« المؤسسة الدينية بين الإستقلال والتبعية !!!»

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

« المؤسسة الدينية بين الإستقلال والتبعية !!!»

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: « المؤسسة الدينية بين الإستقلال والتبعية !!!»

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    157
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-07-2012
    على الساعة
    04:45 PM

    افتراضي « المؤسسة الدينية بين الإستقلال والتبعية !!!»

    « المؤسسة الدينية [1] بين الإستقلال والتبعية !!!»
    مثال
    « الأزهر »
    بين انتخـاب الإمام الأكبر‏..‏ أو تعينه من قِبل السلطة الحاكمة !؟
    فقد منحَ مصر دوراً إقليمياً ودولياً مميزاً.. وقادَ علماؤه الثورات الكبرى ضد الاحتلال؛ فهل يعود دوره الريادي مرة آخرى، بعد ثورة التغيير !!؟

    في عهد الرئيس المخلوع المصري تم تعيّن الإمام الأكبر الحالي وبثورة 25 يناير يجب إعادة النظر في عدة أوضاع منها؛ إنتخاب شيخ الأزهر أو تعينه من قبل السلطة الحاكمة القادمة .

    « مقدمة »
    شهدت العقود الخمسة الأخيرة بروزاً واضحاً لدور المرجعيات الدينية في العالم، وعلى رأسها الأزهر الشريف كمؤسسة دينية كبرى وتعليمية وثقافية ومرجعية دينية للمسلمين السُنّة في العالم. وكلما زادت الحكومات من «الاستخدام» السياسي للمرجعيات الدينية تصاعد دورها في حياة الشعوب. وفي الظروف الشائكة، وما أكثرها مكاناً وزماناً، لا يتوقف دور الأزهر على الجانب الديني، ويمتد دوره إلى الحياة السياسية والقضايا الاجتماعية والاقتصادية، وإلى الثقافة العامة، بدءاً من مساندة السلطة – بحسب قول البعض - بفتاوى يرونها « فتاوى سياسية؛ وليست دينية »، مثل مدى شرعية العمليات الاستشهادية في مواجهة العدو المحتل، وحق المقاومة، وقضايا حرية التعبير بالكتابة والنشر وحقوق التظاهر والاحتجاج والاعتصام، وكذلك دور الأزهر كمؤسسة دينية في مصادرة كتب يرى علماء الأزهر أن مضمونها يمس « ثوابت الدين ». وأيضا مدى شرعية فوائد البنوك، وانتهاءً بالوصول إلى المفردات البسيطة لحياة الناس مثل الأكل والشرب والسكن واللباس .. الكل في هذا الزمان يريد فتوى، إما بهدف تقنين تصرفاته شرعاً من دون أن « يستفتي قلبه »، أو هروباً من مسؤوليات واستحقاقات قانونية، وربما محاولة لـ « غسل الضمير ».. وفي عصر القنوات الفضائية التلفزيونية تدخّل «الدعاة الجدد» في كل تفاصيل الحياة، حتى أن أحدهم تناول في أحاديثه وفتاواه « كيفية مواقعة الرجل زوجته ».
    كل هذا يثير تساؤلات كثيرة حول دور الأزهر وموقعه على الخريطة السياسية والاجتماعية والثقافية والتعليمية. وأدى خلط الأوراق في كل هذه القضايا إلى التباسات متكررة، جعلت الأزهر كمؤسسة دينية محل هجوم من جهات مختلفة، يقابله علماء الأزهر في الجهة الأخرى بدفاع مستميت عن دورهم في الحياة العامة والخاصة للمسلمين. لكن الأزهر كمؤسسة دينية يرفض التشدد الديني رسمياً، ويعلن تمسكه بمبدأ الوسطية والاعتدال. وعلماؤه يقولون في الوقت ذاته بأنهم لا يسمحون بالتفريط في ثوابت الدين، حتى وإن نال البعض منهم ضربات موجعة يسددها إليهم أي طرف في لعبة الحياة والسياسة، سواء كان هذا الطرف جهة رسمية أو أهلية، أو أشخاصا، ضاربين المثل بالدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر قبل أكثر من 10 سنوات، حين وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه، بين أن يختار الانضمام إلى طلابه المتظاهرين من أجل ما يرونه يمس دينهم - معركة رواية « وليمة لأعشاب البحر » - وأن يساند السلطة في موقفها الرافض للاحتجاج والتظاهر، فاختار الدكتور هاشم الانضمام إلى صفوف طلابه واعتصم معهم في مسجد المدينة الجامعية ( السكن الطلابي )، لينتهي الأمر بإقصائه عن موقعه بصورة ما، وإن بقي يلعب أدواراً أخرى على الساحة السياسية والدينية، ربما أكثر تأثيراً.

    « نبذة تاريخية »
    الأزهر، كما هو معروف، أنشأته الدولة الفاطمية وهي تنقل عاصمتها من الشمال الإفريقي الى مصر، في عام 359 هـ ~ 970 م. ، فقد أنشأ الجامع الأزهر جوهر الصقلي قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله؛ أول الخلفاء الفاطميين بمصر. حيث تمّ بناؤه في السابع من رمضان سنة 361 من التقويم الهجري النبويّ الموافق الثاني والعشرين من يونيو - حزيران سنة 972 من التقويم الميلادي العجيب، وقد مرَ الأزهر بمراحل كثيرة، وكان الغرض من إنشائه أن يكون رمزاً للسيادة الروحية للدولة الفاطمية، ومنبراً للدعوة التي حملتها هذه الدولة الجديدة إلى مصر ؛ أي نشر المذهب الشيعي لتخريج الدعاة الفاطميين، ليروجوا للمذهب الإسماعيلي الشيعي (الشيعة السبعية) ، الذي كان مذهب الفاطميين.
    تمت تسميّة الجامع الأزهر بهذا الاسم تيمناً بفاطمة الزهراء، بنت نبي الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وإشادة بذكراها. السيدة فاطمة الزهراء التي ينتسب إليها الفاطميون، هذا قول؛ أو لأنه كانت تحيط به قصور فخمة تسمى القصور الزهراء.
    وكان الغرض من إنشائه التبشير والدعوة لمذهب الدولة؛ الإسماعيلي الشيعي، ومع ذلك يُحسب للفاطميين أنهم أقاموا الأزهر مؤسسة دينية علمية منفتحة؛ ذات أفق واسع، واستقر ذلك واقعاً طبعَ مسيرته وتاريخه، ويصف الباحث الإسلامي رفعت سيد أحمد في دراسةٍ له عن وضع الأزهر بالقول :" كانت تتجاور وتتحاور بداخله المدارس الفقهية المختلفة"، وأرجعَ السبب الى سماح الفاطميين للمذاهب السنية الأربعة « الشافعيّة؛ والمالكيّة؛ والحنبليّة والحنفيّة» بالتواجد فيه، ومحافظتهم على مسجد عمرو بن العاص، معقل الفقه السني. وتحويله الى منبر رسمي للخليفة الفاطمي في صلوات الجمع في شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى، وفي هذا المناخ استطاع الأزهر، كما ذكر الباحث :" استقبال كبار فقهاء وعلماء السنة، أمثال أبوحامد الغزالي، الهارب من بطش السلطة العباسية،فلم تطلب منه سلطات الدولة؛ آنذاك، تغيير أفكاره، أو منعته من بثها والتعبير عنها، وتمكن من احتضان العلماء، مثل الحسن بن الهيثم؛ عالم البصريات والهندسة والمكتشف العربي الفذ".
    ***
    هذه النشأة جعلت من الأزهر مثابةً للدين والعلم والحوار والتفاعل والاحتكاك، وحين سقطت الدولة الفاطمية كانت هذه التقاليد قد ضربت بجذورها في تربته، فاستمر داراً للمعرفة والعلم والتسامح، وفي دوره الجديد الذي نما مع انتصارات صلاح الدين على جحافل جيوش الفرنجة ( الصليبية )، انتقل من مقام التسامح الديني ونشر العلم الى طور الذود عن الأوطان ومقاومة الطغيان.
    وفى عام 567 هـ قامت الدولة الأيوبية في مصر على يدي مؤسّسها السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، حينما تولى صلاح الدين حكم مصر ( 567 هـ / 1171 م إلى 589 هـ / 1192 م)، حوّله إلى جامعة إسلامية سنّية وظل يدرس المذهب السني حتى الآن. وقد دعم كيان دولته، ومحا من مصر المذهب الفاطمي وأحلّ محلّه المذهب السني، وعُنيَ بنشر العلم وشجع العلماء فانمحت معالم الفقه الإسماعيلي الشيعي، وقد غالى الأيوبيون في القضاء على كل أثرٍ للشيعة، و أفتوا بإبطال إقامة الجمعة في الأزهر، ولبثت إقامة الجمعة معطلة فيه نحو مائة عام ؛ من عام 567 هـ إلى عام 665 هـ، وبالرغم من هذا فقد ظل الأزهر محتفظاً بصفته الجامعية كمعهد للدرس والقراءة، كما ظل مقصداً للعلماء.
    وفى عهد الدولة المملوكية اعتنى الظاهر بيبرس بأمر الأزهر، فأعاد إليه الجمعة عام 665 هـ ، وشجع العلم فيه، وحذا حذوه كثير من الأمراء، وقد هاجر إلى مصر في هذا العهد كثير من العلماء الذين جددوا شباب النهضة العلمية في العالم الإسلامي، فكان أبرزهم العز بن عبدالسلام والتفاف علماء الازهر حوله في القرن الثالث عشر وتنظيمهم للصف المصري في وجه الغزو المغولي للعالم الاسلامي، و ابن خلدون، الذي زار حلقات الأزهر العلمية وتصدر للتدريس فيه.
    وقد غدا الأزهر في أواخر القرن السابع الهجري كعبة الأساتذة والطلاب من سائر أنحاء العالم الإسلامي، وغدا أعظم مركز للدراسات الإسلامية العامة، ومنذ القرن الثامن الهجري أخذ الأزهر يتبوأ في مصر والعالم الإسلامي نوعاً من الزعامة الفكرية والثقافية، إذ تُعد هذه الفترة عصر الأزهر الذهبي، ولقد كان للأكابر من علمائه جاهاً ونفوذاً عظيماً يصل إلى حد التأثير في سياسة الدولة العليا، بل وفى مصير العرش والسلطان.
    وقد عانى الأزهر من الجمود العلمي الذي اتّسمت به الحقبة العثمانية، والذي وصل إلى حدّ نفي العثمانيين العلماء المصريين إلى القسطنطينية، وانتزاع الكتب من المساجد والمدارس، وإيداعها مكتبات العاصمة التركية.
    ولقد وقف الأزهر كحصنٍ منيعٍ لحماية اللغة العربية في العهد العثماني، إذ قام بدورٍ كبيرٍ في حفظها من الاختلاط بلغة العثمانيين الأتراك، مسدياً بصنيعه إلى اللغة العربية أجلّ الخدمات.
    ومع بداية ضعف الدولة العثمانية واستقلال الولايات التابعة لها عنها بدأت المؤسسات الدينية في تلك الولايات في الاستقلال عن المؤسسة الأم في الاستانة. وقامت الحكومات في تلك الولايات خاصة في مصر والشام بدعم المؤسسة الدينية فيها بهدف تطويق نظام الخلافة العثمانية؛ من هنا برز دور الأزهر كمؤسسة دينية استثمرتها الحكومات في إضفاء المشروعية على نظام الحكم في مصر ، بل أن هذه المؤسسة أسهمت بدورٍ كبير في محاولة نقل مقر الخلافة الإسلامية إلى مصر وتنصيب فؤاد الأول خليفة للمسلمين وذلك بعد إعلان سقوط الدولة العثمانية عام 1924 م.[*]
    وبارك الأزهر مواقف وممارسات الملك فؤاد ومن بعده الملك فاروق وتغاضى عن الانحرافات والمفاسد التي ارتبطت بعصرهما . [**]
    *****
    نهج الإحتواء و السيطرة :
    يؤكد هذه المقولة د. هاني السباعي إذ يقول :" لقد تم احتواء وتهميش دور المؤسسات الدينية في الحياة السياسية عبر حقب تارخية متعاقبة منذ محمد علي باشا مروراً بالحقبة الخديوية والملكية حتى العهد الجمهوري" .
    فمع أن الأزهر الذي يعد أهم مؤسسة إسلامية على الإطلاق في مصر و العالم الإسلامي كان لجمال عبدالناصر معه نهج ممكن أن نعتبره إستمرارا للنهج الثابت الذي بدأ الحكام في مصر ينهجونه منذ نابليون بونابرت وحتى الآن وهو نهج الإحتواء و السيطرة تحت ستار التطوير و التجديد، وفي هذا الإطار نتذكر ما فعله محمد علي ومن بعده خلفائه مع الأزهر الشريف وذلك النهج تلخصه كلمة الخديو عباس حلمي التي قال فيها محددا دور الأزهر:
    " أول شئ أطلبه أنا وحكومتي أن يكون الهدوء سائداً في الأزهر؛ والشغب بعيدا عنه ، فلا يشتغل علماؤه وطلبته إلا بتلقي العلوم الدينية النافعة البعيدة عن زيغ العقائد وشغب الأفكار لأنه مدرسة دينية قبل كل شئ. إن كل ما يهم الحكومة من الأزهر استتباب الأمن فيه. وأطلب منكم أيها العلماء أن تكونوا دائما بعيدين عن الشغب وأن تحثوا إخوانكم العلماء وكذلك الطلبة على ذلك. ومن يحاول بث الشغب بالأقوال أو بواسطة الجرائد والأخذ والرد فيها فيكون بعيداً عن الأزهر ". انتهت كلمة الخديو عباس حلمي، وهو يقصد : أن من يفعل ذلك عليه أن يبتعد عن الإنتماء للأزهر، فالحكام منذ نابليون حتى الآن حرصوا على منع الأزهر من العمل السياسي، كما حرصوا في نفس الوقت على توظيف الإسلام وعلماء الإسلام لتحقيق أهداف الحاكم السياسية كلما أمكن ذلك.

    *****
    إقليميا ودوليا :
    ظل الأزهر على مدى تاريخه منارة للفكر الإسلامي المستنير، فكان جامعاً وجامعةً ومؤسسةً للتعليم والعلم والبحث في علوم الدين والدنيا، فاتحاً أبوابه للطلاب والعلماء من أبناء المسلمين في كل أنحاء العالم الإسلامي، فضلاً عن بعثاته التعليمية والدعوية في شتى أرجاء الأرض. وقد حفظت الأمة الإسلامية للأزهر الشريف هذه المكانة، وكسبت مصر باحتوائها إياه مكانة خاصة في العالم الإسلامي، إذ ساعدَ كثيراً في أن تلعب مصر دوراً إقليمياً مميزاً عبر العصور.

    ومحلياً :
    قاد الأزهر بشيوخه وعلمائه المقاومة المصرية ضد الاحتلال بأنواعهِ كافةً، بدءاً بمقاومة الحملات الصليبية، واجه ظلم المماليك وانحرافاتهم ، ويظل موقفه ضد الحملة الفرنسية على مصر، ماثلاً في الأذهان، بتجيشيهم افراد الشعب البسطاء ضد الفرنسيين والذي تسبب في قتل ما يقرب من خمس سكان شعب مصر في ذلك الوقت نساءا واطفالا ورجالا - وتم اعدام المئات من علماء الازهر على ايدي الفرنسيين الذين يدعون أنهم حاملي لواء التنوير والحضارة. وقاد شيوخ الأزهر الشعب في ثورة القاهرة الأولى عام 1798م، وثورة القاهرة الثانية 1800م، وبعد خروج الفرنسيين قادوا ثورة 1805م التي انتهت باختيار محمد علي واليا على مصر .
    كما ساند الأزهر وعلماؤه الحركة الوطنية المصرية ضد الاحتلال الإنجليزي. وكان طلبة الأزهر في مقدمة ثورة 1919م، بل إن قائد الثورة نفسه سعد زغلول كان من الذين تعلموا وتخرجوا فيه.
    فالأزهر كثيراً ما عبأ الناس عند الابتلاء وحشدهم لمواجهة الأعداء. ، وتصدى لموجات العدوان والاحتلال المستمرة.
    فسِجلُ الأزهر يذخر بملاحم مقاومة الاحتلال البريطاني، وفورَ خروجه من مصر في 1956 عاد مرة أخرى في السنة ذاتها،
    وفي عام 1956م، لجأ جمال عبدالناصر إلى الجامع الأزهر ليعلن من فوق منبره بدءَ المقاومة الشعبية ضد العدوان الثلاثي على مصر، وهي خطوة كان لها مفعول السحر عند المصريين، الذين تدفقوا على منطقة قناة السويس ليندرجوا في صفوف المقاومة التي انتهت بجلاء 3 من أكبر قوى العالم آنذاك : إنجلترا ؛ وفرنسا ؛ وإسرائيل، عن البلاد.

    ظل الأزهر الشريف قلعة الاسلام عبر العصور و لقد كان الجامع الأزهر في مصر هو الذي يمثل الدعوة الإسلامية و العمل السياسي الإسلامي المستقل عن الحكام في عصر المماليك و العثمانيين و حتى بداية عصر "محمد علي" و الذي في عهده بدأ تقييد حركة الأزهر و تجريده من نفوذه السياسي وبدأ دوره في التراجع منذ منتصف السبعينات بشكل دراماتيكي، وعلى مدى عقود بقي فيه رجال يدافعون عنه ويحولون بينه وبين السقوط، حتى تولى [ ربيع الثاني 1431 هـ ~ أبريل 2010م] شيخه الحالي [ يحمل الرقم 48 في قائمة شيوخ الأزهر ] أمر إدارته، فألقي به في هاوية ليس لها قرار ، ليصبح الإمام الأكبر للمسلمين السنّة في العالم، وصاحب المنصب الديني الأبرز الذي لا يتم خلعه إلا بالموت. فلا أحد لديه صلاحية قانونية لعزل شيخ الأزهر، وهو ما يضفي على المنصب جلالاً خاصاً، ويزيد من خطورة دوره . والتراجع بدء على مراحل عدة انتهت لما هو عليه الآن.
    *****
    الأزهر الآن، وعلى مدى السنوات الماضية، صار محل جدل، بعضه ديني وأغلبه سياسي ومنه ما هو ثقافي واجتماعي. الجدل يروح ويتجدد مع كل مناسبة تكون المؤسسة الدينية طرفا فيها، تزيد حدته أحيانا وتنخفض أحيانا أخرى.
    ******
    وفيما يتعلق بتعيين شيخ الأزهر كان النظام المتبع في البدايات الأولى هو أن يختار كبار العلماء من بينهم «ناظر» يشرف على شؤون الأزهر الدينية، حتى استحدث الأزهريون منصب شيخ الأزهر للمرة الأولى في عهد الحكم العثماني ليتولى رئاسة علمائه ويشرف على شؤونه الإدارية، ويحافظ على الأمن والنظام في الأزهر، وكان أول من تولى هذا المنصب هو الشيخ محمد عبدالله الخراشي سنة 1690م. وبعد ذلك تمت تسمية هيئة لكبار العلماء تتولى شؤون الأزهر كافة، وعلى رأس مهامها اختيار الإمام الأكبر، وظل هذا الوضع قائما حتى صدر قانون تطوير الأزهر رقم 103 لعام 1961، الذي أعطى رئيس الجمهورية حق تعيين شيخ الأزهر، كما حل مجمع البحوث الإسلامية، محل هيئة كبار العلماء.
    ويرى علماء كبار في الأزهر أمثال الدكتور عبدالمعطي بيومي [تصريح له في أبريل 2010م]، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن المجمع بوضعه وشكله الحالي لا يصلح لاختيار شيخ الأزهر، ويحتاج إلى كثير من الإصلاحات التي تتعلق بطريقة اختيار أعضاء المجمع أنفسهم، حتى يتمكنوا من اختيار الشيخ.
    علماء آخرون أكدوا أن معركة الأزهر ليست بهذه البساطة، ويقولون :« التحديات التي تواجهنا داخلياً وخارجياً، تجاوزت مسألة مصادرة كتاب، أو حتى تعيين الشيخ .. فلدينا في الداخل أنواع مختلفة من التطرف، والمسلمون متهمون في الخارج بالإرهاب .. كل هذا محسوب على الإسلام، والإسلام منه بريء، وعلينا تصحيح الصورة. المسألة ليست دينية فقط بل لها أبعاد اجتماعية وسياسية واقتصادية وتعليمية .. معركتنا الحقيقية هي الاستيعاب في الداخل أي استيعاب المتطرفين وإعادتهم إلى صحيح الدين، والانفتاح على الخارج في زمن تتسع فيه موجات الخوف من الإسلاميين أو ما يسمونه بــ ( الإسلاموفوبيا ) ».
    *****
    [الجزء الأول ]
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    المراجع والهوامش :
    [ 1. ] الكاتب لا يؤمن بفصل الدين [الإسلام؛ إذ أنه نظام يعالج جميع قضايا الإنسان] عن الحياة؛ كما ولا يعترف بوجود كهنوتية في الإسلام، أو رجال زمنيون ورجال الدين ، والتعبير " المؤسسة الدينية " لا يقصد بها التشبيه بما عند الديانات الآخرى من نظم وأشكال إدارية.
    [ 2 .] راجع : مقال للسيد: أحمد طه.
    [ 3. ] راجع : مقال للسيد: محمد عبدالحكم دياب.
    [ 4 . ] راجع : مقال بالشرق الأوسط اللندنية، السيد: حمدي سليم .
    [ 5 . ] انظر : منتدى حقوق الإنسان .
    [6 . ] انظر : جريدة الشعب؛ المصرية.
    [ * ] أنظر : بيان شيخ الأزهر محمد مأمون الشناوي في عيد ميلاد الملك فاروق؛ وهو بيان يحمل المدح والثناء والتبجيل لفاروق ووالده والعائلة الحاكمة . ومن بين نصوص البيان قوله :" وقد استجاب الله دعاء هذا الشعب المخلص لجلالته الوفي لعرشه . فتحققت للبلاد أمانيها واستكملت استقلالها وهبت نشطة بفضل توجيه الفاروق العظيم" .
    وأيضاً انظر مجلة الأزهر أعداد رمضان، و جمادى الأولى عام 1368 ه‍ . واحتفل الأزهر أيضا بعيد جلوس فاروق على العرش الموافق 6 / 5 / 1949 وكذلك ذكرى رحيل الملك فؤاد . انظر إعداد الأزهر في تلك الفترة .؛ المصدر: مدافع الفقهاء ؛ صالح الورداني ، ص 42 .
    [** ] أنظر المرجع السابق؛ وموقف الأزهر من الحركة الإسلامية؛ مثل كتاب " الحركة الإسلامية في مصر".
    *****
    ملف من إعداد
    محمد الرمادي
    الخميـس 18. جمـادىٰ الاولـى 1432 هـ ~ 21 . ابريل 2011 م

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    867
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    10-11-2011
    على الساعة
    11:17 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الافضل الاستقلال حتى يرجع الى دوره

    ويكون شيخ الازهر بالانتخاب من جميع علماء المسلمين فى اى مكان بالعالم

    مثل اى منصب فى اى منظمة دولية والازهر ليس باقل منها
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيلَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73)

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    157
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-07-2012
    على الساعة
    04:45 PM

    افتراضي

    أختي العزيزة
    السلام عليكم !
    كيف نترجم هذه الأمنية إلى واقع ملموس .
    المسألة طرحت عدة مرات ، قبل الثورة وبعدها !.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,168
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-09-2012
    على الساعة
    01:53 AM

    افتراضي

    دين الناس،
    أمن الناس وأرواحهم،
    طعام الناس .

    ثلاثى هؤلاء يجب استقلالهم بصورة تناسب كل .
    و إلا فلن يعيش قوم بهدوء وأمنٍ أبداً ولو بعد حينٍ .
    هذا باختصارٍ شديدٍ جداً .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    قُمْ يَا أَخِي بِشَوْقٍ للهِ قِيَامَ مُوْسَى فَقَدْ قَامَ وَقَلْبُهُ يَهْتَزُ طَرَبَاً وَ يَضْطَرِبُ شَوْقَاً لِرُؤْيَةِ رَبِِهِ فَقَالَ" رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ..." وَجَهْدِي أَنَا "...وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى".
    أستغفرُ اللهَ لِى وللمسلمينَ حتى يرضَى اللهُ وبعدَ رضاه، رضاً برضاه .
    اللَّهُمََّ إنَّكَ أَعطَيتَنَا الإسْــلامَ دونَ أن نَسألَكَ فَلا تَحرِّمنَا وَ نَحْنُ نَســأَلُكَ .
    اللَّهُمََّ يَا رَبَ كُلِ شَيئ، بِقُدرَتِكَ عَلَى كُلِ شَيْئٍ، لا تُحَاسِبنَا عَن شَيْئٍ، وَاغفِر لَنَا كُلَ شَيْئ .
    اللَّهُمََّ أَعطِنَا أَطيَبَ مَا فِى الدُنيَا مَحَبَتَكَ وَ الأُنسَ بِكَ، وَأَرِنَا أَحسَنَ مَا فِى الجَنَّة وَجْهَكَ، وَانفَعنَا بِأَنفَعِِ الكُتُبِ كِتَابك،
    وَأجمَعنَا بِأَبَرِِ الخَلقِِ نَبِيَّكَ نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي تَقَبَلَ اللهُ مِنَا وَ مِنكُم وَ الْحَمدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    157
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-07-2012
    على الساعة
    04:45 PM

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته !
    أحسنت أخي الحبيب ...

« المؤسسة الدينية بين الإستقلال والتبعية !!!»

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. في الأخوة الدينية - عربي
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-05-2010, 02:00 AM
  2. القنوات الدينية على النايل سات + تردداتها !!
    بواسطة نعيم الزايدي في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-04-2010, 01:56 AM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 24-12-2009, 08:13 PM
  4. المؤسسة الكنسية وإبادة المخطوطات والنصوص
    بواسطة دفاع في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-07-2008, 06:19 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

« المؤسسة الدينية بين الإستقلال والتبعية !!!»

« المؤسسة الدينية بين الإستقلال والتبعية !!!»