من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة




المعتمد بن عباد ملك أشبيلية في عصر ملوك الطوائف من بني عباد، ولد في باجة (إقليم في البرتغال حاليا) وتوفي في أغمات قرب مراكش بالمغرب 431 هـ - 488 هـ / 1040 - 1095م, اسمه محمد بن عباد بن محمد بن إسماعيل اللخمي أبو القاسم المعتمد على الله.
كان شابا، فارسا، شاعرا مجيدا، يحب الأدب؛ فاجتمع في بلاطه نجوم ساطعة من أرباب ونوابغ القصيد من أمثال أبي بكر بن عمار، وابن زيدون، وابن اللبانة، وابن حمديس الصقلي، وكما كان المعتمد شاعرا مجيدا، كانت زوجته اعتماد الرميكية شاعرة كذلك، وكانت إشبيلية حاضرة دولته آية في الروعة.



دولته

كان المعتمد بن عباد حين آل إليه حكم إشبيلية سنة (461 هـ = 1068م)، في الثلاثين من عمره، امتلك قرطبة وكثيراً من المملكة الأندلسية. واتسع سلطانه إلى أن بلغ مدينة مرسية.
[عدل]حروب الاسترداد والاستنجاد بالمرابطين

عاش ابن عباد في أيام ملوك الطوائف وهم ملوك تقاسموا الدولة الأموية في الأندلس وحكم كل واحد منهم جزءاً أو دويلة حتى بلغ مجموع تلك الدويلات إحدى وعشرين دولة، لكل دولة منها عرش وملك وجيش ضعيف, ولما رأى ضعفهم وتفرقهمألفونسو السادس ملك ليون وقشتالة هجم على طليطلة فاجتاحها لاستردادها، ثم أرسل له رسولاً ومعه خمسمئة فارس يحمل رسالة تهديد من الفونسو بأن على المعتمد أن يتنازل عن حصون معينة وحشد الرسالة بالتهديد, فثار المعتمد وجمع العلماء فاتفقوا على الاستنجاد بزعيم المرابطين يوسف بن تاشفين في الشمال الأفريقي وتم القرار في الحال، فأمر المعتمد بقتل الفرسان المسيحيين جميعاً وضرب الرسول وبصق في وجهه، وفي الحال أصدر بن تاشفين نداء بـ (الجهاد) فتسابق شباب المسلمين إلى الساحة وأقبل المطوعون من أرجاء البلاد حتى ازدحمت البلاد بالمجاهدين المسلمين، وأقبل الفونسو في أربعين ألف جندي وكتب إلى أمير المسلمين ابن تاشفين يتهدده فكتب له على ظهر خطابه (جوابك هو ما سوف ترى) ثم التقى الجمعان في مكان قريب من بطليموس (Badajoz حاليا) على حدود البرتغال في سهل واسع من الأرض يقال له الزلاقة.
كانت استجابة يوسف بن تاشفين سريعة مذهلة، فقد أقبل في قرابة مئة سفينة ونيف وعشرين ألف جندي واندفع إلى الزلاقة فوجد المعتمد بن عباد قد سبقه وقضى ليلة كاملة يهاجم وتنهشه الجراح وفي اللحظة المناسبة وصل المرابطون وقائدهم إلى قلب المعركة وتكامل عدد الأسبان خمسين ألفاً. هرب القائد ألفونسو في بضعة رجال وكانت الواقعة في يوم الجمعة الأولى من شهر رمضان حيث قتل جميع الجيش المسيحي فلم يعد منهم سوى ثلاثمائة.
[عدل]نهاية حكمه

كان أمير المسلمين يوسف بن تاشفين في أول الأمر يحترم المعتمد بن عباد ويقول هو ضيفنا، ولكن نفراً بين المعتمد وابن تاشفين ووشوا إلى ابن تاشفين أن المعتمد يميل إلى الترف.
انتهى أمر المعتمد أن وقع في قبضة يوسف بن تاشفين فحبسه في سجن أغمات, فقيراً مجرداً من ماله ومقيدا، وأظله عيد وهو في السجن فقال يصف هذا المشهد الذي يقطع نياط القلوب:
تعديل :- القصة هكذا ناقصة وفيها اساءة لابن تاشفين لان المعتمد بن عباد عاد للتعاون مع قشتالة مرة أخرى ضد بن تاشفين الذي انقذه ومملكته من هلاك محقق فاستحق هذا العقاب وقد افتى الفقهاء بكفره وخروجه عند الدين.
قال البرزالي " (وأحفظ أني رأيت لابن الصيرفي في دولة لمتونة من صنهاجة؛ أن المعتمد بن عباد استعان بهم - أي النصارى - على حرب المرابطين، فنصرهم الله عليه، وهرب هو، ثم نزل على حكم يوسف بن تاشفين أمير صنهاجة، فاستفتى فيه الفقهاء، فأكثرهم أفتى بأنها ردة) [النوازل الكبرى: ج3/ص23].
[عدل]نماذج من شعره

كان ابن عباد شاعرا عبقريا ينظم الشعر، وقد حاول أن يجعل حياته كلها قصيدة من قصائد الشعر المترف, وأن يجعل بلاطه موئل الشعراء، وقد انضم اليه شعراء الأندلس وأفريقية وصقلية. قال وقد رأى قمرية أمامها وكر فيه طائران يرددان نغما:
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا وكان عيدك باللذات معمورا وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ فساءك العيد في أغمات مأسورا ترى بناتك في الأطمار جائعةً في لبسهنّ رأيت الفقر مسطورا معاشهنّ بعيد العزّ ممتهنٌ يغزلن للناس لا يملكن قطميرا برزن نحوك للتسليم خاشعةً عيونهنّ فعاد القلب موتورا قد أُغمضت بعد أن كانت مفتّرةً أبصارهنّ حسيراتٍ مكاسيرا يطأن في الطين والأقدام حافيةً تشكو فراق حذاءٍ كان موفورا قد لوّثت بيد الأقذاء اتسخت كأنها لم تطأ مسكاً وكافورا لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهره وقبل كان بماء الورد مغمورا لكنه بسيول الحزن مُخترقٌ وليس إلا مع الأنفاس ممطورا أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا وكنت تحسب أن الفطر مُبتَهَجٌ فعاد فطرك للأكباد تفطيرا قد كان دهرك إن تأمره ممتثلاً لما أمرت وكان الفعلُ مبرورا وكم حكمت على الأقوامِ في صلفٍ فردّك الدهر منهياً ومأمورا من بات بعدك في ملكٍ يسرّ به أو بات يهنأ باللذات مسرورا ولم تعظه عوادي الدهر إذ وقعت فإنما بات في الأحلام مغرورا