من غديري (سقيا من خضم الحياة)

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

من غديري (سقيا من خضم الحياة)

صفحة 1 من 4 1 2 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 35

الموضوع: من غديري (سقيا من خضم الحياة)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    98
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    08-05-2012
    على الساعة
    09:37 PM

    افتراضي من غديري (سقيا من خضم الحياة)

    غدير ... سقيا من خضم الحياة
    قد تكون حياتك جدولاً صغر أم كبر ، مؤكد به سقيا لغيرك من البشر . إليكم شربة من جدولي .
    يحكي زمن مر قبل عشرين عاماً حكايات جميلة ، تحفظها حنايا المخ بعناية فائقة كي لا يبددها النسيان. أستدعيها لكم .
    مبدأ الحكاية أرض خلاء قرب منزلي تعج بالقمامة سكنها ضعاف النفوس فصارت وكر مخردات و بطالة .
    يشتريها أحدهم من الحكومة فينظفها و يبني عليها مدرسة ترتفع أدوارها ، تجاورها جمعية خيرية تستقطب أهل الحي فيعمرونها بأموالهم و طاقاتهم. باقي الأرض تغمرها الخضرة متعة للناظرين.
    ذاك جامع أبي زهرة و جمعيته الخيرية الشهيرة في النزهة ، ليس بعيداً عن مطار القاهرة .
    يضع الشيخ قدمه في الجمعية و الجامع فيجعل لهما كياناً جباراً . الشيخ عز ، الاسم هو المسمى ، قوي في الحق، يحج كل عام و يؤم الناس في الجمع و التراويح و يعلم القرآن في الجامع على مدى الزمن رغم مناوشات الأمن و الجماعات الطافية على السطح . يقحمه الناس في خلافاتهم فتكون له سلطة و دعوة مقبولة بإذن رب العالمين . شدته في الحق تشد الناس إليه .
    يحضر رمضان جود الزمان فيحث الشيخ المصلين على الصدقة . تنهال التبرعات و أموال الزكاة و الصدقات على الجمعية، فيتراكم بها مليون جنيه سنوياً كساء و طعام و تعليم و سد حاجات لها الله يرسل الخير مقنعاً في صدقات عباده.
    ترسل له النساء في رمضان رسائل الهموم يوقّـعنها بحلي الذهب . أحياناً يجد الشيخ في نفسه قوة و في وقته فسحة فيقرأ الرسالة و يدعو لصاحبة الحاجة و يقيم مزاداً للحلية الذهبية بعد التراويح و يلح في الدعاء ، فيشتري أخ فاضل و يدفع الشيخ المال لمندوب الجمعية فيضعه في حاجة الفقراء.
    *****
    لي أخ وحيد (لطالما فاخر بتفرده بين النساء ، سداد حاجات) . هو المرح والشباب و أنا ما أنا عليه ، بعض طباعنا تتحرك في أفلاك مغايرة . لكن المودة تمحو الفرقة فيحلو فعله في ناظري.
    استقر أخي في كندا بعد الدراسة الجامعية و هناك أكمل درجة الماجستير في هندسة الإتصالات بجانب عمله. فضل أخي عليّ عظيم ، إذ أن الحج شغل فكري زمن ، ألححت طالبة من رب الكعبة أن أزورها حاجة معتمرة . طيف بيت الله الحرام ملأ أحلامي ، أصلي أمام الكعبة ، أصلي في المسجد النبوي ، تعجبني الإشارات فأشتد في طلب محبوبي.
    أجمع مالا و أتربص فالترتيب في يد القدر ، ينوي أخي الحج فيمر بالقاهرة حيث تبدأ رحلتنا .
    و الحج رحلة شاقة لصحيح بدن فما بالكم بمن يصبغ الوجع كل عصب فيها . لكنني كتومة ، كل شيء مدفون بإحكام خلف التصبر . و أنا الضبط طعاماً و شراباً و عادات ، ما حفظ حياتي وقتها.
    أفتش ملفات الذاكرة الخاصة بالحج ، اندثر معظمها ، عفى عليها ركام ثلاثة عشر عاماً . دروس ضاعت مني في خليط البشر و العمل .
    لحظة ، ألمح منه درساً قريباً من الوجدان :
    أصر الشيخ الذي استفتيناه أن نرمي الجمرات في موعدها فسعينا مع الجموع الهادرة، هناك تلتهب مشاعرهم نحو الشيطان فيرجمونه بغضب شيطاني و يرجمون من يقف في طريقهم للجمرة .
    وقتها كان توازني يختل سريعاً لأقل دفعة فما بالكم بتزاحم الحجيج ، يحفظني الله بطول أخي فيدرأ عني خطر السقوط و أن أتعرض للرجم .
    في اليوم التالي أتجهز للمعركة المقبلة . يصبغني اسم المولى ذكراً يلهج به قلبي طلب التيسير . هذه المرة ينزاح الناس من طريقي حتى أقف أمامها تماماً فألقيها بيسر كما هو مطلوب ثم أستن بفعل رسولي صلى الله عليه و سلم فأدعو مطولاً لنفسي و أهلي وأمتي في سكينة نواحي الجمرة بعد الرمي حتى ينغلق شق من الزمن أذن فيه المولى بالدعاء .
    *****
    يعدو الزمن أعواماً متراكبة ، أخي يتنقل بسبب عمله و دراسته بين الولايات المتحدة و كندا بينما تستقر العائلة و أنا معهم في القاهرة .
    أتذكر رمضان مضى منذ أعوام و نقص الطعام في رمضان يعطل قوتي البدنية بشكل كبير، وحدها الصلاة الفعل ، حتى تلك تحفها المشقة. لا يحضر الفطر تحسناً. تضعف قوتي و توشك الحياة أن تغادرني فيؤازر وجودي ما أدرك وجوده إذ يشف وجودي ، يكاد يتلاشى ، يخلص حدسي إخلاصاً بيناً فأصدقه.
    حدس يستشعر قلقاً على أخي و رفقته في بلاد غريبة . يحلق القلق في الأفق فيلمح خطراً لا أعرف له مصدراً.
    اعتدت أن أدرأ همومي المتعددة بالصدقة ، قبس من حكمة حديث رسول رب العالمين صلى الله عليه و سلم. فإذا نفد المال استخرجت أثمن حليي ثم بعته و تصدقت . و الذهب للمرأة أخلص ألوان المال .
    هذه المرة لا مال أدرأ به الهم ، أطالع صندوقي فيغل التردد خطوتي . يزعم الشح أن المال أوشك على النفاد، لأن الصندوق شبه خاو. أقاومه بشدة و أنتزع من الصندوق إسورتين ثمنهما أربعة آلاف جنيه .
    بعد التراويح في جامع أبي زهرة ، أضع الإسورتين في مغلف و معهما رسالة أطلب فيها الدعاء لشباب المسلمين في بلاد الغربة ثم أرسله للشيخ و أسأل الله ذو الألطاف أن لا يضعهما الشيخ مع مندوب الجمعية بزعم الإجهاد أو غياب الوقت .
    يـ(ت)ـبهر فعلـ(أساور)ـي الشيخ فيعلو منه التكبير و يطيل الدعاء في جو مهيب و يزايد عليهما حتى يدفع فيهما أخ كريم ستة آلاف جنيه .
    يبالغ السرور في احتوائي ، أتأمل يدين لطالما باهيت بعملهما سابقاً . أبان عزهما لم أزينهما بخاتم أو إسورة . عظام معصم ناتئة و عضلة ساعد هزيل و جلد تشوبه سمرة هدية من الشمس أثناء العمل ، ما أفاخر به ذوي الدرجات العلمية (و أنا لي درجة علمية جامعية). خير خلق الله (صلوات المولى عليهم دائماً أبداً) عملوا و أكلوا من صنع أيديهم . لكن العجز وقت صدقتي أطبق على يداي فلم يبقَ من فعلهما إلا اللمم.
    *****
    الصورة التالية في سبتمبر 2001 ، أطالع التلفاز و برجي التجارة الأمريكيين يتهاويان محترقين . و الأحاسيس مزيج متضارب من التشفي في الأمريكان و القلق على الجالية المسلمة في الولايات المتحدة . نتصل بأخي للإطمئنان على سلامته و ينصحه الناصحون بمغادرة الولايات المتحدة إلى كندا أو مصر ، بينما يصر أن الأمور عنده أكثر أماناً مما هي عندنا !
    هذه أيضاً مرت بسلام .
    *****
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    98
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    08-05-2012
    على الساعة
    09:37 PM

    افتراضي

    لبيك اللهم لبيك
    يحل بي ضيفاً ثقيلاً فيسلبني إرادة الحركة . يمتص طاقتي فتخمد حيوية الجسد. تتيقظ الروح فتحلق بالأرجاء تستطلع الحياة . أتأمل ما لدي فلا قوة لاكتساب جديد. أهم بالتخلص من كيس به بقايا أقمشة في ركن بخزانتي فيلومني الحنين لوقت كانت يداي تشكل الخيوط و الأقمشة هدية جمال و مودة لمن أعرف .
    يطل في نفسي حدس يقول لها وقتها فأطاوع ما لا يسكن حتى ينفذ أمره.
    تتحمس زميلاتي للمشاركة في سوق خيري يقام قريباً. لو لي بعض الحيوية لأتيت بأحسن مما يفعلن . أيمكنني المشاركة؟ أيأذن الكريم بذلك..و بما أشارك يا ترى؟
    استخرج كيسي و اقلبه حتى اهتدي كيف امزج الألوان و الخيوط فتتحول البقايا إلى حقائب صغيرة و كبيرة و محافظ مبهجة قدمتها في المعرض الخيري فلاقت الاستحسان و بيعت كلها و عاد السوق بأربعة عشر ألف جنيه. قسّم بين مؤسسة خيرية إسلامية في فلسطين و بناء مستشفى خيري للأطفال في مصر.
    لا لزوم لهذا القديم على حاله ، فقط إذ يجدده عقلي ويداي فيذهب هدية لمن أحب .
    *****
    اتصلت بي غالية تذكرني بمحفظة صنعتها لها منذ سنين .
    _ أجل أذكرها حقيبة صغيرة تفننت في اتقانها فجاءت كجمال من تملكتها .
    _ فإنني اعتمرت فأخذتها معي ، وضعت بها أشيائي حين كنت أصلي في الحرم ، حفاظاً على المال من السرقة في الزحام.
    (تلك الخيوط التي هممت بالتخلص منها) اعتمرت!
    لشد ما تمنيت زيارة بيت الله الحرام فحال بيننا ما لا أقدر على دفعه . أمر أحتسبه عند الله و سد أتمنى زواله عما قريب.
    *****
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    98
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    08-05-2012
    على الساعة
    09:37 PM

    افتراضي

    أشبالي
    الكيمياء الحيوية موضوع دراستي الجامعية : حيث خلايا الجسم ذات فقه و إرادة صنع الخالق الباريء المصور.
    تمتزج دراستي بوجداني فأنضبط وفق قوانين الدين لأن العلم و الدين ينبعان من مشكاة واحدة نور رب عليم فعال لما يريد . أسجد له و قد بهرني فعله.
    أما تدريس العلوم للصفوف الإبتدائية الذي عملت به بعد التخرج فنقيض ذاك الجمال و الانضباط . أقسام العلوم دوما الأضعف و الأقل حظا من حيث عدد الحصص و أطقم التدريس في المدارس المتنوعة التي عملت بها. المنهج هزيل، لا يبني عقلاً يفكر بمنهج علمي كنظيره الغربي .
    أحاول تغيير الأمور فيشتعل صوديوم التغيير الملقى في ماء العادة و التكرار: انفجار و دوي فرقعة ، يستعر اللهب. يتمسكون بما بين أيديهم ، تنطفىء الشرارة عندما أنوي ترك عملي !
    الحكاية التالية تبدأ بنقطة بين أنني أنسجم وفق القوانين السائدة و أنني أهجر عملي عجزا عن الإصلاح. أبتكر طرقاً غير مألوفة كي أصل للمراد بإذن الله .
    المعطيات : فصل يختنق بخمسين صبي يناهزون العاشرة ، زحام و سوء أدب يود كل منهم أن يخرج من الفصل ليشرب من الثلاجة في آخر الممر. فالحرارة مرتفعة طوال الوقت ، أمر يعطلنا تكراراً .
    الإبتكار : قسمت أشبالي ثلاثة أقسام و أقمت بينهم مسابقة لشرب اللبن. يحضرون ما يطيب لهم من نكهات اللبن المعلب ، الفريق الذي يحضر أكبر عدد يحظى بنقطة تسجل في لوح خاص بالفصل. ثم آذن لهم بشربها و التنقل في الفصل لإلقاء الفوارغ في السلة ، مما يسعدهم أكثر .
    يربح من يحرز عشرة نقاط أولاً . يتراجع فريق ثم يسبق آخر في إثارة و هدوء ، الإخلال بالأدب خطوة للخلف .
    يهتف الفائزون لأنفسهم في تحد واضح للباقي ، بينما قبضاتهم تشق الهواء : نحن الأفضل .
    غاية تستحق السعي و الانضباط لأجلها . لكنني قرنت الفوز بما يثير الشهية أكثر مما مضى.
    يختار كل نفر من الفرقة الفائزة مجلة علمية مصورة (أشبالي مثلي ، شغفتهم القراءة حباً) اشتريتها بمالي الخاص أو نموذج جمجمة بشرية مجسمة صنعته من الورق المقوى. (تصف غيري من المدرسات من أفعالهم العجب . ليس ناحيتي و للمولى الحمد .)
    يطول ابتكاري عاماً، و تتوالى له أخوات في أعوام متتالية مسابقات على كل شكل أكرّم فيه إنجاز كل منهم.
    قضيت برفقة أشبالي ثلاثة أعوام حتى كبروا و نقلهم النجاح إلى المدرسة الإعدادية، يشدني المرض لكهفي تطبق على صخرته فأنتقل لتدريس الفتيات في وظيفة تمتد ساعتين فقط.
    أنهي روتين عمل بسيط بمشقة ثم أنام معظم اليوم. أتولى أمر الفتيات ثلاث سنوات حتى ينهين دراستهن الإعدادية و معها ينتهي عملي في تلك المدرسة.
    ترى كيف حالهن ؟ التقيت إحداهن صدفة في معرض الكتاب . تغيرتْ تماماً ، تعرفتْ علي و أنكرتُها . فتلك الوسيمة اللطيفة لا تشبه الصغيرة التي اعتاد المرح أن يشاركها الدرس.
    خاتمة : من دعوتهم أشبالي صاروا رجالا.
    ******
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    98
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    08-05-2012
    على الساعة
    09:37 PM

    افتراضي

    كتاب
    تذهب العائلة هذا العام إلى معرض الكتاب بينما يعتريني السقم مطولاً ، الغبار يملأ صدري بلغماً و الضعف يحتل قوتي البدنية معلناً الإضراب عن الخروج مطولاً .
    يحضرهم وقت العصر إلى البيت ، كل منهم يعرض عليّ كتبه.
    اشترت أختي لزوجها كتاباً يدعى (25 قصة نجاح) يحكي عن أشخاص مروا بظروف معاكسة لمجرى أعمالهم لكنهم لم يبالوا فأوصلتهم قوة دفعهم الهائلة لـِقمة العالم . غنيٌ عن الذكر أن النجاح جار قريب لمواطني الولايات المتحدة و المهاجرين إليها و القصص الأربعة التي شملت عرب و مسلمين كانت على غرار الأجنبي و حركة في اتجاهه .
    تحكي أختي بإثارة عن مايكل دل الذي اشترى أجزاء الحاسوب و جمعها في أجهزة ثم باعها لزملائه طلاب الجامعة ، مشروعاً بدأه قرض و انتهى بشركته بين مصاف أكبر 500 شركة بالعالم .
    يصيبني حماسها بالعدوى ، أطلب منها الكتاب و أعكف على قراءته ، يستغرق ساعة من مساء وأخرى من نهار . من قصة نجاح لأخرى ألمح الإصرار لإدخال خدمات جديدة لسوق التجارة أمراً يفني صاحبه عمراً مديداً و طاقة بينة في تحويل فكرته إلى حقيقة تتحرك بين الناس في شركة أو مشروع يخدم الناس وفق احتياجاتهم . كلهم عصاميون قوة دفعهم الذاتي تجبر الغير على تمويل أفكارهم و مساندتها حتى تصبح شركة أو مشروعاً بين الناس يخدمهم و يتفاعل معهم . يمثل الفشل فصلاً طويلاً من حكاية النجاح لكن الحكاية تختتم بنجاح أكبر من سابقه .
    إحدى الحكايات عن شاب مصري يدعى أيمن راشد استشهد والده في حرب الإستنزاف فاشتد عوده معتمداً على ذاته محققاً النجاح في كل ما أصابه : الدراسة الجامعية ، التدريب بعد الجامعي على برمجة الحاسب ، و إدارته لشركات لتطبيقات البرمجيات و إنشاء و إدارة موقع اطلب . كوم .
    يخبرنا الكاتب أن الخبرة ليست ما يعلـّمه لنا مر السنين بل الأهم هو كيف تستخدم ما علمتك إياه السنون .
    قصتي المفضلة عن امرأة (طبعاً لن تكون عن رجل) إنجليزية لم تعصرها العولمة أو النموذج الأمريكي الذي يروج لمنتج ما برسم صورة كاملة لمن يستعمل المنتج .
    أنيتا روديك ارتحلت في شبابها و ساحت في القارات ، ترحالاً صبغ فكرها بلون عالمي . تقول أنيتا: "عندما تقضي 6 أشهر مع أناس يفركون جلودهم بزبدة الكاكاو كل يوم و يغسلون شعورهم بالطين ثم تجد أن هذه الأمور تجدي و تأتي بنتائج طيبة ، تتغير معتقداتك و تنمي حباً جارفاً لعادات البشر في المواطن المختلفة."
    تعود الشابة إلى وطنها انجلترا فتتزوج و تستقر و تفتح مع زوجها فندقاً صغيراً و تنجب طفلتين . في عام 1976 تفتتح أنيتا محلا لبيع مواد التجميل الطبيعية من مواد جمعتها أثناء ترحالها و تنتفع باطلاعها على عادات نساء العالم في التزين و الحفاظ على الصحة .
    ينجح محلها المسمى The body shop محل الجسم . و يتفاعل الجميع مع سمت العودة للطبيعة و الحفاظ على البيئة الذي تتبناه أنيتا و تروج له . نجاحها يؤسس لمحل تلو الآخر . لم تجمـّل أنيتا منتجاتها بمزاعم إطالة الشباب أو إعادته و لم تنفق على الدعاية و الصور الجذابة التي تستغل النساء الجميلات لتبيع لأخريات الـ(حلـ / وهـ )م ذاته.
    تدعو أنيتا لمؤسسة السلام الأخضر و تساهم في الحملات الداعية للحفاظ على البيئة و تؤسس مؤسسة خيرية لمساعدة الفقراء من أطفال العالم .
    تنتقي أنيتا العاملات في المحل بعناية حين تتقدم إحداهن لشغل وظيفة بائعة تشترط عليها أن تخدم الأطفال المعوقين لمدة شهر ثم تدرب العاملات على حسن التعامل مع النساء اللاتي يأتين للفرجة على المنتجات بحيث تترك البائعة المنتج يعبر عن نفسه بكلمات تقرأها الزبونة مثبتة على كل منتج .
    المدى الذي وصلته أنيتا : ألفي محل و ثمانون مليون زبون في خمسين بلد و ثروة تقدر بمائتي مليون دولار.
    يحضر العام 2002 قرار استقالة أنيتا و بيعها لشركتها ب652 مليون جنيه استرليني أما عام 2005 فيشعرها بالرغبة في التبرع بثروتها تدريجياً للمنظمات التي تقاوم الظلم الواقع على البشرية .
    ينتهي الكتاب و نفسي مفعمة بالإثارة ، في 136 صفحة عشتُ مع الأبطال أعماراً لا تحصى و جمعتُ معهم المليارات و حصدتُ الجوائز و أثـّرتُ في أعداد لا تحصى من البشر !

    (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21) ) من سورة الإسراء

    تمتص الآيات الكريمة الإثارة من أعصابي و تعيدني للواقع من جديد .
    أكوام الصحون في المطبخ تستنجد بي من الجراثيم تغمرها بالسموم ، من غيري ينجدها ؟!
    (عادة تنتهي أشغال المطبخ قرابة العاشرة مساء)
    ****************************

    قبل أن أنسى ، نزيف دموي في المخ ينقل أنيتا لعالم الأموات ، يحتويها قبر ، لا يفرق بينها و بين المعدمين و الفاشلين .
    ****************************

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    98
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    08-05-2012
    على الساعة
    09:37 PM

    افتراضي

    (و نفس و ما سواها)
    نفسي هو اسم قلمي في منتدى عمرو خالد ، رغم أنف نفسي . منتداه يعج بالشباب ، يذكرني بأيام الجامعة. كان اِسمي فيه المفكرة منذ أعوام ، لم أكتب ردين بهذا الإسم . ثم عفى الزمن على تلك المفكرة . و حين عدت للمنتدى ، عبثاً حاولت أن أستعيد كلمة المرور فتوقفت النت عن العمل.
    أحاول في حساب جديد باسم يؤاخي المفكرة فأفشل مرة تلو الأخرى . تنقطع النت ... تنقطع الكهرباء ... تغلق الصفحة ... الإتصال لفرط بطئه يحرق صبراً كالهشيم ....
    و فيم أحاول ... يتسلل النوم في حنايا اليقظة ، أطبع اللفظ (نفسي) في بند اسم المستخدم و قبل أن يحاسبني وعيي على ما فعلت ، كنت قد ضغطت مفتاح الإدخال :
    هاهو ذا : حساب في منتدى الأستاذ عمرو خالد باِسم نفسي .
    تلومني نفس هي اللوم نصف الوقت و اللوم بقيته : لماذا اسم هو عنوان أنانية و بؤس؟ النفس شقاء ، رذيلة اجتهدت في محوها سنينًا ، أتثبتينها الآن و قد قارب فعلي الاِكتمال؟!!
    فيم اللوم ، فيم يلتصق بي لا يتغير؟
    ليكن إذا نفسي .
    *****
    أنشر مقالات الكيمياء الحيوية و يتلقاها البشر بالرضا ، حكاية خطها الخالق العظيم في النفس ، أبرزتها لخلقه عساهم يشكروا فضله .
    *****
    يلومني أحدهم لاِختياري اسم نفسي . يخبرني ما أعرف أن النفس هوى . ألا نقرن النفس بكل سوء من أثرة لإنانية لرغبة في الشهوات ...؟
    أم تراها متعادلة ؟ قماش قابل للتفصيل على أي نحو تشاء ، لوحة فارغة ، اغمس فرشاتك و املأها اِختيارات.
    قال بارئها:
    "و نفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها. قد أفلح من زكاها و قد خاب من دسّاها" الشمس 7-10
    "و كلكم آتيه يوم القيامة فرداً" مريم 95
    أقبل حكم بارئي فهو خير من حكم نفسي .
    *****
    تمتلىء صفحتي ذكر و رضا . يزين التسبيح الزمن فتنكشف عني غمم فقد طال الغرق و ما عادت رئتاي تذكران طعم الهواء.
    *****
    كتب عمرو خالد وقتها أنه جاوز الأربعين بعام فاحتفى بتلك الذكرى بأن قص قصة أصحاب الأخدود في برنامجه.
    قصة لطالما روعتني ، خبأتها عن وعيي في مكان أمين . تنتهي القصة بمقتل صاحب دعوة (غلام) باختياره كي يؤمن الناس ، ثم يُـلقى بمن آمن في أخدود به نار مستعرة ، تحتار أم تحمل وليد و تتردد في أن تسلب وليدها اختياره . يختار الوليد أن يلقى و أمه في الأخدود فينطق مخبرًا إياها أن تقع فيها !
    اِستخرجها عمرو خالد و قصها على الناس قائلاً لا تراعوا .
    يحكي الأستاذ عمرو أن اِبنه اتصل به مهنئاً ذكرى ميلاده و تمنى له خاتمة كخاتمة الغلام !
    *****
    قصة خلاف بيني و بين نفسي : كل منّـا تنتقص الأخرى و تذمها ، تلوي رأسها غضباً لمّـا أفعل ، أنظر إليها شزرًا : ماذا عنك ، أتحسنين شيئاً ؟
    تنصرف إحدانا عن الأخرى ، الخصام ماء عمري أتجرعه مراراً فلا أسيغه . يكاد يفصم عرى الحياة في الجسد ، أخشى أن تأخذها مني نفسي !
    يضعنا القدر قبالة بعضنا بحدة : نلتقي مجددًا .. نتعارك تارة أخرى.. نتفاهم قليلًا.. نتصالح على نحو ما.
    ليكن ، فأنا لن أكون سوى نفسي .
    *****
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    98
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    08-05-2012
    على الساعة
    09:37 PM

    افتراضي

    رب اجعل هذا البلد آمنا و ارزق أهله من الثمرات . اللهم آمين .
    أمزج قهوتي بشيء من عسل و لبن ، بعض خيرات هذه الأرض الطيبة . أرتشف بعضها ، ما أطيبها ، حتى القهوة هنا تحلو ، هنا لا شيء مُـر مهما حاول.
    أضع القهوة على منضدة صغيرة و أجلس في شرفة منزلي في القاهرة الجديدة ، أتأمل ما حولي . تفاجئني رشاشات الحديقة ذات سرحان .
    شجرة الفل تعلوها أزاهير لم تتفتح بعد ، شجرة الورد الأحمر تقاوم رياح الصحراء العتيدة ، حين يأتي الجنايني الذي يقلم الأشجار و يهذب المسطحات الخضراء و يعتني بالزرع في الحي ، سأطلب منه أن يزرع شتلة طماطم ، ما يزرع في البيت له نكهة أخرى .
    *****
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    98
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    08-05-2012
    على الساعة
    09:37 PM

    افتراضي

    احتراف
    ذات مسامرة أغراني صديق باحترف الكتابة ، زاعما أن مهارتي عالية.
    خاطر أرقني، أأصرفه أم أوافقه ؟ أسأل المولى أن يجعل لي آية.
    رأيت الكتب مكومة في معرض الكتاب بالكاد يلمحها أحد بفكرة ، أكداس جثث بلا حياة ، عندها هبت الحريصة تنقذ نفسها من براثن الإهمال ، لم يعجبها أن يُـلـقى فكرها على هذا النحو .
    الكتابة همزة وصل بيني و بين غرباء ، و تعاطف نسجته بيننا الكتابة . شبكة تتلقاني حين أكاد أتهاوى من تخبط الأمور .
    *****
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    الصورة الرمزية الصارم الصقيل
    الصارم الصقيل غير متواجد حالياً مشرف منتديات حوار الديانات، واللغة العربية
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,111
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    06-07-2019
    على الساعة
    12:15 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المفكرة مشاهدة المشاركة
    احتراف
    ذات مسامرة أغراني صديق باحترف الكتابة ، زاعما أن مهارتي عالية.
    خاطر أرقني، أأصرفه أم أوافقه ؟ أسأل المولى أن يجعل لي آية.
    رأيت الكتب مكومة في معرض الكتاب بالكاد يلمحها أحد بفكرة ، أكداس جثث بلا حياة ، عندها هبت الحريصة تنقذ نفسها من براثن الإهمال ، لم يعجبها أن يُـلـقى فكرها على هذا النحو .
    الكتابة همزة وصل بيني و بين غرباء ، و تعاطف نسجته بيننا الكتابة . شبكة تتلقاني حين أكاد أتهاوى من تخبط الأمور .
    *****
    أعجبني بعض ما كتبت إلا ما بينت باللون الأحمر .

    أرجو لك التوفيق


  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    98
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    08-05-2012
    على الساعة
    09:37 PM

    افتراضي

    كمن قطع لا تقربوا الصلاة من سياقها، هلا أكملت الجملة ؟
    وددت لو رد شخص ما على مقالة لي بتسجيل فعله المقابل لفعلي فنتعلم جميعًا كيف صقل الإسلام البشر .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    98
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    08-05-2012
    على الساعة
    09:37 PM

    افتراضي

    _ أحبك .
    الحدس و البصيرة تسجل في كل عصب رسالة مستعجلة : كاذب .
    _ من أصدّق؟
    _ متى كذبنا عليك حتى لا تصدقينا ؟ متى صدق في مقاله حتى تمر كلمته بأعصابك فتستقر بها ؟
    أخبرتني الحياة أن لا ضحايا ، إلا من اختاروا أن يكونوا كذلك . حينها قررت أن لا أكون ضحية البراءة العاطفية من الفهم و الإتزان النفسي .
    *****
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 4 1 2 ... الأخيرةالأخيرة

من غديري (سقيا من خضم الحياة)

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إذا شعب مصر أراد الحياة
    بواسطة نعيم الزايدي في المنتدى الأدب والشعر
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 21-01-2013, 08:55 PM
  2. من واقع الحياة
    بواسطة المفكرة في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 10-12-2011, 04:10 PM
  3. هذه هى الحياة
    بواسطة فرحات في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 24-10-2011, 11:13 PM
  4. روعة الحياة
    بواسطة المعتزة بالله في المنتدى الأدب والشعر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-01-2011, 02:20 AM
  5. إختبار الحياة
    بواسطة ناصر الرسول في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-01-2009, 04:31 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

من غديري (سقيا من خضم الحياة)

من غديري (سقيا من خضم الحياة)