الرد على كتاب لاهوت المسيح للبابا شنودة 14

باب الله وحده هو الديان
يقول البابا :
نقدم هنا ثلاث نقاط، هي:
أ إن الله وحده هو الديان.
ب السيد المسيح هو الديان.
ج استنتاج.
الله وحده هو الديان:
أبونا إبراهيم في شفاعته في أهل سادوم، يلقب الرب بأنه " ديان الأرض كلها" (تك18: 25). ويقول داود في مزاميره " الرب يدين الشعوب" (مز7: 8)، " يدين الشعوب بالاستقامة" (مز96: 10)، " يدين المسكونة بالعدل" (مز96: 13) (مز98: 9)، " يا رب إله النقمات اشرق. ارتفع يا ديان الأرض" (مز94: 2) " تخبر السموات بعدله. لأن الله هو الديان" (مز50: 6). وفي الرسالة إلى رومية".. يدين الله العالم" (رو3: 6). وطبيعي أن الله يدين العالم، لأنه هو فاحص القلوب والكلي، وقارئ الأفكار، وعارف أعمال كل أحد. لذلك يدين بالعدل والاستقامة.
المسيح هو الديان
1 يقول بولس الرسول " لأننا لابد أننا جميعاً نظهر أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد ما كان بالجسد، بحسب ما صنع خيراً كان أم شراً" (2كو5: 10).
2 وقال الرب في إنجيل متي " إن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازي كل واحد بحسب عمله" (متى16: 27).
3 وقال أيضاً " ومتي جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب، فيميز بعضهم عن بعض، كما يميز الراعي الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن يساره ويقول.." (متى25: 31 46) ثم يشرح تفاصيل قضائه العادل: فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي، والأبرار إلى حياة أبدية".
4 ويقول عن نهاية العالم " يرسل ابن الإنسان ملائكته، فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الأثم، ويطرحونهم في أتون النار.." (متى13: 41، 42).
5 ويقول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس".. الرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته" (2تى4: 1).
6 ويقول الرب في سفر الرؤيا " وها أنا آتي سريعاً وأجرتي معي، لأجازي كل واحد كما يكون عمله" (رؤ22: 13، 14).
* * *
7 ولعل من أسباب قيامه للدينونة، أنه يعرف أعمال كل أحد. وهكذا نجد أنه في رسائله لملائكة الكنائس السبع في آسيا، يقول لكل راعي كنيسة " أنا عارف أعمالك" (رؤ2: 2، 9، 13، 19)، (رؤ3: 1، 8، 15). انظر أيضاً (متى7: 22، 23).
استنتاج:
فإن كان المسيح هو الديان، فإنه يكون الله، لأن الله هو الديان. وهو يفعل ذلك، ويحكم على أفعال الناس لأنه يعرفها. وأيضاً لقوله:
8 " فستعرف جميع الكنائس أني الفاحص الكلى والقلوب. وسأعطي كل واحد بحسب أعماله" (رؤ2: 23). إذن ليس هو فقط يعرف الأعمال، وإنما بالأكثر فاحص القلوب والكلي. وهذا يقدم لنا دليلاً آخر على لاهوته.


الرد :
نفس خطة البابا القديمة : الله صفته كذا ، المسيح صفته كذا ايضا ، الاستنتاج .....
حسنا ، الله هو الذي يدين (يحاسب) البشر يوم الدينونة ، لا خلاف ، وكما قال ابابا :
وطبيعي أن الله يدين العالم، لأنه هو فاحص القلوب والكلي، وقارئ الأفكار، وعارف أعمال كل أحد. لذلك يدين بالعدل والاستقامة.
نحن نقول نعم ، الله عارف أعمال كل أحد ، لذلك سوف يحاسبه بالعدل . ولكن :
هل المسيح له نفس المؤهلات ليكون هو الآخر ديانا للبشر ؟
البابا بنى استنتاجه على كون المسيح "يعرف اعمال كل أحد "
فهل المسيح يعرف أعمال كل أحد ؟
طبعا لا بدليل :
المسيح لم يعرف من لمس ثوبه من الخلف :

مر-5-30: فللوقت التفت يسوع بين الجمع شاعرا في نفسه بالقوة التي خرجت منه، وقال: ((من لمس ثيابي؟))
مر-5-31: فقال له تلاميذه: ((أنت تنظر الجمع يزحمك، وتقول : من لمسني؟))
مر-5-32: وكان ينظر حوله ليرى التي فعلت هذا.
مر-5-33: وأما المرأة فجاءت وهي خائفة ومرتعدة ، عالمة بما حصل لها، فخرت وقالت له الحق كله.
لو كان يعرف فعلا اعمال كل أحد لعرف من لمس ثوبه من الخلف .
هو لم يعرف حتى أتت المرأة وأخبرته "الحق كله"

الابن لا يعرف اليوم والساعة
المشتركة - مت
36-24 ((أمَّا ذلِكَ اليومُ وتِلكَ السَّاعةُ فلا يَعرِفُهُما أحدٌ، لا ملائِكةُ السَّماواتِ ولا الاَبنُ، إلا الآبُ وحدَهُ.
فانديك - مر
32-13 (( وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الاِبْنُ، إلاَّ الآبُ.
يسوع الصبي يزداد في الحكمة مع ازدياده في القامة :
فانديك - لو
52-2 وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ ، عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ.
يسوع لا يعرف أوان التين :
فانديك - مر
12-11 وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ،
13-11 فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ، وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ.
14-11 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: ((لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!)). وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.
وهنا ، جاع الإله ونظر من بعيد لشجرة التين وظن ان بها ثمر ولم يكن يعرف ان الشجرة ليس بها ثمر ومع ذلك لعنها !! فكيف يعرف اعمال الجميع ؟
أما مسألة اللعن هذه فهي قضية أخرى ، فالخالق الذي خلق شجرة التين المفروض ان يعلم وقت التين ، فلماذا يلعن الشجرة على ما ليس بذنب بل هو
نظام مفروض عليها ؟ أما المدافعون النصارى الزاعمون ان اللعن كان بسبب أنها بدت على غير حقيقتها ، فبدت كأن بها ثمر ولم يكن الامر كذلك، (شجرة منافقة يعني) وبذلك استحقت اللعن . ولكن هل من طبيعة المسيح ان يسارع في اللعن هكذا وهو محب للخطاة والعشارين ؟
ألم يجد عذرا لهذه الشجرة المسكينة ؟ أما كان الافضل ان يأمرها ان تثمر فتثمر في الحال ؟ لماذا لم يقل : "من كان منكم بلا خطية فليلعنها" ؟
ثم بعد ذلك يقولون ان المسيح هو الديان . ونرد عليه بقول موسى :

تك-18-25: حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر أن تميت البار مع الأثيم فيكون البار كالأثيم. حاشا لك! أديان كل الأرض لا يصنع عدلا؟))

فلماذا لم يكن المسيح عادلا مع هذه الشجرة إذا كان هو ديان كل الأرض ؟

استنتاج البابا :

فإن كان المسيح هو الديان، فإنه يكون الله، لأن الله هو الديان. وهو يفعل ذلك، ويحكم على أفعال الناس لأنه يعرفها.

التعليق :
البابا بنى استنتاجه على كون المسيح "يحكم على أفعال الناس لأنه يعرفها" ، وقد اثبتنا ان المسيح لا يعرف كل شيء ، بذلك يسقط استنتاج البابا .

وهذا الرد ينطبق ايضا على محاولة البابا في الباب التالي اثبات ان المسيح :" يفحص القلوب ويعرف الأفكار" وبذلك يكون هو الله الذي يفحص القلوب .
فكيف يكون فاحصا للقلوب من لا يعرف من لمسه ؟ وكيف يكن فاحص القلوب وهو لا يعرف الساعة ؟ وكيف يكون كذلك وهو لا يعرف اوان التين ؟


قد يعرف المسيح بعض الغيب من الله ، هذا صحيح ، ولكنه لا يعرف كل شيء كما اثبتنا وبذلك لا يكون هو الديان .