[CENTER][CENTER][CENTER]
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد ، وآله وصحبه أجمعين :أما بعد


تأملوا رعاكم الله في الحديث جيدا


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان
والنبي وليس معه أحد إذ يرفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي : هذا موسى وقومه
ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي : انظر إلى الأفق الآخر
فإذا سوادعظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله
فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب
فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئا وذكروا أشياء


فخرج عليهم رسول صلى الله عليه وسلم فقال ما الذي تخوضون فيه ؟

فأخبروه فقال هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون

فقام عكاشة بن محصن فقال : ادع الله أن يجعلني منهم فقال أنت منهم
ثم قام رجل آخر فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة.


متفق عليه .


الرهيط بضم الراء : تصغير رهط وهم دون عشرة أنفس والأفق : الناحية والجانب
وعكاشةبضم العين وتشديد الكاف وبتخفيفها والتشديد أفصح



ملاحظة:

من المهم جداً أن قراءة هذا الشرح كاملاً، لأن فيه بعض الأحكام، أما إذا قرأت نصفه فـ سوف يتعثر عليك فهمه، وتكون فهمته بطريقة خاطئة.

وتفضلوا بشرح هذا الحديث للشيخ/ "بن باز" رحمة الله تعالى شرحاً مفصلاً ويسيراً:



الشرح:



والمقصود من هذا أن المؤمن الذي استقام على أمر الله ، وترك محارم الله ، ومات على استقامة ،
فإنه يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب.



ومنهم هؤلاء الذين أخبر عنهم - صلى الله عليهم وسلم - ، لا يسترقون ،

أي: لا يطلبون الناس يرقوهم ، يسترقي أي: يطلب الرقية ،

أما كونه يرقي لغيره فلا بأس؛ لأنه محسن ، الراقي محسن ، فإذا رقى غيره ودعى له بالعافية والشفاء هذا محسن ،



في الحديث الصحيح: (من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه).


أما الاسترقاء

فهو طلب الرقية ، وهو أن يقول يا فلان إقرأ عليّ ترك هذا أفضل إلا من حاجة إذا كان هناك حاجة فلا بأس أن يطلب الرقية ؛



وقد ثبت عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: (استرقي من كذا).


فأمر بالاسترقاء، وأمر أسماء بنت عميس أن تسترقي لأولاد جعفر لما أصابتهم العين ،


قال عليه الصلاة والسلام : (لا رقية إلا من عين أو حمى).


فالاسترقاء عند الحاجة لا بأس لكن تركه أفضل إذا تيسر علاج آخر ،

وهكذا الكي تركه أفضل إذا تيسر علاج آخر ؛


لقوله صلى الله عليه وسلم :
(الشفاء في ثلاث: كية نار، وشربة عسل، وشرطة محجم ، وما أحب أن اكتوي).

وفي اللفظ الأخر قال: (وأنا أنهى أمتي عن الكي).



فدل ذلك على أن الكي ينبغي أن يكون آخر الطب عند الحاجة إليه ، فإذا تيسر أن يُكتفى بغيره من الأدوية فهو أولى ،

وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كوى بعض أصحابه - عليه الصلاة والسلام - ،

فإذا دعت الحاجة للكي فلا كراهة ،
وإن استغني عنه بدواء آخر من شربة عسل ، أو شرطة محجم ،
يعني حجامة ، أو قراءة، أو دواء آخر كان أفضل من الكي.



فالمقصود أن قوله - صلى الله عليه وسلم -
لا يسترقون ولا يكتوون، لا يدل على التحريم،



وإنما يدل على أن هذا هو الأفضل ، عدم الاسترقاء

يعني عدم طلب الرقيا وعدم الكي هذا هو الأفضل ،

ومتى دعت الحاجة للاسترقاء أو الكي فلا حرج ولا كرهة في ذلك.


(ولا يتطيرون)
التطير هو التشاؤم بالمرئيات أو المسموعات ، والطيرة شرك من عمل الجاهلية ،

فهؤلاء السبعون يتركون ما حرم الله عليهم من الطيرة ،

وما كره لهم من الاسترقاء والكي عند عدم الحاجة إليه ،


وعلى ربهم يتوكلون ، يتركون ذلك ثقة بالله ، واعتماداً عليه ، وطلباً لمرضاته ،


والمعنى
أنهم استقاموا على طاعة الله ، وتركوا ما حرم الله ، وتركوا بعض ما أباح الله ،

إذا كان غيره أفضل كالاسترقاء والكي ،

يرجون ثواب الله ، ويخافون عقابه ، ويتقربون إليه بما هو أحب إليه - سبحانه وتعالى -



، عن توكل ، عن ثقة به ، واعتماداً عليه - سبحانه وتعالى -،


وجاء في الروايات الأخرى: (إن الله زادهم مع كل ألف سبعين ألف).
وفي بعض الروايات الأخرى: (وحثيات من حثيات ربي).


وهذه الحثيات لا يعلم مقدارها إلا الله - سبحانه وتعالى - ،

والجامع في هذا أن كل مؤمن استقام على أمر الله ، وعلى ترك محارم الله ،
ووقف عند حدود الله ، هو داخل في السبعين ، داخل في حكمهم ؛
لأنه يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب.



انتهى الشيخ عبد العزيز بن باز من الشرح...



عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"أُعْطِيتُ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَقُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَاسْتَزَدْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَزَادَنِي مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ سَبْعِينَ أَلْفًا".

أخرجه أحمد (1/6 ، رقم 22) ، والحكيم (1/302) ، وأبو يعلى (1/104 ، رقم 112). وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3 / 473).

اخيرا

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا
محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين .