كيف نحمي الأطفال من جريمة التحرش الجنسي؟

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

لمسات بيانية الجديد 10 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على مقطع خالد بلكين : الوحي المكتوم المنهج و النظرية ج 29 (اشاعة حول النبي محمد) » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | قالوا : ماذا لو صافحت المرأة الرجل ؟ » آخر مشاركة: مريم امة الله | == == | () الزوجة الصالحة كنز الرجل () » آخر مشاركة: مريم امة الله | == == | مغني راب أميركي يعتنق الإسلام بكاليفورنيا » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الإعجاز في القول بطلوع الشمس من مغربها » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | لمسات بيانية الجديد 8 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنهما بعمر السادسة و دخوله عليها في التاسعة » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | المصلوب بذرة ( الله ) ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

كيف نحمي الأطفال من جريمة التحرش الجنسي؟

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: كيف نحمي الأطفال من جريمة التحرش الجنسي؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    80
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    16-01-2012
    على الساعة
    11:30 PM

    افتراضي كيف نحمي الأطفال من جريمة التحرش الجنسي؟

    كيف نحمي الأطفال من جريمة التحرش الجنسي؟
    ---------------------------
    أطفال الأمة هم أمل الغد، وبهم تنهض، وهم أساس استمرارها وعليهم تعلق الآمال، وعلى قدر ما يحصل عليه الأطفال من حقوق هـي لهم مشروعة وواجب على كل أب وأم، بقدر ما يتحقق على أيديهم نجاح مجتمعاتهم ورقيها. ومن هذه الحقوق والواجبات أن ينشأ النشأة السليمة في محيط أسري ينعم بالرحمة والهدوء ومحيط مجتمعي يوفر لهم الأمان والاستقرار ويدفعهم نحو الأمام بقوة وثبات؛ حتى ينعموا بقدرٍ من الصحة النفسية.
    من هنا رأت “الدعوة” مناقشة خبراء النفس والتربية في هذا الموضوع الخطير الذي ربما غفِل عنه بعض الآباء وهنا نقف متسائلين: كيف نحمي صغارنا من التحرش بهم من قِبل الغير؟ وهل الأمر بالغ الخطورة فعلاً؟ وما هو دور المجتمع؟ وكيف يمكن للأسرة أن تكتشف تعرض أي من أبنائها لهذا الأمر؟ وكيف تشجعه على مصارحتها بما حدث؟ وكيف تتعامل مع تلك الفاجعة؟
    بداية قال الدكتور صلاح فؤاد محمد مكاوي عضو هيئة تدريس – كلية المعلمين في الأحساء: يوجد في الحياة الكثير من المخاطر التي تستحق الاهتمام والتفكير.. خاصة إذا كان الأمر يتعلق بأطفالنا، ويزداد الأمر تعقيداً إذا كانت هذه المخاطر تحمل في طياتها قضايا يتحتم فيها عند كثير من الناس الكتمان والصمت والتجاهل؛ وهو ما ينطبق على قضية التحرش الجنسي بالأطفال. فهذه الظاهرة تعد إحدى المعضلات النفسية التي يعاني منها الطفل وأسرته؛ فهي تمس بعمق صحتهم النفسية..
    وحينما نتحدث عن التحرش الجنسي بالأطفال، فإننا نتحدث عن أحزان وآلام ونتائج سيئة لبدايات وسلوكيات خاطئة؛ وبالطبع عن أسر تصدَّعت، ومجتمعٍ تأثَّر وكاد ينتكس تحت وطأة هذا الأمر، وأطراف المتأثرين بالتحرش الجنسي بالأطفال عديدة: المتحرَّش به.. المتحرِّش.. أسرة المتحرَّش به.. أسرة المتحرِّش. وتزداد القضية تعقيداً حينما يكون أطراف المشكلة من الأقارب أو المحارم.
    وأسباب التحرش كثيرة، منها تجاوز العديد من الأسر للحدود الشرعية، ومنها إهمال الوالدين والمربين، ومنها سوء تربية المتحرِّشين. كما علينا ألا نغفل دور المجتمع في أن يكون سبباً فيما يصيب أطفالنا من تحرشات عبر ما يقدمه من مثيراتٍ ومرغِّبات، وما يضع من عوائق في الزواج وصعوبات فيه، وانتشار البطالة والعنوسة، وعدم وجود قدوة لأطفالنا وشبابنا لطغيان الجانب المادي، وانشغال بعض الكبار بالأمور المادية.

    الرقابة والملاحظة
    ويحث الآباء قائلاً: وعلى الآباء والمربين ألا تغفل عيونهم عن مراقبة أولادهم وملاحظتهم، من غير حرمانهم من حرية الحركة والتعبير عن الذات، لكنها عيـن الحارس والمتابع، والملاحظ لكل ما يحدث معه أبنائه، سواء من اختلاطهم بمن حولهم، أو من تغيّرات تظهر عليهم، فإن بدا من ذلك شيء وجب علاجه قبل أن يكبر ويستفحل ويستشري، وهذه هي المسئولية التي كلَّف الله تعالى بها كل أبٍ ومربٍّ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع”.
    والاعتداء الجنسي على الأطفال خطرٌ محدقٌ، وإذا كان هذا الاعتداء من قريب أو جار أو زميل في المدرسة فإنه عادة ما يصاحبه تهديدٌ ووعيدٌ حتى لا يفشي الصغير السر، كما أن الاعتداء غالباً ما يكون متكرراً، نظراً لسهولة وجود هذا الشخص في محيط الطفل، وبذلك قد يستمر الخطأ ربما لوقت طويل، وتظهر آثاره على حالة الطفل النفسية؛ من اضطرابات سلوكية، وكوابيس، وضعف شهية، وميل للعزلة، وضعف وتراجع دراسي، وأكثر من ذلك تتشوه شخصيته تشويهاً قد يلازمه طوال حياته، ويصعب علاجه والتخلص تماماً من آثاره، وقد يستمر الطفل في ممارسة الخطأ حتى يكبر، بل قد يتعود عليه، ويطلبه بنفسه، فإذا تعرض الطفل للتحرش الجنسي فيجب طمأنته، ومحاولة استدراجه لمعرفة ما حدث له بالضبط، والتعامل مع المتحرِّش بحزم، وإبلاغ الجهات المختصة للقصاص منه، لإيقاف هذا السلوك المدمر الذي يدمر الأطفال نفسياً ومعنوياً.
    أما التحذير فيتلخص في الأحكام التي تصدرها الجهات المختصة من عقاب شرعي للمتحرِّش، وتغليظ العقوبة، وأن تكون علانية، ومحاسبة آبائهم للتقصير الواضح في تربيتهم، وأيضاً عمل دراسات نفسية واجتماعية تطبق على هذه الفئة وصولاً إلى الأسباب التي أدت بهم للوقوع في براثن هذا الانحراف الجنسي، وتبصير جميع الهيئات والمؤسسات المسؤولة عن تربية الأبناء، وأيضاً إشراك وسائل الإعلام المختلفة في تنبيه وتوعية الآباء والأمهات والقائمين على عملية التربية بخطورة هذه الظاهرة سواء للمتحرِّش أو المتحرَّش به، وكيفية الوقاية منها، وأيضاً كيفية التعامل معها إن وقعت.

    وسائل الحماية
    وقال أ. سلطان بن عبد الله المياح مشرف تربوي بالإدارة العامة للتربية والتعليم بالرياض ـ قسم التربية الخاصة: إن مشكلة التحرش الجنسي من المشكلات التي تؤرق المربين، والتي بدأت تزداد في المجتمع، والتي يترتب عليها آثار صحية ونفسية واجتماعية بالمتحرش به، ومن الوسائل المفيدة التي تساعد الأسرة على حماية أبنائها ما يلي:
    - تنمية الوازع الديني لدى الأبناء؛ وذلك بتربيتهم وتحصينهم بمناهج الشريعة الإسلامية، وحثهم على تطبيقها والالتزام بها في شؤون حياتهم.
    - تربية الأبناء على الحياء وستر العورة؛ ويكون ذلك بتوضيح أهمية تغطية العورة وعدم ظهورها أمام الآخرين من خلال تربيتهم على اللباس المحتشم الذي يحد من ظهور شيئاً من أجسادهم.
    - تربية الأبناء على الحوار الصريح؛ من خلال الحوار والنقاش والتقرب لهم عن طريق أزاله الحواجز التي تحد من مصارحة الوالدين، والتي تمكنهم من التحدث بالمشكلات التي يواجهونها.
    - الحرص على الرقابة غير المباشرة والإشراف على الأبناء؛ وذلك بالتعرف على أحوالهم والأوقات التي يقضونها سواء في داخل أو خارج البيت وأثناء وجودهم في غرفة النوم.
    - الحد من الإفراط بالثقة في الآخرين؛ أن الثقة إذا زادت عن حدودها قد تأتي بخطر عظيم، ويكون الحذر من السائق عندما يختلي بالأبناء سواء في السيارة أو عندما يذهبون إليه في غرفته أو الخادمة التي تترك لها ربة المنزل حق تربية الابن أو الابنة، وكذلك الأقارب ممن يؤمن منهم الدخول للبيت.
    - مراقبة الأبناء أثناء اللعب مع أبناء الأقارب؛ إن وجود مجموعة من أبناء الأقارب أثناء الزيارات العائلية مصدر لنقل خبرات سيئة فيما بينهم من خلال اللعب وحدهم دون رقابة، وقد يتقمص أحدهم دور ما يشاهده في أسرته، ويقوم بتطبيق ذلك على أبناء الآخرين.
    - التعرف على أصدقاء الأبناء والتأكد من أنهم من نفس العمر؛ فالغفلة عن هذا تؤدي إلى التعرف من هم أكبر منهم سنة وقد يكون هؤلاء الذين تعرفوا عليهم بمرحلة البلوغ.
    - الحد من الوسائل التي تساعد على إثارة الغرائز والتقليد وهي كما يلي:
    - القنوات التلفزيونية الهابطة وما تقدمه من أغاني ماجنة ومشاهد فاضحة، وإثارة للغريزة الجنسية.
    - أجهزة الهاتف المحمول وما يتلقاه الأبناء عبر تقنية البلوتوث، حيث إن ذلك أدى إلى سهولة مشاهدة ا لأفلام الفاضحة والصور الجنسية، وعلى الوالدين أن يتأكدوا مما في أجهزة أبنائهم.
    - المواقع التي يتصفحها الأبناء عبر الإنترنت والتأكد من جدية تصفحهم، واستفادتهم، فإن ذلك أمر مهم للغاية، فقد يتعرض الابن للاستغلال من مواقع مشبوهة أو عن طريق المحادثات.
    - الحيطة من نوم الأبناء عند الأقارب؛ إن التنبه لذلك أمر مهم للغاية، وذلك لآن الابن أو الأبنه ينام مع قريب له في غرفة النوم، وقد يكون ذلك في سرير واحد وهنا تكمن الخطورة، أو قد يتعرضون للتحرش من خلال الابن الأكبر في هذه الأسرة.
    - غرفة نوم الوالدين؛ ضرورة التنبه لما لخصوصية الوالدين في غرفة النوم لأن ذلك عندما يراه الابن أو الابنة، فأنه يسعى لتطبيقه فالوالدان قدوة بالنسبة له، أو قد يرى ذلك أمراً طبيعياً عندما يمارس معه ذلك من الآخرين.

    مسؤولية الأسرة
    وقالت الدكتورة “هناء المطلق” المعالجة النفسية، وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود بالرياض: بالإضافة إلى أن الاعتداء الجنسي على الأطفال يكون مسؤولية الجاني الذي اقترف مثل هذه الجريمة؛ فهو مسؤولية الأسرة بلا شك في إهمالها للطفل قبل الحادث بعدم إفهامه لمعنى المحافظة على خصوصية جسده، وملابسه الداخلية، وعدم الثقة فيمن حوله من المراهقين وإن كانوا محارم، ثم تبدأ مسؤولية أكبر خاصة بالأهل تتضح في عدم السماح للطفل بالتعبير عن مشكلته بنهره أو كبته أو تجاهل شكواه، فالحاصل أن الأسرة إذا لمست تغيّراً في سلوك الطفل وانعزالاً منه أو حزناً فإنها تحاول إرضاءه بالهدايا؛ وتتحاشى سؤاله عن مصدر تعبه، بل وإيهامه أحياناً بأنه يتمتع بصحة جيدة بعبارات مثل “أنت ما شاء الله عليك بطل وشجاع ولا فيك إلا العافية”، وإذا ذكر الطفل عبارات مثل “أنا لا أحب ابن عمي، أو أي شخص آخر” توبخه الأسرة بأن ذلك عيب دون أن تسأل لماذا يعبر الطفل عن كراهيته لشخص معين في وقت يتزامن مع تغيّر سلوكه إلى الانعزال؟!

    كيفية الاحتواء
    وقع المحظور واكتشفت حصول اعتداء جنسي على الطفل، عليك في هذه الحالة أن تحاول احتواء الطفل، وذلك بهدوء من خلال بعض التوصيات التي قدمتها إحدى الدراسات والتي نوجزها في النقاط التالية لكل مرب:
    - في البداية يجب التصرف بحذر والحفاظ على هدوء الأعصاب، وعدم إلقاء التهديدات للطفل، فهو في حاجة إلى الأمان والهدوء والدعم.
    - عدم استسلام الأهل لتأنيب الذات واللوم مما ينسيهم من هو المعتدي الحقيقي الذي يجب أن ينال عقابه.
    - عدم إلقاء المسئولية على الطفل.
    - استعمال لغة الطفل وعدم تبديل ألفاظه أو الكلمات التي يستخدمها؛ لأن راحة الطفل هي المهمة في هذه الأوقات.
    - الحفاظ على الهدوء النفسي بتوفير الأمان، فإذا لم يستطع الأهل العمل مع ابنهم الضحية عليهم أن يطلبوا إشراك أحد من الخارج.. مرشدة مثلاً.
    - تصديق الطفل (قد لا يقول كل شيء ليس لأنه يكذب، بل لأنه خائف، فكلما كانت الثقة قوية يكون الطفل أدق في وصفه للحادث).

    وعي الأسرة
    كما قال الدكتور عمرو أبو خليل، أستاذ الطب النفسي، العبء الأكبر في وقاية الأبناء وعلاجهم من هذا الشر المستطير يعود على مدى وعي الأسرة وتفهمها لهذه الأمور، وبخاصة الأم التي يجب أن تكون ملاحظة دقيقة لكل تغيير مفاجئ يحدث لطفلها وتبحث وتستقصي أسباب تدهور مستواه التعليمي فجأة على سبيل المثال، فقدانه لشهيته، انعزاله، ظهور بعض العلامات العصابية عليه مثل قضم الأظافر، أو التبول اللا إرادي، شكوى الطفل من بعض التعب الفسيولوجي رغم عدم وجود سبب عضوي ظاهر، كل هذه أمور تدل على أن الطفل يعاني من أزمة نفسية، قد يكون سببها تعرضه لاعتداء جنسي أو أي سبب آخر.
    التوعية المبكرة مهمة جداً في تجنيب أبنائنا مخاطر التحرش الجنسي بهم، وعدم إيثار الصمت تحت مظلة أن الحديث معهم في هذه الأمور سوف يفتح أعينهم على أشياء أكبر منهم، هذا كلام قديم، فالمعول على الطريقة التي ستحصن بها أبناءك، فاللغة الرقيقة والإيحاء، والحكاية غير المباشرة كلها أمور تؤدي في النهاية إلى الغرض المنشود.
    في حال اكتشاف الأسرة لاعتداء حدث على ابنها ينبغي أن تحتضن الطفل وتشعره بالأمان، وتؤكد له أنه غير مذنب، وأن الذنب يعود على الجاني فقط، مع مراعاة أهمية أن يأخذ المعتدي جزاءه العادل بالإبلاغ عنه؛ لأنه مريض يحتاج إلى علاج، ولسد باب المصائب التي يمكن أن يحدثها بأطفال آخرين ما لم يتم ردعه، فضلاً عن أن هذا سيساعد في علاج الطفل المعتدى عليه، وإشعاره بأن المجتمع قد أخذ له حقه، وأنه لا ذنب له، أما عكس ذلك فيدمر المعتدى عليه نفسياً برؤيته المعتدي يمارس حياته بشكل طبيعي تماماً كالأسوياء، وهو وحده الذي يدفع ثمن شذوذ المعتدي، هذا فيه ظلم وإجحاف للمعتدى عليه مرتين: مرة عندما تم الاعتداء عليه، والثانية عندما يترك الجاني بدون عقاب رادع.

    أركان الجريمة
    كما تحدث الشيخ الدكتور سعد بن عبدالله العريفي عن أركان ومفهوم الجريمة في الفقه الإسلامي فقال إن الجريمة لها ثلاثة أركان لا تكتمل إلا بها.
    أولاً: ركن شرعي وهو النص الذي يحرم ذلك الفعل فالأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد بها تحريم؛ لذلك لا جريمة ولا عقاب إلا بنص.
    ثانياً: الركن المادي ويراد به الفعل فعل الجريمة كالقتل والزنا وشرب الخمر وغيره وقد يكون الفعل سلباً أو إيجاباً فعلاً أو تركاً.
    ثالثاً: الركن المعنوي وهو القصد الجنائي بالنية والقصد الجنائي في فعل ذلك العمل.
    وتابع قائلاً: الجريمة هي ارتكاب فعل منهي عنه شرعاً أو امتناع عن فعل مأمور به شرعاً وكل جريمة معصية وليست كل معصية جريمة فالكذب والربا والنفاق معصية ولكن ليست جريمة لها حد التعزير.

    أقسام الجرائم في الشرع
    وتنقسم الجرائم في الشرع إلى قسمين: جرائم فيها حق لله وحق للعباد، وحق الله أظهر وهو الحق العام الأمن وهذه مبنية على عدم العفو أو التنازل حتى من صاحب الحق الخاص، وجرائم حق العبد فيها أظهر كقتل النفس وما دون النفس والضرب وغيرها فهذه يجوز فيها العفو والتنازل عن القصاص والديه.
    وتنقسم الجرائم من حيث العقوبات إلى أقسام: منها جرائم الحدود السبعة وهي الردة والبغي والحرابة والزنا والقذف والشرب والسرقة وجرائم القصاص والديات وجرائم التعازير وجرائم الاعتداء على النفس وما دون النفس، كذلك الجرائم تعتبر اعتداء على الضرورات الخمس أو الكليات الخمس التي جاء الإسلام بحفظها ومعاقبة من اعتدى عليها وهذه الجرائم يعاقب الدين عليها إما في النظام الوضعي فالقانون يختلف، وهناك ما يسمى بالجنايات وهذه في الجرائم الكبيرة التي يعاقب عليها بالإعدام أو السجن المؤبد أو الأشغال الشاقة، وجرائم الجنح وهي التي أقل من الجنايات وهي التي ليس فيها إعدام ولا سجن مؤبد وإنما أخف من ثلاث سنوات وأقل، والمخالفات وهي المخالفات التي تعتبر أقل من الجنايات عقاباً.
    كذلك هناك جرائم مشتركة بين القانون والشريعة مثل السرقة فهي في القوانين والشريعة تعد جريمة، وهناك جرائم أخرى تتفاوت مابين الشريعة والقانون وطبعاً لا أحد تخفى عليه خطورة هذه الجرائم على المجتمعات، فجاء الإسلام والشريعة لحماية الناس ثم وضعت عقوبات للجرائم لأن أحياناً كثيراً من الناس لا يمنعه إيمانه عن فعل الجريمة؛ لذلك وضع الله عقوبات لحفظ الأمن ومنع التعدي على الأموال والأنفس والعقول وغيرها؛ وذلك لمنع الجريمة ودرء المفاسد وحماية الناس من هذه الأضرار التي تسببها الجرائم.

    أضرار الجرائم
    ومن الأضرار التي تسببها الجرائم: أنها معصية لله سبحانه وتعالى، وقد توعد الله من عصاه في الدنيا والآخرة، وانتشار الخوف بين الناس واختلال الأمن وانقطاع السبل وتعطيل مصالح الناس، وتكثر الأمراض والأوبئة كالأمراض الجنسية الإيدز وغيرة ويكثر أولاد الزنا وتكثر الجرائم، وتسلط الطغاة والفجار والأشرار على الضعفاء والمساكين. غلاء الأسعار والقحط وقلة البركة وجور السلاطين والظلم أكل أموال الناس بالباطل وفساد المجتمع والهلاك العام في الدنيا والآخرة والعقوبات الأخروية وعذاب القبر، ثم إذا عطلت الحدود وتساهل الناس في إقامة الحدود انتشرت الجرائم وإذا أقيمت الحدود أمن الناس.

    كل معصية لله جريمة
    وقال الشيخ إبراهيم الهويمل عن كيفية صيانة المجتمعات من هذه الجرائم: إن الجريمة هي مخالفة أمر الله عزَّ وجلَّ أو معصية الله عزَّ وجلَّ فكل معصية جريمة، ولاشك أن الجريمة والمعصية إذا عمت وطغت وظهرت في مجتمع من المجتمعات حلت به العقوبة ونزلت به الفتن، ولو تأملنا كتاب الله عزَّ وجلَّ لوجدنا هذا المنهج الذي لو اتبع واتبعه المسلمون لانتفت ومنعت الجرائم.

    دور ولي الأمر
    وعن دور جهود ولاة الأمر في حماية المجتمعات من الجرائم قال الشيخ الدكتور علي بن يحيى الحدادي: لاشك في أن لولي الأمر دوراً عظيماً في حماية المجتمعات التي ولاهم الله سبحانه وتعالى أمرها من الجرائم بجميع ألوانها وأشكالها، وذلك بما أتاهم الله عزَّ وجلَّ من الأسباب التي لم يعطها لغيرهم من عامة الناس. وأكد أن أول ذلك وأعظمه حماية المجتمع ووقايته من الشرك وأسبابه ووسائله، فإن الشرك بالله وصرف العبادة لغير الله من أعظم الجرائم ويكون ذلك بأمرهم للرعية بإفراد العبادة لله وحدة دون سواه، ووقاية المجتمع وحمايته من المناهج التي تهدف إلى تكفير المسلمين وسفك دمائهم وتفريق كلمتهم وتقويض مجتمعهم، وحماية المجتمع ووقايته من دعاة الرذيلة الذين يريدون أن تشيع الفاحشة في المجتمع المسلم من دعاة التبرج والسفور والاختلاط وغيرة.
    وأضاف أن الإسلام يسعى إلى بناء العقيدة في النفوس وغرس الأخلاق الفاضلة والخوف من الله، ويعتمد الإسلام كثيراً على المجتمع ويعلق عليه آمالاً كبيرة في الوقوف أمام كل أشكال الجريمة والانحراف ومحاربتها والحيلولة دون وقوعها أو تمادي أصحابها، وذلك بإنكار المنكر والفساد أولاً، ومقاطعة وتحجيم أهله ثانياً، ويسعى المجتمع إلى تحسس أوجاع وحاجات أبنائه فيكون المجتمع بذلك كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، بالإضافة إلى سد أبواب الفساد والشر ودرء الحدود بالشبهات، فالإسلام يوفر العيش الكريم والعمل الشريف ويرعى الفقراء والمساكين قبل أن يقيم حد السرقة أو يقطع الأيدي، كما ويأمر بغض البصر وينهى عن الخلوة بالأجنبية وعدم الاختلاط، ويمنع كل صور العري والعلاقات المشبوهة، ويأمر بالحجاب والستر ويسهل سبل الزواج قبل إقامة حد الزنى من خلال التشريعات العامة والخاصة.
    وقال: من أهم ملامح الجانب الوقائي كذلك إصلاح الجاني، وفتح أبواب التوبة أمامه على مصراعيها، وعدم تيئيسه من رحمة الله، وحثه على الإقلاع والندم، وعدم التمادي في الباطل. فالمجتمع الإسلامي يقوم على ركيزتين أساسيتين هما الدعوة إلى الفضيلة والستر، ولذلك فتح للعصاة والمذنبين باب التوبة على مداه، ولم يجعل لليأس طريقاً إلى قلوبهم ونفوسهم.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    7,561
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    21-01-2019
    على الساعة
    03:09 PM

    افتراضي

    جزاكِ الله كل خير اختى الغالية منال

    لطرق هذا الموضوع الغاية فى الاهمية

    وليت الاباء يفطنون له

    توقيع نضال 3


    توقيع نضال 3

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    80
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    16-01-2012
    على الساعة
    11:30 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
    اختى الغالية والكريمة نضال
    لا اجد من الكلمات التى استطيع من خلالها ان اعطيك ولو القدر القليل
    مما تعطيه لى , ولا املك سوى ان ادعوا لك بموفور الصحة والسعادة
    بارك الله فيك اختى الكريمة واعطاك الكثير والكثير من فيض خيراته ودمت
    لى ولجميع اعضاء منتدانا المبارك ولأسرتك الكريمة وجميع احبائك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    285
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-04-2014
    على الساعة
    06:06 PM

    افتراضي

    رحمك الله ابنتي وصبر والدتك واهلك جميعا وصبرنا في هذا المنتدى الذي جمعنا من غير معاد ولكنه الحب في الله ......................إنا لله وانا إليه راجعون
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    7,561
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    21-01-2019
    على الساعة
    03:09 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حصن الاسلام مشاهدة المشاركة
    رحمك الله ابنتي وصبر والدتك واهلك جميعا وصبرنا في هذا المنتدى الذي جمعنا من غير معاد ولكنه الحب في الله ......................إنا لله وانا إليه راجعون
    لااله الا الله _ محمد رسول الله

    اختى الحبيبة منال عبدالله


    رحمها الله رحمة واسعة _ وادخلها فسيح جنته

    ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي.
    اللهم صبر اهلها000 وابدلها دارا خير من دارها ؛ واهل خير من اهلها
    اللهم امين _ اللهم امين
    توقيع نضال 3


    توقيع نضال 3

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2013
    المشاركات
    4
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    27-04-2014
    على الساعة
    09:40 PM

    افتراضي

    موضوع جدا مهم
    الله يعطيك العافيه

كيف نحمي الأطفال من جريمة التحرش الجنسي؟

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الطفل والجنس . التحرش الجنسي . حماية الطفل من التحرش
    بواسطة مريم في المنتدى قسم الأطفال
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-07-2010, 03:00 AM
  2. احمي ابنك من التحرش الجنسي
    بواسطة مريم في المنتدى قسم الأطفال
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-12-2009, 02:00 AM
  3. بصراحة ما حكم التحرش الجنسي ليسوع بمريم?
    بواسطة ismael-y في المنتدى منتديات اتباع المرسلين التقنية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 14-08-2009, 01:05 AM
  4. أخر فضائح التحرش الجنسي
    بواسطة المهتدي بالله في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 31-05-2007, 09:48 PM
  5. معطف يحمى النساء من التحرش الجنسي
    بواسطة المهتدي بالله في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 06-12-2006, 05:30 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

كيف نحمي الأطفال من جريمة التحرش الجنسي؟

كيف نحمي الأطفال من جريمة التحرش الجنسي؟