قال تعالى في سورة الفتح:

هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (الفتح 28)

قال ابن كثير:

ثُمَّ قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مُبَشِّرًا لِلْمُؤْمِنِينَ بِنُصْرَةِ الرَّسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَدُوِّهُ وَعَلَى سَائِر أَهْل الْأَرْض" هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُوله بِالْهُدَى وَدِين الْحَقّ " أَيْ بِالْعِلْمِ النَّافِع وَالْعَمَل الصَّالِح فَإِنَّ الشَّرِيعَة تَشْتَمِل عَلَى شَيْئَيْنِ عِلْم وَعَمَل فَالْعِلْمُ الشَّرْعِيُّ صَحِيحٌ , وَالْعَمَلُ الشَّرْعِيُّ مَقْبُولٌ فَإِخْبَارَاتُهَا حَقّ وَإِنْشَاءَاتهَا عَدْل" لِيُظْهِرهُ عَلَى الدِّين كُلّه " أَيْ عَلَى أَهْل جَمِيع الْأَدْيَان مِنْ سَائِر أَهْل الْأَرْض .

نزلت هذه الآية قبل فتح مكة ، وفيها البشرى من الله عز وجل بنصرة دينه ورسوله صلى الله عليه وسلم ، بينما كان هذا الامر غير مضمون بالحسابات الدنيوية . فرغم ان المسلمين في هذا الوقت كانت لهم دولتهم الوليدة ، إلا أنه لم يكن هناك على ظهور دينهم على جميع الاديان أي ضمان لولا ان بشرهم الله بذلك. بل كان البديهي ان ينهزم المسلمون في قتالهم للفرس والروم ويتم القضاء على دينهم تماما لو كان الاسلام من عند غير الله .
ولكن الذي حدث ان المسلمين انتصروا على الفرس والروم ، وسبحان الله ، في نفس الوقت .


وفي عصرنا الحديث ، ورغم وجود آلاف الاديان على الارض ، فإن دين الاسلام هو الاكثر ذكرا في جميع وسائل الاعلام العالمية ، بل يكاد يكون الوحيد الذي لا تنقطع سيرته من الاعلام ولو لمحاوله طمس نورة وصد الناس عنه
ومع ذلك يأتي هذا الامر بنتائج عكسية ، فيزداد عدد الداخلين فيه كل يوم ، بل يزداد عدد مواليد المسلمين ويقل عدد مواليد غيرهم خاصة من اليهود والنصارى .
والله لو تعرض اي شيء في الدنيا لما تعرض له دين الاسلام لأنتهى منذ زمن بعيد ، وما صموده حتى اليوم متحملا كل هذه الضربات والمؤامرات إلا لآنه دين الله. وإلا فسر لي ما يحدث . دين تجتمع قوى الارض الكبرى على محاربته وطمسه فيكسب مزيد من الاعضاء ويزداد قوة يوميا وفي عقر دار الذين يكرهونه . هل عند احدهم تفسير ؟

وفي هذا ظهور ولاشك على الدين كله .

وصدق الله إذ أنجز وعده ونصر عبده وأظهر دينه