تنصير السودان من خلال فصل الجنوب عن الشمال

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

لمسات بيانية الجديد 10 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على مقطع خالد بلكين : الوحي المكتوم المنهج و النظرية ج 29 (اشاعة حول النبي محمد) » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | قالوا : ماذا لو صافحت المرأة الرجل ؟ » آخر مشاركة: مريم امة الله | == == | () الزوجة الصالحة كنز الرجل () » آخر مشاركة: مريم امة الله | == == | مغني راب أميركي يعتنق الإسلام بكاليفورنيا » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الإعجاز في القول بطلوع الشمس من مغربها » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | لمسات بيانية الجديد 8 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنهما بعمر السادسة و دخوله عليها في التاسعة » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | المصلوب بذرة ( الله ) ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

تنصير السودان من خلال فصل الجنوب عن الشمال

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تنصير السودان من خلال فصل الجنوب عن الشمال

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,494
    آخر نشاط
    23-11-2015
    على الساعة
    06:28 PM

    افتراضي تنصير السودان من خلال فصل الجنوب عن الشمال

    تنصير السودان من خلال فصل الجنوب عن الشمال
    الدكتور عبده مختار موسي
    الإرساليات شجعت الوثنيين علي اعتناق المسيحية لمواجهة النفوذ الإسلامي
    البريطانيون استغلوا الجفوة بين الشمال والجنوب في السودان لتكريس نفوذهم ونشر الثقافة الغربية
    يواصل الباحث تحليل النبة الاجتماعية في السودان والدور البريطاني في تكريس الانقسام بقوله:
    تقرر استعمال اللغة الانكليزية، وتشجيع العودة الي العادات الجنوبية المحلية مع حجب كل ما هو شمالي. وفي عام 1922 صدر رسميا قانون جوازات وتصاريح السفر. كما قررت الحكومة استشارة خبير في علم الانثروبولوجيا لتطبيق الجوانب المتعلقة بخطة الجنوب، وتأسيسا علي رأي الخبير، خططت الحكومة لاساليب نشطة وفعالة لاعادة التنظيم في عام 1930 وهي تقوم علي بناء سلسلة وحدات عرقية او قبلية متكاملة ذاتيا، بحيث يكون هيكلها وتنظيمها قائما علي العادات والتقاليد والمعتقدات المحلية، بحسب ما تسمح به ضرورات العدالة والحكم الرشيد.
    كذلك، اتساقا مع هذه السياسة، تم تشجيع التجار الاغريق والسوريين بدلا من (الجلابة) الشماليين، مع تقليل التصاريح للجلابة (تجار الشمال) الا في المدن الكبيرة اذا ما دعت الضرورة الي ذلك، وكان الشمالي في نظر الاداري البريطاني اما ان يكون قناصا للرقيق او تاجرا، وان الجلابي الشمالي كان غير مرغوب فيه لانه يأخذ الرقيق لبيعه في اسواق بعيدة في الشمال، ويمارس الغش في التجارة مع الجنوبيين البسطاء، وينقل الامراض الجنسية . وكان دائما يستغل الجنوبي ويهدد بالتدخل ضد حركة التقدم، كما كان يفعل التاجر الهندي في شرق افريقيا باحتكاره للتجارة الصغيرة واستغلاله للمواطنين.
    اذا كانت هذه هي نظرة البريطانيين الي الشماليين، وكذلك صورة الشمالي لدي الجنوبيين، وقد هدفت خطة الجنوب ــ باستغلال تلك الجفوة بين الشمال والجنوب الي (تحجيم القومية الشمالية، واتاحة الفرصة لنفوذ المسيحية والثقافة الغربية للتأثير علي الهوية الجنوبية.
    عندما شعر الجنوبيون بتعاطف البريطانيين معهم، وثقوا فيهم واصبحوا اقرب الي الاوروبيين ومتقبلين لسياسة التحديث، وتم ذلك من خلال العمل التبشيري كان كل ذلك يصب في سياسة فصل الجنوب عن الشمال علي اساس الهوية.
    كذلك، لتنفيذ هذه السياسة، تم منع المواطنين في دارفور وكردفان من الدخول الي اقليم بحر الغزال، حيث كانت القبائل العربية ــ خاصة البقارة ــ تتحرك في موسم الجفاف بمواشيها نحو الجنوب في منطقة بحر الغزال (بحر العرب) للحصول علي الماء والكلأ لحيواناتهم، فيحدث الاحتكاك والتواصل بين الجنوبيين والشماليين، وقد نشأت من ذلك مدينة ابي حيث تعايش فيها الشماليون (المسيرية الحمر) مع الجنوبيين (دينكا نجوك)، وهو تعايش سلمي دام تحت حكمة زعماء الطرفين عدة قرون (منذ عام 1745) ولم يظهر التوتر الا بعد اتفاقية نيفاشا للسلام عام 2005 كما اشار هذا الكتاب انفا عندما جاء الحديث عن الطرف الذي يجب ان تلحق به مدينة ابي، اذ يدعي كل طرف (الجنوب والشمال) احقيته التاريخية فيها.
    علي كل تبلور كل ذلك في ما اصبح يعرف بسياسة المناطق المقفولة او المغلقة، وكان الهدف الاساسي من سياسة العزل والفصل (او المناطق المقفولة) هي منع التواصل والتفاعل بين الشمال والجنوب. بناء علي هذه السياسة، فقد منع مواطنو كردفان ودارفور من دخول بحر الغزال، والعكس صحيح ايضا. ولاحكام هذا النظام تم تطبيق اجراء اشبه بالتأشيرة، حيث كانت السلطات البريطانية تشترط حصول اي مواطن من دارفور علي اذن دخول موقع عليه من قبل المحافظ لدخول مقاطعة كافيا كنجي (بحر الغزال) تم ذلك بقرار صدر في اجتمع مشترك بين محافظ بحر الغزال ونظيره محافظ دارفور في 41 شباط (فبراير) 1940.

    سياسة لندن في جنوب السودان
    ثم تطور الامر الي الاتفاق بين مسؤولي الادارة البريطانية محافظي المقاطعات (الشمالية والجنوبية) المتاخمة لبعضها البعض بتطبيق او انزال عقوية السجن علي اي مواطن من محافظة شمالية يدخل دون تصريح الي محافظة جنوبية، وبالعكس، علما بان الحصول علي تصريح بالدخول ليس بالامر السهل للحد من التواصل بين الطرفين.
    اي ان سياسة الفصل العنصري كانت سياسة عليا في بريطانيا بحيث ان تصاريح العبور من الشمال الي الجنوب، وبالعكس، كانت تصدر في انكلترا ولا يمنحها الا المحافظ بتوقيعه. من خلال نظام التصريح المعقد هذا تم الحد من الحركة بين الشمال والجنوب.
    ومن الخطوات العملية التي نفذها الاحتلال البريطاني، كما يقول الباحث هي التالية:
    وهناك جانب اخر من هذه السياسة في الجنوب اشتمل علي:
    1 ــ اجبار الزعماء واتباعهم علي التخلي عن اسمائهم العربية واستبدالها باسماء اخري غير عربية.
    2 ــ منع الجنوبيين من ارتداء الزي العربي (الشمالي) وارتداء الازياء الافرنجية (اي الغربية)، وتم منع بيع او جلب هذه الازياء الشمالية الي الجنوب.
    3 ــ تحريم الكثير من العادات العربية، مثل ختان الاناث.
    4 ــ منع التزاوج بين الجنوبيين والشماليين.
    5 ــ السماح للاجانب بالزواج من جنوبية بعد الحصول علي تصريح رسمي بذلك، بشرط ان ينسب الابناء الي امهاتهم.
    6 ــ تم تطهير الشرطة في الجنوب من العناصر المسلمة، وحصر التوظيف في الاقليم الجنوبي لغير المسلمين فقط للعمل كمعلمين وكتبة وفنيين.
    7 ــ تم نقل كل الموظفين الشماليين من الجنوب الي الشمال، وقد ترك ذلك اثرا كبيرا في كفاءة الاداء الاداري والفني في الجنوب وبالتالي تكريس التخلف.
    8 ــ تم فتح فصول لتعليم الشرطة اللغة الانكليزية في كل المحافظات، والذين يصلون الي مستوي متميز يحصلون علي علاوة خاصة في مرتباتهم.
    ومن الاجراءات التي اتخذتها الادارة البريطانية لمقاومة الثقافة الاسلامية يقول الباحث:
    اذا كانت هناك سياسة منظمة ضد الثقافة العربية الاسلامية، وقد اتبعت السلطات البريطانية اجراءات مشددة لتنفيذ تلك السياسة، وكان تطبيق هذه السياسة علي اشده في بحر الغزال، حيث اقترح حاكم بحر الغزال للادارة البريطانية عدة تدابير لمقاومة انتشار اللغة العربية والثقافة الاسلامية من بين تلك التدابير.
    1ــ ابعاد السكان الناطقين بالعربية من واو (عاصمة اقليم بحر الغزال)، خاصة صغار التجار الشماليين.
    2 ــ استبدال اللغة العربية التي تيتم تدريسها في مدارس البعثة التعليمية بمجموعة لغات اخري، وتشجيع اللغة الانكليزية في التخاطب.
    مع قمع اللغة العربية، كانت تسير عملية اعاقة انتشار الاسلام، فقد منع المسلمون الجنوبيون من ممارسة شعائرهم الدينية علانية وامرت السلطات سكان المنطقة ان يبنوا مركز تبشير بالقرب من راجا لمقاومة انتشار اللغة العربية والدين الاسلامي، وقامت السلطات البريطانية باقالة سلطان قبيلة فيروج (عيسي احمد فرتاك) واعتقلته بأمر من الحاكم العام لانه عارض التعليم التبشيري المسيحي) وسط قبيلته المسلمة.

    تدابير اقتصادية
    عندما لاحظت الارساليات انتشار الاسلام في المناطق الوثنية شجعت الوثنيين علي اعتناق المسيحية حتي لا يعتنقوا الاسلام وبالتالي تعاونت الارساليات مع البريطانيين في تطبيق السياسة البريطانية في الجنوب، وقد تركز تعاون الجنوبيين المسيحيين مع البريطانيين في مجال التعليم والتدريب. وشهدت الفترة ما بين عامي 1933 و 1938 اجتماعات مكثفة بين ممثلي مصلحة التعليم والجمعيات التبشيرية بغرض زيادة التسهيلات لهذه الارساليات في مجال التعليم واصلاح نظام التعليم ليتسق مع السياسة الجنوبية، وضاعفت الادارة البريطانية من ميزانية التعليم في الجنوب، وتضاعف عدد المدارس في الفترة بين عامي 1927 و 1938 . وعلي مستوي الكادر فقد ابعدت الحكومة العناصر الشمالية في عملية هدفت الي جنوبه، التعليم في الجنوب وهذا يعني ضمنيا ابعاد اللغة والثقافة الاسلامية ، وتشكيل هوية في الجنوب مختلفة تماما عن هوية الشمال تمهيدا لبلورة دولة مسيحية افريقية في الجنوب.
    وعلي الصعيد الاقتصادي اعتمد البريطانيون سياسة خاصة بالضد من طموحات الشق العربي. كما يتوصل الباحث: وقد كانت السياسة البريطانية في الجنوب تسير في هذا الاتجاه منذ اقرارها في عام 1930 ، وتم اتباع عدة تدابير اقتصادية واجراءات ادارية لتنفيذ هذه السياسة التي تهدف في نهاية الامر الي فصل الجنوب عن الشمال، تأكيدا لهذا الهدف، كتب حاكم عام السودان الي المندوب البريطاني السامي في القاهرة في عام 1948 شارحا له ان السياسة المتبعة (تنطلق من حقيقة ان شعب جنوب السودان افارقة وزنوج، وان واجبنا ان ندفع باسرع ما يمكن بالتنمية الاقتصادية والتعليمية في خط افريقي ــ زنجي وليس في خط التطور الشرق اوسطي والعربي الذي يناسب شمال السودان، وحتي تتحقق التنمية لشعب الجنوب ليقرر مصيره مع شرق افريقيا او شمال السودان عليهم الان بوصفهم اقلية، ان يقاوموا مخطط الشمال العربي، وفي نهاية الامر لاشك في انهم سوف يختارون الانضمام الي شرق افريقيا. هذا التوحه في سياسة الجنوب اجازته الحكومة البريطانية التي لم تخطر الشريك في الحكم الثنائي (مصر) وبالتالي ظلت الاهداف الحقيقية للسياسة البريطانية في جنوب السودان خافية علي مصر.
    لقد اصبحت هذه السياسة واضحة، لذلك عندما رفع مؤتمر الخريجين مذكرته الي حاكم عام السودان في عام 1942 دعا فيها (ضمن مطالب اخري) الي ازالة قانون المناطق المقفولة ورفع الحظر عن التجارة بين الشمال والجنوب واطلاق حركـة السودانيين من الشمال الي الجنوب، وبالعكس، والغاء الازدواجية في نظام التعليم، وعدم تخصيص الدعم للمدارس المسيحية فقط، وتوحيد مناهج التعليم في الشمال والجنوب. غير ان الحكومة البريطانية تجاهلت هذه المطالب، ومضت قدما في تنفيذ سياستها، وقد عززت ذلك الاتجاه في عام 1944 الي تحويل المجلس الاستشاري الي جمعية تشريعية، مما اثار الشكوك حول اهداف الحكومة البريطانية تجاه مستقبل الجنوب، وعلي الرغم من محاولات النخبة السياسية الشمالية باستمرار مقاومة هذه السياسة، الا ان الحكومة البريطانية اقرت بوجود اختلاف كبير بين الشمال العربي والجنوب الافريقي.
    بالطبع ان بريطانيا لم تخلق هذه التباينات العرقية والثقافية والدينية بين شطري الدولة السودانية لكن حاولت استغلالها لتحقيق اهدافها التي من بينها وقف المد العربي الاسلامي من التغلغل في افريقيا، ومع ذلك كان البريطانيون حذرون في سياستهم تجاه الثقافة السودانية، لانهم جاؤوا بعد ثورة وطنية وحدت السودانيين (المهدية) وتجنبوا اثارة العواطف وكان اقصي ما يريدونه منالحكم الامن والاستقرار، وقد عملت الادارة البريطانية علي تحديث البنية التحتية بطريقة سريعة في الشمال لم يعرف الجنوب لها مثيلا وتزامن ذلك مع انشاء اول مؤسسات التعليم العالي في الخرطوم التي ارست الاساس للتحديث السريع نسبيا في الشمال دون الجنوب.

    ترويج التغريب
    من جهة اخري سعت الادارة البريطانية عن قصد الي الترويج للعوامل التي تساعد علي سرعة التغريب في الجنوب، وقد استحدثت لذلك ثلاث اليات هي: الدين، واللغة، والتعليم، علي ايدي الارساليات، بينما ركزت السياسة البريطانية في الجنوب علي تشجيع تغريب المؤسسات منها، وتبني العادات الغربية، وتشجيع اقصاء اللغة العربية كلغة تستخدم في الجنوب وكانت الارساليات والبعثات التبشيرية تضطلع بالتعليم، وهناك من يري ان الادارة البريطانية اتبعت في جنوب السودان نهج التغريب الثقافي دون التحديث الاقتصادي. غير ان الجنوبيين كان يشدهم توجه نحو ما يرونه اصالة افريقية وتقاليد قبلية، ومن ابرز مظاهر ذلك قيام بعض قيادات التمرد بتغيير اسمائهم المسيحية الي اسماء افريقية.

    وفي الفقرة الآتية يتوقف الباحث عند تجارة الرقيق وأثرها علي التطور اللحق في وادي النيل. كما يأتي:
    رابعا: اثر تجارة الرقيق
    1 ــ الرق كمؤسسة اقتصادية ــ اجتماعية
    علي الرغم من ان مجتمعات كثيرة في مختلف انحاء العالم عرفت ممارسة الاسترقاق وتجارة الرقيق، الا انها انحصرت في الغالب في القبائل الزنجية واصبحت افريقيا والمناطق الاستوائية منها بالذات مصدر الرقيق لشمال افريقيا والشرق الاوسط، وكذلك امريكا من قبل، في الماضي انحصرت تجارة الرقيق في العناصر الزنجية منذ عهد الجاهلية فقد سمع الناس عن احابيش مكة، وهم جيش ارستقراطية قريش المؤلف من رقيقهم المجلوب من افريقيا.
    وكان لانتشار الاسلام في شمال السودان دون جنوبه وبقاء القبائل الزنجية علي وثنيتها، اثر في ابعاد الحاجز الديني الذي سهل ممارسة تجارة الرقيق بين القبائل الجنوبية بواسطة التجار المسلمين، والاسلام لم يلغ مؤسسة الرق، ولكنه وضع لها اسسا وضوابط للحد منها تمهيدا لتلاشيها في المستقبل . غير ان المسلمين ظلوا يمارسون تجارة الرقيق وبقي الرق قائما في مجتمعاتهم حتي مشارف القرن العشرين، فانتشرت مجموعة (الجلابة) من قبائل السودان الاوسط في تلك المنطقة تمارس تجارة الرقيق بشتي السبل، فدخلوا في صراعات وتحالفات مع القبائل المحلية، وتلاعبوا في توازن القوي القبلي.
    وعندما جاء الحكم التركي ــ المصري اعطي تجارة الرقيق دفعة قوية، فما ان انتهي من عملية الغو حتي شرع في ارسال الحملات العسكرية ضد القبائل الزنجية لاسر افرادها واسترقاقهم، فبدا اسماعيل باشا نشاطه في جنوب النيل الازرق بإرسال سرية الي جبل تابا بالقرب من سنار، واسرت 1900 شخص تم ارسالهم فورا الي مصر. واستولي الدفتردار علي 1200 من رقيق المقدم مسلم، وارسل منهم 800 الي مصر. وطلب سكان القري تسليمه 2000 من العبيد، ثم ارسل محمد علي ابنه ابراهيم باشا ليشرف علي تلك الحملات فنظم حملتين: قاد الاولي اسماعيل باشا الي جبال الصعيد، وقاد هو الثانية الي الدينكا في النيل الابيض. واعتمدت تلك الحملات علي جيش الغزو حتي لا يبقي بلا عمل.
    وتواصلت الحملات بصورة دورية منتظمة في عهد الحكمدار خورشيد فقاد حملة عام 1826 الي بلاد الشلك، وحملة اخري في العام نفسه الي جهات ود العباسي. وفي عام 1827 قاد حملة الي بلاد الدينكا علي النيل الابيض، ساعده فيها الشيخ سالم، شيخ قبيلة رفاعة الهوي، وسارت الحملة ثلاثة اشهر، اسرت بعدها 500 من الدينكا، بعد ان واجهت مقاومة ضاربة استعملوا فيها سيوفهم وحرابهم امام مشاة وخيالة باسلحتهم النارية، وفي عام 1828 قاد حملة الي بلاد الانقسنا، ولكنهم اعتصموا في الجبال، وفي عام 1830 قاد حملة ضد الشلك الذين ما ان سمعوا بمقدمة حتي تراجعوا الي ضفاف النيل واحتموا بعاصمتهم داناب في الادغال، وعلي رغم السلاح الناري، استطاع الشلك ان يوقعوا بالحملة خسائر كبيرة. ـــ علي الرغم من ان مجتمعات كثيرة في مختلف انحاء العالم عرفت ممارسة الاسترقاق وتجارة الرقيق، الا انها انحصرت في الغالب في القبائل الزنجية واصبحت افريقيا والمناطق الاستوائية منها بالذات مصدر الرقيق لشمال افريقيا والشرق الاوسط، وكذلك امريكا من قبل، في الماضي انحصرت تجارة الرقيق في العناصر الزنجية منذ عهد الجاهلية فقد سمع الناس عن احابيش مكة، وهم جيش ارستقراطية قريش المؤلف من رقيقهم المجلوب من افريقيا.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    7,696
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    09-08-2017
    على الساعة
    10:57 AM

    افتراضي

    لا حول ولا قوة الا بالله
    والله هذا الخبر مزعج جدا جدا
    اقتباس
    وفي عام 1922 صدر رسميا قانون جوازات وتصاريح السفر.

    الكلاب السفله من سنه 1922 وهم يخططون لتقسيم السودان وتفكيكها
    كلها حروب ضد الاسلام
    والعرب نايمين فى العسل
    بس فالحين للشجار واستثمار اموالهم خارج بلادهم بل وخارج بلاد المسلمين والتبرع لانشاء حدائق حيوانات وانشاء نافورات وشراء انديه للكوره فى اوربا واخيرا سرقه شعوبهم وبلادهم وبلاويهم كثر
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    والله اموالكم يا زعماء الاسلام سوف تكون حسره وندامه عليكم
    يوم لا ينفع مال ولا بنون
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    293
    آخر نشاط
    12-04-2020
    على الساعة
    09:11 AM

    افتراضي

    جزاك الله خيرا أخي الكريم أبو غسان على التطرق لهذا الموضوع الهام. ولقد استبان شيء من الدور الإنجليزي في فصل الجنوب.
    ومن المهم أن نعرف الدور الذي لعبه الشماليون في فصل الجنوب، وكل ذلك تم - في أغلبه - جهلاً وسفاهةً. ألخصه فيما يأتي:
    1- قام الحاكم العادل الفريق إبراهيم عبود باتخاذ إجراءات حاسمة كان من شأنها إبطال مفعول كل ما فعله الإنجليز.
    أولا: قام بطرد عشرين ألف قسيس غربي من جنوب السودان(انظر ضخامة هذا العدد) كانوا يزرعون الفتن بين أبناء الوطن الواحد (سابقا).
    ثانياً: سنَّ -رحمه الله- قانون التبشير الذي يمنع التنصير وبناء والكنائس في شمال السودان، وجعل التنصير في الجنوب قاصرا فقط على الجنوبيين (ألغَى هذا القرار الترابي في منتصف التسعينات عندم كان يحكم السودان من الباطن).
    ثالثاً: دعم بقوة المساجد والخلاوي بالجنوب، وافتتح المدارس هناك، وعمل على نشر الثقافة الإسلامية.
    رابعا: اهتم بالتنمية في الجنوب.
    خامسا: بدأ بالحسم العسكري الجاد للتمرد.
    عند ذلك قرر الغرب ومجلس الكنائس إسقاط حكم الفريق عبود فكان - كما تكشــَّــفَ - حدوث اجتماعات ضخمة لمجلس الكنائس في أديس أبابا، كانت النتيجة إسقاط حكم عبود بأول ثورة شعبية عربية! الشعب كان في عيش رغيد، لكنه طالب بـ الحرية! ولقد ندم على ذهاب عبود الشعبُ ندما شديدا، وأصبحوا يقولون مقالة شهيرة: ضيعناك وضعنا معك.
    وبالمناسبة: كانت شرارة الثورة التي أطاحت بحكم عبود - رحمه الله - 1964م قد أشعلها الترابي في محاضرة شهيرة بجامعة الخرطوم.

    2- لعبت حكومة الإنقاذ دورا كبيرا جدا في الانفصال الوجداني بين الجنوب والشمال، ويتحمل الترابي - للمرة الثالثة - وزر ذلك، بإعلانه الجهاد ضد الجنوبيين، واتخاذ سياسة البطش والتنكيل، فهذه - ولا شك - كانت طامة الكبرى، فالحرب عادة ما تنتج الفقر والآلام والمآسي.
    وللعلم، في القرن التاسع عشر، كانت هناك حكومة إسلامية في جنوب السودان اقامها الزبير باشا رحمة، وتوجد منطقة اسمها ديم زبير هناك، الزبير رجل شمالي تزوج بابن ملك جنوبي وأسس مملكة قوية جداً بجزء مقدر من الجنوب، تطبق الشريعة الإسلامية.
    إن عدد المسلمين في جنوب السودان يفوق عدد المسيحيين - حتى في آخر إحصاء- ولكن حكومة الترابي والإنقاذ صورت الجنوب وكأنه مسيحي!.
    لقد استمر ترسيخ الانفصال الوجداني بين الجنوبيين والشماليين بطحن أبناء الشمال أيضا في حرب الجنوب، فتهيأ الراي العام الشمالي لقبول فصل هذا الجنوب الذي أكل أبناءهم، فكانت اتفاقية نيفاشا المشؤومة التي أدت لذهاب جنوب السودان المسلم للكنيسة، ولم توقف العداء بين الشمال والجنوب، بل قامت الحرب في جنوب السودان الجديد بدعم من دولةٍ قامت في جنوب السودان القديم!.










    ألا كل شيء ما خلا الله باطل

تنصير السودان من خلال فصل الجنوب عن الشمال

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الكشف عن عصابة تقوم بعمليات تنصير في تركيا من خلال الدعارة والجنس
    بواسطة المهتدي بالله في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 13-12-2006, 12:12 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-11-2006, 01:54 PM
  3. السودان : 65 قسا يشهرون إسلامهم جنوبى السودان
    بواسطة الفجر القادم في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 01-03-2006, 12:37 AM
  4. و نقلبهم ذات اليمين و ذات الشمال
    بواسطة عطاء الله الأزهري في المنتدى المنتدى الطبي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 14-09-2005, 12:33 AM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-01-1970, 03:00 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

تنصير السودان من خلال فصل الجنوب عن الشمال

تنصير السودان من خلال فصل الجنوب عن الشمال