الآب والرب يسوع المسيح. نعمة لكم وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح

واضح ان بولس يفرق بين الآب الذي عنده هو الله وبين المسيح الذي هو الرب أي السيد


كما أقر المسيح نفسه أن الآب هو الله ايضا :

يو-6-27: اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطيكم ابن الإنسان، لأن هذا الله الآب قد ختمه)).


كما أقر بطرس الذي بنى عليه المسيح كنيسته (جماعته الإيمانية) ان الآب هو الله :

1بط-1-2: بمقتضى علم الله الآب السابق، في تقديس الروح للطاعة، ورش دم يسوع المسيح. لتكثر لكم النعمة والسلام.
1بط-1-3: مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح

هنا يقول بطرس ايضا "الله الآب" ووصفه بأنه "الله أبو ربنا" مؤكدا ان الله هو الآب . وهذا يؤكد ان بطرس آمن ان الآب هو الله وليس المسيح هو الله

وأعتقد ان البابا يريد من قوله ان المسيح هو الله ان يقول ان هناك ما يسمى الله الآب والله الابن والله الروح القدس ، وهم متساون في الجوهر والمجد
ولكنه يخشى اتهامه بعبادة ثلاثة آلهة ، فيتعلل بأنهم واحد في الجوهر (من نفس الجوهر) وبذلك هم إله واحد ضمنيا .

ثم يختم البابا كلامه بتمسكه بأن المسيح هو الله ويتعلل بحجة انه حتى لو كان المسيح غير الله لكان حقا للناس ان يعبدوه ايضا ، يقول البابا :

إذا كان المسيح غير الله، الحق للناس أن يعبدوه دون الله، فهو الذي خلقهم من العدم حسب قول الكتاب " كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو1: 3، 10)... وشهود يهوه يعترفون بأنه الخالق. كذلك هو الذي اشتراهم بدمه الكريم وطهرهم لنفسه شعباً خاصاً (1بط1: 8) (تى2: 14). ومن الذي يستطيع أن يلوم قوماً يعبدون خالقهم وفاديهم؟!

وهنا يؤكد البابا انحيازه للشرك الأكبر بوضوح ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .