« سيرةُ أم المؤمنين بنت أبي بكر؛ رضي الله عنها »

*****
.... بعض دول أوربا تحتفل اليوم ؛ الثامن من مايو بيوم الأم، بغض النظر عن الحكم الشرعي في هذه المسألة ، وأردتُ أن أشارك سيدات المجتمع الراقي
وأمهات الجاليات في الخارج؛ بتقديم مثال صالح للقدوة بدلا من ممثلات السينما أو مغنيات البوب أو عارضات الأزياء أو مقدمات البرامج الترفيهية ... ولعل رسالتي وصلت ... !!، ويكفينا الأثر :" الجنة تحت أقدام الأمهات " ، وهذ ا ليس بحديث (!)
*****
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم

« سيرةُ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها »
[ فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ ] (*)
[ رواه أمير الحديث ؛ الإمام البخاري ، باب: فضل عائشة رضي الله عنها تحت رقم : 3770، عن رواية أبي موسى الأشعري، و صحيح مسلم ]

****

تشرفتُ بالكتابة عن أم إبراهيم؛ ابن خاتم الأنبياء وآخر المرسلين، السيدة المصرية؛ رضي الله عنها كمثال يحتذى في المعاملة إثناء رحلتها من أرض القبط برفقة رجال « محمد » ، رضي الله عنهم أجمعين إلى أن وصلت إلى حضرته الشريفة، ثم ثنيت سلسلة أبحاث « تمهيدية لمستقبل أمة غائبة » بالكتابة عن السيدة صفية بنت حيي، وكان قصدي من الكتابة عنهما ؛ رضي الله تعالى عنهما هو إظهار جانب المعاملة الحسنة بين مسلم كــ حاطب بن أبي بلتعة مع السيدة الأولى، ومعاملة الرجل « النبي والرسول » صلى الله عليه وآله وسلم في المثال الثاني ، خاصة والفتاة الأولى من نصارى مصر والسيدة الثانية من يهود شبة جزيرة العرب ، وأرجو أن أكون قد وفقت ، والقصد الثاني هو تقديم نموذج يحتذى وإسوة تقتدى ومثال نقترب منه قدر الإستطاعة والمقدرة ، فقد كمل من الرجال ... ومن النساء (*) فأردتُ تقديم نموذج ومثال لتطبيقه عملياً في الحياة والمجتمع وليس فقط مجرد قصص وروايات تحكى فتنسى بمجرد الإنتهاء من سردها . ثم كانت ثالثة البحث في السلسلة المشار إليها؛ الحديث عن السيدة الأولى في حياة الرجل « محمد » .
واستسمح القارئ النبيل أن أتحدث في الجزء الرابع عن البكر الحَصَان الرزّان : عائشة بنت أبي بكر؛ صديق هذه الأمة المرحومة، وثاني أثنين في الغار في رحلة الهجرة المباركة ، والخليفة الأول للمسلمين، رضي الله عنها وعن أبيها.
******
يتبع بإذنه تعالى...

ـــــــــــــــــــــــــ

المراجع والهوامش:
[1. ] جزء من حديث لرسول الإسلام وبتتبع المتن :" كَمُلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ " وجدتُ أنه جاء عند :
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ : وهذه روايته [ تحت رقم : 3433 ] :" فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ، كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء: إلا مريم ابنة عمران ، وآسية امرأة فرعون".
رواية مسلم :" كمل من الرجال كثير . ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران ، وآسية امرأة فرعون . وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ". الراوي: أبو موسى الأشعري تحت رقم : 2431.
سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ ،
سُنَنُ ابْنِ مَاجَهْ ،
وصحح الألباني الحديث في صحيح الترمذي تحت رقم : 1834، وأيضاً في صحيح ابن ماجه تحت رقم : 2670
وقال عنه : صحيح،
مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، أَوَّلُ مُسْنَدِ الْكُوفِيِّينَ،
السُّنَنُ الْكُبْرَى لِلنَّسَائِي ،
صَحِيحُ ابْنِ حِبَّانَ ،
الْآحَادُ وَالْمَثَانِي لِابْنِ أَبِي عَاصِمٍ ،
مُشْكِلُ الْآثَارِ لِلطَّحَاوِيِّ ،
مُسْنَدُ عَبْدِ بْنِ حُمَيدٍ ،
مُسْنَدُ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ ،
مُسْنَدُ الرُّويَانِيِّ ،
مُسْنَدُ الطَّيَالِسِيِّ ،
مُصَنَّفُ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ ،
من رواية أبي موسى الأشعري.
وجاء عند ابن كثير في بدايته :" كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا ثلاث مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون و *خديجة بنت خويلد * وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " .
بيْد أن الراوي: قرة بن إياس المزني [ 3/127] و إسناده صحيح إلى شعبة وبعده، وقد أضيفت السيدة خديجة بنت خويلد، وقد أكرمتُ بالكتابه عنها .
فائدة : وقرأت في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي؛ كتاب المناقب، عنوان


:« خير نساء الأرض »

قوله : أخبرنا عبدة؛ هو ابن سليمان الكلابي عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب . قوله : " خير نسائها خديجة بنت خويلد وخير نسائها مريم بنت عمران ". قال القرطبي : الضمير عائد على غير مذكور لكنه يفسره الحال ، والمشاهدة يعني به الدنيا ،
وقال الطيبي : الضمير الأول يعود على هذه الأمة، الثاني على الأمة التي كانت فيها مريم، ولهذا كرر الكلام تنبيها على أن حكم كل واحدة منهما غير حكم الأخرى وكلا الفصلين كلام مستأنف ،
ووقع في رواية مسلم عن وكيع عن هشام في هذا الحديث : وأشار وكيع إلى السماء والأرض فكأنه أراد أن يبين أن المراد نساء الدنيا‌‌‌ وأن الضميرين يرجعان إلى الدنيا وبهذا جزم القرطبي أيضا ،
قال الحافظ : قد جزم كثير من الشراح أن المراد نساء زمانها لما تقدم في أحاديث الأنبياء في قصة موسى وذكر آسية من حديث أبي موسى رفعه : كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم وآسية . فقد أثبت في هذا الحديث الكمال لآسية كما أثبته لمريم فامتنع حمل الخيرية في حديث الباب على الإطلاق ، وجاء ما يفسر المراد صريحا فروى البزار والطبراني من حديث عمار بن ياسر رفعه : لقد فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم على نساء العالمين ، وهو حديث حسن الإسناد . انتهى ،
وقال النووي : الأظهر أن معناه أن كل واحدة منهما خير نساء الأرض في عصرها ، وأما التفضيل بينهما فمسكوت عنه . قوله : وفي الباب عن أنس وابن عباس أما حديث أنس فأخرجه الترمذي بعد هذا ، وأما حديث ابن عباس فأخرجه النسائي بإسناد صحيح ، والحاكم عنه مرفوعا : أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة ومريم وآسية . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان والنسائي .

*****