قال بولس في الرسالة الثانية لتلميذه تيموثاوس3/16 :

2Ti 3:16 πασα γραφη θεοπνευστος και ωφελιμος προς διδασκαλιαν προς ελεγμον προς επανορθωσιν προς παιδειαν την εν δικαιοσυνη


الترجمة : كل كتاب موحى به من الله نافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر.


سؤالي هو : هل الكتاب المقدس نافع للتعليم ، وصالح للعمل به ؟!!!!

يقول القس أنطونيوس فكري في تفسيره ، وتحت عنوان " موضوع سفر الجامعة " : سفر الجامعة هو سفر إنسان فيلسوف حكيم يجول باحثاً عن السعادة، أو كيف يحيا الإنسان سعيداً في هذا العالم، وجال الجامعة ليختبر كل أساليب المتع الحسية والعقلانية، ليحكم بنفسه هل أعطته هذه المتع السعادة الحقيقية، إذاً هو سفر اختبارات يعكس فيه سليمان اختباراته العملية في سنى حياته المختلفة. ولذلك لا تؤخذ كل آية في هذا السفر على أنها آية نطبقها عملياً في حياتنا، فسليمان يحكي خبراته التي سبق وجربها ثم يقول أنه وجد أنها باطل أي لم تعطه السعادة التي كان يتصورها. ولذلك نقول هنا أن من الخطر جداً استخدام آية واحدة نعتمد عليها من هذا السفر أو من الكتاب المقدس عموماً وبالأخص هذا السفر.

يواصل القس شرحه لفكرته :

أمثلة لخطورة استخدام الآية الواحدة من هذا السفر:
‌أ. ليس للإنسان خيرٌ من أن يأكل ويشرب ويرى نفسه خيراً في تعبه (24:2). لو طبقنا هذه الآية نجد أنه يجب علينا أن نأكل ونشرب ونتمتع ويكون هذا طريق مدمر لحياتنا، أي طريق الإنغماس في اللذات.

ب. فتحولت لكي أجعل قلبي ييئس من كل التعب الذي تعبت فيه تحت الشمس (20:2) وطبقاً لهذه الآية وغيرها كثير (7 : 2 مثلا) فإنه على الإنسان أن يكف عن جهاده فلا فائدة والكل باطل ولا منفعة. هي آيات تدعو لليأس، ولذلك قال بعض المفسرين أنه سفر يدعو لليأس، وهذا غير صحيح إن فهمنا السفر فهماً جيداً.

‌ج. لأن ما يحدث لبني البشر يحدث للبهيمة (19:3). من يعلم روح بني البشر هل هي تصعد إلى فوق وروح البهيمة هل هي تنزل إلى أسفل الأرض (21:3). من يقرأ هذه الآيات لا يدخل في حالة يأس فقط، بل يظن أنه لا حياة للنفس بعد الموت ولكن نفهم أن كل هذه تساؤلات لسليمان يعرضها أمامنا على أنها كانت تجول بفكره لوقت معين. وأنه توصَّل للحلول أخيراً، فالاعتدال في رأيه في استعمال العالم مطلوب فنأكل ونشرب ونشكر الله بلا انغماس في محبة العالم. بل هو وجد الرد على تساؤلاته التي قالها في (19:3-22) وردده في (7:12) فقال"فيرجع التراب إلى الأرض.. وترجع الروح إلى الله".

‌د. هو إنسان كان حائراً يجول يبحث عن طريق الفرح والسعادة، ولذلك نجد كلامه قد يشوبه في بعض الأحيان نغمة اليأس وفي بعض الأحيان روح الانغماس في لذة العالم. ولكنه لأنه كان يبحث بجدية توصل أخيراً لطريق الفرح الحقيقي (13:12) "فلنسمع ختام الأمر كله. إتق الله واحفظ وصاياه لأن هذا هو الإنسان كله" ونجد إيمانه في خلود النفس وأن نفس الإنسان ليست كنفس البهيمة (14:12) لأن الله يحضر كل عمل إلى الدينونة على كل خفي إن كان خيراً أو شراً"

‌ه. إذا فهمنا أن سليمان في هذا السفر يحكي خبراته كخاطئ تائب فهل نأخذ بعض آيات قالها في فترة خطاياه لنجربها على أنفسنا؟! هذا فيه خطورة كبيرة بل خطية. انتهى كلام القس .


نبدأ في طرح الأسئلة !!

نطرح أول سؤال :
هل سفر الجامعة صالح ونافع للتعليم والتطبيق كما يقول بولس ؟!!!

الاجابة : قال القس أنطونيوس فكري : لو طبقنا هذه الآية نجد أنه يجب علينا أن نأكل ونشرب ونتمتع ويكون هذا طريق مدمر لحياتنا، أي طريق الإنغماس في اللذات .

نطرح ثاني سؤال : هل سفر الجامعة موحي به من الله ؟!!!

الاجابة : قال القس أنطونيوس فكري : " إذا فهمنا أن سليمان في هذا السفر يحكي خبراته كخاطئ تائب فهل نأخذ بعض آيات قالها في فترة خطاياه لنجربها على أنفسنا؟! هذا فيه خطورة كبيرة بل خطية.

قلت : وهل يحتاج الانسان العادي الى الوحي ليحكي خبراته ان هذا لشىء عجاب؟!!!!!!!!


وكتبه
أبو عبد الله السكندرى
(سيل الحق المتدفق)