أوائل في المسجد النبوي




أول عمارة

قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجراً إليها من مكة المكرمة ، واعتبرت هذه السنة هي السنة الأولى للهجرة ، فكان أول عمل قام به هو بناء مسجده الشريف ، إذ اختار الموقع الذي بركت فيه الناقة ، وكان يومئذ يصلي فيه رجال من المسلمين ، وكان أرضاً خالية فيها بقايا نخل وقبور ، فاشترى الأرض من أصحابها وكانت لغلامين يتيمين من بني النجار ، وأمر بإصلاحها وتسويتها ، ثم شرع مع أصحابه رضوان الله عليهم ببناء المسجد ، وكان صلى الله عليه وسلم ينقل الحجارة واللبن على بطنه الشريف ، وتمّ بناء المسجد من الحجارة والطين وسعف النخيل ، وكانت أعمدته من جذوع النخيل ، وجعلت مساحته 60×70 ذراعاً ما يعادل 30×35م تقريباً ، وحددت قبلته نحو بيت المقدس - قبلة الإسلام الأولى - وتم إنجازه في وقت قصير وصلى فيه المسلمون يؤمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .


أول فرش


أول من فرش المسجد النبوي بالبطحاء - حصى دقيق - عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، و كان الناس يصلون في المسجد ويسجدون على التراب ، فإذا رفعوا رؤوسهم من السجود مسحوا وجوههم بأيديهم ، فأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بإحضار الحصى من وادي العقيق القريب من المدينة ، ففرش به في المسجد .

وفي رواية : سُئل عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما : ما كان بدء هذه الحصباء التي في المسجد ؟ . قال : مطرنا ليلة فخرجنا لصلاة الغداة ، فجعل الرجل يمّر على البطحاء فيجعل في ردائه من الحصباء ما يصلي عليه ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك قال : " ما أحسن هذا البساط " . فكان ذلك أول بدئه والله أعلم .


أول تطييب


عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة في المسجد فقال : " ما أقبح هذا ! من فعل هذا ؟ " فجاء صاحبها فحكها وطلاها بالزعفران ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا أحسن من ذلك " .

وفي رواية أخرى : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكّها بعرجون - عذق نخلة - كان في يده وقال : " ائتوني عنبراً " ، فأتي به ، فجعله على رأس العرجون ولطخ به على أثر النخامة ، فمن هناك جعل الخَلُوق والطيب في المساجد .

وأول من طيب المسجد من الصحابة : عثمان بن مظعون الجُمَحي وزوجته خولة بنت حكيم السلمية ، وذلك أن زوجها عثمان تفل في جدار المسجد القبلي ، فأصبح كئيباً لذلك ، فسألته عن أمره فأخبرها ، فعمدت إلى القبلة فغسلتها وخلقتها .
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في المساجد : " وجمرّوها في الجُمع " أي : بخِروها . رواه ابن ماجه في حديث طويل


أول إنارة


كان المسجد النبوي الشريف في أول تأسيسه يُضاء بسعف النخيل ، وظل هكذا حتى قدم تميم الداري من فلسطين عام 9هـ فاستبدل ذلك بقناديل تضاء بالزيت ، روى أبو نعيم بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال : أول من أسرج في المسجد تميم الداري .

وذكر بعض المؤرخين أن أول من جعل في المسجد المصابيح هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عندما جمع الناس في صلاة التراويح على إمام واحد .

والظاهر أن عمر رضي الله عنه زاد من عدد المصابيح حيث الحاجة تتطلب ذلك ، ثم استمر المسجد يُضاء بالقناديل والزيت إلى أن تم استبدال ذلك بالطاقة الكهربائية .



أول منبر


جاء في صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال : أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فلانة - امرأة أنصارية - : " مُري غلامك النجار أن يعمل لي أعواداً أجلس عليهن إذا كلمت الناس " فأمرته فعملها من طَرْفاء الغابة ، ثم جاء بها فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بها فوضعت ههنا .. الحديث .

وجاء في صانع المنبر أقوال : أحدها : اسمه إبراهيم ، والثاني : باقول ، والثالث : صُبَاح ، والرابع : قبيصة ، والخامس : كلاب مولى العباس ، والسادس : تميم الداري ، والسابع : ميناء . ذكرها الحافظ ابن حجر ثم قال : وأشبه الأقوال بالصواب قول من قال هو ميمون … وأما الأقوال الأخرى فلا اعتداد بها لوهائها . انتهى .

المرجع
(صحيح البخاري) وشرحه ( فتح الباري ) : كتاب الجمعة - باب الخطبة على المنبر 2: 397-399 حديث رقم (917) .





أول توسعة


كانت أول توسعة للمسجد النبوي الشريف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة السابعة للهجرة بعد عودته من غزوة خيبر ، وذلك لما كثر عدد المسلمين وأصبحت الحاجة ماسة لهذه التوسعة ، وهذه الزيادة معلّمة بدوائر جميلة في أعلى الأعمدة الحالية ، كتب عليها ما نصه حرفياً " هذا حدّ مسجد النبي عليه السلام " .

وقد أصبحت مساحة المسجد بعد هذه التوسعة 2475 م2 بزيادة قدرها 1415م2 تقريباً ، وقد سَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بعمله هذا الزيادة في المسجد الشريف إن احتاج الحال لذلك .

المراجع
تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً وحديثاً
المسجد النبوي عبر التاريخ ص 35




أول مئذنة


كان بلال بن رباح رضي الله عنه مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم ، يؤذن للصلاة من على سطح أقرب بيت للمسجد ، كما كان يؤذن عند أسطوانة قريبة من بيت أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها ، واستمر الأذان على هذه الحال حتى جاء عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك فأمر واليه على المدينة عمر بن عبد العزيز سنة 88 -91هـ بعمل زيادة كبرى للمسجد النبوي الشريف ، وفي هذه الزيادة أنشأ أربع مآذن على كل ركن من أركان المسجد مئذنة ، وكانت هذه المآذن هي أول مآذن للمسجد النبوي الشريف .

المرجع
الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين







أول قبة


بنيت أول قبة في المسجد النبوي الشريف في صحن المسجد ؛ لحفظ ذخائر المسجد وهداياه ونفائسه ، وذلك سنة 576هـ ، في عهد الناصر لدين الله .

وبنيت أول قبة على الحجرة الشريفة سنة 678هـ في عهد السلطان المملوكي المنصور سيف الدين قلاون الصالحي .

المرجع
تاريخ معالم المدينة قديماً وحديثاً






أول محراب


منذ تأسيس المسجد النبوي الشريف على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى للهجرة ، اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم له مصلى في قبلة المسجد ليأتم الصحابة به ، ولم يكن للمسجد الشريف محراب مجوف بالشكل المشاهد في زماننا ، وظل الحال على هذا حتى حصلت توسعة الوليد بن عبد الملك للمسجد على يد واليه على المدينة عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى سنة 88-91هـ فجعل للمسجد محراباً مجوفاً ، وموقعه في الروضة الشريفة ، أمام مصلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان هذا أول محراب في المسجد .

المرجع
نزهة الناظرين في مسجد سيد الأولين ص 137- 138





أول إمام


بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده الشريف في المدينة المنورة بعد هجرته إليها من مكة المكرمة في السنة الأولى للهجرة ، وكان صلى الله عليه وسلم هو أول إمام للمسجد منذ إنشائه .




أول مقصورة


بعد توسعة الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه للمسجد النبوي الشريف سنة 29هـ ، وكان قد رأى ما أصيب به سلفه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الطعن في المحراب وهو يصلي ، حينئذ بنى عثمان مقصورة في مكان مصلاه لحمايته من الاعتداءات ، وجعل فيها نافذة ينظر الناس إليه منها ، وبناها من اللبن ، وجعل لها حارساً ، فكانت أول مقصورة تبنى في المسجد .

وفي توسعة الوليد بن عبد الملك بناها والي المدينة عمر بن عبد العزيز سنة 88-91هـ من خشب الساج .

وفي توسعة الخليفة المهدي العباسي 161-165هـ أمر المهدي بهدم المقصورة وسواها بأرض المسجد ، ولم يعد لها أثر منذ ذلك التاريخ .

المرجع
الدر الثمين في معالم دار الأمين ص 90





أول كسوة


أول من كسا الحجرة الشريفة مثوى رسول الله صلى الله عليه وسلم هي السيدة الخيزران أم الخليفة العباسي هارون الرشيد ، وذلك حين قدمت معه المدينة سنة 170هـ ، وقد كستها الزنانير وشبائك الحرير .

ثم صارت الكسوة ترسل من مصر كل ست سنين ، وهي من الديباج الأسود المرقوم بالحرير الأبيض ، ولها طراز دائر عليها منسوج بالفضة والذهب .

وفي رواية أخرى : أن أول من كسا الحجرة الشريفة هو الحسين بن أبي الهيجاء وزير ملك مصر سنة 566هـ بعد أن استأذن الخليفة العباسي المستضيئ بالله ، فكساها ديباجاً أبيض ، وجعل عليها الطرز والجامات المرقومة ، وخاطها وأدار عليها زناراً من الحرير مكتوباً عليه سورة ( يس ) والله أعلم .

المرجع
نزهة الناظرين في مسجد الأولين ص 206





أول حرس للمسجد


روى ابن زبالة عن موسى بن عبيدة أن عمر بن عبد العزيز استأجر حرساً للمسجد لا يحترف فيه أحد .

المرجع
أخبار المدينة ص 123