بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

قال رسول الله صل الله عليه وسلم

[إنّ الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة](رواه البخاري)

المعاق هو الذي أصابه نقص أو قصور عن الإنسان السوي في بدنه أو عقله ...

ويدخل تحت هذا التعريف أنواع كثيرة من المبتلين كمن فقد بصره, أو سمعه، أو بعضاً

من ذلك أو فقد القدرة على تحريك طرف من أطرافه أو أكثر..

وكذلك من فقد جزءاً من عقله يجعله دون الإنسان السوي، ويقال إن نحواً من عشرة

في المائة من البشر يعانون نوعاً من أنواع الإعاقة...

ومعنى هذا أنه يوجد في العالم اليوم أكثر من خمسمائة مليون إنسان معاق...

وقدرت الإحصائيات أن (80%) منهـم يعيشون في البلدان الفقيرة والتي يسمونها

بالعالم النامي والمتخلف ..

-قـــال تعالـــى: (( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه، والله بكل

شيء عليم )) (التغابن:11)

المعاق إنسان كسائر البشر له إحساسه و كيانه و تفكيره بل بسبب معاناته ممكن أن

يكون أكثر إحساسا ..

المعاق إنسان طموح كسائر البشر لا يحب الهزيمة لا يحب نظرات العطف و الشفقة ..

المعاق يحتاج إلى من يفهمه و يمد له يد العون و يفتح له الباب على مصراعيه ..

و له حق التمتع بالحياة الحرة والعيش الكريم والخدمات المختلفة شأن غيره من

المواطنين ..

و له نفس الحقوق وعليه واجبات في حدود ما تسمح به قدراته وإمكانياته ..

ولا يجوز أن تكون الإعاقة سببا يحول دون تمكن المعوق من الحصول على تلك

الحقوق ..


و على من عافاه الله من هذا البلاء .. وسلمه من الآفة .. أن يشكر الله سبحانه وتعالى

ويحمده على العافية ..

وأن يعلم أن ما ابتلى الله به غيره يمكن أن يبتليه هو به .. فإن الله قادر على كل شيء

سبحانه وتعالى .. و أنه ينزل عقوبته بمن يشـاء وأن يبتلي من يشاء .. وأنه ليس أحد

بممتنع عن الله جل وعلا .. ولكنه جل وعلا يصيب و يعافي و يبتلي عباده كما يشاء

بالخير و الشر ..

أن بعض الأسر تستحــي من الأمراض التي قد تصيب أبنائها و بالتالي تحاول .. أن

تخفي هؤلاء الأبناء أو أن تمارس عليهم نوعا من الحجر الصحي ..

وكأنهم عار يجب إخفائه عن أعين المحيط الاجتماعي ..

لكن الصواب أن يعلم الأهالي ممن ابتلاهم الله سبحانه بمثل هذه الفئة من الأبناء ..

من ذوي الاحتياجات الخاصة أنهم مبتلون أولا و أنهم مأجورون على صبرهم ثانيا ..

و أن عليهم مسؤولية كبيرة تجاه مرض أبنائهم وعليهم الأخذ بيدهم ومساعدتهم على

تجاوز ذلك ..

و عندما يسجن الطفل المتخلف عقليا في البيت بل ويربط بالسلاسل والحبال ويحرم من

حقه في إعادة التربية .. كل هذا خوفا من معرفة الناس لذلك أليست هذه إعاقة فينا؟؟؟

و لا ألقي اللوم على الأسر فقط بل على المجتمع الذي ينظر إلى هذا الفرد كأنه مخلوق

من كوكب آخر ..

فـ نظرات الاشمئزاز و الشفقة ممزوجة بمعاني أخرى لا يتقبلها إنسان سليم .. فما بالك

بهذا الشخص العاجز ..

و على المجتمع أولا تغير هذه النظرة الخاطئة عن المعاقين .. فهم بحاجتنا و أولى

برعايتنا و اهتمامنا بهم ..

و القصور الواضح الذي نراه في المجتمعات العربية تجاه هذه الفئة من جميع

النواحي ..

فللأسف بعض الأهالي يقتصر تفكيرهم فقط بالنواحي المادية معتقدين أنهم بذلك لم

يقصروا معهم ضاربين بعرض الحائط جوانب عديدة قد يفتقر إليها هذه الشخص ..و

المتمثلة في أبسط حقوقه ألا و هو حقه في الدراسة ... و الاختلاط مع الناس ... و

إظهار إبداعاته و ميوله الشخصية ... و الكثير من الاحتياجات التي قد يغفل عنها

الأهل ..

اســــأل نفســــك ..

ماذا قدمنا لكل هؤلاء ؟ الشفقة ؟ الإهمال ؟ التهميش ؟ اللامبالاة ؟

اعلم أخــــــي / أختــــــي المسلم/ـة

أن الكفر بالله هو أعظم آفة في الأرض فإذا أردت أن تعرف المعاق على الحقيقة فاعلم

أنه العاصي .. الذي أعطاه الله السمع و البصر و جميع حواسه سليمة و خلقه في

احسن تقويم .. و مع ذلك تجده .. ناكر لكل هذه النعم و لا يشكر ربه على ما وهبه إياه ..

و أتمنى أن نبدأ خطوات جادة في سبيل مساعدة هذه الشريحة الهامة من المجتمع ..

نسأل الله العافية و السلامة .. و نحمده على نعمه التي لا تعد و لا تحصى ..

اللهم لك الحمد على كل نعمة أنعمت بها علينا ولم ندركها ولك الحمد على كل نعمة

أنعمتَ بها علينا وأدركناها ثم لم نشكرك عليها ..