شبهة فقد احاديث خطبة الجمعة للرسول (صلى الله عليه وسلم

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

شبهة فقد احاديث خطبة الجمعة للرسول (صلى الله عليه وسلم

النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: شبهة فقد احاديث خطبة الجمعة للرسول (صلى الله عليه وسلم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    4
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    24-11-2011
    على الساعة
    10:18 PM

    افتراضي شبهة فقد احاديث خطبة الجمعة للرسول (صلى الله عليه وسلم

    السلم عليكم

    كنت اتحاور مع شخص نصرانى على الانترنت وادعوه بالحسنة والموعظة الحسنة فطرح على سول لم اسمعه من قبل وهو
    اين خطب رسول الله التي القاها

    في مسجده ايام الجمع على مدى 11 عاما !!! والتي لوحسبناها

    على اساس 52 خطبة في العام لتجاوز عددها ال500 خطبة جمعة

    وعلى الرغم من هذا العدد الضخم فانكم مهما بحثتم في كتب

    المتاخرين والمتقدمين ومابينهما فانكم سوف لن تعثروا سوى

    على نتف مبعثرة هنا وهناك لثلاث او اربع خطب ومن غير المؤكد

    فيما اذا كانت هذه الخطب قد قالها النبي يوم الجمعة ام في يوم آخر

    غير يوم الجمعة !!!!!

    وهنا الايحق لنا ان نسال هذا السؤال : كيف لكتاب السيرة الذين رافقوا

    محمد في كل صغيرة وكبيرة في حياته ووصفوا لنا كيف ياكل ويشرب

    وكيف يتصرف مع زوجاته وحتى كيف كان يدخل الى بيت الخلاء

    وماذا قال عن الثوم والبصل وحتى عن الكلب الاسود و....

    ويغفلون علينا اهم ماقاله صلوات الله عليه في خطباته يوم الجمع في المدينة !!!!

    وحتى لايقتلني الشك حول سبب اختفاء هذا الكم الهائل من اقوال رسول الاسلام فقد

    لجأت الى المواقع الاسلامية علني اجد جوابا مقنعا ولكن المفاجأة التي عقدت لساني

    هي انني وجدتهم ايضا يطرحون سؤالي نفسه هذا على شيوخهم الذين لم يقدموا اي تفسير لسبب

    اختفاء خطب جمعة رسولهم التي تعادل ضعف حجم القران ......
    ارجو الرد للاهمية
    وجزاكم الله عن الدفاع عن الاسلام كل خير





    التعديل الأخير تم بواسطة ابو علي الفلسطيني ; 23-11-2011 الساعة 06:22 PM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    2,651
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    02-09-2020
    على الساعة
    11:46 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

    خطب النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة مشهورة .. وقد نقل الصحابة الكثير من خطب النبي :salla-s: وليس شرطاً أن ينص الصحابة على أن هذه الخطبة مثلا كانت في يوم كذا أو في الجمعة الفلانية.. وكثيرا ما تجد في الأحاديث الصحيحة قول الراوي: "خطب النبي :salla-s: " او وعظنا رسول الله :salla-s: موعظة" إلى غير ذلك من النصوص.

    قال ابن رجب رحمه الله تعالى في فتح الباري:

    ولو جمعت الأحاديث التي فيها ذكر خطب النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على المنبر وكلامه عليه لكانت كثيرة جدا، وكذلك احاديث اتخاذ المنبر كثيرةٌ -أيضاً.ا.هــ
    وروى مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:

    كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاه، ُ وَعَلَا صَوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ، يَقُولُ: "صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ "، وَيَقُولُ: " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ"، وَيَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَيَقُولُ: " أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ " ثُمَّ يَقُولُ: " أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ، مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ "

    وجاء في صحيح مسلم عن أم هشام بنت الحارث بْنِ النُّعْمَانِ - رضي الله عنها- قَالَتْ: " مَا حَفِظْتُ ق إِلَّا مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ بِهَا كُلَّ جُمُعَةٍ"

    فهذه الأحاديث وغيرها الكثير تدل على بعض الأمور الثابتة التي كان النبي :salla-s: يفعلها أثناء الخطبة .. وانظر في كتب الحديث "باب صلاة الجمعة" تجد الكثير من خطب النبي :salla-s: وانظر كذلك كتب السيرة والتاريخ ففيها ذكر لخطب كثيرة كاملة ... والله الموفق سبحانه
    سَلامٌ مِنْ صَبا بَرَدى أَرَقُّ ....ودمعٌ لا يُكَفْكَفُ يا دمشقُ

    ومَعْذِرَةَ اليراعةِ والقوافي .... جلاءُ الرِّزءِ عَنْ وَصْفٍ يُدَّقُ

    وذكرى عن خواطرِها لقلبي .... إليكِ تلفّتٌ أَبداً وخَفْقُ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,306
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    12:53 AM

    افتراضي

    طبعا الصحابة نقلوا خطب النبي :salla-s: فى الأحاديث و ليس شرطا أن يقال الحديث الفلانى قيل فى خطبة الجمعة
    أى أن خطب النبي :salla-s: بلا شك موجودة فى كتب الحديث طبعا
    و لا تنس أن تسأل صديقك أين ما قاله يسوع خلال ثلاث سنوات ؟ هل هو بعض الأمثلة و المواعظ التى يمكن كتباتها فى أقل من 10 ورقات ؟
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    4
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    24-11-2011
    على الساعة
    10:18 PM

    افتراضي

    شكرا على الردو جزاكم الله كل خير
    اتمنى ان يتفقه المسلمون فى دينهم
    فالحاجة ضرورى الان على كل مسلم
    لدافع عن دينه





  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    4
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    24-11-2011
    على الساعة
    10:18 PM

    افتراضي

    شكرا على الرد وجزاكم الله كل خير

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    4
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    24-11-2011
    على الساعة
    10:18 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    جزاكم الله خيرا على الرد
    قمت بالرد على هذا النصرانى الحقير
    بالادالة التى ذكره اخوانا الفاضل
    ابو على
    وكان رده على كالاتى
    ارجو من مشرف سرعة الرد



    1- اذا كانت خطب النبى (جمعة) كثيرة ومشهورة فذكر لى كم عدده وهل هى صحيحة
    2-لماذا لم تدون فى كتب الاحاديث ابواب مخصوصة لخطب الجمعة
    3-هناك فارق بين قولك خطب نبى بصيغة عامة وبين خطبة الجمعة لاتخلاط الاوراق ببعضه
    4- وقولك( وليس شرطاً أن ينص الصحابة على أن هذه الخطبة مثلا كانت في يوم كذا أو في الجمعة الفلانية...فهذا يعنى ان الصحبة لم يحددو بين خطب النبى فمن اين لك ان تحمل لفظ خطب الرسول كما يقول الراوى بمعنى انه خطبة الجمعة هذا التفاف واضح حول المعنى فجعلتم خطب النبى وكانه خطبة الجمعة
    5- اما قول بن رجب الحنبلى (ولو جمعت الأحاديث التي فيها ذكر خطب النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على المنبر وكلامه عليه لكانت كثيرة جدا، وكذلك احاديث اتخاذ المنبر كثيرةٌ) لذا لماذا لم يتبادر بن رجب بتاليف لنا مسند او كتاب حديث عن خطب الجمعة للنبى هو يقول لو جمعت لكانت كثيرة فاين هذه الاحاديث الكثيرة التى تتحدث عن خطب الجمعة
    6 هنال خلط يضحك به الشيوخ على طلاب العلم انهم يقول قال الراوى خطب رسول ويقولن ان هذه خطب الجمعة
    وهذا كذب لانه لو كانت خطبة جمعة لوصلت الينا متواتر اذا لا يعقل ان الصحابة لا يصلون وراى النبى صلاة الجمعة حتى ان ابى هريرى وسيدة عائشة التى راوة لنا كثير من الاحاديث من اصغر الاشياء الى اكبر فلماذا لا يذكر الشيوخ هذا الامر فين الاحاديث التى يرويه ابى هريرة وسيدة عائشة عن خطبة الجمعة
    7 - اذا كانت هناك خطبة جمعة متناثرة فنرجوا من الشيوخ يحصوا لنا عدد هذه الخطب ( جمعة)


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    2,004
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    09-06-2018
    على الساعة
    11:53 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ويسوع قد عاش على الارض ما يقارب ال 33 عام

    فاين احاديثه واقاويله طيلة ال 33 عاما ؟

    هل مجموع ما في الاناجيل بغض النظر عن الاحداث المتوازية يساوي من حياة انسان 33 سنة ؟
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    זכור אותו האיש לטוב וחנניה בן חזקיה שמו שאלמלא הוא נגנז ספר יחזקאל שהיו דבריו סותרין דברי תורה מה עשה העלו לו ג' מאות גרבי שמן וישב בעלייה ודרשן

    תלמוד בבלי : דף יג,ב גמרא

    تذكر اسم حنانيا بن حزقيا بالبركات ، فقد كان سفر حزقيال لا يصلح ان يكون موحى به ويناقض التوراة ، فاخذ ثلاثمائة برميل من الزيت واعتكف في غرفته حتى وفق بينهم .

    التلمود البابلي : كتاب الاعياد : مسخيت شابات : الصحيفة الثالثة عشر : العمود الثاني ___________
    مـدونة الـنـقد النصـي لـلعهـد الـقديم

    موقع القمص زكريا بطرس

    أوراقــــــــــــــــــــــــــــــي


  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    المشاركات
    1
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    10-02-2012
    على الساعة
    12:32 AM

    افتراضي

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    أخي الفاضل لو حقاً لك الرغبة في معرفة خطب رسول الله لتوجهت إلى الكتب التي تروي عن حياة خير البرية عليه الصلاة و السلام
    فتجد في أيهم ما يشفي غليلك. لو بدأت بأصح هذه الكتب و هو صحيح البخاري لوجدت في كتاب صلاة الجمعة ما يرد عن سؤالك.
    فخطب الرسول صلى الله عليه و سلم كانت كثيرا ما تقتصر على سرد بعض الآيات من القرآن يضطعض بها الصحابى و أحيانا كما أخبرك الإخوة ما جاء في الأحاديث يرمز إلى أنها قيلت في خطبة جمعة
    إذا لم يكن هناك أي دراسة إلى حد الآن حول كم عددها و أين جمعها فذلك بكل بساطة لأن المسلمين لا ينضرون و يصنفون الأحاديث حسب مكان إلقائها فهذا تصنيف بليد لا جدوى و لا منفعة منه و إنما يصنفون الأحاديث حسب مواضيعها. فلن تجد أحاديث مكة من جهة و أحاديث المعارك من جهة و أحاديث في المدينة و إنما تجد كتاب الوضوء و كتاب الغسل وكتاب الصلاة و إلى آخره من الكتب
    و انا متأكد أنك لو سألت أي شيخ أو عالم لأبدى لك ما أنت في شك فيه و لكني أخشى أن تكون ممن يريدون الفتنة فيبتدعون ما ليس في الحق من شيء

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    2,651
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    02-09-2020
    على الساعة
    11:46 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    جزاكم الله خيرا اخي أبو اسماعيل والاخوة المشاركون

    أود الإحالة هنا إلى هذه الإجابة

    هل دُوِّنت خطب النبي -صلى الله عليه وسلم-
    المجيب د. محمد بن عبد الله القناص
    عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
    التصنيف الفهرسة/ السيرة والتاريخ والتراجم/السيرة النبوية
    التاريخ 12/3/1425هـ
    السؤال
    أين خطب الرسول - صلى الله عليه وسلم- لكل يوم جمعة؟ لماذا لم تدوَّن كأحاديثه وسيرته، وحركاته، وصفاته، ومجالسه؟ إن كان هناك الكثير من أقوال الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله قد نقلت إلينا صغيرة وحتى كبيرة.
    الجواب
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
    كان العرب قبل الإسلام يعتمدون على الحفظ في نقل أشعارهم وتاريخهم، وأيامهم ومآثرهم، وأنسابهم، واشتهروا بقوة الذاكرة وسرعة الحفظ، ووصفهم الله -عز وجل- بالأميين، قال -تعالى-: " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ " [الجمعة:2] ، وكان الكتاب فيهم ندرة، ثم جاء الإسلام، وحثّ على العلم والكتابة، ووجد كُتاب في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وقاموا بتدوين القرآن الكريم، ولكنهم لم يقوموا بجمع حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكتابته بشمول واستقصاء، بل اعتمدوا على الحفظ والذاكرة في أغلبه، ولم يأمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم-بذلك، ولعله أراد المحافظة على ملكة الحفظ عندهم لاسيما وأن الحديث تجوز روايته بالمعنى، ولا يقصد بألفاظه التعبد والإعجاز بخلاف القرآن الذي هو معجز بلفظه ومعناه، ومتعبد به، ثم كان هناك خشية في أول الإسلام أن يحدث إلتباس عند عامة المسلمين، فيخلطوا القرآن بالحديث إذا حصل كتابة القرآن، والحديث في صحيفة واحدة، أو أن تخلط الصحف التي يكتب فيها الحديث بالصحف التي يكتب فيها القرآن، وكذلك خشية انشغال المسلمين بالحديث عن القرآن وهم حديثو عهد به، ولهذا جاء في حديث أبي سعيد-رضي الله عنه- النهي عن كتابة الحديث، فعنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " لَا تَكْتُبُوا عَنِّي وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ" أخرجه مسلم (3004) .
    قال الرامهرمزي: " وحديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، فأحسبه أنه كان محفوظاً في أول الهجرة، وحين كان لا يؤمن الاشتغال به عن القرآن " (المحدث الفاصل 71) ، وقال الخطابي - عن الحديث -: " وجهه - والله أعلم - أن يكون إنما كره أن يكتب شيء من القرآن في صحيفة واحدة، أو يجمع بينهما في موضع واحد؛ تعظيماً للقرآن وتنزيهاً له أن يسوى بينه وبين كلام غيره " (غريب الحديث 1/632) ، وقد اعتنى الصحابة -رضي الله عنهم- بحفظ السنة، وبلغوها إلى من بعدهم، ثم دونت في المعاجم، والمصنفات والمسانيد كما هو معلوم، وخطب النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يحصل تدوينها وكتابتها في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، لكنها توجد في الغالب مفرقة فيما نقله الصحابة -رضي الله عنهم-، وقد لا ينص على أن هذا الكلام قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- في الخطبة، ثم إن الصحابة -رضي الله عنهم- قد ينقل بعضهم أول كلامه -صلى الله عليه وسلم -في الخطبة، وينقل صحابي آخر آخرها أو وسطها، ولهذا جاء في حديث أبي زيد عمرو بن أخطب -رضي الله عنه- أنه قال: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْفَجْرَ، وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتْ الظُّهْرُ، فَنَزَلَ فَصَلَّى ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتْ الْعَصْرُ ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ، فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِن، ٌ فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا " أخرجه مسلم (2892) ، وقد يحصل النص في بعض الأحاديث أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قاله في خطبة الجمعة ومن ذلك على سبيل المثال:
    - ما رواه مسلم (867) من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاه، ُ وَعَلَا صَوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ، يَقُولُ: "صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ "، وَيَقُولُ: " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ"، وَيَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَيَقُولُ: " أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ " ثُمَّ يَقُولُ: " أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ، مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ "
    وفي لفظ: كَانَتْ خُطْبَةُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الْجُمُعَةِ: يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْه، ِ ثُمَّ يَقُولُ عَلَى إِثْرِ ذَلِك، َ وَقَدْ عَلَا صَوْتُهُ، ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ.
    - ومما حفظ من خطبه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه كان يكثر أن يخطب بالقرآن وسورة (ق) كما جاء في صحيح مسلم (873) عن أم هشام بنت الحارث بْنِ النُّعْمَانِ - رضي الله عنها- قَالَتْ: " مَا حَفِظْتُ ق إِلَّا مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ بِهَا كُلَّ جُمُعَةٍ".
    - وكما جاء في مسند الإمام أحمد (20325) من حديث أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: "بَرَاءَةٌ "وَهُوَ قَائِمٌ يُذَكِّرُ بِأَيَّامِ اللَّهِ...."
    - وفي رواية عند ابن ماجة (1101) من حديث أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ تَبَارَكَ وَهُوَ قَائِمٌ فَذَكَّرَنَا بِأَيَّامِ اللَّهِ.. "
    - ومما حفظ من خطبته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أيضاً ما أخرجه ابن ماجة (1071) من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما- قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا، وَبَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا، وَصِلُوا الَّذِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ بِكَثْرَةِ ذِكْرِكُمْ لَهُ، وَكَثْرَةِ الصَّدَقَةِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ تُرْزَقُوا وَتُنْصَرُوا وَتُجْبَرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ قَدْ افْتَرَضَ عَلَيْكُمْ الْجُمُعَةَ فِي مَقَامِي هَذَا، فِي يَوْمِي هَذَا، فِي شَهْرِي هَذَا، مِنْ عَامِي هَذَا، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ تَرَكَهَا فِي حَيَاتِي أَوْ بَعْدِي وَلَهُ إِمَامٌ عَادِلٌ أَوْ جَائِرٌ اسْتِخْفَافًا بِهَا، أَوْ جُحُودًا لَهَا فَلَا جَمَعَ اللَّهُ لَهُ شَمْلَهُ، وَلَا بَارَكَ لَهُ فِي أَمْرِهِ، أَلَا وَلَا صَلَاةَ لَه، ُ وَلَا زَكَاةَ لَهُ، وَلَا حَجَّ لَه، ُ وَلَا صَوْمَ لَهُ، وَلَا بِرَّ لَهُ، حَتَّى يَتُوبَ فَمَنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، أَلَا لَا تَؤُمَّنَّ امْرَأَةٌ رَجُلًا، وَلَا يَؤُمَّ أَعْرَابِيٌّ مُهَاجِرًا، وَلَا يَؤُمَّ فَاجِرٌ مُؤْمِنًا إِلَّا أَنْ يَقْهَرَهُ بِسُلْطَانٍ يَخَافُ سَيْفَهُ وَسَوْطَهُ " وفي إسناد هذا الحديث علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف.
    - وحفظ من خطبته أيضاً ما أخرجه أبو داود (925) من حديث ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه-أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا تَشَهَّدَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُه، ُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، مِنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَه، ُ وَمَنْ يُضْلِل، ْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَة، ِ مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَدْ رَشَدَ وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ إِلَّا نَفْسَه، ُ وَلَا يَضُرُّ اللَّهَ شَيْئًا"
    - ومن خطبه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أيضاً ما أخرجه البيهقي في شعب الإيمان
    (7/360) عن الحسن البصري قال: طلبت خُطَبَ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الجمعة فأعيتني فلزمت رجلاً من أصحاب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فسألته عن ذلك، فقال: كان يقول في خطبته يوم الجمعة -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يا أيها الناس إن لكم علماً فانتهوا إلى علمكم، وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، فإن المؤمن بين مخافتين: بين أجل قد مضى لا يدري كيف صنع الله فيه، وبين أجل قد بقي لا يدري كيف الله بصانع فيه، فليتزود المرء لنفسه ومن دنياه لآخرته، ومن الشباب قبل الهرم، ومن الصحة قبل السقم، فإنكم خلقتم للآخرة، والدنيا خلقت لكم، والذي نفسي بيده ما بعد الموت من مستعتب، وما بعد الدنيا دار إلا الجنة والنار، وأستغفر الله لي ولكم."
    وكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعلم أصحابه - رضي الله عنهم- في خطبته قواعد الإسلام، وشرائعه، ويأمرهم، وينهاهم في خطبته إذا عرض له أمر أو نهي كما جاء في صحيح البخاري (930) ، ومسلم (875) من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما- قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَصَلَّيْتَ يَا فُلَانُ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: "قُمْ فَارْكَعْ".
    ونهى المتخطي رقاب الناس عن ذلك، وأمره بالجلوس، كما جاء فيما رواه أبو داود
    (923) من حديث عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ -رضي الله عنه- قال: جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ، وربما قطع خطبته للحاجة تعرض، أو السؤال من أحد من أصحابه -رضي الله عنهم- فيجيبه ثم يعود إلى خطبته فيتمها، وكان ربما نزل عن المنبر للحاجة ثم يعود، فيتمها كما جاء في سنن أبي داود (935) من حديث بُرَيْدَةَ - رضي الله عنه- قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثُرَانِ وَيَقُومَانِ فَنَزَلَ فَأَخَذَهُمَا فَصَعِدَ بِهِمَا الْمِنْبَرَ ثُمَّ قَال: صَدَقَ اللَّهُ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ رَأَيْتُ هَذَيْنِ فَلَمْ أَصْبِرْ ثُمَّ أَخَذَ فِي الْخُطْبَةِ، وكان يدعو الرجل في خطبته تعال يا فلان، اجلس يا فلان، صل يا فلان، وكان يأمرهم بمقتضى الحال في خطبته فإذا رأى منهم ذا فاقة وحاجة أمرهم بالصدقة وحضهم عليها، كما جاء في صحيح مسلم (1017) من حديث جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي صَدْرِ النَّهَارِ قَالَ فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ أَوْ الْعَبَاءِ مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنْ الْفَاقَةِ فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ فَأَمَرَ بِلَالًا - رضي الله عنه- فَأَذَّنَ وَأَقَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِلَى آخِرِ...." الحديث.
    وكان يستسقي بهم إذا قحط المطر في خطبته، كما جاء في صحيح البخاري (933) من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: أَصَابَتْ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَيْنَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ قَامَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّه: ِ هَلَكَ الْمَال، ُ وَجَاعَ الْعِيَال، ُ فَادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا وَضَعَهَا حَتَّى ثَارَ السَّحَابُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-....."
    وقد حفظت بعض كتب التاريخ نصاً كاملاً لبعض خطبه -صلى الله عليه وسلم- مثل ما جاء في تاريخ الطبري (2/394 - 396) ، قال ابن جرير: حدثني يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي أنه بلغه عن خطبة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في أول جمعة صلاها بالمدينة في بني سالم بن عمرو بن عوف -رضي الله عنهم-: " الحمد لله، أحمده وأستعينه، وأستغفره وأستهديه، وأؤمن به ولا أكفره، وأعادي من يكفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى، ودين الحق والنور والموعظة على فترة من الرسل، وقلة من العلم، وضلالة من الناس، وانقطاع من الزمان، ودنو من الساعة، وقرب من الأجل من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى وفرط، وضل ضلالاً بعيداً، وأوصيكم بتقوى الله فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضه على الآخرة وأن يأمره بتقوى الله فاحذروا ما حذركم الله من نفسه، ولا أفضل من ذلك نصيحة، ولا أفضل من ذلك ذكرى، وإنه تقوى لمن عمل به على وجل، ومخافة، وعون، صدق ما تبتغون من أمر الآخرة، ومن يصلح الذي بينه وبين الله من أمر السر والعلانية لا ينوي بذلك إلا وجه الله، يكن له ذكراً في عاجل أمره، وذخراً فيما بعد الموت حين يفتقر المرء إلى ما قدم، وما كان من سوى ذلك يود لو أن بينه وبينه أمداً بعيداً ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد والذي صدق قوله وأنجز وعده لا خُلْفَ لذلك فإنه يقول -تعالى-: " مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ "، واتقوا الله في عاجل أمركم وآجله، في السر والعلانية، فإنه من يتق الله فقد فاز فوزاً عظيماً، وإن تقوى الله توقي مقته، وتوقي عقوبته، وتوقي سخطه، وإن تقوى الله تبيض الوجه، وترضي الرب، وترفع الدرجة، خذوا بحظكم ولا تفرطوا في جنب الله، قد علمكم الله كتابه ونهج لكم سبيله، ليعلم الذين صدقوا وليعلم الكاذبين، فأحسنوا كما أحسن الله إليكم، وعادوا أعداءه، وجاهدوا في الله حق جهاده، هو اجتباكم وسماكم المسلمين؛ ليهلك من هلك عن بينة، ويحي من حي عن بينة، ولا قوة إلا بالله، فأكثروا ذكر الله، واعملوا لما بعد الموت، فإنه من أصلح ما بينه وبين الله، يكفه ما بينه وبين الناس، وذلك بأن الله يقضي على الناس ولا يقضون عليه، ويملك من الناس ولا يملكون منه، الله أكبر، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم "
    وقال البيهقي: (دلائل النبوة 2/523- 525) : باب أول خطبة خطبها رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين قدم المدينة أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو العباس الأصم حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني المغيرة بن عثمان بن محمد بن عثمان، والأخنس بن شريق، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- قال: كانت أول خطبة خطبها رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالمدينة أن قام فيها فحمد الله، وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: " أما بعد أيها الناس فقدموا لأنفسكم، تعلمن والله ليصعقن أحدكم، ثم ليدعن غنمه ليس لها راعٍ ثم ليقولن له ربه - ليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه-: ألم يأتك رسولي فبلغك، وآتيتك مالاً، وأفضلت عليك، فما قدمت لنفسك؟ فينظر يميناً وشمالاً فلا يرى شيئاً، ثم ينظر قدامه فلا يرى غير جهنم، فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق تمرة فليفعل، ومن لم يجد فبكلمة طيبة، فإن بها تجزئ الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسلام على رسول الله ورحمة الله وبركاته"، ثم خطب رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مرة أخرى فقال: " إن الحمد لله أحمده وأستعينه، نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إن أحسن الحديث كتاب الله، قد أفلح من زينه الله في قلبه، وأدخله في الإسلام بعد الكفر، واختاره على ما سواه من أحاديث الناس إنه أحسن الحديث وأبلغه، أحبوا من أحب الله أحبوا الله من كل قلوبكم ولا تملوا كلام الله وذكره، ولا تقس عنه قلوبكم، فإنه من يختار الله ويصطفي فقد سماه خيرته من الأعمال، وخيرته من العباد، والصالح من الحديث، ومن كل ما أوتي الناس من الحلال والحرام، فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، واتقوه حق تقاته، واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم، وتحابوا بروح الله بينكم، إن الله يغضب أن ينكث عهده، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ".
    وفي إسناد ابن جرير والبيهقي إرسال، قال ابن كثير بعد أن ذكر أن طريق ابن جرير والبيهقي فيهما إرسال قال: إلا أنها - أي رواية البيهقي - مقوية بما قبلها وإن اختلفت الألفاظ (البداية والنهاية (4/528) .
    ويستدل بما نقل من خطبه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على طريقته في الخطبة وهديه فيها فمن ذلك: يقول ابن القيم - رحمه الله -: كانت خطبته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إنما هي تقرير لأصول الإيمان من الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، ولقائه، وذكر الجنة والنار، وما أعد الله لأوليائه، وأهل طاعته، وما أعد لأعدائه وأهل معصيته، فيملأ القلوب من خطبته إيماناً وتوحيداً ومعرفة الله وأيامه.
    وقال: " ومن تأمل خطب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وجدها كفيلة ببيان الهدى، والتوحيد، وذكر صفات الرب -جل جلاله-، وأصول الإيمان الكلية، والدعوة إلى الله، وذكر آلائه -تعالى- التي تحببه إلى خلقه، وأيامه التي تخوفهم من بأسه، والأمر بذكره، وشكره الذي يحببهم إليه، فيذكرون من عظمة الله وصفاته، وأسمائه، ما يحببه إلى خلقه، ويأمرون من طاعته، وشكره، وذكره ما يحببهم إليه." زاد المعاد (1/ 423) .
    وهناك من المؤلفين من اعتنى بتتبع خطب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأفردها بالتصنيف مثل:
    1- خطب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لـ علي بن محمد المدائني (ت 215 هـ9) .
    2-خطب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لـ / أبي الشيخ محمد بن جعفر ابن حيان الأصبهاني (ت 369 هـ) .
    3- خطب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لـ / أبي العباس جعفر بن محمد المستغفري
    (ت433 هـ) .
    4- أربعون خطبة للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع شرحها، لـ / ابن ودعان محمد بن علي (ت 494 هـ) ، وهذه الكتب حسب إطلاعي لم تصل إلينا.
    هذا؛ والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
    سَلامٌ مِنْ صَبا بَرَدى أَرَقُّ ....ودمعٌ لا يُكَفْكَفُ يا دمشقُ

    ومَعْذِرَةَ اليراعةِ والقوافي .... جلاءُ الرِّزءِ عَنْ وَصْفٍ يُدَّقُ

    وذكرى عن خواطرِها لقلبي .... إليكِ تلفّتٌ أَبداً وخَفْقُ

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    222
    آخر نشاط
    28-01-2016
    على الساعة
    05:50 PM

    افتراضي

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الصادق الامين واله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين وبعد.اختلط الامر على كثير من الناس فى الفرق بين حفظ السنة وحفظ السيرة .فالقضية باختصار ليست فى حفظ كل ما تفوه به النبى صلى الله عليه واله وسلم طيلة حياته بل حفظ الدين.قال تبارك وتعالى
    إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر
    والذكر هو القرأن الكريم والسنة وشروحات وتفاسير الصحابة رضى الله عنهم فكل ما يتعلق بامور الدين من احكام واوامر وكل ما يتعلق بنبوءات واخبار النبى صلى الله عليه واله وسلم بامور الغيب وما سيقع حفظها الله تعالى فى صدور المؤمنين وتناقلها اهل العلم جيلا بعد جيل فهذا هو الوحى فالوحى من قرأن وسنة محفوظ بحفظ الله جل وعلا .فاذا كانت خطب النبى صلى الله عليه واله وسلم وحيا فهى محفوظة لنا فيما حفظه صحابته رضى الله عنهم وارضاهم فيكفينا منهج الصحابة فى الحياة بعد النبى صلى الله عليه واله وسلم دليلا على حفظ السنةواذا كانت خطب الجمعةنقلا منه صلى الله عليه واله وسلم عما سبق له تلقيه من الوحى فقد سبق حفظ الوحى .واقترح على صاحب الموضوع امرين
    اولا تعلم ودراسة العقيدة الاسلاميةقبل محاورة الصليبيين وهناك دورات متخصصة فى العقيدة على النت فمثلا دورات مختصرة مثل لمعة الاعتقاد للزغبى او دورات اكاديمية قوية جدا مثل دورات الرضوانى الاربعة.
    ثانيا قراءة كتاب اجتهاد الرسول وفتواه للدكتور محمد عمارة وهو منتشر على النت.

شبهة فقد احاديث خطبة الجمعة للرسول (صلى الله عليه وسلم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. من هو بطل الفلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم
    بواسطة شبكة بن مريم الإسلامية في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 24-02-2013, 04:47 PM
  2. المعجزات الحسية للرسول صلى الله عليه وسلم
    بواسطة ابوغسان في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-04-2012, 06:02 PM
  3. نصائح للرسول صلى الله عليه وسلم
    بواسطة هادية في المنتدى فى ظل أية وحديث
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-04-2012, 11:57 PM
  4. حديث للرسول صلى الله عليه وسلم
    بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 09-06-2006, 02:21 PM
  5. حقيقة الإنتصار للرسول صلى الله عليه وسلم
    بواسطة ebnat fatima في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-02-2006, 06:32 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

شبهة فقد احاديث خطبة الجمعة للرسول (صلى الله عليه وسلم

شبهة فقد احاديث خطبة الجمعة للرسول (صلى الله عليه وسلم