باب المسيح هو الرب :

يقول البابا شنودة :

أول نقطة في هذا الموضوع هي أن (الرب) اسم من أسماء الله، والنقطة الثانية هي أن السيد المسيح دعي رباً، لا بمعنى مجرد سيد، إنما في مجالات تثبت لاهوته، كما في مجال الصلاة، أو الإيمان، أو الدينونة، أو الخلاص، أو عقب معجزة عجيبة، أو في ساعة الموت...

التعليق :

يريد البابا ان يقول ان اطلاق كلمة الرب على المسيح تدل على لاهوته لآن الرب من اسماء الله .

نعم الرب من اسماء الله ، ولكن هذه الكلمة تستعمل كثيرا بمعنى سيد أو رئيس وخاصة في اللغة العربية ، والجميع يعرف عبارة "رب الاسرة" و "رب العمل"
وكذلك في الانجليزية واليونانية . وسوف نناقش بعض النماذج التي استدل بها البابا من كتابه المقدس والتي تحمل هذه الكلمة :

مت-7-21: ((ليس كل من يقول لي: يا رب ، يا رب ! يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات.
مت-7-22: كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب ، يا رب ! أليس باسمك تنبأنا ، وباسمك أخرجنا شياطين ، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟
مت-7-23: فحينئذ أصرح لهم: إني لم أعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الإثم!

Matthew 7:22

Common English Bible (CEB)
22 On the Judgment Day, many people will say to me, ‘Lord, Lord, didn’t we prophesy in your name and expel demons in your name and do lots of miracles in your name?


πολλοι ερουσιν μοι εν εκεινη τη ημερα κυριε κυριε ου τω σω ονοματι
επροφητευσαμεν και τω σω ονοματι δαιμονια εξεβαλομεν και τω σω ονοματι δυναμεις πολλας εποιησαμεν
أولا :

ترجمة كلمة (κυριε ) اليونانية تعني : السيد ، الرب
ترجمة كلمة (Lord) الانجليزية تعني : رب
اللورد
السيد
أمير
النبيل
مسيح
أسقف في الكنيسة
مولى

إذاً ، الكلمة تحتمل معاني عديدة وليس بالضرورة تعني إله .

ثانيا :

في مت-7-21 ربط المسيح دخول الملكوت بطاعة الآب ولم يقل لهم ان الذي يدخل الملكوت يجب ان يؤمن بي إله مصلوب .

ثالثا :

في كلام المسيح ما يناقض اعتقاد البابا بأن الله في كل مكان ، حيث ان المسيح لم يقل "ابي الذي في كل مكان" ولكن قال "أبي الذي في السماوات"

رابعا :

في مت-7-22 نقول للبابا ان الذين يتنبأون باسم المسيح ويدعون اخراج الشياطين باسم المسيح ويدعون عمل معجزات باسم المسيح ليسو سوى
رجال البابا شنودة نفسه ، وإلا فمن غيرهم ؟ هل المسلمون يخرجون الشياطين باسم المسيح ؟
وهذا دليل دامغ على ان المسيح سوف يتبرأ من هؤلاء الدجالين باسمه يوم القيامة .

يقول البابا :

قال الله في سفر اشعياء النبي " أنا أنا الرب، ليس غيرى مخلص" (اش43: 11). " أنا الرب وليس آخر. لا إله سواي" (اش45: 5) " أليس أنا الرب، ولا إله آخر غيري" (اش45: 21). وقال السيد المسيح مذكراً بما ورد في (تث6: 13) " للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد" (لو4: 8) (مت4: 10) وقال أيضاً " لا تجرب الرب إلهك" (لو4: 12) (متى4: 7). فالرب هو الله. ولذلك قيل في سفر التثنية " لأن الرب إلهكم هو إله الآلهة ورب الأرباب" (تث10: 17). وقيل في سفر هوشع " أنا الرب إلهك وإلهاً سوى لست تعرف" (هو13: 4). ولعل من أهم الآيات الدالة على أن كلمة الرب هي من أسماء الله وحده قول الله في سفر اشعياء " أنا الرب. هذا اسمي. ومجدي لا أعطية لأخر" (اش43: 8).

التعليق :

جميل جدا الأدلة التي ساقها البابا على وحدانية الله ومنها : " أنا الرب وليس آخر. لا إله سواي" (اش45: 5)

ترجمة فانديك - يو
31-5 ((إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقّاً.
32-5 الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌّ

من المؤكد ان الذي يشهد هنا للمسيح ليس (نفسه) ولكن (آخر)

المسيح هنا يبين ان هناك آخر يشهد له وهو الله ، لذلك فهو ليس الله.

وبما سفر اشعياء يقول فيه الرب : " أنا الرب وليس آخر"
فمعنى هذا ان المسيح ليس حتى إله ، لآن الإله واحد ، وهو الله ، والله ليس هو المسيح.

وليس معنى ان الله يقول أنه الرب ، والتلاميذ ينادون المسيح بالرب ان هذا هو ذاك .

في قول البابا :

واستخدم اسم الرب بالنسبة الذي المسيح في مجال الخلق:

فقال الرسول " ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به" (1كو8: 6).

التعليق :

الحقيقة ان البابا اقتطع هذه العبارة مما قبلها والذي يؤثر على دليله بقوة ، والعبارة كاملة هي كما يلي :

1كور-8-6: لكن لنا إله واحد: الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له. ورب واحد: يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به.

بولس هنا صرح ان الإله الواحد هو الآب ، أما كلمة الرب عند بولس فلا تعني ابدا أنه هو نفس الإله ، لآن كلمة رب عند بولس تطلق على كثيرين بدليل قوله:

1كور-8-5: لأنه وإن وجد ما يسمى آلهة سواء كان في السماء أو على الأرض كما يوجد آلهة كثيرون وأرباب كثيرون.

إذاً ، هناك كثيرون يسمون أرباب ، والعبرة ليست بالتسمية .
ولو كان بولس يقصد ان الآب والمسيح هم واحد (وهم ليسو كذلك حتى عند البابا شنودة) لقال :

لكن لنا إله ورب واحد : الآب الذي منه جميع الأشياء وهو نفسه المسيح .

ولكنه فصل المسألة ، فالآب هو الإله ، والرب أي السيد هو المسيح .

في قول البابا :

واستخدم نفس التعبير من توما الرسول في مجال التعبير عن إيمانه:

فلما آمن أنه هو: ووضع إصبعه مكان المسامير، قال في إيمان " ربي وإلهى" (يو20: 28). وهي عبارة واضح فيها التصريح. وقد قبل منه السيد المسيح هذه العبارة وهذا الإيمان، ووبخه على أنه كان متأخراً في التصريح بهذا الإيمان، قال له " لأنك رأيتني يا توما آمنت؟ طوبى للذي آمنوا ولم يروا. (يو20: 29).


التعليق :

يستشهد البابا بقول توما : " ربي وإلهى" (يو20: 28)

ويقول ان العبارة واضحة التصريح

ولكن ، القصة تتناقض في جزئية هامة مع مثيلتها في انجيل لوقا ، ففي انجيل يوحنا يروي لنا البشير بأن يسوع ظهر للتلاميذ مساء الأحد وأراهم أثر المسامير :

يو-20-19: ولما كانت عشية ذلك اليوم، وهو أول الأسبوع، وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود، جاء يسوع ووقف في الوسط ، وقال لهم: ((سلام لكم!)).
يو-20-20: ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه، ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب.

ولكن توما لم يكن معهم فرفض الايمان حتى يرى بنفسه :

يو-20-24: أما توما، أحد الاثني عشر، الذي يقال له التوأم، فلم يكن معهم حين جاء يسوع.
يو-20-25: فقال له التلاميذ الآخرون: ((قد رأينا الرب!)). فقال لهم: ((إن لم أبصر في يديه أثر المسامير، وأضع إصبعي في أثر المسامير، وأضع يدي في جنبه، لا أومن)).

متى رأى توما يسوع عند يوحنا ؟
الإجابة : بعد ثمانية أيام :

يو-20-26: وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضا داخلا وتوما معهم. فجاء يسوع والأبواب مغلقة، ووقف في الوسط وقال: ((سلام لكم!)).
يو-20-27: ثم قال لتوما: ((هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا)).

حينئذ قال توما العبارة التي استشهد بها البابا شنودة :

يو-20-28: أجاب توما وقال لهم : ((ربي وإلهي!)).

ولكن القصة عند لوقا تختلف ، حيث كان توما موجودا عندما ظهر يسوع أول مرة :

لو-24-33: فقاما في تلك الساعة ورجعا إلى أورشليم ، ووجدا الأحد عشر مجتمعين ، هم والذين معهم
لو-24-34: وهم يقولون: ((إن الرب قام بالحقيقة وظهر لسمعان!))
لو-24-35: وأما هما فكانا يخبران بما حدث في الطريق ، وكيف عرفاه عند كسر الخبز.
لو-24-36: وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم ، وقال لهم: ((سلام لكم!))
لو-24-37: فجزعوا وخافوا ، وظنوا أنهم نظروا روحا.
لو-24-38: فقال لهم: ((ما بالكم مضطربين ، ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم؟
لو-24-39: انظروا يدي ورجلي: إني أنا هو! جسوني وانظروا ، فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي)).
لو-24-40: وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه.

المشكلة هنا أن الاحد عشر كانوا مجتمعين عندما دخل عليهم يسوع أول مرة ، ولاحظ هنا أنه قال الاحد عشر لآن يهوذا كان قد انتحر ، ولكن هذا يناقض
قصة يوحنا الذي يصر على ان توما لم يكن موجودا ، ولم ير يسوع إلا بعد ثمانية أيام (يو-20-26) لذلك لو لم يكن توما موجودا عند لوقا لقال :

" ووجد العشرة مجتمعين " .

فهل توما كان موجودا أم لا ؟ لوقا يقول نعم ويوحنا يقول لأ

الخلاصة :
قصة توما مشكوك فيها عند يوحنا ولا يصح الاستدلال بها .

في قول البابا :

وقد أطلق على السيد المسيح لقب رب الأرباب:

وهو من ألقاب الله وحده. فقد قيل في سفر التثنية " لأن الرب إلهكم هو إله الآلهة ورب الأرباب، الإله العظيم الجبار المهوب" (تث10: 17). ومع ذلك نرى إن لقب رب الأرباب أطلق على السيد المسيح في أكثر من موضع. فقبل في سفر الرؤيا " وله على ثوبه وعلى فخذه إسم مكتوب: ملك الملوك ورب الأرباب" (رؤ19: 16). وأيضاً " هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم، لأنه رب الأرباب وملك الملوك" (رؤ17: 14). فمن يكون رب الأرباب وملك الملوك سوي الله نفسه، وقد قيل ذلك عن السيد المسيح، في تعبير يدل على لاهوته.

التعليق :

البابا يستشهد مرة أخرى بسفر الرؤيا وقد ذكرنا مشاكل هذا السفر الذي كان كثيرا ما يرفض ثم يقبل ثم يرفض من الكنائس حتى استقر في قانون الكتاب ،
ولا داعي لتكرار ما سبق وذكرنا في شأن الادلة القادحة في قانونية هذا السفر .
ولكن لماذا لم يقل المسيح للتلاميذ حال حياته على الارض أنه رب الارباب وملك الملوك ؟ ولماذا نأخذ عقيدة اساسية من رؤيا شخص غير متفق على هويته؟

وإذا كان هذا اللقب هو لله وحده ، ويقول سفر الرؤيا ان الخروف هو رب الارباب وملك الملوك ، فهل يصح ان نقول ان الله هو هذا الخروف ؟ حاشا لله


في قول البابا :

أطلق اسم الرب على المسيح في مناسبات تدل على لاهوته:

ولعل منها ذلك السؤال الذي حير الرب الفريسيين، حينما قالوا إن المسيح هو ابن داود. فقال لهم " فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربي أجلس عن يميني حتى أضع أعداءك تحت موطئ قدميك (مز109: 1) " فلم يستطيع أحد أن يجيبه بكلمة" (متى22: 43 46). فداود يدعوه ربه، ويزيد الآية قوة، جلوسه عن يمين الله...

الرد :

الحقيقة ان الاستشهاد بهذه العبارة يهدم نفسه بنفسه ، إذ أنه اعتراف من المسيح بأنه ليس ابن داود كما يزعمون . سيقولون أن هذا من جهة لاهوته
ولكننا نرد عليهم بأمرين :

أولا :
هل يجوز عندكم الفصل بين لاهوت المسيح وناسوته ؟ هل يصح ذلك بعد ولادة الإله المتأنس بزعمكم ؟

يقول القديس كيرلس "المسيح واحد". فمن يفصل بين اللاهوت والناسوت يتبع فكر نسطور الهرطوقي

ولنراجع النص الكامل :

مت-22-41: وفيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع قائلا :
مت-22-42: ((ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟)) قالوا له: ((ابن داود)).
مت-22-43: قال لهم: ((فكيف يدعوه داود بالروح ربا ؟ قائلا:
مت-22-44: قال الرب لربي : اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك.
مت-22-45: فإن كان داود يدعوه ربا ، فكيف يكون ابنه؟))
مت-22-46: فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة. ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتة.

عندما يسأل المسيح الفريسيين : "ماذا تظنون في المسيح" ، ماذا يقصد بكلمة المسيح ؟ هل هنا يقصد لاهوته أم ناسوته ؟
فإذا قلنا ان المقصود هنا هو اللاهوت ، إذاً ، المسيح هنا هو الذي فصل اللاهوت عن الناسوت
وإذا كان يقصد الناسوت ، فهذا معناه فضلا عن الفصل ، نفيا لكونه ابن داود

ثانيا :

لماذا لم يجبهم المسيح عن السؤال ؟
لماذا لم يقل لهم أنه رب داود من جهة لاهوته وابن داود من جهة ناسوته ؟
من يقول انه بسبب الخوف من اليهود ، نقول له لماذا الخوف ؟ ألا يعلم أنه يجب ان يصلب ؟

هل يجب ان يكون الدين مجموعة ألغاز ؟
وكيف لا يشرح (الرب) الأمر لأتباعه ؟ وكيف يتركهم هكذا حيارى يتخبطون ؟

ثالثا :

في قول الكتاب : " قال الرب لربي "

لو قلنا ان الرب هنا في الحالتين بمعناه اللاهوتي لكان عندنا إلهان ، والحقيقة ان الأصل هو "قال الرب لسيدي"


Arabic Bible: Easy-to-Read Version (ERV-AR)
44 ‹قالَ الرَّبُّ لِسَيِّدِي:
اجلِسْ عَنْ يَمِينِي
إلَى أنْ أجعَلَ أعداءَكَ تَحْتَ قَدَمَيكَ›؟

طبعا من المعروف ان المسيح هنا اقتبس من المزمور 110 ، لنراجعه :

الترجمة المشتركة - مز

1-110 مزمورٌ لِداوُدَ: قالَ الرّبُّ لسيِّدي الملِكِ: ((إجلسْ عَنْ يَميني حتى أجعَلَ أعداءَكَ مَوطِئًا لِقدَمَيكَ)).

الترجمة الكاثوليكية - مز

1-110 لِد ا ود. مزمور. قالَ الرَّبُّ لِسَيِّدي: (( اِجلِسْ عن يَميني حتَّى أَجعَلَ أَعداءَكَ مَوطِئًا لِقَدَمَيكَ ))

إذاً ، المقصود هنا بكلمة "لربي" هو كلمة "سيدي" وهي موجهة الى المسيح

ماذا عن كتاب اليهود وتفسيرهم ؟

Tehillim - Psalms - Chapter 110


1. Of David a psalm. The word of the Lord to my master; "Wait for My right hand, until I make your enemies a footstool at your feet

http://www.chabad.org/library/bible_cdo/aid/16331
وإليكم تفسير راشي الحبر اليهودي الشهير :

The word of the Lord to my master: Our Rabbis interpreted it as referring to Abraham our father, and I shall explain it according to their words (Mid. Ps. 110:1): The word of the Lord to Abraham, whom the world called “my master,” as it is written (Gen. 23: 6): “Hearken to us, my master.”

“Wait for My right hand”: Wait for My salvation and hope for the Lord
The hebrew root means only waiting


for My right hand: For the salvation of My right hand as Scripture states (Deut. 1:46): “And you stayed
in Kadesh for many days (ותשבו)

الترجمة :

"كلمة الرب لسيدي" : لقد فسرها احبارنا بأن هذا يشير الى ابينا ابراهيم ، وسوف افسرها حسب تعليقاتهم على مزمور 110 -1 :

كلمة الرب الى سيدنا ابراهيم الذي يدعوه العالم سيدي كما هو مكتوب في سفر التكوين 23-6 :

تك-23-6: ((اسمعنا يا سيدي أنت رئيس من الله بيننا. في أفضل قبورنا ادفن ميتك. لا يمنع أحد منا قبره عنك حتى لا تدفن ميتك)).

" انتظر ليميني" : انتظر لخلاصي وأملي في الرب"

جذر (هذه الكلمة) العبري يعني فقط "انتظر" (وليس اجلس)

تفسير "ليميني" : لخلاص يميني كما يقول سفر التثنية (تث 46:1) : 46-1 وَقَعَدْتُمْ (انتظرتم) فِي قَادِشَ أَيَّاماً كَثِيرَةً كَالأَيَّامِ التِي قَعَدْتُمْ فِيهَا)).

الخلاصة :

ان استشهاد البابا بهذه العبارة لا يصح ، حيث ان تفسير احبار اليهود اصحاب الكتاب الاصليون على ان معنى كلمة (لربي) اي (لسيدي) والسيد هنا هو
ابراهيم عليه السلام مليس المسيح عليه السلام .


في قول البابا :

وقيلت عبارة الرب أيضاً في معجزة الصعود:

وهكذا يقول القديس مرقس الإنجيلي " ثم أن الرب بعد ما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله. أما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان، والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات" (مر16: 19، 20). وهنا استخدام كلمة الرب في مجال الصعود إلى السماء والجلوس عن يمين الآب، وفي مجال تثبيت كرازتهم بالآيات... كل هذا يعطى معنى أنها ليست كلمة عادية، وإنما تستخدم في مجال الإيمان بلا هوته.

التعليق :

كثيرا ما يلجأ البابا لإثبات كلامه بالمشكوك فيه من فقرات كتابه المقدس ، وهنا يستشهد بخاتمة انجيل مرقص (ما بعد 8:16) ، وقد قال في شأنها علماء نقد
النصوص الكثير من حيث أنها مضافة وغير أصلية ، مثال :

The Ending of Mark


Ancient copies of the Gospel of Mark can have several different endings. The shortest ending is found in the oldest manuscripts, all of which stop at verse 16:8. Most later manuscripts contain some additional verses, not always the same, which were apparently added to the gospel at later points in time. Excluding minor variations, these later additions created three new endings. The authors of these new endings didn't identify th
emselves

http://www.gospel-mysteries.net/ending-mark.html

الترجمة :

النسخ القديمة من انجيل مرقص تحمل نهايات مختلفة . النهاية القصيرة توجد في أقدم المخطوطات ، والتي تقف عند مرقص 8:16 .
معظم المخطوطات المتأخرة تحتوي على بعض الآيات الإضافية ، ليست دائما متطابقة والتي تبدو مضافة للإنجيل في أزمنة متأخرة .
بإهمال الاختلافات البسيطة ، نجد ان هناك ثلاثة نهايات مختلفة . ولم يعلن كتابها عن هويتهم .

Mark 16:9-20


Mark 16:9-20 has been called a later addition to the Gospel of Mark by most New Testament scholars in the past century. The main reason for doubting the authenticity of the ending is that it does not appear in some of the oldest existing witnesses, and it is reported to be absent from many others in ancient times by early writers of the Church. Moreover, the ending has some stylistic features which also suggest that it came from another hand. The Gospel is obviously incomplete without these verses, and so most scholars believe that the final leaf of the original manuscript was lost, and that the ending which appears in English versions today (verses 9-20) was supplied during the second century.

http://www.bible-researcher.com/endmark.html

الترجمة :

معظم علماء العهد الجديد في القرن الماضي على ان خاتمة انجيل مرقص (9:16-20) هي إضافة لاحقة على الأصل . السبب الرئيسي للشك فيها أنها لا توجد في بعض الشهادات الأقدم (المخطوطات) المتواجدة كما شهد على غيابها كثيرا من كتبة الكنيسة الأولى . كما ان اسلوب كتابتها يقترح انها ليست من كتابات
الكاتب الاصلي . وبدونها يبدو الانجيل ايضا ناقصا ، لذلك يؤمن معظم العلماء بأن الورقة الاخيرة للأصل فقدت وان هذه النهاية اضيفت في القرن الثاني

This section is a later addition; the original ending of Mark appears to have been lost. The best and oldest manuscripts of Mark end with ch. 16:8.

The Westminster Study Edition of the Holy Bible (Philadelphia: Westminster Press, 1948
الترجمة :

هذه الفقرة هي إضافة لاحقة ، ونهاية مرقص الاصلية يبدو انها فقدت ، و افضل مخطوطات مرقص واقدمها تنتهي بمرقص 8:16

The Ending(s) of Mark. Four endings of the Gospel according to Mark are current in the manuscripts. (1) The last twelve verses of the commonly received text of Mark are absent from the two oldest Greek Aleph manuscripts and B, from the Old Latin codex Bobiensis (it k), the Sinaitic Syriac manuscript, about one hundred Armenian manuscripts, and the two oldest Georgian manuscripts (written A.D. 897 and A.D. 913). Clement of Alexandria and Origen show no knowledge of the existence of these verses; furthermore Eusebius and Jerome attest that the passage was absent from almost all Greek copies of Mark known to them. The original form of the Eusebian sections (drawn up by Ammonius) makes no provision for numbering sections of the text after 16:8. Not a few manuscripts which contain the passage have scribal notes stating that older Greek copies lack it, and in other witnesses the passage is marked with asterisks or obeli, the conventional signs used by copyists to indicate a spurious addition to a document

Bruce Metzger, A Textual Commentary on the Greek New Testament (Stuttgart, 1971), pages 122-126
يقول عالم مخطوطات العهد الجديد بروس متزيجر في تعليقه على العهد الجديد اليوناني (شتوتجارت 1971) ص 122-126 :

نهاية انجيل مرقص (مر 9:16-20) :

المخطوطات الموجودة حاليا بها اربع نهايات . آخر اثنا عشر آية في النص المستلم (الشائع) تغيب عن أقدم مخطوطتين يونانيتين ، و عن المخطوط اللاتيني
بوبيانس (it k), والمخطوط السينائي السيرياني ، و من حوالي مائة مخطوط أرميني وأقدم مخطوطتين من جورجيا ( مكتوبان في 897 و 913 م) .
كليمنت السكندري واوريجن لا يبدو انهما يعرفان تلك النهاية . كذلك يوسابيوس و جيروم أكدوا غيابها عن تقريبا جميع النسخ اليونانية حسب علمهم .
عدد غير قليل من المخطوطات التي تحتوي هذه الفقرة تضع علامة عليها بسبب الشك في كونها إضافة لاحقة ، أو علامة تدل على غيابها من النسخ القديمة .

الخلاصة :

لا يصح ابدا في امور العقائد الاساسية الاستدلال بما هم محل شك .

في قول البابا :

وأخيراً نقول أن السيد المسيح قبل أن يدعي بكلمة الرب وربي ويا رب. ودعا نفسه هكذا.

لم يعترض مطلقاً على أن يقال له يا رب يا رب... يا ربنا... ونجد في قصة الفصح، لما أرسل تلميذين لإحضار جحش ليركبه في الذهاب إلى أورشليم قال لهما " قولا: الرب محتاج إليه" (مر11: 3) (لو19: 31).

التعليق :

البابا ذكر موضوع شائك آخر ، فهو يذكر قصة ركوب يسوع على جحش المذكورة في مرقص ولوقا ولكنه يتجنب فصة متى التي بها المشكلة
والروايات كالتالي :


مرقص
3-11 وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَفْعَلاَنِ هَذَا؟ فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُ إِلَى هُنَا)).

4-11 فَمَضَيَا وَوَجَدَا الْجَحْشَ مَرْبُوطاً عِنْدَ الْبَابِ خَارِجاً عَلَى الطَّرِيقِ فَحَلاَّهُ.

5-11 فَقَالَ لَهُمَا قَوْمٌ مِنَ الْقِيَامِ هُنَاكَ: ((مَاذَا تَفْعَلاَنِ، تَحُلاَّنِ الْجَحْشَ؟))

6-11 فَقَالاَ لَهُمْ كَمَا أَوْصَى يَسُوعُ. فَتَرَكُوهُمَا.

7-11 فَأَتَيَا بِالْجَحْشِ إِلَى يَسُوعَ، وَأَلْقَيَا عَلَيْهِ ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِ.

لوقا
31-19 وَإِنْ سَأَلَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَحُلاَّنِهِ؟ فَقُولاَ لَهُ هَكَذا : إِنَّ الرَّبَّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ)).

35-19 وَأَتَيَا بِهِ إِلَى يَسُوعَ ، وَطَرَحَا ثِيَابَهُمَا عَلَى الْجَحْشِ ، وَأَرْكَبَا يَسُوعَ.

متى
2-21 قَائِلاً لَهُمَا: ((اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا ، فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَاناً مَرْبُوطَةً وَجَحْشاً مَعَهَا ، فَحُلَّاهُمَا وَأْتِيَانِي بِهِمَا.

3-21 وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئاً ، فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا)).

4-21 فَكَانَ هَذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ :

5-21 ((قُولُوا لاِبْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعاً ، رَاكِباً عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ)).

6-21 فَذَهَبَ التِّلْمِيذَانِ وَفَعَلاَ كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ،

7-21 وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَالْجَحْشِ ، وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا.

التعليق:

طبعا رواية متى بها مشكلة كبيرة وهي زعم متى ان يسوع ركب على اتان (حمار) وجحش في نفس الوقت وهذا مثير للسخرية ، وكل هذا لآنه اعتقد ان
نص العهد القديم يزعم ذلك (متى 5-12) . ولذلك لم يذكرها البابا في مثاله .
وهناك إشكال آخر ، وهو الخلاف في النص بين العهد القديم و متى ، بل ويوحنا :


نص العهد القديم الذي استشهد به متى في سفر زكريا 9-9 :

9-9 ((اِبْتَهِجِي جِدّاً يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ.

نص متى :
5-21 ((قُولُوا لاِبْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعاً ، رَاكِباً عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ)).

نص يوحنا :
15-12 ((لاَ تَخَافِي يَا ابْنَةَ صَِهْيَوْنَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي جَالِساً عَلَى جَحْشِ أَتَانٍ)).

زكريا يقول (اِبْتَهِجِي جِدّاً ) ومتى يقول (قُولُوا ) ويوحنا يقول (لاَ تَخَافِي )

هل الخلاف في الترجمة يمكن ان يؤدي لهذا ؟ قطعا لا ، المعاني مختلفة تماما

زكريا يضيف (هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ ) ، يوحنا يحذف (وَدِيعاً)

الخلاصة :

النصوص الدينية المقدسة لا يمكن ان تختلف هذا الاختلاف وإلا لحق الشك بالجميع . والبابا عودنا دائما على الاستشهاد بما هو مشكوك فيه .
ولا يمكن بأي حال الثقة بنصوص هذا حالها على أمر عظيم وهو الكلام في شأن الإله العظيم .