بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وبعد
هذه رسالة أبعث بها في هذا الشكل الراقى
إلى أهلي جميعا ً ، أتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم
أي من كانوا على دينه حتى فارقوا الحياة
فأسأل الله أن يجمعنا بهم على الحوض مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
سلسة اهل الكرم والجود
هذه الرحله تحكى لنا عن اناس عاشوا الاسلام فا ثبتوا لنا انهم تربية من كان خلقه القران فمن الله عليهم ان يكون لهم دوله فصاروا يحكمهم مايحبونه القران
نعم انهم العطائين
الذين لايريدون من الدنيا سوى ارضاء الله فانهم حققوا المثالية
فطبقوها على ارض الواقع فمن المحال ان يكون هناك احدا مثل امة الاسلام امة العطاء فان فى تاريخ هولاء الاطهار صفحات مطويه
فنسال الله ان نكون ممن يظهرون هذه الصفحات
وان يو فقنا الصواب وان يجزينا خيرا وان يجعل كلامنا خارجا من قلوبنا الى قلوب الناس كالسهم الراعش اللهم امين
الصفحه الاولى
روى – الحاكم- فى المستدرك ان معاوية بن ابى سفيان رضى الله عنه بعث بثمانين الف درهم الى عائشة رضى الله عنها
وكانت صائمة وعليه ثوب خلق –اى 0قديم-
فوزعت هذا المال من ساعتها على الفقراء والمساكين 00ولم تبق منه شيئا
فقالت لها خادمتها 0ياام المؤمنين ما استطعت ان تشترى لنا لحما بدرهم تفطرين عليه 0فقالت 0يا بنية لوذكرتنى لفعلت0000
فاثرت غيرها ونسيت نفسها فى سبيل اسعاد المسلمين
الصفحه الثانيه
قال محمد بن الحسن
كان اناس بالمدينة
يعيشون ولايدرون من اين يعيشون ومن يعطيهم
فلما مات زين العابدين بن الحسين رضى الله عنهما
فقدوا ذلك فعرفوا انه هو الذى كان ياتيهم بالليل بما ياتيهم به
ولما مات وجدوا فى ظهره واكتافه اثر حمل الجراب –اى الكيس-
الى بيوت الارامل والمساكين00
0
وكان الليث بن سعد
ذاغلة سنوية تزيد على سبعين الف دينار ويتصدق بها كلها حتى قالوا انه لم تجب عليه زكاة قط
واشترى مرة دارا بيعت بالمزا فذهب وكيله يتسلمها
فوجد فيها ايتاما واطفالا صغارا سالوه بالله ان يترك لهم الدار فلما
بلغ ذلك الليث ارسل اليهم ان الدار لكم ومعها ما يصلحكم كل يوم0

الصفحه الثالثه
روى –الطبرانى – فى الكبير
ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه اخذ اربعمائة دينار فجعلها فى صرة
ثم قال لغلامه اذهب بها الى ابى عبيدة بن الجراح
ثم تشاغل فى البيت ساعة حتى تنظر مايصنع
فذهب بها الغلام اليه فقال – يقول لك امير المومنين اجعل ها فى بعض حاجتك
فقال ابو عبيدة
وصل الله عمر ورحمه
ثم فال تعالى ياجارية
اذهبى بهذه السبعة الى فلان وبهذه الخمسة الى فلان وبهذه الخمسة الى فلان-حتى انفدها
ورجع الغلام الى عمر فاخبره –فوجده قد اعد مثلها لمعاذ بن جبل
فذهب بها اليه فقال يقول لك امير المومنين –اجعل هذا فى بعض حاجتك
فقال رحم الله عمر ووصله
تعالى يا جاريه
اذهبى الى بيت فلان بكذا اذهبى الى بيت فلان بكذا فاطلعت امراة معاذ على مافعل معاذ وقالت نحن والله مساكين فاعطنا فلم يبق فى الخرقة الا دينارين فرمى بهما اليها
ورجع الغلام الى عمر فاخبره بما راى فسر بذلك فقال –انهم اخوة بعضهم من بعض-
وفى عهد عمر رضى الله عنه اصاب الناس قحط وشدة
وكانت قافلة من الشام مكونة من الف جمل عليها اصناف
الطعام واللباس قد حلت لعثمان رضى الله عنه
فتراكض التجار عليه يطلبون ان يبيعم هذه القافلة
فقال لهم كم تعطونى ربحا قالوا خمسة فى المائة قال انى وجدت من يعطينى اكثر فقالوا ما نعلم فى التجار من يدفع اكثر من هذا الربح فقال عثمان انى وجدت من يعطنى على الدرهم سبعمائة فاكثر انى وجدت الله يقول –
مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)
-اشهدكم يامعشر التجار ان القافلة وما فيها من بر ودقيق وزيت وسمن وثياب قد وهبتها لفقراءالمدينة وانها صدقة على المسلمين-
قريبا ان شاء الله
مع د كتور
نهاد عبد الهادى الكناكرى