من أجل الوطن

حاتم محمد

منذ قيام الثورة المصرية ونحن نرى الأقباط الذين وقفوا ضد الثورة المصرية لا يكفُّون عن إثارة المشاكل الطائفية بصورة فجة؛ ابتغاء إشعال الوطن، أو لفرض أمر واقع على الثورة المصرية بالحصول على وضع خاص وامتيازات طائفية، فوق الوطن، وفوق بقية أبنائه، على غرار ما كان عليه وضعهم في ظل تحالفهم مع المخلوع ووريثه، اللذين أفسدا البلاد.

وهكذا فإن أحداث مضيفة أسوان وما تلاها، حتى جرى ما جرى أمس، ليست بالعفوية، وإنما هي أمر دبِّر بليل، فحمل السلاح والحض عليه كما صدر من القس متياس نصر منقريوس، بالإضافة إلى الدعوة لأن تكون نهاية المظاهرات داخل مبنى الإذاعة والتليفزيون؛ على حسب ما صرح به الكاهن فليوباتير، علاوة على الكهنة الآخرين الذين شاركوهم في قيادة المظاهرات والعدوان؛ فكل ذلك يدل على أننا بصدد محاولة إنقلابية على الثورة المصرية، شاركهم فيهم بعض الفاشلين سياسيًّا حينما رأى الجميع بداية مراحل الانتخابات.

بل قد بات واضحًا لكل ذي عينين أن هناك تعاونًا تامًّا ما بين أولئك الانقلابيين الذين في الداخل، وتنظيم ما يعرف بأقباط المهجر، ويكفي لكل ذي بصيرة أن يعرف أن القس مرقص عزيز أحد المناصرين لقيام ما يعرف بالدولة القبطية، قد صرح بأنه ذهب لأمريكا بأمر من الأنبا شنودة زعيم الأقباط، وأنه في مهمة هناك، وأنه لن يعود إلا بأمر من زعيمه.

وعليه؛ فسياسة ضبط النفس والتحلِّي بالصبر التي أغرت طائفة أصابها العمى عن المصالح الكبرى للوطن، فضلَّت الطريق، وخرجت عن تعاليم المسيح - عليه السلام - وخالفت ما يأمرها به كتابها من خضوع كل نفس للسلاطين الفائقة؛ لأنها بترتيب من الله، لابد أن يحل مكانها فرض القانون بالتساوي على الجميع من المحرِّضين والمغرضين.

فلا يصح بعد التهاون مع المجرمين من المنفِّذين والمحرضين، سواء في الداخل أو الخارج، فتلك السياسة من شأنها إثارة غالبية الشعب المصري الذي لم يعد يقبل الهوان، وليس من المنطقي في ظل ثورة جاءت لتعلي من شأن المصري وكرامته أن تنتهك كرامته من إسرائيل تارة، ومن فئة انحرفت عن جادة الصواب تارة أخرى.

كما أنه لم تعد تصلح طريقة دفن الرؤوس في الرمال، فلا شك أن هناك فريقًا من الأقباط غير عابئ بأمن الوطن، أغرته تلك اللحظة الحرجة التي تمر بها البلاد، فأراد أن ينفذ مخططًا خاصًّا في ذهنه، يظن من خلاله أنه قد حانت ساعة الخلاص من المسلمين، الذين ما انفك أولئك الكهنة وأمثالهم من التشدق الكاذب بوصفهم غرباء غزاة.

وفي تلك اللحظة الفارقة، على القوى السياسية أن تعلي من شأن الوطن على مصالحها الضيقة، وألا تستخدم كمخلب قطٍّ في ابتزاز الإدارة الحاكمة للبلاد تحت دعاوى شتَّى، فمن العار عليها وهي تسمي نفسها تارة بالعدالة والوطنية، وتتبنى مطالب غير عادلة، وتارة أخرى بالحقوقية، فإذا بها تهدر حقوق الشعب، وبالسياسية تارة ثالثة، فتجتمع لتظهر ضحالة رأي تجاه ما يحيط بالوطن من مكايد؛ كل ذلك عداءً لتيار سياسي أُشربت قلوبهم كراهيته دون مبرر، أو مغازلة لخارج يريد هدم الوطن وفرض سيادته عليه.

والواجب على الإدارة الحاكمة أن تكون أقوى في مواجهة الضغوط، ولا تخضع لابتزاز السياسيين الفشلة.

وفي ذات الوقت ندعو عموم المسلمين والتيارات الإسلامية خاصة بالتحلي بالصبر والحكمة، وعدم الانجرار إلى تلك الفتنة التي هي أمر يراد، بذات الدرجة التي ندعو فيها الجهات المسؤولة لاتخاذ كافة التدابير الحازمة الحاسمة لمواجهة مشعلى الفتن، الذين يهدفون لخراب الديار، فالخوف من الضغوط الخارجية والخضوع سيدفع بالشارع لحالة من الغضب لن يسمع وقتها لصوت العقلاء.
أسجابة لطلبات الكثير من اصدقاء المرصد
ولأجل سرعة التواصل والمساعدة والدعم للمسلمين الجدد
وكذلك لأي اسفسار او سؤال بخصوص الإسلام العظيم
قام المرصد الإسلامي بخصيص عدة ارقام هاتفية للتواصل المباشر معه
ونرجوا اصدقاء الموقع نشرها في كل مكان حتى نيسر الخير للراغبين فيه
ارقام المرصد
0105009897
0196901199
0119797114
والله من رواء القصد